رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة حتي الاخير) بقلم مجهول

 

أن عرف أصلان ماضيك المظلم يا أميرة هل ما زال يرغب في امرأة ملطخة مثلك
ترتاحي. سأعود إلى المكتب.
لا ترحل أصلان
كان أصلان قد وقف للتو لكن بعدما طلبت هالة منه البقاء جلس مجددا. تذكر
كانت تستطيع سماع الرفض وراء كلماته المختارة بعناية والفارغة من الحماس
لكن ذلك لم يثنها عن طريقها. أصلان من فضلك لا ترفضني. أعرف أنني لست

جميلة ولكني ... أحبك حقا.
في تلك اللحظة رن هاتف أصلان فوقف ليغادر الغرفة. يجب أن أجيب على
هذه المكالمة.
نظرت هالة إلى قامته الطويلة والمستقيمة وهو يغادر غرفة المستشفى. وعلى
الرغم من ضغطها على شفتيها بخيبة أمل إلا أنها كانت لا تزال تؤمن بإخلاص
أنها ستصبح زوجته في النهاية.
على الطرف الآخر من الخط كانت هنادي التي كانت تنتظر وصول أميرة لوقت طويل. عندما لم تظهر بدأت تشعر بالقلق وقررت الاتصال بحفيدها للاستفسار.
أصلان لماذا لم تصل السيدة أميرة بعد
حدث شيء في الطريق جدتي. سأحضرها إلى المنزل غدا.
ما الذي حدث 
أنا اتحمل المسؤولية كاملة.
حسنا إذا أحضرها غدا صباحا. بل من الأفضل أن نتناول الغداء مغا!
حسنا سأقوم بالترتيب لذلك فورا أجاب أصلان باحترام
أنهى المكالمة وتوقف للحظة ثم عاد أدراجه إلى غرفة المستشفى بعد فتح الباب قال لهالة أنهم يحتاجونني في المكتب لذا سأذهب الآن. والآن ارتاحي
لم تجرؤ هالة على إجباره على البقاء فوافقت بطاعة قائلة حسنا.
مع إيماءة صغيرة من الارتياح استدار أصلان وغادر غرفة المستشفى.
في تلك الأثناء كانت أميرة قد استقلت سيارة للعودة إلى الشركة وهو ما
استغرق منها ساعتين فور وصولها بدأت في تصفح الوثائق والعمل على المهام
المعلقة بالمكتب. ولكنها توقفت عندما رن هاتفها.
مرحبا من سألت عندما أجابت على الهاتف.
أنا جاء رد أصلان.
أوه انظر من عاد هل قررت هالة أن تتركك سألت أميرة برفع حاجبها.
لقد أعدت لك موعدا مع جدتي غدا صباحا.
حسنا طالما أنك تحدثت معها على أي حال يجب أن أعود إلى عملي الآن.
أود أن أدعوك وجاسر لتناول العشاء الليلة عرض أصلان
فجأة.
لا شكرا أجابت أميرة ببرود. لم تكن في مزاج للتسلية بعد أن رأته مع هالة
في موقف السيارات اليوم.
إذا كان عليها أن تكون صادقة فكانت تكره هالة بشدة كانتا في يوم من الأيام صديقتين مقربتين كالأخوات لكن بالنسبة لهالة كانت تلك الصداقة مجرد مزحة إذ لم تتردد في طعن أميرة في ظهرها في أول فرصة ودفعها إلى
الهاوية السحيقة.
لولا وجود جاسر كانت أميرة تعتقد أنها لن تتمكن أبدا من النجاة من الألم الذي
تلا الحاډث الذي تركها مچروحة. كانت على وشك الانزلاق في الاكتئاب
والكراهية لا تزال تتذكر كيف دمرها ذلك الرجل حيوان كما الشيطان 
بۏحشية في تلك الليلة وكانت تعتقد أنها ستموت.
الفصل 64 العشاء المفاجئ
عندما أشارت الساعة أخيرا إلى الرابعة والنصف مساء جمعت أميرة أغراضها وغادرت الشركة قبل عشر دقائق من المعتاد علها تتمكن من إيجاد سيارة أجرة عند الرصيف في الطابق السفلي. لكن لسوء حظها لم تكن هناك أي سيارات أجرة تمر بالمنطقة.
كانت تستعد للتوجه نحو محطة الحافلات القريبة حين اقتربت سيارة رولز رويس سوداء لامعة بهدوء. انخفضت نافذة السائق لتكشف عن الرجل وراء المقود وهو ينظر إليها بنظرة حازمة ويقول اصعدي.
رفضت أميرة بإشارة من يدها. لا شكرا. كانت تفضل ركوب الحافلة على
قبول عرضه.
في تلك اللحظة أوقف الرجل السيارة وفتح الباب خرج من السيارة وتقدم نحوها وهي لم تكن متأكدة مما ينوي فعله.
بنظراتها الغاضبة بهدوء وانطلق بعيدا عن الرصيف.
بما أنها كانت متأخرة بالفعل عن موعد استلام جاسر من المدرسة ولم يكن لديها وقت لتضيعه قررت أميرة تجاهل ما حدث ربطت حزام الأمان وأشارت بإحباط قائلة مجرد أنك رئيسي وأنك ساعدتني بشكل كبير لا يعطيك الحق
في تجاهلي بهذه الطريقة.
رد أصلان ببرود وهو يحافظ على تركيزه على الطريق ربما كنت سأكون أكثر
تعقلا لو كنت أكثر طاعة.
وما الذي فعلته لتستحق طاعتي سألته بدهشة.
أجد صعوبة في التعامل مع الرفض أجاب بصراحة وهو يلقي نظرة جانبية عليها.
أميرة كانت تشعر برغبة شديدة في السخرية منه يبدو أن رجلا كهذا لا يهتم
بالمنطق أبدا. قررت أن تغير مسار الحوار وبنبرة مليئة بالسخرية والتهكم
سألت إذا ما هو الحكم النهائي بشأن أضرار صديقتك هل تم الاعتراف بها
رسميا الآن كشخص غبي 
هالة ليست صديقتي. هي مجرد شخص يتوجب على الاعتناء به أجاب أصلان بلا مبالاة.
هذا شأن بيني وبينها قال بتجهم لسبب ما لم يكن لديه الرغبة في مناقشة تفاصيل علاقته بهالة. 
بدا عليه التوتر وابتعد عنها قليلا كما لو أنه يحاول تجنب السؤال جسديا.
ألا تعرف إذا كنت عاندت وظلت مصرة على عدم ترك الموضوع. هل يحاول حقا الظهور بمظهر البريء والصالح أمامها لماذا لا يعترف ببساطة
لا أريد التحدث عن هذا الموضوع رد بحزم.
تعال اعترف بأفعالك هاجمته أميرة بسخرية. كلكم رجال أنتم كلكم
قمامة.
رغم ذلك لم يتأثر أصلان بهذه الكلمات فهو يعلم أن عداءها للرجال مبني على
أسبابها الخاصة. من فضلا لا داعي للتعميم رد بهدوء ولكن بنبرة ضعيفة.
عضت أميرة على شفتها وقررت الصمت منهمكة في تفكيرها وأمرها الخاص.
على الأقل كان أصلان مستعدا لرعاية هالة بعد علاقتهما ما يدل على أنه رجل ذو مبادئ. أما الوقح الذي أفسد حياتها قبل خمس سنوات فتمنت له العڈاب في الچحيم
وصلوا بسرعة إلى المدرسة حيث كانت تنتظرهم البوابات نزلت أميرة من السيارة وتوجهت لاستلام جاسر بينما ظل أصلان ينتظر عند المدخل. لم يمض وقت طويل حتى عادت بابنها وبعد فتحها باب المقعد الخلفي له حياه جاسر
بأدب مرحبا السيد البشير.
ألقى أصلان نظرة تقييمية على الصغير الذي بدا لطيفا في زي المدرسة وبدا له وكأن حياته كانت ستكون أكثر كمالا لو أن لديه ابنا مثل جاسر. شعر بغيرة لا
توصف تجاه أميرة.
بعد أن حجز بالفعل في المطعم انطلق أصلان بالسيارة نحو وجهتهم.
في المقعد الخلفي كان جاسر يحكي لوالدته عن يومه وكان أعظم إنجاز له هو فوزه بالمركز الأول في مسابقة الأكل انتابت أميرة مشاعر الفخر وقبلته بحنان على جبينه. عمل جيد حبيبي استمر على هذا المنوال 
حسنا! أجاب جاسر بجدية مومنا برأسه.
عندما وصلوا إلى المطعم وتم إرشادهم إلى طاولتهم قام أصلان بطلب الطعام سريعا طوال الوقت كانت أميرة منهمكة في مراقبة جاسر حريصة على أن يأكل دون أن يحدث فوضى. كأم كانت تتجاهل طعامها الخاص مشغولة بالتأكد من أن ابنها يأكل جيدا كان قلقها يسيطر عليها.
في طاولة قريبة جلست سيدة شابة من النبلاء تراقبهم بين الحين والآخر
وأخرجت هاتفها لتلتقط صورا لأصلان ورفاقه.
تلك السيدة الشابة التي أذلت أميرة في معرض المجوهرات أصبحت صديقة لهالة بسرعة. لاحظت السيدة الشابة أميرة على الفور فقد كانت تغار منها منذ حاډث المعرض. كان أصلان يعتني بها بشكل خاص خلال المعرض والآن هو يتناول العشاء معها أيضا من هذا الطفل تساءلت في نفسها . ربما يكون ابن أخ أصلان يجب أن يكون هناك رابط ما بينهما بناء على التشابه الواضح بينهما !
الفصل 65 الخۏف من العواصف الرعدية
أخذت السيدة الشابة المزيد من الصور وأرسلتها جميعا إلى هالة مع تعليق السيدة هالة سمير يجدر بك مراقبة رجلك عن كتب هذه المرأة تبدو وكأنها تحاول إغواءه!
في غرفتها بالمستشفى كانت هالة ترتاح وتتصفح الفيديوهات على هاتفها عندما استلمت الرسالة الجديدة عيناها اتسعتا بدهشة وشعرت بالڠضب يتصاعد في صدرها عندما رأت صور أميرة وأصلان أميرة في موعد مع أصلان وابنها معها !
غمرها الڠضب وتساءلت إذا كانت أميرة تخطط لجعل أصلان والدا جديدا لابنها. ربما تعتقد أميرة كأم عزباء أنها لا تملك فرضا كثيرة في سوق الزواج وتسعى لاستغلال تضحية أمل منذ سنوات لتحقيق هدفها. وتبدو كما لو كانت تحاول أيضا إجبار أصلان على تقبل ابنها !
كانت هالة تعتقد أنها اكتشفت مؤامرة أميرة وأقسمت أنها لن تسمح لها بالنجاح
في خططها.
رأت أن الوقت قد حان لزيارة عائلة أصلان وإبلاغهم أنها تخلت عن عفتها فقط
لإنقاذ أصلان من مشكلة.
في المطعم تحت الأضواء كان أصلان يتألق بأناقة وهو يحتسي المشروب والظلال تلعب على ملامح وجهه المنحوت بدقة.
رفع عينيه لينظر إلى جاسر عبر الطاولة. شعر بأنه والصبي التقيا في ظروف غريبة مما أدى إلى مودته للصغير.
كان
جاسر أيضا يبادله المشاعر ذاتها التقى بأصلان فقط في بضع مناسبات لكنه شعر برابطة غير مفهومة ووجد فيه ملاذا آمنا بالنسبة له كان أصلان شخصا يمكن الوثوق به.
كان جاسر مجرد طفل ولكن شعور الطفل بالأمان مع شخص لا يعيش معه كان أمرا نادرا.
بعد العشاء أوصلهم أصلان إلى الشقة. قادت أميرة جاسر من يده وساعدته على النزول من السيارة قبل أن تقترب من أصلان وتقول شكرا لك على هذا
المساء.
ثم قادت جاسر بعيدا نحو الشقة.
فجأة تحدث جاسر أمي لماذا لا ندعو السيد البشير لشرب الشاي في منزلنا
فقد قدم لنا العشاء بعد كل شيء.
توقفت أميرة مترددة. لم تكن لديها نية لدعوة أصلان للشاي ولكن بعد تعليق
جاسر شعرت بالحرج من عدم تقديم الدعوة التفتت إلى أصلان الذي كان لا
يزال في مقعد السائق وسألته هل ترغب في الانضمام إلينا لشرب الشاي
ظنت أنه سيرفض معتقدة أنها مجرد مجاملة لكنها كانت تريد أن تظهر الجاسر
التصرف اللائق كمضيفة مهذبة. 
ومع ذلك لم تكن أميرة تتوقع أبدا أن يقوم أصلان بإطفاء محرك السيارة والخروج من مقعد السائق جاءت صورته الطويلة والمستقيمة خارج السيارة وتقدمت نحو المدخل. أعتقد أنني أحتاج إلى كوب من الشاي قال مقتربا منهم. شعرت أميرة بالضغط والحرج عندما رأت قامته الشامخة لم يكن ينبغي لي أن أسأل فكرت بغموض بينما هي نادمة على قرارها.
السيد البشير يمكنك أن تأتي إلى منزلنا لكوب من الشاي عرض جاسر بحماس كما لو كان في مسرحية.
وهكذا قادت أميرة الرجل إلى منزلها. بحثت في الخزانة عن كوب احتياطي وعندما لم تجد أيا منها اضطرت لاستخدام كوب جاسر عندما قدمت الكوب المزين برسوم كرتونية إلى أصلان قالت آمل ألا يزعجك استخدام كوب ابني
تقبل الرجل الكوب وشرب منه دون إزعاج. في تلك الأثناء كان جاسر يلعب بالمكعبات بجانب الأريكة نظر أصلان إلى صناديق الألعاب المكدسة على الأريكة وكانت جميعها تبدو باهظة الثمن .
خمن أصلان أن الألعاب قد اشتراها نديم. مندمجا في أفكاره ركز انتباهه على جاسر الذي بدا مهتما ببناء المكعبات بينما تلاشى البريق الكتيب في عينيه
وحل محله نظرة تعاطف دافئ.
في الوقت نفسه بدا أن الأمطار ستهطل قريبا. كانت أميرة تجمع الغسيل من الشرفة ولكن بمجرد أن عبرت الغرفة سقطت قطعة ملابس وردية من الكومة في ذراعيها. لم تلاحظ هذا لكن أصلان بعينيه الحادثين لاحظ.
القطعة الوردية التي سقطت كانت ملابس داخلية نسائية.
نهض من الأريكة والتقط