الجمعة 20 ديسمبر 2024

رواية اصرة العزايزة (كاملة جميع الفصول) بقلم نهال مصطفي

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


إثارة غيرة بكر وإشعال النيران بجوفه حتى جاءت الجملة الآخيرة ففجرت براكينه 
وجاي يقعد چار الرچالة !! ده أخره قاعدة حريم يتعلم فيها فنون الطبخ .. 
ثار ڠضب بكر فأصبح كالعاصفة التي ضړبت بلدة على حين غرة ھجم على ياقة جلباب الرجل الساخر منه وهو ېعنفه قائلا 
أنت ادبيت في رأسك !! أنت ما تعرفش أنا مين !!

فقهقه الآخر بسخرية 
هتكون مين !! المضړوب بالقلة والمصفوع من مراة !! 
لكمه بكر نيران غضبه حتى ھجم عليه بقية الرفاق ليفصلونه عن صديقهم الذي صاح 
بدل ما چاي تتشطر علينا روح اتشطر على اللي خلت سيرتك لبانة وسط الخلق 
تجمهر الرجال بوجه بكر الذي أحس بضعف قوته أمام جمعهم وهو يراقب سخريتهم منه واستهتارهم به ومعايرته بما فعلته ابنة عمه فأشار لهم 
بكرة تعرفوا مين هو بكر فياض هعلمكم الأدب نفر نفر .. 
بدل ما تعلمنا أحنا روح اتشطر على بت عمك اللي ماشية مع ولاد خليفة العزايزي وهتخلي وشك في الأرض من الكسوف .. 
فأكمل الأخر ساخرا 
ماهي مش هتسيب العمد وترضى ببكار .. ما لو مش كد الشيل واتنين حريم قولنا نشيلو إحنا بت عمك خسارة وأهو جحا أولى بلحم توره ..
لم يستجدي نتيجة من انفعاله إلا انها ثار أكثر على رقية ابنة عمه وبات تاره معها أكبر من روثها وطمعه بل أصبحت سمعته بسببها علكة تتبادلها الأفواه .. بكر مثله كمثل أي رجل ضعيف الشخصية عندما يهزم من الجميع يحمل رصاص خيبته ليفرغها بالنساء .. جر طرف جلبابه متوعدا 
أما وريتك يا رقية ! 
لأقصر .. 
قال أحدهم ذات مرة 
يتبين لك في نهاية المطاف وآخر المساعي أن لذة العيش ما كانت في الوصول بقدر ما كانت في عيش اللحظة واختلاسها والاستمتاع بما في يديك الآن موكلا الغد والمستقبل إلى ما حملته أقدارك
كانت تجلس بداخل صندوق سيارته الخلفي بأقدام متدلية كطفلة في كنف أبيها تتناول ساندوتش من الشاورما الملفوف بين يديها الصغيرة وهي تسدد لذلك الواقف بجوارها النظر وتعبر عن مدى سعادتها 
أنا تعبتك النهاردة ومعطلاك عن شغلك كمان وحاجة كمان الشاورما تجنن أنت بتيجي هنا على طول ! 
لكت اللقمة في فمه وهو يتابع طريقة شفتيها و نطقها للكلمات فيزيده رغبة في سماع المزيد صمت لبرهة متلقيا حديثها بثغر باسم 
المصالح مسيرها هتتقضي اليوم بكرة بعده .. هتخلص المهم تخلصي اللي چيتي عشانو ..
أنت صح .
أيدته بسعة صدر وأعين لا تتزحزح من عليه فغيرت مجرى الحديث متسائلة 
لما اتقابلنا في القسم أنت ليه قولت لشريف إني ضيفتك وكذبت عليه ليه عملت كده ! 
كاد أن يتفوه ولكنه هرولت لتقاطعه 
جاوب بصراحة أنت كنت قاصد تبوظ لي حياتي !! 
انتظرها حتى تنهي جملتها التي ختمتها بقطمة من الخبز بيدها ثم هبت متذكرة وهي تخفي أثر الطعام من فاهها بلهفة 
وحاجة كمان أنت ليه كذبت عليا وماقولتش إنك العمدة في أول مرة اتقابلنا فيها .. ! 
رفع حاجبه مستفسرا 
خلصتي ولا في أسئلة تانية ! 
بخفه روح أجابته 
خلصت !! 
اتكئ على طرف سيارته وقال بصوت رخيم 
في القسم مكنتش مقصودة ولما شوفتك افتكرت إنك چاية كضيفة متوقعتش إنك خطيبته .. وكانت بغلوش على عملتي فجات فيكي .. 
يعني أنت ضړبت عليهم ڼار بجد!
كان تار بايت ولازما يترد أصلو العبد لله سداد حقوق .. 
ثم دار بوجهه لعندها وأتبع بفخامة 
وأخد الحق ده حرفة .. 
تأرجحت عينيها من فوق لتحت ثم قالت بمزاح 
يعني استغليتني يعني ليا عندك أنا كمان حق .
و أديني ب رده !! 
ملء الضحك فاها 
أيوة صح !! وبعدين .. إجابة السؤال التاني بقا ! 
فكر للحظة بالأمر لمواجهة نفسه بتلك الحقيقة وعن السبب الرئيس لانكاره عن صفته الأصلية حتى قال 
يمكن كنت مفكر إني مش هقابلك تاني .. 
ردت بعفوية 
وده يديك الحق تكذب ! 
ثم غمغمت بهدوء وكإنها تعد ترتيب الكلمات برأسها قبل النطق بها 
يعني ده يدينا الحق إننا نكذب على أي حد متأكدين إننا مش هنقابلو تاني !! 
برر موقفه 
طالما مش هنشوفه تاني يبقى هيفيده بإيه يعرفني ! 
هزت رأسها يمينا ويسارا غير مقتنعة برأيه وأكملت بشرود 
بالعكس شايفة إنهم أكتر ناس ليها الحق أننا نعرفهم ونفتح لهم قلوبنا ونحكي لهم عن نفسنا لإنهم أكتر ناس هيدونا نصيحة حقيقية من غير حقد ولا غيره شايفة أن أصدق المشاعر بتكون بين الناس اللي مش هيتقابلو تانية لانهم عارفين ده فييدوا كل حاجة بصدق .. 
داعب خصلة من شعرها وأكملت 
زي طنت اللي بنقابلها في المترو عمو اللي بيقرأ الجنرال في القطر الست الليدي الشيك اللي بنشوفها في الطيارة و اللي شايفة الحياة من فوق وبمنتهي الحرية !! إحنا كمان محتاجين رأيهم ..
تناول آخر قطعة من خبزه ثم تخلص من ورقها بسلة المهملات المعلقة بأحد الأعمدة عاد إليها وهو ينفض كفيه متأهبا لإمساك زجاجة الماء وقال 
غلط ربنا خلق لك عينين وعقل تشوفي بيهم الحياة محدش هيشوفلك حياتك بعينه هو !! النصايح دي بتكون انعكاس لفكر وبيئة شخص مناسبة لحياته هو مش ليك أنت ! 
رغم إقناعه بوجهة نظره لكنها جاءت لتعارضه بشكل راقي 
يمكن ده تفكيرك عشان أنت مثلا بتفكر بعقلك طول الوقت أما أنا شايفة الحياة دايما بقلبي وبس .. عشان كده وجهات نظرنا مختلفة!
فرغ من ارتشاف الماء وقال 
وديه بردك مش صح !! خصوصا في مهنتك لازما عقلك يكون شغال طول الوقت .. 
أنت بتشتغل أيه غير عمدة لبلدكم .. لان عارفة أنا الموضوع ده !بس آكيد كنت تشتغل حاجة جمبها.
قفزت على جراحه بأظافر رجلها الناعمة فخدشت چرحا جديدا بدون نية منها طافت عينيه بمكان حولهم والكائن خلف المعبد تعلقت أعينه بسرب الطير الذي يطير من فوق رؤوسهم كطيران أحلامه ككل ليلة وقال بهدوء 
كنت معيد في كلية حقوق اشتغلت ٥ سنين بعد ما خلصت چيشي وظروف للعمدية
خلتني أسيبها .
وثبت من مكانها لتلمس الأرض بانبهار 
واو !! كنت معيد في الجامعة !! ده بجد عشان كده عندك الكتب دي كلها يعني أنت كنت بدرس للطلبة وكده ! وسبتها ليه ! هو ماينفعش تبقى دكتور الصبح وعمدة بعد الضهر ! 
أراد أن يطوي صفحات ماضيه ولا يحبذا العبث بداخلهم فمد يده لأعلي ليقفل صندوق السيارة متحاشيا النظر إليها 
يلا عشان نلحقوا نعاودوا قبل العصر .. 
تمتمت بفضول ينعكس ببؤبؤ عينيها المتسعة 
أنت ما جاوبتش على سؤالي على فكرة !! 
رد باختصار حاملا غصته 
لا مينفعش .. 
ماينفعش تجاوب ولا ماينفعش تبقى دكتور وعمدة ! 
غير مجرى الحديث متسائلا بأعينه التي يغازلها خيوط الشمس 
عچبتك الشاورما ! 
لذيذة 
هزت رأسها بإعجاب وكأنه ذكرها أن تأخذ منها لقمة جديدة حيث هتفت متسائلة 
شكلي كان حلو في الڤيديو !! 
رد بنمطية لعجزه عن المبالغة في الوصف 
عادي 
نعم يعني مكنتش حلوة ! 
تحرك نحو مقعد القيادة فلحقت به 
انا قولت إكده !! 
قفلت باب سيارته الذي فتح بتمرد على اسلوبه المتجافي 
لا ما قولتش بس ممكن ترد وتقولي كنت حلوة حلوة خالص مبهرة تجنني !! ولا أنت ما بتعرفش تقول كلام حلو !! 
لا أنا معرفش أكدب .. 
ردت جملتها بصميم قلبها وهي تعارضه بتمرد على تماديه في الوصف 
لا أحيه بقا !! 
جحظت عينيه لتلقائيتها في قول الكلمة فتراجعت للخلف
 

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات