رواية اصرة العزايزة (كاملة جميع الفصول) بقلم نهال مصطفي
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
هو وهو عيكلمك طول اليوم إمبارح موقعش بلسانه وقالك إنه في لاقصر !!
هنا تدخلت نجاة بعد ما تبادلن كل من هاجر وليلة الضحك على عبث ملامحها فجأة وهي تستشيط ڠضبا وقالت
يلا ننزلو الكل مستنينا تحت وبطلو حديت فاضي
بالأسفل .
انسحب هاشم من أجواء الأحتفال مع رجال قبيلته وأخوته ليتوارى خلف أحد الأشجار ليتحدث مع رغد التي هاتفته لتبارك له على فرحة أخته وتمدح بجمال هيئته من خلال الصور التي أرسلها لها قبل قليل .. غادرت رغد غرفتها لتنتقل للشرفة وهي تقول
تحمحم هاشم وبرقت عينيه
لا مټخافيش قلبي مش واعي لوحدة غيرك خلي اللي يقول يقول..
يعني اتعاكست!!
فكر للحظة ليثير معالم غيرتها
أكيد وأنا شوية ولا ايه لسه متعاكس من حتة ست كيف البدر جمالها جمال فرس عربي أصيل ..
رسمت الضحكة على محياها وهي تعبث بشعرها
ولو معدتيهاش هجيلك ونعيدوها سوا..
سألته بدلال
هي أيه دي بقا !
تحمحم ليخشن صوته ويرسخ معالم وجهه وهو يقول بثبات
ليلة إمبارح ..
اطلقت ضحكة انثوية زلزلت أوصال قلبه وسألها
منزلتيش الشغل .
بكرة باذن الله ياحبيبي هنزل بالحق يا هاشم عايزة أقولك أن مامي مش بتكلمني وزعلانة مۏت على الفازة بتاعتها وأنا بجد مش عارفة أعملها أيه !!
هتزعلها شوية وتفك قوليلها البني آدمين عتموت يا سامية مچتش على الفازة ..
هبت معاتبة
كله من شقاوتك يا سيادة الرائد .. وفي الأخر أصل رغد عندها فرط حركة .. مامي بدأت تصدق بجد وعاوزة تاخدني لدكتور !!
المصېبة لو كانت صدقت بجد يبقى هي اللي محتاچة تروح لدكتور!!
ياسلام ده ليه بقا!
أصل التكسير ده مش بيحصل غير في وچودي يبقى الحدق يفهم ولا أبوكي مكنش يكسر !!
هاشم أنا كل يوم بتأكد أن صفية كسلت تربيك أمشي كده وبعدين اسمه باباكي هعلم فيك لامتى مش. كفاية لهجتك اللي بتتغير ١٨٠ درجة دي !!
رفع حاجبه ليمازحها بلطف
ماهو لو اسمه بابي يبقى مكنش بيكسر فعلا وسامية معذورة ..
أحمر وجهها من جرئته الزائدة وقالت بانفعال
استنى !!
أيه تاني
تفوه مستغلا لكنته الصعيديه في صيغة الأمر
عاوزك تطلبي لنا أوردر چديد المرة دي لأجل القديم جيه على هواي ..
ردت بانفعال والضحك يرج صدرها
هاشم بكرهكك
على الجهة الأخرى .
كان هلال واقفا برفقة هيثم أخيه الذي يتلصص النظر من الفتيات اللاتي يقبلن على دوارهم بأفواج من كل صوب وحدب تهامس في آذان هلال الواقف في صف الرجال يرحب بالمدعوين
حدجه بنظرة حادة فبرر هيثم موقفه مستخدما حبه للموسيقى
معاك أن دولت ضيوف لكن ال هناك دفوف ..
حذره هلال بهمس وهو يصافح أحد الرجال
تأدب !!
يعني لو تأدبت هتكفئ و هتوديني !
استغفر هلال بسره ثم دعا له
أسأل المولى عز وچل أن يصلح لك شأنك ..
رفع هيثم كفيه للسماء ليؤمم وراء دعاء أخيه فوقعت عينيه على دخول رقية وأمها فصاح هيثم فارحا
رقية چات ..
بدون إرادة منه تزحزت عينياه على تلك التي ترتدي فستانها الفضفاض وحجابها الطويل وتقف بمحاذاة أمها تتبادل السلامات مع الحجة صفية التي ضمتها لحضنها هرول هيثم لعندهم متجاهلا نداء هلال المتهامس فحركه عقله للانسياق خلف أخيه أو على الأجرح تحرك متبعا خطى قلبه الذي نبض بحروف اسمها من شدق أخيه هلل هيثم مرحبا بتلك السيدة وابنتها
يادي النور الداكتورة رقية وخالتي صفية نورونا إحنا على إكده اكتفينا معازيم أصلو جم اللي بيهم كلهم..
تمتمت صفية بضحك
يحظك ياهيثم تملي يحب يضحك ويهزر متاخديش منه كلمتين چد .
ربتت صفاء على كتفه لتمدحه
بس يسلم يدك يا زين ما ربيتي يا أم هارون هيثم ديه ولدي اللي مخلفتوش ..
ثم لمحت هلال ينضم لمجمعهم فأشادت بخلقه
وكله كوم والشيخ هلال ديه كوم لوحده راچل مچدع وشهم بصحيح .. يبارك لليد اللي ربت.
أطرق هلال وجهه بالأرض بعد ما اختلس نظرة من الجميلة الواقفة بجوار أمها
حيا الله من آتانا وتعطر بقدوه أراضنا ..
مال هيثم على مسامعه بتخابث
أنت أيه چابك هارون هيحش رقابنا ..
ضغط على مقدمة حذائه المخفية تحت جلبابه الفضفاض كي يصمت وتمتم بوجه باسم
كيف حالك يا أخت رقية والعاقبة لك ..
لكزه هيثم بعظى
إكده هتطفش منك .. أنت شكلك حافظ مش فاهم هتچرسنا يخربيتك.
ضغط هلال على حذائه مرة آخرى كي يصمت وهو يتلقى رد رقية بسعة صدر
الله يبارك فيك يا مولانا ..
ثم مالت على مسامع أمها
مش يالا ياما ندخلوا ..
هتف هيثم باعتراض
ليه ما أنتو واقفين دي جمعة مش هتتكرر تاني ده الشيخ هلال بنفسه چاي يستقبلكم !!
ثم حك رأسه وهو يغمغم
ويعك
ردت صفاء
فوق راسي يا ولدي تشكر كل مفهومية .
ربتت صفية على كتفها
دا أنت اللي نورتينا محدش عيشوفك غير فالأفراح أنت والبت القمر دي .. اتفضلوا اتفضلوا ..
دار هيثم لأخيه ليعاتبه
أنت چاي وراي ليه ! عشان تقولها العاقبة لك !! أنت أحول !
انكمشت معالم هلال بجدية وهو ينكر قطعا اتهام أخيه
جئت لاراقب أفعالك كي لا ټغرق بجب الفتنة !
غمز له هيثم بطرف عينه
والله ما حد غرقان بجب الفتنة غيرك ..
ثم رفع طاقية الأزهرية وهمس بأذانه ناصحا ليعديها بعد ما يفرغ خبث جملته
لما تيچي تصيع متصعش على صايع !!!
على الجهة الأخرى .
مال هارون على آذان هاشم الذي يسأله بحدة
كنت فين ومهملني !!
شد ياقة جلبابه برزانة
شغل يا هارون يا أخوي شغل يجيب كساح ..
رفع هارون حاجبه بسخرية
لا يا راچل !!
تمتم بآذان أخيه يتهامس مرتديا زي الشكوى
زي ما بقولك كسر وشيل وحط وهد خيم ووقع عواميد وفتش وقطع وشد أجزاء واضرب .. أخوك شقيان ..
قلب أمك !!
ااه والله صعبت عليك .
رد عليه هارون بمكر
لا .. بس اظبط ..
ما ليك علي حلفان أخوك شقيان..
في تلك اللحظة رن هاتف هارون بأحد المكالمات المنتظرة فهمس لهاشم بحرص عندما اطلع على هوية المتصل
خليك چار أبوك ..
انسحب بعيدا عن صخب الطبول والأصوات وقال
أيوة يا سمير ..
قال له الأخر
هارون بيه بعتلك رسالة على رقمك افتح شوفها ..
على الفور فتح هارون أحد مواقع التواصل الاجتماعي الواتساب ليجد رسالة صوتية من سيمر أحد الأشخاص اللذين يثق بهم ثقة عمياء ويعتبر حلاقه ومرشده السري والذي يأتي له بجملة الأخبار عم يدور بالنجع و رغم إعلان الكراهية المزيفة بينهما في النجع بأكمله والمتعارف عليها بكره سمير الشديد لحكم هارون وأخوته ولقد كلفه هارون بالتلصص على نوايا ضيا المشكوك بها لقد وجد رسالة صوتية مسجلة .. فضغط عليها وقرب الصوت من مسامعه ليأتيه صوت ضيا قائلا ويبدو علي نبرته عدم الوعي
ما ليك علي حلفان يا سمير لاخدلك حق عينك اللي طيرهالك هارون و لاخلي رقبة رچالة خلفية العزايزة في الطين وما في حد هيبقى الكبير غيري اظبط ساعتك بالدقيقة واتلقى اللي هيجرالهم مني
يتبع