الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية اصرة العزايزة (كاملة جميع الفصول) بقلم نهال مصطفي

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

مقدمة الآصرة الرابعة عشر 
وصف أحدهم ذات مرة شعور الهزيمة قائلا 
الوضع أشبه بأن أستعين بصبري فأجده قد نفذ فأستعين بعاطفتي فأرى فؤادي فارغا وألتفت حولي فأرى العدم يتلبس كل الأشياء التي كانت هنا..!
أنا وقلبي الحزين صرنا نراقب العالم من وراء نافذة غرفتي لإننا فقدنا قدرتنا على مخالطة البشر ..
نهال_مصطفى

كل قصص الحب التي اندلعت نيرانها بالأفق ابتدت بمجرد لعبة ظريفة الإفراط بالنظر الڠرق في التفكير حلم عابر ولكنه استوطن بصدرك كلمة قيلت دون أن تنتوي حبا ولكن القلب تعلق بها كقشاية نجاة له من هذه الڠرق .. لعبة عبثية جمعت اثنين وورطتتهم ببعضهما البعض !! 
راقت لها العبث بقوانين اللعبة وقالت بجزل طفولي مبطن بالتحدي
مادام أنت شايف كده أيه رأيك نجرب !!!!!
لم تتلقى ردا على طلبها إلا صمتا يميزه ابتسامة خفية لا ترى ولكنها تحس ترجمها عقلها على أنها قبول لعرضها وقالت بشغف لا ينتهي 
يبقى نجرب أظن مفيش مستحيل أكتر من حالتنا بس مش هنطوف زي ما هما كانوا بيعملوا عشان حرام طبعا .. بس هنعمل حاجة تانية تحقق الأسطورة !!!!
انكمش حاجبيه وضاقت حدقة أعينه وبرزانه ما بين رفض علقھ و حماس قلبه الذي اعتاد النمطية والحكمة قال 
كيف يعني!! 
أشرقت الشمس من ثغرها المبتسم إثر قبوله لقواعد اللعبة التي لا تدرك لماذا يشغلها أمر اثبات أسطورة كهذه لعقله المتحجر لم كل هذه الفرحة التي تلبست بها فجأة !! نزعت خاتم أصبعها الرقيق من البلاتين ونظرت ليساره التي تحوي على خاتم فضي ذو حجر كريم باللون الأسود وقالت مستأذنة 
هيضايقك لو خدته !! 
يبدو أنه اعتاد على التخلي عن أشياءه الخاصة نزعه بسهولة من يده وقال 
عادي عندي غيرو كتير 
توقفت ليلة على ضفة استغناءه المغلفة بالاعتيادية كمن اعتاد التخلي دوما وسألته 
شكلك مش من الأشخاص اللي بتتعلق بالأشياء .. عكسي خالص . 
رد بحكمته التي استمدها من تخليه الدائم في سبيل الآخرين 
مش صح لو علقنا قلوبنا بكل حاچة في نهاية الطريق هتلاقي قلبك خالي لان مفيش شيء مكتوبله الأبدية كله راحل وبالتالي هترحل معاه قلوبنا اللي اتعلقت فيه .. 
سبحت عينيها الحائرة في موج خيباته التي لا يطلع عليها أحد وقالت بتخابث كي تنبش بدواخله 
واضح إنك خسړت حاجات كتيرة في حياتك وصلتك للمرحلة دي !! 
خفق قلبه مشتهيا فتح صفحاته أمامها ولكن شموخه استهانته بالۏجع الذي أكل قلبه دون أن يعترف بذلك تجبره على كل الفضفضة ولكنه لم يعد من شكاة الأطلال الذين يمجدون حزنهم دائما .. شخص مثله درب علقھ أن يكون أقوى من كل العواطف التي تحيط به كي لا يسخر نفسه التي تجبره أن يكون قويا طول الوقت .. تحمحم بهدوء 
هاه هتصوري !!
نظرت له ب شرود وهي تحاول قراءة حزن تلك الأعين التي تكابر في إخفائه وقالت بلطف 
الخاتم !! 
نزع الخاتم ذو الحجر الأسود من يده ومده لها .. أخذت منه الخاتم وظلت تعبث به في كل أصابعها لتقارنه بحجم يدها الطفولية وقالت بمزاح 
أيدك كبيرة أوي .. 
ثم وضعت براحة يدها خاتمها وخاتمه وشدت خيطا من شالها الصوف المرمي على كتفها وشرعت في ربط الخواتم ببعضهما تحت نظراته الساخطة على فعلها والذي لا يبادلها إلا ابتسامات السخرية متجاهلا صدح عقله الذي يدق ناقوسه برأسه ما هذا العبث الذي تفعله يا رجل !! وإلى أي مرسى تود أن تذهب !! 
انتهت ليلة من عقد الخواتم ببعضهما ثم رفعت جفونها إلى لتردف مبررة له بمرح عندما لاحظت شروده 
أنت مستغرب ليه !! إحنا بنجرب وبنلعب بس ..آكيد أنا وأنت مش هنتجوز بجد يعني والكلام ده .. دي چيم .
حك ذقنه وبتلك النظرات الثابتة التي تمطر عليها من مقلتيه رد بثغره الباسم 
زين إنك عارفة 
هااه !!
ثم أخذت نفسا مسموعا وقالت 
المفروض إني هروح اقدم الخواتم دي ل ساكمت . 
وهيعمل بيها أيه !! 
أول ما تمر عليه ليلة قمرية الخواتم هتتختفي ..
رفع حاجبه الكثيف بهزء 
يعني مش هتتسرق لا دي هتختفي .. 
ممكن ما تتريقش عشان ساكمت لو حس إنك بتتريق ه.
قاطعها بمزاح وهو يدنو منها خطوة سلحفية 
هيسخطني قرد !!! 
ضړبت رائحة عطره بسقف رأسها وكان صدى الأثر بقلبها الذي أخفق بتوجس وهي تقول بعتب
أهو لسه بتتريق أهو !! عموما براحتك .. 
ثم ركضت من أمامه بعجل لتكمل طقوس لعبتها التي تعتبرونها حجة لقلوبهم التي تعلقت وتعانقت ببعضها البعض منذ اللقاء الأول ولكنها هذه ألاعيب القلب فرغت ليلة من سرد أساطيرها ثم وعادت إليه وشغلت كاميرتها وثبتتها بمكان ما على السور الحجري وطلبت منه 
كل اللي هتعمله تدوس هنا وقت ما أخلص !! 
جلس على السور بجوار الكاميرا وهما الاثنان يرقبونها بأعينهم القوية أعين تسجل التفاصيل بالكارت المدمج وأعين أخرى تحفر تفاصيلها بين خلايا عقله .. أشعل سيجارته وشرعت هي في استراد شخصيتها وروحها أمام الكاميرا .. شد نفس من سيجارته ثم أوقف التسجيل وقال بنصح 
خلى راسك مرفوعة .. 
تحمحمت عاملة بنصيحته وهي ترفع رأسها وسألته 
كده تمام !! 
أومئ بخفوت وهو يعيد تشغيل الكاميرا ما شرعت في قول جملة أولية عن المعبد فأوقف التجسيل قائلا بنصح إثر بروز عروق رقبتها 
أرخي كتافك عشان محدش يحس إنك متوترة .. 
أخذت نفسا عميقا بجفون مغلقة وتقبلت نصيحته على الرحب والسعة ومع ابتسامة طفيفة 
أنا أصلا مش متوترة ..
رد بهدوء وهو يضغط على الزر 
أنا عارف بقول لك أيه .. يلا كملي .. 
عادت لمواصلة حديثها ولم يمر عشرون ثانية حتى عاد لإيقاف التسجيل مرة أخرى 
بلاش تلمس وشك وشعرك كل شوية هتشتتي انتباه اللي عيتفرچ.. 
اتسعت إبتسامتها لاهتمامه بأصغر التفاصيل كي تخرج صورتها في أكمل وجه سألته 
في أي ملاحظات تانية عشان كل ما تفصلني بنسي كنت هقول أيه !! 
مسك الكاميرا وحذف تلك المحاولات الأولية ثم غرس أعين بتلك الشاشة الصغيرة التي تعكس صورتها باهتمام مفضلا أن يقوم هو بتصويرها بدلا من وضع الكاميرا ثابتا شاور بكفه كي تبدأ من جديد قائلا برزانة وثبات 
من أول وچديد يلا . 
وشبكنا بدبلته وقرينا فاتحته وعرفنا نيته 
كانت زينة تغرد كالبومة في جميع أرجاء فوق رؤوس الجميع وبالأخص نغم الجالسة بأحد أركان المنزل إثر إلحاح زوجة خالها تشاهد التلفاز كي تخرج من حالة الحزن التي تعيشها مع جدران غرفتها .. ولكن ذلك لم يشتت حزنها عن تلك الورطة التي تورطتها جلست زينة بجوار أمها وهي تحكي لها بصوت مرتفع 
تعرفي ياما طول الليل انا وهارون نتحددوا .. طلع كلامو حلو قوي ياما .. ورسايل كلها حب .. 
ثم اقتربت من أمها أكثر بشغف مضاعف 
تعرفي طلع عيقول كلام من اللي عيدوخ ياما سمعته من إهنه واتقلبت نمت مدرتش بروحي .. الحب طلع حلو قوي ياما .. 
لم تمهل أمها الفرصة للحديث
بل قاطعتها وهي تلوح بذراعيها اللاتي يكسوهن الأساور الذهبية 
وقالي هخلص كل مصالحي واچيلك چري نتعشوا سوا يا زينة .. چاي عشاني ياما .. 
خناجر حادة كانت تطعن بقلب نغم حتى تذكرت سرد تفاصيل ليلة أمس وهي تتوسل لخالها أن يرفض زواجها من هاشم 
فلاش_باك ..
ياخي وغلاوة أمي عندك أنا مش رايدة هاشم ولا عاوزة اتچوز من أصلو كلم الحچ
 

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات