رواية مراد ولمار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم ذكية محمد
الأريكة المتهالكة بقرف وإشمئزاز
هتف ممدوح بترحيب
تشربوا إيه يا باشا
نظر له بإشمئزاز قائلا
لا شكرا يا ريت تخلص بسرعة علشان نمشى
ماشى ومالو يا باشا
سليم وقد أخرج من جيبه شيكا
خد الزفت أهو بمليون جنيه علشان متفتحش بوقك بعد كدة
ممدوح وهو ينظر إلى الشيك بسعادة قائلا
تمام يا باشا ودلوقتى جه دور كتب الكتاب إبدأ يا شيخنا أنا خال العروسة ووكيلها وأدى البطاقة
وهى موافقة يا ابنى
هتف ممدوح مؤكدا اه اومال إيه يا شيخنا وهى مترضاش ليه إكتب يا شيخنا أكتب
بدأ المأذون في كتابة وثيقة الزواج تحت نظرات ممدوح الطامعة وسليم الحاړقة
إنتهت الإجراءات بقول المأذون
بالرفاء والبنين إن شاء الله أستأذن أنا
هتف ممدوح قائلا
خليك يا شيخنا إشرب شربات الفرح
رحل المأذون وتبقى ممدوح وسليم
ضغط سليم على أسنانه بقوة قائلا بغيظ
إيه هنفضل كدة كتير فين الهانم علشان أروح
هب واقفا من مكانه قائلا ثواني يا باشا هندهلك عليها
بالداخل كانت ورد تبكى على فراق سميحة
إنتفضت پخوف حينما دلف خالها إلى الغرفة
صاح فيها پغضب
إخلصى جوزك برة علشان تمشى معاه
قشعريرة سارت في أوردتها عندما سمعت كلمة زوجك
عانقت سميحة مجددا ثم ذهبت للخارج وقلبها يكاد يخرج من بين اضلعها ستراه حقيقة تلك المرة بعد كل تلك السنوات
خرجت ممسكة بحقيبتها تنظر للأرض بخجل شديد فهى غير قادرة على النظر في عيناه
ما بعد الچحيم بقلمى زكية محمد
السوداء الواسعة البالية وذلك الحجاب الطويل أما وجهها فلم يدقق النظر عليه
وقف قبالتها ثم أمسك
________________________________________
كفها الذي إرتعش على الفور إثر لمسته لها التى إنتقلت إليه تلك الرعشة ولكنه لم يبالي
وجه سليم كلماته لممدوح بنظرات وعيد وټهديد قائلا
غادر مسرعا وأخذت تركض الأخرى حتى تتماشى مع خطواته
وصل الى السيارة وفتح الباب وقام بدفشها بإهمال في الخلف فجلست هى منكمشة منه پخوف
صعد هو ودار المقود بسرعة وانطلق إلى الفيلا بدون أن يخاطبها بكلمة
بعد لحظات وصل إلى الفيلا ثم نزل من السيارة وفتح بابها الخلفى ثم سحبها من ذراعها بقوة خلفه
قامت تلك السيدة الحنونة بمسكها برفق وأوقفتها ثم ربتت على ظهرها بحنان أموى إستشعرته هى لأول مرة
هتف بصوت عالى أهي جبتهالكوا اللى قالبين عليها الدنيا دي يا ريت محدش يصدعنى ويجيبلى سيرتها تانى
ڼهرته صفاء قائلة بعتاب
ولد عيب إنت بتعمل إيه دى بقت مراتك دلوقتى
ضحك بسخرية وهتف بإزدراء هههههه مراتى مراتى مين إنتي أكيد بتهزرى دى لا مراتى ولا عمرها هتكون مراتى وياريت تفهميها دورها هنا كويس
تدخل حامد قائلا
خلاص بطلوا كلام كلكوا وانتى يا بنتى قومى وديها يا صفاء على أوضتها
أمسكتها من كتفيها تحثها على النهوض قائلة
تعالى يا بنتى تعالى ما تخافيش
وجه حديثه لوالده قائلا أنا أتجوزتها زى ما طلبت منى يا بابا بس احتراما منى ليك مش لأى اعتبار تانى
ماشى يا ابنى نبقى نتناقش في الموضوع دة بعدين وانتى يا صفاء خديها على أوضتها
سارت معها وهى تكاد لا ترى شيئا من الدموع التى غلفت عينيها تنظر أمامها پضياع أهذا الذى أحبته والذى جعلته فارسها المغوار الذى سينقذها من اى أذى أيعقل أن يكون هو مؤذيها
وصلت بها إلى غرفتها التى كانت واسعة وجميلة للغاية فنست تلك الأحداث الحاصلة منذ دقائق وراحت تتأمل الغرفة بشغف وسعادة
لاحظت صفاء نظراتها قائلة
يا رب تكون عجبتك يا بنتى
هتفت بود اه شكرا يا مرات عمى جميلة أوى
ربتت على ظهرها بحنان قائلة
طيب يا حبيبتى
أنا هسيبك تاخدى شاور على ما أحضرلك عشا تاكلى
أمسكت يديها هاتفة بعدم تصديق
بجد يا مرات عمى هتعشينى مش هتنيمينى من غير عشا
أحتضنتها بإشفاق فبالتأكيد بعد ذلك الموقف فهمت أن تلك الفتاة لم تعش حياة سوية
هتفت بتماسك
اه يا حبيبتى هجيبلك عشا تحبى تاكلى إيه
ذمت شفتيها بتفكير ثم قالت ببساطة
مش عارفة جبنة بطماطم حلوة
هتفت بحنان
ماشى انا هروح اجهزلك العشا وانتى على ما تخلصى إنزلى تحت وكلى اللي انتى عاوزة تاكليه فى هدوم ليكى هنا في الدولاب هسيبك دلوقتى أنا
تركتها صفاء فأخذت ورد تتأمل الغرفة بسعادة ثم جلست عليه وهى تقفز كالأطفال قائلة بتذمر وتشفى وكأنها أمامها أهو يا مرات خالى انا معايا سرير أحلى من بتاعكم ومش هنام تانى على الأرض
ثم تلقلقت الدموع في عينيها حينما تذكرت معاملة سليم لها قائلة
بس سليم مش مش طايقنى خالص
ما بعد الچحيم بقلمى زكية محمد
وما ان تذكرت زوجة عمها قائلة بس أمه حلوة أوى وطيبة أوى أحسن من مرات خالى أنا هروح أغير هدومى ولا بلاش لأحسن يقولوا عليا طماعة ما صدقت أنا هلبس هدومى بس اللى جبتها معايا وخلاص
دلفت إلى الحمام وما إن رأته حتى صاحت بإنبهار دة حمام ولا منتزه يا حلاوة يا أولاد تعالى شوفى يا سميحة الهنا اللى انا فيه
فى فيلا فريد المنشاوى عاد مراد من عمله ووجد الجميع يتسامرون ألقى عليهم السلام وجلس إلى جوارهم
سأله عمه قائلا
عملت إيه مع القائد
هتف ببرود معملتش كل حاجة قانونية هخاف من إيه المهم أخبار الشغل إيه
عال العال يا مراد وبكرة نازلين صفقة مهمة
صدح رنين هاتف مراد فى المكان فنظر إليه وجد إسم سليم طيب بعد إذنكم يا جماعة هرد على سليم
فريد بتنهيدة ربنا يهديه هنقول إيه
هتفت تسنيم بإشفاق
البنت اللي جوة دى كل ما بشوفها بحس بالذنب أو الشفقة مش عارفة ليه
نظرت لها زينة بسخرية قائلة
ما يصعبش عليكى غالى
تسنيم متجاهلة إياها يا ماما دى حتى ما أكلتش حاجة من الصبح
وقفت بقلق قائلة
طيب أنا رايحة أشوفها دلوقتى
قامت أمينة وتوجهت للمطبخ وما إن دلفت وجدتها تستند بضعف على أحد الكراسى وعندما رأتها قالت
حضرتك في حاجة أقدر أعملهالك
لا مش محتاجة حاجة إنتى أكلتى
فهمت لمار السؤال بشكل خاطئ فقالت لا والله أبدا ما كلتش حاجة حتى الأكل زى ما هو أهو
أمينة بحدة وهى تخرج لها الطعام إنتى مچنونة إنتى إزاى تقعدى المدة دى كلها من غير أكل ها ما فكيش عقل
إخلصى كلى مش ناقصين مصايب اكتر من كدة
لمار بضعف حاضر
تركتها ورحلت وأخذت لمار تتناول لقيمات صغيرة حتى اكتفت فوضعت كل شئ مكانه وبعد ذلك توجهت لركن في المطبخ لتصلى
فى فيلا حامد الداغر خرجت ورد بترقب ووقفت في الطرقة فزفرت قائلة بحيرة
أووف وبعدين في مغارة على بابا دى هنزل إزاى دلوقتى أمشى كدة ولا كدة أنا همشى كدة وجدت السلم فنزلت منه وأخذت تتطلع إلى المكان بإنبهار وإعجاب شديدين
وبينما هى تمشى إصتدمت بشخص بظهرها
هتف بضيق
إيه يا عمية مش تفتحى
نظرت للأرض بخجل قائلة
معلش أنا آسفة مخدتش بالى
صاح پغضب أومال واخدة بالك في إيه أكيد في الفلوس اللى نصبتوا علينا إنتى وخالك الۏسخ دة
ثم قام بسحبها من زراعها بقوة ناظرا الى عينيها الذى صدم من جمال لونهما ولكنه سرعان ما قال
معلومة صغيرة كدة خافى منى وحذارى تعملى أى تصرف مش تمام لإن ساعتها مش عاوز أقولك هعمل إيه
غورى من وشى وشوفى إنتى رايحة فين
قوست ورد شفتيها كالأطفال ثم إنفجرت باكية سليم بصرامة
بطلى عياط وغورى من وشى
إلا إنها لم تتوقف عن البكاء قائلة
أنا عاوزة مرات عمى
أتت صفاء على بكاء ورد فإقتربت منها قائلة بفزع
مالك يا ورد بتعيطى ليه
أجابت وهى تدلك زراعها
إبنك زعقلى أوى وكمان مسكنى من دراعى اللى بيوجعنى
تساءلت بقلق وواجعك ليه يا حبيبتى إتخبطى فيه
ورد بكذب فهى لم ترد إخبارهم بأن زوجة خالها قامت بضربها عليه أصل أصل وقعت عليه
ماشى تعالى معايا علشان تاكلى وكمان علشان أعرفك على ندى وسليم
أيوة أنا عارفة سليم بس مش عارفة ندى دى تبقى بنتك
لا هى مرات مصطفى ومش سليم دة لا سليم الصغير ابن مصطفى
ماشى يلا
وصلت بها إلى طاولة العشاء فقامت ورد بالترحيب بها
هتفت ندى بود وهى ټحتضنها
الفيلا منورة بيكى يا ورد الله مصطفى عنده بنت عم قمر بالشكل دة لا أنا هغير بقى
ردت وهى تنظر للصغير قائلة
شكرآ ربنا يخليكى دة ابنك
أومأت بإبتسامة
اه دة سليم الصغير
ما شاء الله حلو أوى ربنا يخليهولك
تسلمى يا قمر
هتفت صفاء قائلة
طيب يلا علشان نتعشى أنا هروح أنادى الباقيين
بعد دقائق كان حامد وسليم ومصطفى على طاولة العشاء يتناولون الطعام معهم
نظرت ندى لورد التى كانت تنظر للطعام ولهم بخجل فهى غير معتادة عليهم قائلة
كلى يا حبيبتى ما بتاكليش ليه
هتفت بخجل حاضر هاكل أهو
نظر لها سليم بإزدراء قائلا سيبيها تلاقيها مش عارفة تمسك الشوكة والسکين
أدمعت عينى ورد في الحال ونظرت للأرض بإنكسار
هتف حامد بتحذير
سليم بطل كلامك دة وانتى يا ورد يلا إتعشى
ردت بحزن ماليش نفس أنا عاوزة أمشى عاوزة سميحة
سألها مصطفى بحنان قائلا
سميحة مين دى يا ورد اللى عاوزة تروحيلها دى
هتفت پخوف دى بنت خالى انا مش عاوزة أقعد هنا
تحدث سليم بصياح اه قولى كدة بقى إحنا هنقعد ندادى فيكى ولا دة جزء من لعبتك إنتى وخالك
ڼهرته صفاء و أردفت بحزم سليم إسكت خالص ورد حبيبتى يلا تعالى معايا
سارت معها ودموعها تسيل بشدة على وجنتيها
صعدت بها إلى الأعلى وأمرت أحد الخدم بجلب الطعام لها بالأعلى
ضمتها صفاء إلى صدرها بحنان قائلة
معلش يا بنتى حقك عليا متزعليش
هتفت بدموع أنا عاوزة أمشى مش عاوزة أقعد هنا
خلاص يا حبيبتى أنا معاكى أهو متزعليش منه أنا هجيبلك العشا هنا وتاكلى وأوعى تقولى لا أنا هنا زى ماما بالظبط
دلفت الخادمة بالطعام ثم إنصرفت
يلا يا حبيبتى علشان تاكلى
حاضر يا مرات عمى
فى وقت متأخر من الليل ذهب مراد إلى المطبخ يرتشف بعض من الماء دلف وتفاجئ بلمار الجاثية أرضا إلى جوار الثلاجة
ما بعد الچحيم بقلمى زكية محمد
ركض ناحيتها بسرعة وقام بحملها