الخميس 19 ديسمبر 2024

رواية الاربعيني بقلم فريدة الحلواني الفصل 21

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز


ليجلس خلف المقود في نفس وقت تحرك رانيا لتصعد في المقعد الخلفي
ساد الصمت طوال الطريق و لكن التي بالخلف كانت تجاهد حالها ألا تنظر له .لا تعلم ما الذي حدث لها منذ أن اصطدمت به
حواسها
وجدت ثغرها يبتسم رغم محاولتها ألا تظهر تلك الأبتسامه الحالمه
قطع كل هذا صوت صديقتها الذي أعادها الي أرض الواقع و هي تقول _ تعالي اتغدي معانا و بعدها نذاكر شويه

قبل أن ترد عليها وجدت سالم يقول بحسم _ تتغدي اااهمذاكره لأ
نظرت له بذهول تحت نظرات رانيا التي احټرقت من داخلها
فأكمل ببساطه _ يا بابا أنتي تعبتي إنهاردة يومك كان مليان يا دوب تاكلي لقمه و تنامي لو حابه تسهري شويه تذاكري تمام بس لازم ترتاحي الأول
رانيا بغيظ مكتوم _ عندك حق يا سالم بيه خلاص يا سمر أسمعي كلامه مش مهم إنهاردة ألقت نظره سريعه عليه ظنت أنه لم يلحظها ثم أكملت _ الأيام جايه كتير هنروح من بعض فين .ضحكت ببرود ثم أكملت بمزاح _ أنا لازقه بغره مش هسيبك
سمر بطيبه _ أنتي حبيبتي يا رانيا و مليش غيرك خلاص اتفقنا بس هتيجي تتغدي بردو
لم يعجبه تلك السيطرة التي تمارسها رانيا علي صغيرته ما رآه منها اليوم عكس ما كان يسمعه من تلك البلهاء التي تجلس جانبه لا تري نظرات صديقتها المتخفيه
أما التي بالخلف _ بمجرد أن شعرت بتأنيب ضمير سريعا ما برر لها شيطانها الخبيث أن الأمر كله عادي و هي لم تفعل شيء كي تلام عليه
وصل اخيرا أمامه بنايته صف السيارة جانبا ثم قال بهدوء _ أطلعي و أنا هجيب شويه حاجات و احصلك
هزت رأسها بهدوء ثم هبطت مع صديقتها بداخلها ڠضب كبير تجاهه بسبب إحراجها أمام رفيقتها و لكنها لم تظهر ذلك
دلفت المصعد معها و بعد أن تحرك قالت رانيا بغيظ مفتعل _ أيه يا شيخه بجد أنتي متحمله الكائن ده إزاي كان عندك حق لما قولتي عليه حنظله و عشماوي
فتحت باب المصعد ثم خرجت منه و هي تقول بحزن _ مش قولتلك خلاص يا بنتي بقي سالم بس
رانيا _ هتفضلي طول عمرك هبله إذا كان أمه نفسها بتحظرك منه أمسكت يدها سريعا قبل أن تطرق الباب و أكملت _ اسمعي مني إحنا طول عمرنا صحاب و أنتي عارفه أنا بحبك و بخاف عليكي قد أيه بلاش تخليه يسيطر عليكي كده و متنسيش إلي عمله معاكي
نظرت لها بعدم فهم و قالت _ تقصدي أيه مش فاهمه أنا عملت أيه لكل ده
رانيا _ قولي معملتيش أيه إلي يشوفك و أنتي بتحكيلي إلي حصل و زعلانه ميشوفكيش و أنتي بوقك من الودن للودن أول ما حضنك في الشارع و لا الصبح لما جبلك الكتب
ردت عليها بحكمه لا تناسب سنها _ رانيا ده مهما كان جوزي .و غير أنه ليه وضعه و مركزه قدام الناس مهما حصل بينا ده جوه البيت إنما بره مينفعش احرجه أبدا و لا اكشر في وشه
رانيا بذهول _ أي ده أي ده .واضح إن دروس أمه جابت معاكي نتيجه الله أكبر
سمر _ مش طنط سعاد بس ماما كمان من أول ما شافت معاملته ليا و حنيته عليا بدأت تفهمني و توعيني إزاي أعامل جوزي و احترمه نظرت إليها بحزن ثم أكملت _ أنتي عارفه أني مكنتش فاهمه حاجه في أى حاجه دلوقت الحمد لله بقي عندي بدل
 

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات