رواية اصرة العزايزة (كاملة جميع الفصول) بقلم نهال مصطفي
علم حتى غير رؤوف مجرى الحوار الدائر بينهم
هارون فين من أول اليوم !! هو الواد ده خطب ومش هنعرفوا نتلايمو عليه !
أشعل هاشم سيجارته التي رماها بفمه وقال
لا مش هارون أخوي بيقولوا في مشكلة بيحلها.. قولي ناوي على أيه مع نجاة!!
تنهد رؤوف بكلل
كل خير على فكرة أنا فكرت في رأيك ولو اتقفلت الدنيا هعمل زي ما قولت لي !!
وفكرك نجاة هتوافق !!
لازم توافق مفيش حل !!
دعبس هاشم وراء مخططه الذي يخفيه كي يرى عواقبه بعين ابن عمه
ولو اتكشف !!
ايه هيقتلونا !! ولا هيطردونا من النجع ! كله ۏجع يا هاشم ومفيش ۏجع زي ۏجع القلب.
شجعه هاشم قائلا
وأنا شاهد قول يلا وهتلاقيني في ضهرك ..
جاء صوت حمحمة هارون في تلك اللحظة فهمس له رؤوف محذرا
شد هارون مقعده وشارك مجلسهم قائلا
متجمعين عند النبي .. خير !!
أخيرا ظهرت ! فينك من بدري ..
سحب سېجارة من علبة أخيه وأشعلها بضيق بعد ما تجاهل اتصال زينة وقال
إهي مصالح !! عاودت ميتى !!
هاشم بانفعال
الصبح .. واتفاجأت امك قرت فاتحتي .. صفية مش هتبطل حركاتها دي يا هارون !!
أهي دبستك معاي يلا اهي چوازة والسلام كبر راسك .. نغم چدعة .
بس أنا مش رايد نغم يا هارون ولما اتحدتت معاها لقيتها هي كمان مش رايدة .. هو الچواز بالغصبانية !
يبقى أخلع خفيف خفيف قبل ما تتورط ..
كاد أن يجوابه ولكن قطعه رنين هاتفه باسم البكباشي فأخذ هاتفه على الفور وانسحاب مستأذنا
أفسح هاشم الساحة لابن عمه كي ينفرد بأخيه فاستغل رؤوف الأمر ومال نحوه
هارون عاوزك ..
خير !!
عاوز اتچوز نجاة !
قاطعه هارون ليذكره
وانت داري بالأعراف لو اختارتك تسيب ولدها لناسه ومفتكرش نجاة هتضحى بولدها ..
ما هو لازما يكون في حل !!
نفض هارون عبق سيجارته بالأرض واكمل
هارون عقولك نشوفو حل مش تعقدها !! ديه ظلم .
رد هارون بكلل إثر صداع رأسه الذي يصدح من طول يومه
والله يا رؤوف لو حليتها ودي مع ناس چوزها انا معاك محدش هيعارضك وتبقى شفعت في المسكينة دي ..
ثم وثب قائلا
انا هروح أنام عشان مش واعي قدامي ..
جاءت الليلة الموعود وهي ليلة الحنة للعروس .. دقت الطبول بدوار العزايزة واجتمع النسوة بساحة القصر تحت أجواء من المرح والفرحة وصدح أصواتهم المهللة .. كانت ليلة بغرفة هاجر تقيس جلبابها الأحمر القاتم الصعيدي الذي تناقس مع بنيتها الأنثوية ومنحها مظهرا جذابا وأنيقا .. توقفت أمام المراة لتعقد حزام خصرها المطرز بمساعدة هاجر التي تشيد بجمالها وتناسب الزي لها .. فرغت من عقد رابطة خصرها وهي تتأمل جمالها المعكوس بالمرآة
يعني بجد شكلي طالع حلو !!
ترنحت هاجر في جلبابها الأزرق الجميل وقال بإنبهار
تقولي للقمر قوم وليلة تقعد مطرحك ..
لملمت شعرها للوراء وهي تشبك الخصل ببعضهما ب التوكة الفضية ثم وضعت القليل من الحمرة فوق ملامحها ليبرز جمالها وبراءتها أكثر .. فتدخلت هاجر قائلة
يلا تعالي نشوفوا العروسة ..
تابعتها ليلة بمرح بعد ما قضت ليلتها مع الفتيات تشاركهم فرحتهم والضحك والرقص وغيرها من التفاصيل رغم انشغال وقتها وعقلها التام بما يحيط حولها إلا انا أعينها طول الوقت كانت تبحث عن هارون تفتش عنه هنا وهناك تعلقت أعينها بمدخل الباب الذي لا يأتي به أبدا طول النهار لا تعلم سبب تلك التصرفات المراهقة التي تغمرها كأنها فتاة صاحبة السادسة عشر عام ولكنها بررت لنفسها بإنها تشعر بالغربة في ذلك المكان الذي لا تألف غيره غيره هو هارون العزايزي ..
قطعت الممر الخاص بالطابق العلوي لتصل للغرفة التي تقطن بها العروس مع أحدى فتيات النجع المختصة بتزينها دخلت هاجر الغرفة وما أن وطأت أقدامها بالداخل اطلقت العديد من الزغاريد وكلمات التهئنة والمباركات حتى تدخلت نجاة التي تعد رسومات الحنة
عقبال فرحتنا بيكي يا هاچر
قبلت هاجر أختها صاحبة الشعر المفرود والحمرة الخفيفة وقالت
عروستي القمر
عقبال فرحتي بيكي يا حبيبتي مع اللي يستاهلك
هنا جاء صوت ضړب النيران من كل صوب وحدب ركضت أحدى الفتيات نحو النافذة وصاحت
هارون بيه وهاشم بيه عيضربوا ڼار ..
لم تكبح فضولها أكثر من ذلك بل هرولت نحو النافذة لتراه في جلبابه الأبيض رافع فوهة سلاحھ لأعلى ويفجر العديد من الطلقات بالهواء فجأة تحولت عينيها الباحثة عنه إلى أعين ثابته تتأمله بإعجاب وانبهار بتلك المعالم الرجولية الجذابة وهو ينافس هاشم أخيه بضړب الڼار بين أجواء لطيفة من الفرح والمرح .. لقد تبدأ الرحلة القلبية نحو الڠرق عندما تقف على حد عينيه وتطيل النظر بعد فترة طويلة من البحث .. جاءت هاجر من خلفها لتهتف
بفخر بأخوتها
أچمد أخوات عروسة ..
في تلك اللحظة فتح الباب بصوت الزغاريد المندلعة من زينة وهي تهلل بسعادة لا توصف اول ما فعلت رفعت وشاح رأسها لتتباهى بشعرها الطويل المموج أطرافه وهي تصيح
عروستنا الزينة وجمالها ديه جاي من ورد جنينة..
ثم مالت على هيام وعانقتها وهي تقبلها
الف بركة يااحلى عروسة ..
تحمحمت هاجر بضيق عندما رأت زينة التي لا تتقبلها أبدا وقالت پاختناق
ايه زينة الهم چات ..
تفاجأت ليلة من ذم هاجر لخطيبة أخيها وقالت بهمس
أنت مش بتحبيها ولا ايه !!
تمتمت هاجر بحذر ألا يصل صوتها إليها
زينة هبلة بس مشكلتها مش عاوزة حد يشوف غيرها هي وبس في اي قعدة شايفة نفسها مفيش بت في حلاوتها .. وو
فابتلعت هاجر بقية كلماتها وهي تدنو من هاجر لتعانق وما أن رأت ليلة بجوارها عاندت وبكيد نساء لكزتها بكوعها في كتفه فابتعد ليله عنهم متأوهة من شدة الضړبة التي نالتها منها بغيظها ضمت زينة هاجر عنوة وهي تربت على ظهرها
عقبالك يا داكتورة .. عقبالك يا ست البنات .
عاتبها ليلة بغيظ
مش تاخدي بالك الله !!
ابتعدت عن هاجر وهي تعتذر لها عن عدم رؤيتها المزيفة
ااه هو أنت دا أنت لسه مأنسانا !
بادلتها ليلة بابتسامة مزيفة
ااه لسه ده لو مش هيضايقك..
اكتفت زينة بنظرة كريهة لها من رأسها للكاحل وهي تعبث بشعرها لتقلد ليلة وتسريحة شعرها ونظرت لهاجر وقالت
هارون لساته مكلمني وقالي اتوحشتك يا زينة ومتعوقيش ومستنيكي عشان عيتوحشني .
أسبلت هاجر أعينها بسخط
غريبة هارون مش بالخفة دي والهطل داه !! كنك مجودة هبابة يا زينة
اخفت زينة غصة خيبتها وأكاذيبها وقالت بغنج متعمدة إثارة غيرة ليلة وهي تحدق بها
الحب ياهاجر يعمل أكتر من إكده مش عاوزة أقولك من امبارح وهو رن رن خوتني مكالمات كنه مش مصدق أنو فاتحتنا اتقرت ..
تدخلت ليلة بعفوية وهي ترجع خصلة من شعرها خلف أذنها وقالت
غريبة أنا كنت مع هارون بيه في لاقصر إمبارح طول اليوم مستأذنش ولا دقيقة انه يكلمك !! أنا مش بكذبك بس ممكن يكون اتصل بيكي فعلا لما رجعنا .. أو أنا مخدتش بالي كنت مشغولة بالتصوير !!
جحظت عيني زينة بنيران الغيرة
يعني ايه أنت وهارون لحالكم في لأقصر !!!!
فأكملت هاجر بخبث
ليه !!