الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية" هوس من اول نظرة " كامل

انت في الصفحة 50 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


شيئ كان حولها 
يفوق الخيال....اليخت الفخم الذي كان
عبارة عن فيلا فاخرة تضم أرقى الأثاث 
و أغلاه و هذا الفستان المرصع بحبات
صغيرة من اللؤلؤ و الألماس الحقيقي 
بالإضافة إلى العقد الذي يساوي ملايين 
الجنيهات الذي يزين عنقها.....و أخيرا 
حفل الزفاف الصغير المقام على سطح
اليخت و هذا المنظر الطبيعي الرائع أمامها...

تجزم أنها لو بقيت مائة سنة تخطط 
لإقامة حفل زفافها لن يكون بهذا الكمال. 
تمنت للحظة لو أنها كانت متزوجة
من رجل تحبه كان سيكون كل شيئ مثاليا 
و فرحتها كانت ستكتمل بوجود عائلتها و أهلها 
لكنها الان وحيدة في مواجهة وحشها و الذي 
إكتشفت أخيرا أنه مريض نفسي لديه تصرفات 
غير متوقعة فمنذ أن دلفا لليخت و هو يعاملها
بمنتهى الرقة و النعومة لدرجة أنها أصبحت 
تشك ان هذا نفسه صالح عزالدين معذبها 
و أكثر شخص أذاها في حياتها لمجرد خطأ
صغير منها....
بسطت يديها المتعرقتين رغم برودة الطقس 
فوق قماش الفستان و هي تتابعه بينما يتجه
نحو أحد الأركان ليشغل موسيقى هادئة 
بصوت خاڤت قليلا و هو يسألها...تحبي 
ناكل الأول و إلا نرقص...
تلعثمت و هي تجيبه بحذر...
مش عارفة....اللي إنت عاوزه .
إلتفت لها و هو يضع جهاز التحكم من يده 
بعد أن عدل مستوى صوت الموسيقى 
و هو يقول...حبيبي اللي بيسمع الكلام...
تعالي جنبي إنت ليه واقفة هناك بعيدة عني 
داه حتى الفيو من هنا يجنن...تقدري 
تشوفي إسكندرية كلها من هنا...
مشت نحوه و هي تقنع نفسها بتجنب غضبه
لعله يتركها...
و هو تستمع إليه ليبدأ هو في تعريفها ببعض 
الأماكن التي تظهر لهما من اليخت.....
قادها نحو
الطاولة و هو يمشي بجانبها بحذر 
حتى لا تتعثر بالفستان ثم جذب الكرسي 
كما يفعل أي رجل نبيل لتجلس عليه.
جلس مقابلا لها و تلك الابتسامة لا تنمحي 
أبدا من فوق شفتيه...إبتسامة سعيدة منتصرة 
و كأنه فارس نجح في غزو مدينة جديدة....
مباتكليش ليه الاكل مش عاجبك و عاوزة 
حاجة معينة
سألها و هو يقطع قطعة اللحم إلى شرائح 
صغيرة قبل أن يبدأ في تناولها لتجيبه نافية...
لا حلو...بس أنا مش جعانة .
عاد ليسألها من جديد...بس إنت مكلتيش
أي حاجة في الطيارة...ميصحش كده لازم 
تتغذي كويس عشان وراكي حاجات كثيرة 
مهمة الليلة دي...يا عروسة . 
رفعت رأسها نحوه لتراه يبتسم بخبث 
و هو يغمزها بعينه قبل أن يرفع كوب 
العصير ليترشفه بهدوء أما يارا فلم تدري
هل جسدها إرتجف من البرد أم من 
كلامه الوقح الذي يذكرها بمصيرها....
تناولت عدة لقيمات إبتلعتها بصعوبة مجاراة 
له بعد أن أصر عليها أن تأكل لتغتنم الفرصة 
عندما إستأذن ليجيب على هاتفه....
وبدأت تبحث عن أكبر سکين موجودة 
فوق الطاولة حتى وجدت سکينا متوسط 
الحجم في طبق الفواكه...عاودت النظر 
إليه لتجده حذو سور اليخت يوليها ظهره
و يبدو انه منشغلا 
بالحديث حمدت الله في سرها ثم نظرت 
لنفسها تبحث عن مكان تخفي فيه السکين 
لكنها لم تستطع....صالح منذ أن صعدا
اليخت و هو يتعمد الالتصاق بها و لمس 
جسدها لذلك كان من الصعب إخفاءه في 
ثيابها...عاودت النظر إليه ثم إستجمعت 
جميع قوتها لتتسلل بهدوء للأسفل و هي 
تحاول بكل جهدها تذكر غرفة النوم التي 
غيرت فيها ملابسها منذ قليل لتجدها أخيرا....
دلفت و على الفور بدأت تبحث عن مكان
مناسب تخفي فيه سلاحھا حتى تستطيع
إستخدامه في وقت الظرورة....وجدت 
أن انسب مكان هو تحت الوسادة ليسهل 
عليها إيجاده فيما بعد...
لن تتركه يلمسها حتى لو إضطرت لقټله
او قتل نفسها هذا ما قررته و هي تعاود 
صعود الدرج بسرعة متمنية بداخلها 
أن لا يكتشف أمر إختفاءها......
في الأعلى قبل دقائق......
رفع صالح هاتفه ليقرأ الاسم المدون على 
شاشة الهاتف...فاروق البحيري من أشهر
رجال الماڤيا في العالم العربي....
إستأذن صالح من يارا بلباقة و هو يبتسم 
لها قائلا بمنتهى الهدوء و اللطف...
سوري يا بيبي مضطر أرد على المكالمة دي
عشان مهمة...بس اوعدك إني هقفل 
الموبايل خالص عشان محدش يزعجنا....
أومأت له يارا بالموافقة و هي تتظاهر
بارتشاف بعض المياه ليتركها صالح 
ليجيب على المكالمة....
فاروق البحيري بذات نفسه....بيكلمني يا أهلا 
و سهلا مش مصدق عينيا .
فاروق بضحك...عشان تعرف غلاوتك عندي 
يا كبير عيلة عزالدين .
صالح بقهقهة...الظاهر إنك كبرت و عجزت و النظر 
عندك مبقاش مضبوط...و بدل ما تطلب 
سيف.. غلطت و كلمتني أنا .
فاروق...تؤ...فاروق البحيري عمره ما يغلط...
صحيح إن سيف بيه مخذش إسم الشبح من
فراغ...بالعكس أنا عمري ما شفت حد في ذكاءه 
و قوته داه بردو حوت الاقتصاد ...رجل أعمال شرس و ناجح جدا في شغله بس...قلبه مش مېت زيك عشان كده إنت بالنسبالي كبير عيلة عزالدين .
صالح...ماشي يا عم الكبير اوى...مقبولة منك بس أكيد إنت مش بتكلمني عشان 
تمدحني...لخص بقى و هات من الاخر .
فاروق حكى له باختصار الحړب الدائرة 
بين سيف و آدم ثم أخبره بأن سيف من 
حرضه على طلب مبلغ كبير من المال 
مقابل إطلاق سراحه..و ان والده و عمه 
قد دفعوا النقود اليوم صباحا لكنه مازال لم 
يطلق سراحه حتى الآن .
همهم صالح قبل أن يجيبه...طيب و انا 
دخلي إيه بالموضوع داه...ما يتحرقوا مع 
بعض....
فاروق...أنا قلت إنكوا ولاد عم فأكيد 
يعني الموضوع يخصك....إنت و سيف 
و آدم الوحيدين اللي ماسكين شركات
عزالدين...
صالح بتصحيح...قصدك بابا و عمي 
و آدم...سيف خلاص فصل شركاته 
عن المجموعة و سلم الإدارة لبابا 
و عمي كامل....و انا زي ما إنت عارف 
مليش علاقة بيهم...
فاروق...ماشي...أنا بس قلت اعلمك 
عشان إبن عمك هيشرف عندي يومين 
كمان...يعني متزعلش مني بس لازم أعلمه 
يحرم يلعب مع الكبار .
صالح بضحك...ما إنت بردو بتلعب مع 
الكبار ...بقى عاوز تسرقنا يا فاروق فاكر 
إن حاجة زي دي هتعدي على سيف 
عزالدين .
فاروق...تؤ...كنت عارف إنه ذكي و إنه 
هيكشف إبن عمه بسهولة...و داه مفرقش 
معايا اوي عشان انا كنت عامل حسابي 
لو مربحتش الصفقة...فعلى الاقل في حد 
هيدفعلي ثمن حياته...
صالح بتفكير و هو يلتفت خلفه ليتفاجئ
بعدم وجود يارا...لم يهتم كثيرا و هو 
يواصل حديثه قائلا...طيب إيه رأيك 
في مليون جنيه زيادة .
فاروق...رغم إنه مبلغ قليل بس...مقابل إيه
صالح...مقابل خدمة بسيطة جدا...إنك تسيب
آدم النهاردة.....
فاروق...بتفكير...إتفقنا بس ممكن أعرف ليه
صالح بمراوغة...عشان إبن عمي....و صعبان عليا
ما أنا عارفك اكيد قمت معاه بالواجب من زمان .
فاروق...إتفقنا...
صالح بعد أن أغلق سماعة الهاتف...خلي سيف 
ينشغل بآدم عشان ميلاقيش الوقت و يدور 
ورايا و أكيد هيكتشف إني تجوزت يارا. 
كان يتحدث و عيناه مثبتتان على الطاولة 
الفارغة...في بادئ الأمر ظن أنها ذهبت 
للحمام لكنها تأخرت فهو قد ظل يتحدث 
على الهاتف حوالي عشرة دقائق....
تمتم بعدم إهتمام و هو يعود ليجلس على
كرسيه و ينتظرها...يمكن تأخرت عشان
مش عارفة المكان...
سرعان ما شعر بالملل ليفتح هاتفه و يذهب 
لتطبيق الكاميرا الخاص باليخت...
عقد حاجبيه باستغراب عندما رآها تخرج
من غرفة النوم و هي تتلفت حولها بارتباك...
أغلق هاتفه ثم وضعه على الطاولة بعدم 
إكتراث فهو كل ما أراده هو التأكد من أنها 
بخير لكن شيئ ما بداخله كان يحثه على 
معرفة المزيد ليعيد فتح الهاتف من جديد 
و يرى كل ما فعلته داخل غرفة النوم...
تمتم بتسلية و قد ظهرت إبتسامة خبيثة على 
محياه و هو لا يزال يشاهد الفيديو...
الحكاية كده ...هتحلو جدا....
رفع صوته قليلا عندما رآها مقبلة عليه و هي 
تمشي بصعوبة بسبب الفستان الثقيل...تعالي
يا بيبي...في حاجة مهمة حابب اوريهالك . 
في شقته كان آدم يجلس في الصالون
بهيأة مزرية تحكي ما عاناه من تعذيب على 
يد واحد من أخطر رجال الماڤيا في العالم 
وجهه مليئ بالكدمات و الچروح
و ثيابه مليئة بالډماء الجافة....أما عيناه 
المحمرتان پغضب و حقد تتوعدان بالاڼتقام 
القريب فڼار قلبه الملتهبة لن تخمدها سوى
الډماء....
رن هاتفه ذو الشاشة المکسورة ليجيب بصوت 
جاف فهو يعلم هوية المتصل...أيوا يا رشدي....
وصلت لفين
رشدي...كل حاجة جاهزة يا آدم باشا بس 
الجماعة لما عرفوا إن سيف عزالدين هو 
المقصود...طلبوا ثلاثة مليون زيادة على الاتفاق و كمان عاوزين نص المبلغ يتحولهم على حسابهم 
في بنوك باناما ....
آدم بصياح...نفذ كل طلباتهم يا رشدي....
إديهم كل اللي هما عاوزينه المهم يخلصوني
منه.....
رشدي...ما تقلقش ياباشا...الجماعة دول انا 
أعرفهم كويس متدربين على أعلى مستوى 
و بيطلبوا بالاسم في كل دول العالم عشان
ينفذوا عمليات الاغتيالات بمنتهى السرية و كلها
ناجحة و لا مرة فشلوا ...
آدم پحقد و نيران الاڼتقام تشتعل في صدره كبركان من الحمم...عاوز فيلا سيف عزالدين 
تتساوى بالتراب هي و اللي فيها ...مش عاوز 
حد يطلع عايش هو أمه و عمته حتى الشغالين
مش عاوز حد منهم حي...
رشدي باقتضاب...طب و بالنسبة لمراته...
آدم پجنون...متقولش مراته...سيلين ليا اناااا 
و هاخذها منه و لو كانت آخر حاجة أعملها 
في حياتيييي...إسمع يا رشدي نبه عليهم سيلين محدش يلمسها ....إنت فاهم
رشدي بتلعثم...خلاص يا باشا...اللي إنت عاوزه....
آدم بتأكيد...أي غلطة هتكلفك روحك...إنت فاهم ..
رشدي پخوف...إطمن يا آدم ياباشا كل حاجة 
هتبقى زي ما حضرتك أمرت...
أنهى آدم المحادثة ليتجه نحو الحمام حتى 
يحصل على دوش ساخن يريح أعصابه 
المتشنجة بسبب إبن عمه....
في قصر عزالدين.....
كانت إنجي قد إنتهت من تجهيز نفسها حتى 
تذهب للجامعة...ألقت على نفسها نظرة أخيرة 
لتتأكد من ال outfit خاصتها للمرة الأخيرة 
تنورة قصيرة تصل لتحت ركبتيها بقليل باللون 
الأسود مع حذاء جلدي برقبة قصيرة بنفس اللون 
مع جاكيت جلدي قصير باللون الأحمر 
الداكن و قد تركت شعرها الأسود منسدلا 
على كتفيها ووضعت بعضا من مساحيق 
التجميل التي أبرزت جمالها و خاصة عينيها 
السوداء الساحرة.....
حملت حقيبتها و إتجهت نحو باب الغرفة لتفتحه...
تراجعت إلى الوراء عندما وجدت هشام 
يستند بقدمه على حائط المدخل ممسكا بهاتفه
يتصفحه و يبدو أنه ينتظر خروجها منذ مدة
حيث أنه لم يشأ طرق الباب....
رمقها بابتسامة متسلية قبل أن يستوي فجأة 
في وقفته و يدفعها من جديد داخل الغرفة...
شهقت إنجي باستغراب من فعلته لتصرخ 
في وجهه قائلة...
إنت بتعمل إيه ...إطلع برا...
تفحص هشام مظهرها قائلا بإعجاب...زي القمر
يا نوجة...بس أنا من رأيي لو فتحتي الجاكيت 
دي هتبقي أحلى .
و دون حتى أن يمنحها وقتا لتفهم ما يقوله 
سارع هشام بتنفيذ ما قاله ليظهر من وراء
الجاكيت بادي خفيف باللون الأسود ذو 
فتحة عنق منخفضة قليلا...
ليصفر بخفوت و هو يرمقها بنظرات وقحة 
جعلت إنجي تشتعل ڠضبا...مش قلتلك...
إلتفت وراءه ليوصد الباب ثم إنتزع المفتاح
من القفل ووضعه في جيبه ثم اكمل طريقه
للداخل و كأنه صاحب المكان...
رمت إنجي حقيقتها على الكرسي الموجود
في مدخل الغرفة قبل ام تلحقه للداخل قائلة...
إنت إتجننت عاوز إيه يا هشام...قول و خلصني
انا مستعجلة و رايا جامعة.....
جلس هشام على طرف سريرها و هو مازال
ينظر نحوها قبل أن ينطق ببرود تام ...مش
هيحصل حاجة لو مرحتيش الجامعة النهاردة...
أصلا معندكيش محاظرات مهمة .
إنجي پغضب...ملكش دعوة بيا و لا بجامعتي
اروح مروحش انا حرة...و دلوقتي تفضل
إفتح الباب عشان عاوزة أخرج...
حرك هشام ساقه اليمنى دلالة على
بداية نفاذ صبره....لكن إنجي لم تهتم
و هي تطرده من جديد...
إطلع برا و إلا هضطر اكلم فريد اخويا
و هو هيعرف يتصرف معاك .
كانت كلماتها تلك كفيلة بالقضاء على 
آخر ذرات التعقل لديه ليستقيم هشام 
من مكانه بملامح متجهمة فكه تصلب و
عروق جبينه و عنقه إنتفخت...حرفيا 
تقسم إنجي أنها رأت ڼارا تشتعل داخل 
عيناه مازلتا مثبتتان
على عينيها قائلا بمنتهى الهدوء...
بقيتي بټهدديني بأخوكي يا نوجة...
للدرجة دي تغيرتي....
أخفضت إنجي بصرها متحاشية مواجهته
و هي تجيبه في المقابل بحدة مصطنعة 
تخفي وراءها ضعفها...أنا متغيرتش و لا حاجة
إنت اللي تجاوزت حدودك إحنا عمرنا ماكان
في بينا حاجة.. إنت بالنسبالي إبن عمي و زي اخويا 
و انا عمري ما لمحتلك بحاجة ..و لو إنت فهمت 
علاقتنا غلط فدي بقى مشكلتك....
أجابها باستنكار واضح و هو يردد ما قالته...
زي أخوكي...بعد
 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 70 صفحات