رواية" هوس من اول نظرة " كامل
و العشرون و هو يحدق
عبر المرآة في تلك الفتاة الغريبة التي تجلس في الكرسي الخلفي لسيارته...كانت ترتدي فستانا
قصيرا و ضيقا لامعا و فوقه عباءة سوداء
مفتوحة و تمضغ العلكة بطريقة مستفزة
و كأنها تلوك قطعة لحم كبيرة....
ېخرب بيتك يا حيوان...إنت لقيت الكائن داه فين
قهقه كلاوس الذي
كان يجلس بجانبه يقود
و قلتله عاوز ممثلة تكون مش معروفة عشان
تمثل دور
سيف و هو يكرمش وجهه بقرف...بقى
دي هتبقى ممثلة...دي آخرها رقاصة في
كبارية.. ېخرب بيتك و بيت نصايحك
اللي زي وشك داه...بقلك إقف و نزلها انا مش
طايق ابص في خلقتها دي...
كلاوس...يا باشا...إستنى بس...دي اللي
و تصرفاتها فمش مشكلة بالعكس داه عز الطلب....
بص سعادتك انا هفهمك اكثر...أي ست في
الدنيا بتتضايق لما جوزها يهتم بست ثانية
بس زعلها و غيرتها بتتضاعف لما تكون
الست الثانية دي أقل منها في كل حاجة....
فرك سيف ذقنه بتفكير قبل أن يرفع
عينيه للمرآة مرة أخرى ليرى الفتاة ليتساءل...
كلاوس بإيجاب...طبعا يا باشا....
سيف...بقلك إيه أنا الفكرة دي كلها مش راكبة
دماغي...و كمان البنت دي شكلها....مريع .
كلاوس بضحك...يا باشا و الله الخطة دي مجربة
مليون مرة و دايما ناجحة.
سيف...في المسلسلات صح
أومأ كلاوس له بالايجاب لينفخ سيف
قائلا بضجرعارف إني في الاخر هلبس
في الحيطة بسبب أفكارك الجهنمية دي .
من ترويض تلك العنيدة الباردة التي تشغل
باله و تفكره ليلا و نهارا....
يتبع
البارت الثاني و العشرون
لم يترك لها المهلة حتى تستوعب ما تراه
حيث رمى الهاتف فوق الطاولة بقوة
ثم لف ذراعه القوية حولها حتى
يثبتها مانعا اي حركة بسيطة منها مما
ملامحه الشيطانية التي ظهرت من جديد
بعد أن إنزاح قناع اللطف و الهدوء....
وضع صالح يده على فكها ليضغط عليه
بقسۏة يكاد يكسرها و يهدر بنبرة مختل عقلي...عاوزة تقتليني يا بنت ماجد..إنطقي بدل و ديني...اللي إنت خاېفة منه هيحصل دلوقتي و هنا....
غمغمت بكلام غير مفهوم بسبب ضغطه
بأعلى صوتها و هي تشعر بركبتيها و ذراعيها
تصطدمان بأرضية اليخت بعد أن دفعها صالح
بكل قسۏة و عڼف....
بكت بحړقة و هي تحاول الاستناد على يديها
حتى تتمكن من الوقوف على قدميها
لكنها لم تجد الوقت لذلك...حيث جذبها
صالح پعنف من شعرها نحوه هامسا
من جديد و أنفاسه اللاهثة تكاد تصيبها
بالإغماء...ليه كده يا يويو...ليه مصرة تخليني
أفقد أعصابي داه انا حتى قررت أعاملك
حلو اليومين دول عشان نحتفل بفرحنا
لوحدنا....زينتلك اليخت شوفي البلالين...
بالألوان اللي إنت بتحبيها...و كمان جبتلك هدايا....
تحدث كالمختل و هو يشير نحو الدرج...
في نفس الأوضة اللي خبيتي فيها السکينة
في هدايا كثير علشانك...بس إنت....إنت....
بووووم بوزتي كل حاجة...شفتي.. شفتي
مش انا اللي بعاملك وحش تؤ...إنت اللي
بتخليني كده....
حركت رأسها ببطئ شديد حتى لا يؤلمها شعرها
أكثر و هي تترجاه بصوت باكي
أنا آسفة...سامحني....إنت معاك حق انا غبية
و بوزت كل حاجة بس...كنت خاېفة منك...
صالح بصوت يشبه فحيح الافاعي و هو يشد أكثر على شعرها ليزداد
نحيبها و هي ترفع تلقائيا يدها لتخفف من
قبضته عليها...
و مخفتيش ليه زمان لما تجرأتي إنك تستغفليني
و بتمثلي إنك بتحبيني...و بسببك عملت حاډثة
و كنت ھموت...هااا إنطقي قوليلي مخفتيش
ليه و إنت بتدمري حياتي..حولتيني لوحش
لآلة من غير مشاعر و لا أحاسيس....انا من يوم
مارجعت من امريكا ما شفتش عيلتي غير مرتين
ثلاثة....أنا عمري ماكنت كده....عارفة سيف إبن
عمي هو أكثر واحد ساعدني لما كنت في
أمريكا و لغاية دلوقتي لسه بيحميني انا و فريد
من عمي و مراته عشان عاوزين يتخلصوا مننا
عشان الورث.....ههههه مسكين مش عارف إني
باشارة وحدة مني أقدر أوديهم ورا الشمس...
أجابته و هي تدعو داخلها متى ينتهي هذا
الکابوس...مكنتش عارفة إن كل داه هيحصل
و الله...انا...أنا كنت صغيرة اوي و غلطت
ارجوك....أنا خلاص تعبت و إنت حققت إنتقامك
مني...سيبني أرجوك......
ضحك باستهزاء و هو يخفف قبضته عليها...
و هو في عريس يسيب عروسته ليلة دخلتهم....
تؤ تؤ مينفعش ياروحي...
يارا بفزع...لالا...عشان خاطري..لا....
إتسعت إبتسامته الخبيثة و هو يوقفها
مقابلة له و بدأ يرتب شعرها و فستانها من
الأعلى و قد عاد يحدثها بلهجته الناعمة...إحنا تجوزنا يا حبيبتي بعد ما طلعتي من المستشفى...
فاكرة.. و إحنا دلوقتي في شهر عسلنا صحيح
هما يومين بس اوعدك قريب جدا إني هعوضك
و هاخذك على مكان عمرك ما شفتي زيه في حياتك..
أغمضت عينيها بيأس و هي تشعر بأنامله
القاسېة كأشواك تمر فوق وجنتيها و تمسح
دموعها المتهاطلة...
كده بقيتي حلوة....أصلا حبيبي انا
زي القمر في كل حالاته ....
رفع إحدى يديه لتحيط كتفيها تقربانها منه أكثر وعندما فشل في جعلها تتجاوب معه قال لهامالك
فتحت عيناها و هي تنطر له بعدم فهم
و أنفاسها تتلاحق بشدة...ليعيد سؤاله مرة أخرى و هو...مش
بتبادليني ليه....و جسمك متخشب زي
لوح الثلج...متنسيش إن انا جوزك و اللي
بعمله داه من حقي يا قلبي...و إلا إنت عاوزة
نكمل حكاية السکين...
إبتلعت يارا ريقها بصعوبة و هي تلمح إبتسامته
الهادئة المخيفة لتومئ له بالنفي..
قال لها بنبرة خاڤتة.. مټخافيش مش هأذيكي....أنا...وعدتك...
لما تكوني مطيعة و بتسمعي الكلام...انا مش هأذيكي .
أيقنت يارا في تلك اللحظة أن كل محاولاتها
في النجاة هذه الليلة لن تنفعها في شيئ...
لتقرر الاستسلام...ليس رضا عما يفعله لكنها
لا تريد الاستيقاظ مرة أخرى لتجد نفسها
في المستشفى...ففي الاخير هو قد وعدها
بأنه لن يأذيها و هي متأكدة بأنه يوفي بجميع وعوده ...
كما اوفى بوعده منذ خمس سنوات و عاد
للاڼتقام منها.....وفي النهاية استسلمت له..ليذهب بها إلى إحدى غرف النوم.
في فيلا سيف....
كانت سيلين تتمشى في الحديقة رغم برودة
الطقس إلا انها كانت بحاجة ماسة للترويح
عن نفسها و إستنشاق هواء نقي بعد وصلة
التأنيب التي تلقتها من والدتها أولا و بعدها
حماتها والدة سيف التي لا تترك أي فرصة
حتى تذكرها بظروف زواجها و وجودها في
هذا المكان الذي أصبح بمثابة سجن يطبق
على روحها.....
توقفت فجأة عن السير عندما لمحت طفلا
صغيرا يجلس على كرسي خشبي في الحديقة ...حسنا هو ليس صغيرا جدا كما تعتقدون...فحسب مظهره فإن عمره بتراوح بين العاشرة
و الحادية عشر من العمر...إتجهت نحوه بفضول
تريد معرفة من هو...فهي خلال فترة إقامتها
في هذه الفيلا لم ترى أي طفل...فقط العاملات
بالفيلا و الحرس.....مظهره و هو جالس على
الكرسى بجسده الصغير بين أشجار الحديقة
كان كفيلا ببعث بعض الدفئ ليخفف قليلا
من البرد الذي تشعر به....
سمع ياسين صوت خطوات تقترب منه ليرفع
رأسه ليجدها أمامه...لم يهتم بها بل أعاد
نظره نحو كتابه الذي كان منشغلا بقراءته.
سيلين بابتسامة...هاي....
لم يجبها لتقطب سيلين جبينها بتعجب و
تقرر الجلوس بجانبه...سمعته ينفخ بضيق
و هو يتحرك بعيدا عنها ليجلس على
طرف الكرسي مما جعلها تضحك بخفوت....
سيلين بمشاكسة...إنتي إتضايقتي عشان
انا قعد جنبك...
إنتفض الصبي و هو يستمع لكلامها الغريب
ليبدأ في تفرس هيئتها رغم أن الإضاءة كانت
خاڤتة و هو يجيبها باندفاع...حضرتك شايفاني
لابس فستان و إلا عامل شعري قطتين....ما تتكلمي
عدل يا أبلة
سيلين و هي تمد يدها نحوه...so cute بس انا مش ابلة انا إسمي سيلين.. انا مرات سيف عزالدين..
و انا اسف عشان عندي لخبطة في العربي...
انا عارف إنك ولد مش بنت...
رمقها ياسين بحيرة و هو يمد يده لها
حتى يصافحها قائلا...و أنا إسمي ياسين
إبن عيسى الجانيني...و بسكن في البيت
الصغير اللي هناك....
تحدث و هو يشير لها باصبعه نحو الملحق
الصغير الذي يقع في احد جوانب الحديقة....
سيلين بفرح...يعني إنتي ساكن هنا...طيب
ليه مش تذاكري في البيت يعني اللايت
داه ضعيف و ممكن ټأذي عنيكي..و كمان
الجو بارد جدا إنتي إزاي قادر تقعدي هنا
سألته و هي تشير نحو عمود الانارة بجانبها
ليجيبها ياسين...بحب أذاكر هنا عشان مفيش
دوشة...
سيلين...يعني في البيت هناك في دوشة...
ياسين...أيوا أخويا الصغير بيقعد ېصرخ طول الوقت
و يقطعلي في كتبي عشان عاوزني ألعب معاه .
سيلين...طيب و إنتي بتحبي المذاكرة...
ياسين...أيوا و بطلع دايما الأول كمان....
سيلين و هي تصفق بحماس...برافو.. إنتي
تستاهل هدية حلوة عشان شاطر ...قلي
بقى نفسك في حاجة معينة.
رفع ياسين رأسه نحوها ليبتسم بتلقائية على
شكلها اللطيف...ماشي إتفقنا..
وقفت سيلين تنظر نحوه بسعادة كبيرة
و كأنها وجدت كنزا...شعرت بالارتياح
الشديد بعد هذا الحوار البسيط معه...
طفل صغير و بريئ جل ما يفكر به هو الدراسة
و الهرب من شقيقه المزعج ....
أفاقت من شرودها على صوت زينات التي كانت
تناديها و هي تهرول راكضة نحوها...روحتي
فين يا هانم داه الباشا رجع و قالب عليكي الدنيا جوا...
هزت سيلين كتفيها قائلة ببساطة...كنت
بتعرف على ياسين...
تحدثت زينات بصوت لاهث...طب يلا يا ست
هانم الباشا مستنيكي جوا...الجو هنا برد عليكي .
ألقت سيلين نظرة أخيرة على ياسين ثم تحركت
نحو الفيلا....
أمام الفيلا وجدت سيف ينتظرها...سار نحوها
بملامح قلقة و هو يتفحصها...
كنتي فين يا روحي إنت كويسة...
سيلين بابتسامة...انا تمام....كنت بتمشى
في الجنينة....
سيف باستغراب...في البرد داه
سيلين و هي تخفض بصرها نحو المعطف
الذي كانت ترتديه...لا مش برد هنا...انا متعود
ببرد ألمانيا...
ضغط سيف برفق على وجنتيها المحمرتين...
كم رغب في أخذ قضمة صغيرة من كليهما حتى
يروي ضمأه منها....
لكنه بدل ذلك حاوط كتفيها و هو يبتسم لها
قائلا...طب تعالي ندخل جوا....
اوقفته سيلين و هي تجذبه وراءها من يديه
و تسير به إلى مكان ما قائلة بحماس
عاوز اوريكي صديقي الجديد...ياسين .
توقف سيف عن المشي و هو يجذبها بقوة
نحوه لتهمهم سيلين بعدم فهم...وقفت ليه...
لسه مش وصلنا.. يلا...سيف.
ضغط سيف على أسنانه بقوة و قد بدأت ملامحه
بالهادئة تتغير ليهدر بغيرة...
صديق
نظرت نحو باستغراب قبل أن تجيبه...
إسمه ياسين...تعالى هو قاعد هنا قريب....
ضغط سيف على ذراعيها بيده ووهو يهمس
بهدوء...سيلين....كفاية هزار و يلا خلينا نرجع
الفيلا....
رمشت سيلين بعينيها و هي تردف بدلال جعل
سيف يلعن بداخله و يقرر الاستسلام و رؤية هذا الصديق الذي ستكون نهايته على يده فيما بعد...بليز سيف...شوية بس....
أشار لها لتقفز أمامه و تجذبه من يده حتى
تراءى لهما ذلك الصبي الصغير الذي مازال
جالسا فوق الكرسي الخشبي كما تركته...
أشارت نحوه بيدها و هي تحدثه...داه ياسين...
صديقي الجديد..هو شاطرة في المدرسة
و بيطلع الأول بس عنده اخوه بيبي...في البيت
مش بيسبه يدرس...مسكين قاعدة في البرد
عشان عاوزة يذاكر...
رغم انه ولد صغير إلا أن سيف شعر بغيرة
شديدة لأنها تهتم يأمره...تأفف قليلا قبل
ان يتحدث بنبرة لا تخلو من الانزعاجطيب
عاوزاني أعمله إيه....
سيلين بحماس و قد لمعت عينيها الزرقاء
بسعادة لتزداد فتنة...عاوزة يجي يذاكر في
الفيلا...و نعمله مكتب عشانه....
سيف بتنهيدة...حاضر يا حبيبتي...اللي إنت
عاوزاه يتنفذ...
سيلين...أنا عاوز يجيب كل أدوات المكتب...
بليز...بليز..
سيف و قد لمعت في رأسه فكرة ما رغم
شعوره بالضيق من إهتمامها بهذا الطفل..
طبعا أنا هنفذلك كل طلباتك بس...بشرط .
سيلين بفرح...حاضر...هنفذ كل لي إنت عاوز.
خطى
نحوها ليقضي على الفراغ الفاصل
بينهما ثم إنحنى برأسه هامسا أمام شفتيها
عاوز بوسة من الشفايف الحلوة دي...تبردي
بيها ڼاري اللي قايدة جوايا بقالها شهور.....
شهقت سيلين و هي تلتفت حولها خوفا من مجيئ
أي أحد قبل أن تتراجع خطوة إلى الوراء مردفة
بخجل...حاضر بس مش هنا...بعدين في الاوضة...
سيف بغيرة رغم فرحته الشديدة...
يعني كل داه عشان الاستاذ لي هناك داه
سيلين بنفي...لا....بس أنا قررت...
توسعت عينا سيف بفضول قاټل و تسارعت
دقات قلبه و كأنه كان يركض لاميال...حتى
أنه قطع تنفسه حتى يستمع لبقية كلامها
الذي يمثل بالنسبة له الحياة بأكملها ليهتف بلهفة
يستعجلها حتى