رواية اصرة العزايزة (كاملة جميع الفصول) بقلم نهال مصطفي
حتى ارتطم ظهرها بأحد نوافذ السيارة وأتبعت بحس فكاهي
اه اكدب عادي أنا بحب اللي يكدب عليا مادام هيبالغ في حبي !!
ثم تعرقلت بخناجر أهدابه بالمتراقصة وحكت جدار عنقها مصلحة الأمر
قصدي في مدحي
رفع حاجبه الأيسر وبنبرته الآمرة مشيرا لسيارته
اركبي .
عارضته بإصرار وهي ترفع كفها بوجهه لتسهب بالأمر
استند كفه على سقف السيارة خلفه محافظا على قانون المسافات بينهما وقال برزانة متعمدا اثارة استفزازها
وهما فينهم دول ! مش شايف حاچة قدامي ! ولا قصدك على الخواچات اللي شوفناهم چوه !
رفعت جفونها لتتشابك بأنظاره إثر استهتاره بأنوثتها ورقتها وقالت بنبرة متقطعة
اڼفجر ضاحكا لأنه توصل لما يريده معها ولا يعرف سببه لماذا يراوغها دوما لم تناسى أشغاله بجوارها !! لم يلاطفها ويجاريها في الحوار وكأنها رفاق من زمن !! لم كل هذا الوقت لها وهي أول إمراة بعد أحلام ترافقه السير والخروج !! لم هي !!
ذابت في صحن ضحكته المتفجرة والتي ادت إلى انكماش ملامح وجهه وهي يضرب كف على الأخر لعفويتها الزائدة والتي تاهت في رد فعله عليها بين رجولته الطاغية وبين روحه الفكاهية التي يضحك بها لتخرج عن صمتها وعن فصل الإعجاب به متناسية سبب خناقتهم الأساسي لتردف بتيه
أبلتع مجاملتها اللطيفة وهو يمسح بالمنديل قطرات العرق المتصببة من جبهته ليقول برسمية
ربنا يعزك ..
أدركت للتو ما قالته وكيف تمادت في مدحه فلهثت لتبرر بعفوية
لما تشوف حاجة حلوة اتعلم تقول عليها حلوة وتمدحها زي ما أنا عملت بالظبط ..
تلاقت الأعين لتكذب أقاويل الألسن المزيفة والتي تنطق بكلمات تتنافى مع منطوق القلوب التي دعت أمرها لمرايا العيون التي خلقت بنقاء طفل لم تندس روحه الأيام .. يبدو أن الاثنان جاءا خير معلم لبعضهما جاءت لتؤثر بطباعه القاسېة واستخدامه الدائم لسيف القوة وتجاهله لحقيقة خلق قلبه الذي يفيض بالشعور غير إنه خلق ليضخ دما فقط جاءت لتعلمه بأن للقلوب زهور يفوح عطرها من بوابات الكلمات أما عنه جاء إليه ليعيد تشكيلها من جديد بصورة أقوى أخشن أشرس لمواجهة أنياب الحياة التي تمضغنا بين فكيها قطع وصال النظرات الفائضة بينهم وأردف بهدوء تام
أيوة يا ما إحنا وصلنا للخياطة أهو وهيام عتقيس الچلاليب
أردفت هاچر جملتها الأخيرة وهي تقفل باب السيدة التي يخيطون عندها ملابسهم باستمرار والواقع مكانها بخارج نجع العزايزة خرجا الأخين معا برفقة نجاة التي وصلتهم بسيارتها ردت صفية الغارقة في رص جهاز ابنتها
طب متعوقوش وخلي نچاة تسوق على مهلها ولا ابعتلكم واحد من الولد !!
طب لاغيني كل هبابة..
لبت هاجر طلب أمها بطاعة وهي تتحرك صوب سيارة نجاة المصفوفة لتأتي بالحقيبة الأخرى التي بدها ملابسهم للحنة مالت لتأخذ السلة البلاستيكية من داخل السيارة فإذن بسيارة متعمدة تسيرت بأقصى سرعة لتلمس عجلاتها بؤرة المياة فنثرت قطرات الماء الملوثة على هاجر التي هبت صاړخة
توقفت السيارة على جنب فظهر منها شريف الذي نزع نظارته وأقبل إليها متعذرا
أسف كنت بتكلم في التليفون ومخدتش بالي..
رمت السلة من يدها بداخل السيارة وصاحت بوجهه
والله !! يعني سايق وبتتحدتت في المحمول ولابس نضارة شمس وكمان عاوز تاخد بالك !! هتاخد بالك من ايه ولا ايه يا حضرة أنت !!
استغل شريف أسلوبه الاستغلالي ليميل قليلا نحوها ويقول معتذرا
أخد بالي أن في قمر واقف على شمالي !!
لم يتحرك بها شعرة إثر رومانسيته المزيفة وقالت بسخط
لا أنت بس خلي بالك من الطريق وهنكون شاركين لخدماتك والله !!
ثم استدارت لتأخذ حقيبة الملابسة فاقترب منها خطوة وقال
قولت أسف وبعدين هو القمر زعلان ليه !
لملمت جمر ڠضبها
لا دا أنت قاصد يتقل منك !
رسم ضحكته المخادعة على محياه وهو يقول
بتزعلك قمر !! طيب ما تقوليلي اسمك ونتعرف وو
صفعت باب السيارة بقوة وهي تهتف پغضب
شكلك جاي تتسلى بس حظك جابك مع الشخص الغلط ..
مد يده ليصافحها وبنفس الملامح الخبيثة
الرائد شريف أبو العلا رئيس المباحب هنا .
لم يتحرك بداخلها ساكن رغم وسامته التي يبالغ في وصفها بنات مدينته إلا أنها استقبلته إعزازه بنفسه بتقليل وقالت ناصحة
طب خاف على دبورتك وكل عيش في بلدنا أحسن أخواتي لو شموا ريحتك هيطيروك أنت وهي!!
كانت تلك آخر جملة تفوهت بها هاجر لتلقي بداخله شرارة حبه لاستكمال اللعبة التي قطعها على نفسه عندما تحرى عن هارون وأخوته وعلم بهوية هاجر الذي أخذ يتتبع خطاهم منذ خروجهم من كمين النجع وكأنها قدمت له على طبق من فضة ارتدى نظارته الشمسية وقال بمكر وهو ېحرق ظهرها بأسهم أنظاره الشريرة
كده يحلو اللعب ..
أمام منزل الحج أبو الفضل .
يتوارى بكر خلف أحد الأشجار منتظرا رحيل هلال الذي أحضر كافة الطلبات التي تحتاجها السيدة صفاء وألح أن يأتي بها بنفسه بعد صلاة الظهر في اللحظة التي غادرت فيها سيارته من البيت جر الأخير ذيول مكره وهو ېصفع باب بيتهم بعداونية
عاچبك أنت المسخرة دي !! راچل غريب داخل خارچ بيت عمي وأنا زي الأطرش في الزفة !! اسمعي يا رقية أنت وأمك
ومن غير يمين ما هيخلص الأسبوع إلا وأنت مرتي وفي بيتي ووريني هلال ولد خليفة هيعمل ايه !!
ثم رفس الباب الذي يختبأ خلفه الام وابنتها
عال والله بقا صاحب البيت جاي رايح على راحته ! ومداري ورا العمة والچلابية وياعالم ناويين على أيه ولا بيچي إهنه ليه !! ديه في خيالك يا رقية !! وولد خليفة أنا هعملو الأدب وشرف أمي ما هسيبكم تتهنوا ..
صاحت أمها من وراء الباب المقفول
ياولدي حرام عليك ديه كلام يخربيب بيوت يا بكر .. وحد الله .
صاح متوعدا
وأنتوا لسه شوفتوا خربان بيوت !! دانا هطربقها على روس الكل بحق بتك اللي خلتني مقدرش أرفع راسي في النچع أنا هوريها .
هتفت رقية بغل وهي تسند رأسها على الباب وتتلصص السمع
ولا تقدر تعمل حاچة وأعلى ما في خيلك أركبه و يلا غور من إهنه
هتشوفي يا رقية ورحمة أبوكي وأبوي
لهخليكي تحفي وراي عشان اتچوزك
هتفت متعمدة إثارة غضبه
خف جعجعة وحل عن سمانا وإلا المرة دي هقل منك بحق وحقيقي يا بكر ..
لهث أمام بيتهم ليقول آخر جملته
هتشوفي هتشوفي يا رقية يا بت عمي أما خليت راسك المرفوعة دي في الوحل مبقاش بكر ولد فياض ..
حل المساء وعاد هارون برفقة ليلة إلى بيت العزايزة وما أن رأت ليلة غرفتها تناست تماما أمر الأقراص المهدئه حيث اكتفت بنزع حذائها والتوسد بنتصف فراشها من مشقة رحلتها التي لم تخل من شجارها مع هارون ومخالفته الرأي دوما أما عنه انطلق في أرجاء نجعه لمباشرة بقية مهامه المتراكمة فوق رأسه بمساعدة هيثم أخيه أما عن هاشم الذي اطمئن قلبه رفض نغم له وأحس بأن غمة صدره قد انزاحت كان جالسا برفقة رؤوف بحديقة منزلهم يتحاورن حول الأخبار والأحداث الناشبة بسيناء وغيرها من مشاكل البدو بمرسى