الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة حتي الاخير) بقلم مجهول

انت في الصفحة 29 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

 


الثوب الرقيق من الأرض ثم دخل الغرفة خلف أميرة وقال أعتقد أنك أسقطت هذا 
استدارت فجأة واتسعت عيناها الجميلتان عندما رأت بيد أصلان اندفعت نحوه واستولت على القطعة من يده وهي تحمر خجلا وتهمس شكرا لك.
في تلك اللحظة برق بنفسجي في السماء المظلمة يتبعه صوت رعد مدوي.
صدرت صړخة طفولية من الغرفة عندما صړخ جاسر أمي! ترك ألعابه ووضع يديه على أذنيه يبدو خائڤا.

اقترب أصلان على الفور إلى الأريكة و. كان جاسر مضغوظا في حضڼ أصلان بينما يختبئ من الرعد.
عندما خرجت أميرة بسرعة من الغرفة وجدت أصلان ويحميه.
دوى صوت الرعد مرة أخرى في السماء وهذه المرة تبعه هطول أمطار غزير.
سقطت الأمطار بغزارة عبر الشرفة وبينما كانت أميرة تراقب الطقس خارج
النافذة انقض البرق الأبيض عبر السماء. كان الرعد الذي جاء بعده عاليا وعڼيفا
مما جعل أميرة تغطي آذانها بشكل غريزي بدت خائڤة ومتقلصة في نفسها.
في تلك اللحظة بالضبط
تمسك جاسر بأصلان بقوة يبدو خائڤا بنفس القدر. كان ذلك عندما أدرك أصلان بوضوح كيف أن الخۏف من العواصف الرعدية كان صفة مشتركة بين الأم وابنها.
الفصل 66 سأبقى هنا الليلة
بدت الأمطار الغزيرة كأنها لن تتوقف قريبا. وبينما كانت تنظر إلى أصلان المستلقي على الأريكة عرضت أميرة قائلة سأحضر لك مظلة فورا.
لكن أصلان نظر إليها بنوع من السخرية وقال بجدية سأبقى هنا لهذه الليلة. 
اندهشت أميرة وأغمضت عينيها للحظة قبل أن تسأل لماذا
لأن جاسر يحتاجني وكأنه يريد أن يؤكد نقطته مرر أصلان يده الكبيرة على رأس جاسر برفق كما يفعل الملاك الحارس ورفع الصغير نظره إليه بنظرة توسل ورجاء قائلا السيد البشير أنا وأمي نخشى البرق والرعد فهل تستطيع
البقاء معنا وتمنحنا الأمان لهذه الليلة.
تدخلت أميرة فوزا لا جاسر بالتأكيد لا أنا قادرة تماما على حمايتك خلال
العاصفة.
لكنك تخافين أيضا من الرعد يا أمي اعترض جاسر كاشفا بلا رحمة عن خۏفها. 
أنا لا أخاف أنا فقط . .. كانت على وشك الدفاع عن نفسها عندما زمجر
الكون بصوته مستدعيا موجة أخرى من البرق تلتها عاصفة رعدية مرة أخرى.
ارتجفت وتقلصت وهي تضغط يديها على أذنيها بسرعة. انتظرت حتى انقضى الرعد ونظرت إلى أصلان ولم تفوت السعادة التي بدت في عينيه وهي تحمر خجلا تمتمت بين أسنانها النقطة الأساسية هي أنه لا
يمكنك البقاء هنا ليس هذا الأمر ملائما لأي منا.
سأغادر بمجرد توقف الرعد أصر أصلان.
عندما رأت تمسك جاسر بأصلان أومات أميرة بإحباط وقالت حسنا إذا. لن تستطيع العودة إلى سيارتك على أي حال في هذه العاصفة.
ثم تركتهما في غرفة المعيشة وانسحبت إلى غرفتها. عندما رأت التي أعادها لها سابقا شعرت برغبة في ضړب نفسها ألم يكن هناك أي شيء آخر ليسقط من الغسيل إلا من بينها كلها !
استمر الرعد بقوة وكانت العاصفة خارج النافذة تبدو وكأنها ستستمر لفترة طويلة. حتى صدر تحذير من الأحوال الجوية يحث الجميع على البقاء في أمان داخل منازلهم مع توقع استمرار العاصفة طوال الليل. 6
فكرت أميرة بكآبة كيف يمكنني السماح له بالبقاء هنا طوال الليل إذا علم الآخرون أننا أمضينا الليلة معا في شقتي فستكون هناك ضجة كبيرة ومطحنة
من الشائعات !
والأكثر من ذلك شقتها لم تكن واسعة. مع المساحة المحدودة لديها لم يكن لديها غرفة إضافية لتستضيف فيها أصلان وكان السرير الوحيد موجودا لها ولجاسرمع مرور الوقت هذا الرعد أخيرا وقادت أميرة جاسر إلى الحمام ليأخذ حمامه قبل النوم. بعد قليل خرجت من الحمام وهي مبللة بالماء. وبعد أن أسكنت جاسر في غرفة المعيشة ليرتاح قررت أن تدلل نفسها بحمام دافئ.
في هذه الأثناء أصدر الهاتف صوتا ينبئ بوصول رسالة. بسرعة أمسك جاسر بالهاتف وأدخل الرقم السري قائلا بدهشة إنها من السيد نديم! 
ضيق أصلان عينيه وانحتى لقراءة الرسالة التي كانت مليئة بالقلق أميرة هل أنت وجاسر بخير هل تحتاجان إلى أن أحضر وأبقى معكما 
لم يعرف جاسر كيف يرد فوضع الهاتف جانبا وعاد ليلعب. أمسك أصلان بالهاتف وكتب ردا سريعا لا حاجة لذلك.
لكن نديم أصر في رسالته التالية أنا فقط قلق على سلامتكما أميرة. سأحضر الآن ما رأيك
الا لا يمكنك القدوم الآن. ليس من اللائق أن تأتي قال أصلان بصوته الذي يكتنفه الظلام. 1
ولماذا غير لائق ألم أبق عندك مرارا وتكرارا خلال رحلاتنا خارج البلاد تتذكرين أليس كذلك
كان وجه أصلان مثل العاصفة التي تعصف في الخارج يتأمل بتركيز إلى أي حد وصلوا في علاقتهم
قبل أن يستطيع الرد وصلت رسالة أخرى من نديم. أميرة كل ما عليك فعلههو أن توافقي وسأكون أسعد الناس لأرعاك وجاسر مدى الحياة. سأحميكما
وسيكون حضڼي ملاذكما الأمن. 
هذا الاعتراف الصريح من ابن عمه جعل أصلان يشعر كأنه ېموت في داخله. شعر بقشعريرة وألقى الهاتف جانبا على الأريكة بجواره رافضا قراءة المزيد.
قام وتجول في الشقة بنظرة فاترة. عندما وصل إلى غرفة نوم جاسر نظر إلى الصور على الطاولة. كانت إحداها الأميرة ونديم وجاسر محمول على أكتاف نديم في صورة تبدو لمن لا يعرفهم كأنها صورة عائلية.
زادت حدة نظرات أصلان ثم دخل جاسر الغرفة يبدو عليه التعب يفرك عينيه ويتمتم أريد الذهاب إلى الفراش يا السيد البشير.
تعال إلى هنا. انحنى أصلان ورفع جاسر في ذراعيه. وكأنه يجذب إلى حضڼ أمه أطلق جاسر تناوبا صغيرا ونام في أحضان أصلان.
خرجت أميرة من الحمام بعد أن غسلت شعرها وجففته لتجد ابنها نائفا بعمق وهو مستريح على كتف أصلان.
تجمدت في مكانها وهي تدرك أنها أثقلت كاهل أصلان كثيرا هذا المساء. أصبح
مربي أطفال فجأة في غضون ساعات.
عندما لاحظ اقترابها وضع أصلان إصبعه على شفتيه مشيرا إليها بحركة تحث
على الصمت حتى لا توقظ الطفل النائم. فهمت أميرة ما يعنيه وأشارت نحو
غرفة جاسر قبل أن تهمس هنا سأنقله إلى سريره. تبعها أصلان إلى الغرفة وهو يحتضن الصبي حيث تسلمته أميرة بحذر من بين ذراعيه. وبفضل القرب استطاع أصلان أن يستنشق عطرها الزكي الذي وضعته بعد الاستحمام مما جعله يتجمد في مكانه كان صاعقة كهربائية قد ضړبته. شعور مفاجئ اجتاحه عندما أدرك جاذبيتها الطبيعية والأسرة
وأحس بأن قلبه ينبض بقوة غير معتادة.
الفصل 67 الاستسلام للغرائز
انتاب أصلان شعور وهو يراقب أميرة وهي تعانق جاسر بحنان قبل أن يستقر الصبي الصغير في فراشه.

 

على ما يبدو كان جاسر متعبا جدا فما إن استلقى على وسادته حتى بدأ يتقلب بحثا عن وضع مريح وسرعان ما غلبه النوم.
بعد أن وضعت الغطاء على ابنها التفتت أميرة إلى أصلان مشيرة إليه أن يغادر الغرفة بهدوء.
امتثل أصلان لطلبها وتوجه نحو الباب بخطوات واثقة تتبعه أميرة. وبعد أن أغلقت الباب خلفهما أطلقت تنهيدة خفيفة وقالت بامتنان شكرا لك على هذه الليلة.
وكيف ستشكرينني سألها بصوت خاڤت وساحر وهو ينظر إليها بعيون
فضولية.
تجعد جبينها في حيرة تتلألأ عيناها الجميلتان بالتفكير. كيف أشكره إلا بمجرد قول شكرا ترددت قائلة ربما ... أستطيع شراء وجبة لك هل تحب ذلك
لم تكن متأكدة إن كان هذا ما يتوقعه.
أوه لا داعي لذلك رد بتجاهل متعمد.
أطلقت تنهيدة الراحة. جيد فأنا لا أملك الوقت على أي حال. في تلك اللحظة اهتز هاتفها فالټفت كلاهما نحو الهاتف الموضوع على طاولة القهوة. حتى من هذه المسافة استطاع أصلان رؤية اسم المتصل على شاشة
الهاتف إنها مكالمة من نديم.
توجهت أميرة لتلتقط الهاتف وتوجهت إلى غرفة نومها الملاذ الوحيد في شقتها الصغيرة لتجيب على المكالمة مع ترك الباب مواربا قليلا 
مرحبا نديم ما الأمر
أميرة أتمنى الإقامة معك هذه الليلة عرض نديم بحماس وإلحاح عبر الخط. لماذا تريد فعل ذلك الطقس عاصف جدا. ستبتل تماما قبل حتى أن تصل إلى السيارة!
لكن قلقي عليك وعلى جاسر كبير. أعلم أنكما تخافان من العواصف الرعدية.
اجتاحت أميرة موجة من القلق عندما تذكرت أن أصلان لا يزال في الشقة. أجابت بسرعة لا لا تأت. نحن على وشك إنهاء يومنا على أي حال حسنا إلى اللقاء !
بعد إغلاقها الهاتف التفتت فجأة لتنتفض متفاجئة برؤية أصلان يقف بشكل غير متوقع في غرفة نومها. كان يقف خلفها ينظر إليها بتمعن.
السيد البشير أنت أغلقت عينيها الواسعتين بفزع. يا إلهي
لماذا عليه أن يفاجئني هكذاهل كنت على علاقة بنديم
سأل أصلان بلا مجاملة.
نظرت إليه صامتة مندهشة من جرأة سؤاله ألا يظن أنه من الوقاحة أن يتدخل في حياتي الشخصية لكنها أجابت بصراحة لا ولماذا تسأل
كم كانت علاقتكما حميمة أصر كأنه يحتاج لمعرفة الحقيقة حول هذه المسألة الحرجة.
اختارت أميرة أن تتحلى بالصبر معه بناء على المساعدة التي قدمها لها. عانقنا بعضنا كأصدقاء إذا كان هذا ما تود معرفته استفسر أصلان
وتصاعدت حدة أسئلته مع كل ثانية.
أغلقت أميرة عينيها كأنها غير قادرة على استيعاب ما يحدث. لماذا علي أن أخبره بكل شيء بمجرد أن يسأل وكأن هذا الرجل يزداد خطۏرة مع مرور كل دقيقة . لا يمكنني السماح له بالبقاء هنا أكثر ابتسمت ابتسامة خفيفة وأشارت أصبح الوقت متأخرا السيد البشير ربما حان وقت الرحيل.
نظر إليها أصلان للحظات طويلة كانت للتو قد خرجت من الحمام وتفوح منها رائحة نظيفة. ضيق عينيه فجأة وغمرته مشاعر غامضة وهو يراقبها.
عندما مرت بجواره امتدت يده دون قصد نحوها. تعثرت من المفاجأة 
في تلك اللحظة الصامتة وشعرت بالتوتر الذي يحيط بالموقف. بالكاد استطاعت أن تتحدث إلا أنها شعرت بالارتباك.
استعادت وعيها بالكامل في اللحظة التي أدركت فيها الموقف. فتحت عينيها وبنظرة حازمة دفعته بعيدا بكل قوتها.
أخيرا أطلق سراحها وعندما التقت أطراف أنوفهما وخطوط نظرهما كان الهواء مشحونا بالتوتر. كانا يتنفسان بصعوبة غمرتهما حرارة اللحظة.
قالت بصوت مخڼوق وأسنان مطبقة دعني أذهب أصلان أنا أحذرك 
الفصل 68 ضيف غير متوقع
قاطع أصلان أميرة وهو يضع إصبعه على شفتيها المفتوحتين هامشا بصوت خشن لا ټصرخي في وجهي وإلا ستوقظين الطفل.
صمتت أميرة فورا لكنها عندما فهمت ما يدور بذهنه دفعته بعيدا.
وعندما ابتعد عنها لاحظت عليه تغيرا مما جعل وجهها يتورد وهي تفكر يا إلهي هل يجب أن يكون ذلك واضحا إلى هذا الحد
بدا أصلان محبطا أيضا وظهرت على وجهه الوسيم نظرة ألم عندما قال بصوت منخفض وخشن سأذهب الآن.
دون أن تنبس بكلمة أخرى نزلت أميرة من السرير وذهبت لفتح الباب الأمامي له. تابعته بنظراتها وهو يغادر متعهدة في نفسها ألا تسمح له بعبور هذه العتبة مرة أخرى. كانت تدرك الآن مدى خطۏرة أصلان كان بداخله وحش يمكن أن ينقض عليها في أي لحظة.
كانت الأمطار لا تزال تتساقط ولم تدرك أميرة أنها لم تعطه مظلة حتى بعد أن
اختفى أصلان من مرمى بصرها. كانت سيارته مركونة على بعد من الشقة
 

 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 57 صفحات