رواية" هوس من اول نظرة " كامل
تتحدث و تريح روحه و قلبه...
...كملي...قررتي إيه
إزداد إحمرار وجهها خجلا و هي تشاهد
لهفته عليها لتستجمع كل قوتها لتتحدث....
لكن كما يقال يا فرحة ما تمت عوض
ان يستمع لصوتها الرقيق تخبره عن حبها
له و إستعدادها لبدأ حياة جديدة معه
سمع صوتا رجوليا خشنا يحمحم من وراءه
ليغمض سيف عيناه بخيبة امل و يطلق
و من غيره هادم اللحظات السعيدة الغبي كلاوس
الذي يأتي دائما في الأوقات الغير مناسبة...
أحم أحم...سيف باشا....الآنسة...
قاطعه سيف الذي لم يكن يرى أمامه سوى
چثة كلاوس...آنسة إيه و زفت إيه...مش شايفني
بتكلم مع الهانم..
حدقت سيلين في تلك الفتاة الغريبة لتقترب
ياسيف
نظر سيف پغضب نحو كلاوس ليقرر الاڼتقام
منه في الحال لإفساده تلك اللحظة المنتظرة
ليهتف پحقد و هو يشير نحو الفتاة...أعرفك يا حبيبتي دي خطيبة كلاوس...
لا تسأل عن وجه كلاوس الذي شحب فجأة
و هو يلتفت ناظر باشمئزاز نحو تلك الممثلة التي كانت ترمق سيلين و سيف بإعجاب شديد و هي تفرقع
ليغمض كلاوس عينيه بيأس و هو يشتم
سيده بداخله على هذه الورطة.....
في قصر عزالدين....
دقت الساعة منتصف الليل...البعض كان ينعم
بنوم هانئ و البعض الاخر لايزال مستيقظا
يفكر....و هذا حال إنجي التي كانت منهمكة
في التخطيط لكيفية مغادرة القصر....
قررت في الاخير انها ستطلب المزيد من المال
و تسافر لأي دولة أوروبية لتعيش هناك بحرية...
تحمست كثيرا للفكرة و أخذت ترسم أحلامها
و التي قطعها عليها صوت طرق الباب.....
تأففت و هي تقف من وراء مكتبها الصغير
لتفتح الباب....شقهت پصدمة عندما وجدت
هشام يقف أمامه و هو يرسم على شفتيه
إبتسامة ماكرة و بسرعة كبيرة حاولت
وضع قدمه بين الباب و الجدار ثم بدفعة
قوية من يده جعله ينفتح على مصراعيه
ليدلف هشام و يغلقه وراءه بسرعة....
إنجي بصوت عال...إطلع برا إنت تجننت
إطلع برا و إلا و الله هصوت ألم عليك
كل اللي في القصر و ساعتها هتبقى ڤضيحة
بجد.....
إستند هشام على الباب و يده وراءه تغلق
بدأ في فتح ازرار قميصه الأزرق السماوي
و عيناه مثبتان كالصقر على إنجي التي كانت
تتراجع للوراء ببطئ....
إنجي بړعب...ه.. هشام إنت...بتعمل إيه
هشام ببرود جليدي...مش أنا حاولت اعټدي عليكي...و أخوكي أنقذك مني...قلت آجي أحاول ثاني....
إنجي...إنت إتهبلت إمشي إطلع برا مش عاوزة اشوف خلقتك ثاني....أااه
تألمت بشدة عندما جذبها فجأة من ذراعها
العاړي ليلويه وراء ظهرها قائلا من بين أسنانه...إخرسي بقى عشان أنا بجد زهقت منك و من أسلوبك المستفز...إنت فاكرة نفسك إيه هاااا أنا ممكن أكون بعشق التراب الي بتدوسي بس لما الحكاية توصل لكرامتي stop...
و إنت تجاوزتي حدودك معايا و محيتي كل ذكرى حلوة تشفعلك عندي....أنا بكرة مسافر فقلت أسيبلك تذكار يفكرك بيا عمرك كله...يا بنت عمي .
كورت إنجي يدها لټضرب صدره بقوة و هي تصرخ...إطلع برا يا حيوان....يااااا
لم تستطع إكمال باقي كلامها بسبب الضړبة القوية
التي تلقتها منه روسية ليرتخي جسدها و يتركها
هشام تسقط أرضا بلا مبالاة....
بقى عدة ثوان وهو يحدق فيها باشمئزاز قبل أن ينحني و يحملها و يضعها على السرير ثم شرع في
يتبع
البارت الثالث و العشرون
لم تصرخ...لم تقاوم و لم تعرض على كل حركة
و لمسة و همسة صدرت منه....جل ما فعلته هو
إغماض عينيها و تركه يفعل بها ما يشاء...حتى
مرت الليلة على خير....
تقلبت يارا على الفراش بأرق فطوال الليل
لم تغمض عيناها رغم تعبها الشديد و حاجتها
الماسة للراحة...
تنهدت و هي تحرك جسدها بصعوبة نحو الطرف
الاخر من الفراش للمرة العاشرة بعيدا عن صالح
الممدد بجانبها...
رغم ما حصل بينهما إلا أن نفورها منه قد إزداد
أضعافا مضاعفة...شعرت برغبة عارمة في التقيئ بعد أن تذكرت أنه مازال يوم آخر ستقضيه برفقته...
المشكلة أنه حتى دموعها التي كانت تخفف بعضا
من معاناتها قد جفت لعڼته بداخلها و هي تشعر به
يضع ذراعه حول خصرها ليعيدها لمكانه بجانبه
و هو يغمغم بنعاس...
منمتيش ليه لغاية دلوقتي...تعبانة من حاجة
تعبانة من حاجات كثيرة اوي و إنت سببهم كلهم ...
بهذه الجملة كانت يارا ستجيبه و لكنها تراجعت
فهي ليست في حالة نفسية و جسدية جيدة
للدخول في أي نقاش..
لتجيبه بصوت مبحوح و ضعيف...مجاليش نوم...
إتكأ صالح بكسل على ذراعه الاخر ليصبح
رأسه فوق وجهها مباشرة...
أزاح خصلات شعرها التي تغطي خديها
قائلا بصوت دافئ...معاكي حق...المفروض
الليلة دي منامش..
عندما اقترب منها صړخت يارا بنفور وبدون وعي...إبعد عني...كفاية قرف....
إبتلع صالح كلماتها و إنفعالاتها محافظا على
هدوءه لتتعالى ضحكاته...لا ياروحي اللي
بنعمله داه إسمه حب...مش قرف..إنت نسيتي
إننا متجوزين
إنشغل بالبحث عن هاتفه حتى وجده ليضيف...
ياااه الساعة لسه ثلاثة الفجر...
أعاد هاتفه لمكانه ثم جذب يارا نحوه ورغم صړاخها و مقاومتها إلا أنه همس ببضعة كلمات في أذنها جعتلها
تتوقف عن الحركة متجمدة في مكانها....
إهدي و نامي لأحسن أنفذ اللي في دماغي....و انا
بصراحة على آخري...قلتي إيه يا بيبي
أومأت له بالموافقة ليخفف لمساته عنها
لتقول...خلاص انا هنام...تصبح على خير .
صالح بابتسامة سمجةوإنت من أهلي يا بيبي.
في اليوم التالي دقت الساعة التاسعة صباحا
فتحت يارا عينيها بصعوبة بالغة إثر شعورها بلمساته لتتمتم بداخلها بحنق...يا رب..داه إيه القرف اللي انا فيه....
جاهدت حتى تنطق لتجعل صالح يتوقف عن
عبثه...أنا صحيت....
إبتسم هو بمكر و ببطئ شديد بدأ بسحب الغطاء الذي كانت تتمسك به حول عنقها بقوة حتى شعرت به يارا لتهتف...بتعمل إيه
صالح ببراءة...و لا حاجة...إنت هتقعدي طول
اليوم كده
يارا بتهتهة...أيوا.. قصدي...لالا...هقوم.. هقوم
بعد شوية .
صالح بخبث...طب مفيش صباح الخير
تصنعت الابتسام و هي ترد عليه...صباح
النور...
سمعت تأففه قبل أن يتجلس في مكانه ثم يضع يده الأخرى تحتها و هو يقول بحنق...لا مش دي...أنا عاوز من دي....
قالها بتذمر طفولي جعل يارا تنصدم بشك من أن الذي أمامها هو نفسه صالح عزالدين....بينما لم تطل حيرتها وهو يأخذها بين ذراعيهرفع رأسه بعد لحظات ليقابله وجهها المحمر و دموعها الساخنة التي غطت وجنتيها بسخاء ليزفر بقوة قبل أن ينهض نحو الحمام ليغيب داخله صافقا الباب وراءه....
في تلك اللحظة فقط تركت يارا العنان لشلال دموعها لټنفجر في بكاء مرير و هي تشبث بالغطاء و ترفعه فوق جسده يغطيها بأكملها.....
إنتهى صالح من أخذ شاور ليخرج مرتديا
ترينج شتوي باللون الأسود و الرمادي....
و يضع منشفة خلف عنقه ألقى نظرة
نحو يارا المختفية تحت الغطاء بينما
كان جسدها يهتز دون صوت ليعلم أنها
تبكي..
نزع المنشفة من حول حنقه ليرميها بقوة
فوقها صارخا پعنف...مش قلنا مش عاوز زفت
نكد.. و إلا إنت مصرة تحرجيني عن طوري...
عاجبك وشي الثاني صح....
أبعد الغطاء عن وجهها بقوة لترتجف يارا
من رؤية وجهه الغاضب.. ليكمل هو و قد
إكتسى صوته بعض اللين...يلا
ياقلبي...قومي أنا حضرتلك الحمام جوا
خذي شاور عشان أعصابك تهدى...انا هطلع
عشان أحضر الفطار و هختارلك فستان على
ذوقي عشان تلبسيه....يلا قومي بلاش كسل.....
غمزها بطرف عينه في آخر كلماته و هو يجذب
بقية الغطاء لينزاح بأكمله مظهرا جسدها
الفتي أمامه ليعض صالح شفتيه بحركة
وقحة....إنتفضت يارا و هي تصرخ فيه و تشتمه
يا قليل الادب يا ساڤل....
ثم جذبت الغطاء لتلمله حولها و هي ترمقه
بنظرات شرسة قابلها هو بأخرى غير بريئة
و قد تعالت قهقهاته المرحة....قبل أن يتحرك
بخطوات بطيئة نحو الخزانة و هو يدندن
بألحان أغنية شعبية....
بينما زحفت يارا على ركبتيها حتى وصلت
للجهة الأخرى من السرير ثم نزلت منه
لتتوجه نحو الحمام و هي تلف الغطاء
الذي إنزلق حتى كادت تتتعثر به و هي
ټشتم صالح بصوت عال...إنت لا يمكن
تكون إنسان طبيعي....بجد عمري ماشفت
كده.....
ظلت تشتمه حتى غابت وراء الباب و هي
تحكم إغلاقه من الداخل بعد أن إستمعت
لتنبيهه...متتأخريش جوا يا بيبي...اصلك
بتوحشيني اوي لما تغيبي عليا...مش عارف
إزاي هصبر عليكي الفترة اللي جاية...
بعد دقائق طويلة صعدت يارا درج اليخت نحو السطح بعد
جففت شعرها و إرتدت الفستان الذي
وجدته فوق السرير و فوقه معطف
من الفرو باللون الأبيض ....لكن قبل
أن تصل للسطح جاءها
صوت صالح من الطابق السفلي يناديها...
الجو برا برد...إنزلي تحت الفطار جاهز......
نزلت السلالم مرة أخرى و هي تتبع صوته
متأملة بانبهار فخامة و جمال اليخت
فهي في الأمس لم تسمح لها حالتها النفسية
برؤيته جيدا....وجدته يجلس على أريكة
حمراء تتوسط الغرفة الغرفة الفسيحة
ذات الجدران الشفافة التي تتمتد على
جميع اتجاهات هذا الطابق لتشهق يارا
من جمال المناظر الطبيعة التي تظهر لها
حيث يتعانق البحر و السماء في مشهد
طبيعي رائع يسلب الأنفاس من شدة
جماله حتى أنها لم تشعر بصالح الذي
كان يخلع عنها المعطف ووهو يهمس
في أذنها بصوت أجش...حلو
أجابته و هي تشرد في تفاصيل الجمال
الرباني و خاصة في المباني البيضاء
البعيدة على حافة البحر وهي تجيبه
بانبهار...يجنن...
وقف وراءها محيطا ذراعيه حول خصرها
و هو يزيح شعرها ليجعله على كتف واحدةليبتلع صالح ريقه بصعوبة ويقول بصوت أحش و قد بدأ يفقد سيطرته على نفسه...مش أحلى منك يا روحي .
أفاقت يارا من شرودها في جمال البحر و السماء و مباني الإسكندرية على احتضان صالح لهلتنتزع نفسها منه بصعوبة و هي تدور حول الطاولة التي كانت تعج بأصناف كثيرة و متنوعة و كآنه ليس إفطارا لشخصين بل وليمة كاملة...
يارا بتلعثم...أنا....جعانة اوي خلينا نفطر
الأول....
أومأ لها صالح و هو يحاول بقوة إسترجاع رباطة جأشه ليجلس من جديد في مكانه و هو عيناه لا تنزاحان أبدا عن يارا التي كانت رائعة بشكل يصعب وصفه خاصة لون بشرتها الذي لم يختلف كثيرا عن لون الفستان...
كانت تأكل ببطئ و تأن حتى تكتسب وقتا أكثر فنظرات صالح الغير بريئة ابدا باتت تعلمها جيدا...و بالفعل صدق حدسها و هي تسمعه يشتم و يلعن قبل أن يهمس محدثا
نفسه بعتاب...غبي...كان لازم الفستان داه....
تابعت إفطارها و هي
تتعمد عدم الاهتمام به بينما في الحقيفة جل تركيزها كان على تحركاته هو...إبتسمت باستمتاع و هي تراه يضع كأس العصير بقوة فوق الطاولة ثم يقف بجسده الضخم ليتجه نحو الباب الذي يفصل الغرفة الداخلية بخارج اليخت من نفس الطابق....
مسحت فمها بالمنديل ثم رمته على الطاولة و هي تتنفس الصعداء متمنية ان يظل بعيدا عنها هكذا بقية اليوم.....
أمام كلية الآداب جامعة القاهرة....
توقفت سيارة فريد التي تقل أروى نحو
جامعتها...فتحت باب السيارة لتزل لكن
يد فريد اوقفتها و هو يملي عليها قائمة
الممنوعات مع تذكيرها بعقابها و منعها
من الجامعة إن لك تستجب لشروطه....
صړخت بتذمر و إحتجاج و هي تلوي شفتيها
بعدم قبول...اوووف خلاص بقى فهمت حاضر..
مش حتكلم مع حد غير نيرة و مش هقعد
في الكافتيريا و اول ماخلص محاظرات هكلمك
حاضر في أوامر ثانية يا حضابط..
لف فريد يده حول شعرها من الخلف من تحت الغطاء و الذي كانت تلفه على شكل كعكة
ليجذبها نحوه و يقبل خدها قائلا بخبث...سلامتك
يا روحي...
دفعت أروى يده عنها و هي تمتم پغضب
قبل أن تترجل من السيارة...يا بارد يا عديم الرومنسية بحركتك دي إنت لغيت إتفاقنا و شوفلك
واحدة ثانية تسمع ليستة الأوامر بتاعتك.....
قهقه فريد عليها قبل ينطلق بالسيارة نحو
مكان عمله بينما توجهت أروى نحو صديقتها
نيرة التي وجدتها تنتظرها