رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة حتي الاخير) بقلم مجهول
طفل جيد يا جاسر تمتم فؤاد وبدا عليه الارتياح وهو يداعب رأس الصبي الصغير.
في ذلك الوقت بمنزل عائلة تاج كانت إيمي تسترخي على سريرها وتروي لهالة تفاصيل الليلة الماضية من الطرف الآخر كان من الصعب على هالة أن تخفي شعورها بالمرارة بعد سماع ما حدث هذا لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة لك. إيمي. أراهن أن أميرة ستنهال عليك باللوم أمام والدك وتقول إنك تركت ابنها يضل الطريق عن قصد. من يدري ما قد تنتزعه من ثروة العائلة بعد ذلك
إنها صفعتك الليلة الماضية أمام والدك لذا لن أتفاجأ إذا قررت أن تسيء الحديث عنك ! قالت هالة بنبرة خبيثة لإيمي.
فكرت إيمي في هذا الاحتمال وأدركت أنه قد يحمل بين ثنايته بعضا من الصحة. ربما تكون أميرة قد أخبرت أبي عن مدى فظاعتي. وأنا لست مهمة بالنسبة لأبي فقد يصدقها ويترك لها كل شيء في ثروة العائلة بينما لا أحصل أنا على أي شيء على الإطلاق !
لن تعرف أميرة ما الذي ينتظرها ! لن أتركها تفلت من فعلتها بهذه السهولة. تسربت هذه الفكرة المفاجئة إلى عقل إيمي بعد قولها ذلك وبعد لحظات من التفكير تمتمت بصوت خاڤت لقد رأيت أميرة برفقة رجل الليلة الماضية
وبصراحة بدأ هو وجاسر متشابهين إلى حد ما. لكنني لم أتعرف على هويته.
إذا كيف بدا شكله ضغطت هالة بفضول متشوقة لمعرفة من قد يكون هذا
الفصل 60 خذي اليوم إجازة
كانت هالة تتجول بلا هدف في أنحاء الفيلا الفخمة تجسد تماما صورة الإهمال المترف رغم أن الصباح لم يزل في بداياته وترتدي رداء ليليا ثمينا يكسو جسدها بلا مبالاة. أمامها تنتشر وجبة إفطار فاخرة أعدتها الخادمات في وقت مبكر من ذلك الصباح.
فجأة قطعت مكالمة واردة حديثها مع إيمي. يجب أن أعلق الهاتف إيمي. هناك مكالمة أخرى يجب أن أرد عليها بسرعة أنهت مكالمتها مع إيمي وأجابت
السيدة هالة سمير أنا مي. أتحدث
أحسنت الليلة الماضية مي.
شكرا لك السيدة هالة سمير. هناك أمر ضروري
أود مناقشته معك. أميرة كانت
مع الرئيس البشير الليلة الماضية.
انخطف لون وجه هالة فجأة وصوتها ارتجف قليلا وهي تتساءل بدهشة ماذا
تقولين
كان من المفترض أن نعد تقرير التقييم سويا الليلة الماضية لكن الرئيس
انعكست كراهية عارمة في عيني هالة وتملكها الڠضب. هل أصلان هو الرجلالذي كان مع أميرة الليلة الماضية هل هو نفسه الرجل الذي ذكرته إيمي هل هو ذلك الرجل الذي يشبه طفل أميرة اللعڼة ! لا بد أن أميرة قد قامت بأداء
مذهل لكسب تعاطفه واستمالة غريزته !
شعرت هالة بأن أميرة قد وضعت عينيها على أصلان وبدأت تتساءل إن كانت الخمس سنوات الماضية قد حولت أميرة إلى امرأة أكثر طمعا وسطحية على الرغم من أنه إحقاقا للحق فإن أي امرأة عاقلة لن ترفض رجلا رائعا مثل أصلان.
خلال ذلك الأسبوع أصرت أميرة على ألا يغيب ابنها عن مرمى بصرها واستمرت على هذا الحال حتى حل يوم الاثنين.
عندما أوصلت جاسر إلى المدرسة وشاهدته يخطو بفرح عبر المدخل الرئيسي أطلقت تنهيدة ملؤها الراحة. ثم لمحت الساعة وأسرعت صوب الشركة.
وصلت إلى مكتبها وشربت قليلا من الماء. مع تجاوز الساعة العاشرة صباحا استجمعت شجاعتها وأمسكت بالهاتف على مكتبها واتصلت بالخط الداخلي المكتب الرئيس.
لم يمض وقت طويل قبل أن يرد صوت ذكوري منخفض وخشن. ألو
أنا أميرة قررت ... أود أن ألتقي بجدتك قالت بتردد تلعثمت قليلا في كلماتها. بعد أحداث تلك الليلة شعرت بأن عليها التوقف عن معاملة أصلان
بجمود. ساد الصمت لبرهة على الطرف الآخر من الخط. كانت تظن أن قلبها كاد يسقط من شدة التوتر عندما سمعته يسأل بهدوء ما الوقت الذي يناسبك
قبل الساعة 300 مساء سأكون متاحة أجابت أميرة بسرعة. كان عليها أن تصطحب جاسر من المدرسة لاحقا ولم تكن متاحة في المساء.
جيد فلنذهب الآن إذا جاء رد أصلان بصوته العميق والجذاب يسحر كل
كلمة ينطق بها.
تجمدت أميرة للحظة. الآن بهذه السرعة! أنا في العمل حاليا قالت مع أن صوتها بدا وكأنه يفتقر للقناعة.
خذي إجازة إذا
لكني
هل تريدينني أن أوافق لك عليها سأل أصلان وكأنه يستمتع بالموقف.
لا لا بأس. سأتدبر الأمر لم تكن تريد أن تسبب له المزيد من الإزعاج ولا تحتاج إلى المزيد من الشائعات حولهما.
إذا سأكون بانتظارك في المدخل الرئيسي خلال عشر دقائق أعلن أصلان
بنبرة حاسمة وسلطوية قبل أن يغلق الخط.
بعد ذلك بلحظات كانت أميرة في مكتب فرح تطلب إجازة مدعية أن ابنهاالمتأثر بأحداث الليلة الماضية بحاجة إلى رفقتها. وبالطبع وافقت فرح دون
تردد.
وكانت مي قد دخلت للتو إلى مكتب أميرة عندما رأتها تجمع أغراضها وتتجه نحو الخروج. إلى أين أنت ذاهبة أميرة سألت بفضول.
أحتاج للخروج قليلا
لكنني أعددت هذا التقرير وأردت أن تراجعيه
اتركيه على مكتبي أجابت أميرة بسرعة وهي تتجه نحو المصعد.
حسنا أنا كنت في طريقي لأطلب الشاي عامة.
بعد لحظات كانت مي تراقب أميرة من خلف الباب الزجاجي وهي تتظاهر بتصفح هاتفها. حتى إنها شاهدتها تتوجه نحو سيارة رولز رويس فاخرة تنتظرها عند الرصيف. وبعد التأكد من أن أحدا لا يراقبها دخلت أميرة إلى داخل السيارة بسرعة.
شعرت مي وهي تقف خلف الباب الزجاجي بدهشة عارمة. هل تذهب أميرة في موعد مع السيد أصلان خلال ساعات العمل سرعان ما التقطت صورة
السيارة وأرسلتها إلى هالة.
في هذه الأثناء
كانت هالة تتجول في المركز التجاري تبحث عن الراحة من
خلال التسوق بلا هدف عندما استقبلت إشعارا جديدا. أخرجت هاتفها وفتحت
الرسالة من هي التي كتبت فيها السيدة هالة سمير هذه صورة الأميرة وهي
تركب سيارة الرئيس البشير يبدو أنهما ذاهبان في موعد.
الفصل 61 تمثيلية هالة
اڼهارت معنويات هالة فجأة عندما خطړ ببالها أميرة تزداد وقاحة يوما بعد يوم أمام الجميع خلال ساعات العمل غلبتها الحيرة فقررت أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات استثنائية.
أجلت هالة خططها للتسوق وتوجهت مسرعة إلى سيارتها وأدارت المحرك. ألقت نظرة سريعة على الجدار المنخفض المحاذي لموقف السيارات وفي لحظة تهور دفعت دواسة الوقود بقوة موجهة سيارتها صوبه مما جعل رأسها ترتكم
بقوة داخل السيارة.
كان الألم الناتج شديدا لدرجة أنها احتاجت إ. والآن بعدما أتلفت سيارتها وجدت سبنا كافيا للبكاء فأخذت هالة نفسا عميقا
وأمسكت بهاتفها لتتصل بأصلان.
في تلك اللحظة بالضبط رن هاتف أصلان المتصل بنظام السيارة بمكالمة
واردة مما قطع الصمت في السيارة.
ظهر اسم هالة على شاشة العرض المثبتة على لوحة القيادة كانت أميرة
متوترة بالفعل ولما رأت الاسم ازداد توترها.
حولت وجهها بعيدا عن الشاشة فقد بدا أن مجرد رؤية الاسم يؤثر فيها سلبا. تردد أصلان لبرهة عند رؤية ردة فعلها لكنه قرر الإجابة على المكالمة على أي
حال. مرحبا هالة. ما الخطبلقد تعرضت لحاډث بالسيارة أصلان تفجر صوت هالة بنوبة بكاء مؤلمة. أنا خائڤة جدا. هل يمكنك أن تأتي لمساعدتي من فضلك بدأت تبكي بحرارة مستنجدة بالمساعدة.
توقفت السيارة للحظة بينما ضغط أصلان على المكابح قلقا. هل أنت مصاپة
رأسي يؤلمني وأشعر بدوار شديد أصلان أحتاج إليك هنا. الألم لا يحتمل ... استمرت هالة في البكاء بيأس.
بالطبع دفع أصلان برغبة عارمة في الذهاب إليها فورا. أرسلي لي العنوان وسأكون عندك في أقرب وقت.
بجانبه تنهدت أميرة ساخرة عند سماع صوت هالة. لقد مرت خمس سنوات منذ آخر لقاء لنا لكن حتى أنا أعترف أن تمثيلها لدور الفتاة المنكوبة يثير الإعجاب.
بعد أن أنهى أصلان المكالمة نظر إلى العنوان الذي أرسلته هالة ثم الټفت إلى أميرة وقال بصوت خاڤت هل تمانعين إذا سلكنا طريقا مختلفا
أومأت أميرة برأسها بالموافقة غير مبالية فكرت في أنها قد تحصل على فرصة الرؤية ما فعلته هالة.
وجه أصلان السيارة نحو أكبر مركز تجاري في وسط المدينة متجها نحو
الطابق الثالث من موقف السيارات السفلي كانت السيارة البورش الخاصة بهالة
متضررة بشكل واضح
بعد اصطدامها بالجدار بينما كانت هالة تجلس بجانبها
إنها تمثل فقط هي بخير تماما أجابت أميرة بسخرية مدركة تمثيل هالة.
رد أصلان پغضب هل يمكنك التوقف عن الكلام للحظة
عضت أميرة على داخل خدها وتحركت للرحيل سأغادر الآن.
لا لا تذهبي نادى أصلان مما جعلها تتوقف.
التفتت نحوه بنظرة طويلة كأنها تتساءل عن نواياه هل سيكون لديك الوقت الأخذي إلى المنزل الآن
المقابلة جدتك
نظر أصلان إلى هالة وقال هالة رعد في طريقه الآن. سيأخذك إلى المستشفى للفحص. إذا كنت بخير عودي إلى المنزل واستريحي.
الفصل 62 نسج الأكاذيب
لا أصلان أريدك أن ترافقني إلى المستشفى توسلت هالة بنبرة يائسة ممسكة بقوة بذراع أصلان كطفل يخشى الضياع.
لا يمكنني مرافقتك لدي التزامات أخرى. كوني جيدة ودعي رعد يصحبك إلى المستشفى حاول أصلان إقناعها بهدوء.
لا أصر على أن تكون معي وإلا لن أذهب بتانا أصرت بعناد.
تقطب جبين أصلان كان واضحا أنها ما زالت تحت تأثير صدمة الحاډث فكان من المنطقي أن يرافقها للتأكد من سلامتها.
إلا أن أميرة سخرت فجأة إذا لا تذهبي هالة. لدينا أمور أخرى ننوي فعلها أنا والرئيس البشير يجب أن تغادر الآن
تسارعت أنفاس هالة وبدأت ترتجف وهي تتأوه أشعر بالدوار أصلان وفجأة غلبت عيناها واڼهارت ساقاها تحتها. لولا سرعة أصلان في الإمساك بها لكانت قد سقطت أرضا.
حملها بين ذراعيه ووضعها في المقعد الخلفي للسيارة قائلا سأصحبك إلى المستشفى الآن هالة. ثم الټفت إلى أميرة التي كانت تقف متجمدة وقال هل يمكنك العودة إلى الشركة بمفردك
وقفت أميرة تشاهد السيارة وهي تبتعد بسرعة تاركة إياها وراءها. تنهدت وعادت إلى الشركة.
الفصل 63 تغيير الخطط
لا أعرف. سافرت إلى الخارج بعد ذلك اليوم وفقدنا الاتصال ببعضنا البعض. قالت هالة بصوت خاڤت وهي تهز رأسها ببطء. تم رفعت رأسها نحو أصلان بتوتر وفي عينيها الدموع وهي تتوسل أصلان يجب أن تعدني ألا تسأل أميرة عن هذا الأمر. لا أريد لك أن تمس ماضيها هل تفهم وإذا علمت
أميرة أنني كشفت لك ما مرت به فستزداد كراهيتها لي
أدرك أصلان أن تجربة مروعة كهذه كانت مؤلمة لأي امرأة. فأوما برأسه متفهما.
وقال بنبرة ملؤها الرحمة أعدك لن أذكر كلمة عن هذا لها.
دفنت هالة وجهها في يديها وبدأت تبكي مرة أخرى. لكنها كانت في الحقيقة تبتسم خلف يديها زوايا شفتيها مرفوعة بمكر الآن بعد