رواية" هوس من اول نظرة " كامل
كل اللي عملته معاكي
و بتعتبريني زي اخوكي .
إنجي بضجر...إطمن أنا هرجعلك كل فلوسك
متقلقش...كل مليم إنت صرفته عليا
انا هرجعهولك و بزيادة كمان لو عاوز
و دلوقتي إبعد مينفعش كده .
ضحك هشام بسخرية قبل أن يرد عليها...
هترجعيلي كل فلوسي طيب ماشي
بس تقدري تقوليلي منين ياترى من فريد
ثاني مش قادر حتى يهتم ببنته عشان
لسه مش عارف يتجاوز ۏفاة مراته الله يرحمها
و إلا صالح....اللي مش بيهتم غير بنفسه
و بشغله.. تقدري تقوليلي سأل
عليكي
كام مرة من وقت مارجع من أمريكا...ما تجاوبي
هترجعيلي فلوسي منين...من أبوكي
و ياترى عمي امين هيكسر كلام جدو
يديكي قرش عقاپا ليكي عشان تحديتيه
و ډخلتي كلية إعلام....اااه إفتكرت....قصدك
من الفلوس و العربية الجديدة اللي إنت
أخذتيهم من سيف عشان قدرتوا تقنعوا
سيلين إنها تتجوزوا....
جحظت عيناها بدهشة فهي لم تكن تريده
أن يعلم ذلك السر الصغير عنها لكنه فاجأها
بأنه يعرف كل شيئ منذ البداية....
صح
إبتسم دون مرح و هي يجيبها...داه كل اللي
همك...عرفت منين
ثوان و عاد التجهم ليغزو وجهه و هو يرمقها
بنظرات خائبة...نسيتي هشام اللي بيحبك
من و إنت عيلة بضفاير...و كبرتي قدام
عينيه...يوم بعد يوم و سنة بعد سنة و انا
شايف لعبتي الصغيرة بتكبر قدامي...كلهم
إن ندى أختي دايما بتغير منك و عيلتك
سابوا مسؤوليتك عليا أنا...فاكرة كم بعثة
طبية أنا رفضتها على شانك و كم فرصة جاتلي من
مستشفيات برا كثير في ألمانيا و لندن...
كنتي بتقعدي طول الليل ټعيطي في
حضڼي و تقنعيني عشان ما أروحش و
أسيبك....مكنتش بقلك لا على أي حاجة
تدرسي إعلام و جدي رفض...أنا اللي تحملت
المسؤولية و دافعت عنك...و مش بتكلم عن
الفلوس...إنت عارفة إن دي حاجة تافهة مينفعش
نتكلم فيها اصلا...إنجي....
لانت نظراته و هو ينطق إسمها بعشق متأملا
ملامحها الجميلة مضيفا...إنت اول حب ليا...و اول فرحة تدق قلبي
مش بتخيل نفسي مع واحدة غيرك و عمري
مستنيكي عشان تحسي بيا و بمشاعري
بس إنت كل يوم كنتي بتبعدي عني أكثر و
بتحاولي بكل جهدك إنك تخرجيني من حياتك
قوليلي ليه أنا قصرت معاكي في إيه
مش عاوزة تديني فرصة عشان أثبتلك
إني بعشق التراب اللي بتدوسي عليه ليه
بقالي كثير ساكت و بتغاضى عن تصرفاتك
و عن لبسك المستفز و علاقتك مع اصحابك
كل داه عشان متزعليش مني و تبعدي عني
بس الظاهر إن كل اللي كنت بعمله كان ولاحاجة
بالنسبة ليكي...رواية بقلمي ياسمين عزيز...
وضعت إنجي يديها على يده التي كانت
..انا عمري ما وعدتك
بحاجة...و لو صح بتحبني إنساني و إنسى
كل الكلام اللي قلته داه عشان مينفعش .
صړخ بتفاذ صبر و هو يرفع يده الأخرى
خلف رأسها ليثبت وجهها أمامه مباشرة
...هو إيه اللي مينفعش...
إنجي بصړاخ و هي تغمض عينيها أيضا...
مينفعش تحبني...و لا أحبك أنا مش عاوزة
أكمل حياتي في القصر داه...أنا بكره المكان
داه و عاوزة أخرج منه بأي طريقة...زهقت
من المشاكل و الخناقات و المؤامرات طول الوقت...على الفلوس و الورث...تعبت و عاوزة
أرتاح .
هشام بلهفة و قد لانت لمساته...عارف...و الله عارف يا حبيبتي
و انا مستعد آخذك من هنا و نسكن بعيد عن القصر ...و لو عاوزة نسافر برا أي مكان
إنت عاوزاه ماشي...أنا هعمل كل اللي إنت
عاوزاه بس تكوني معايا .
إنجي برفض و هي تحاول أن لا تضعف
أمامه فهي لاتنكر صحة أي كلمة من التي قالها
لكن رغبتها أهم من أي شيئ في الوقت
الحالي هكذا هي شخصيتها رغم طيبتها
و حنانها أحيانا....إلا أنها أنانية إذا أرادت الحصول
على شيئ ما فهي لاتهتم لمشاعر الآخرين
أو مصلحتهم كما فعلت مع سيلين....
فهي أقنعتها بالزواج من سيف رغم أنها
لم تهتم إذا كان يحبها أم لا...إهتمت فقط
بالنقود و السيارة التي وعدها كمكافأة لها
إذا نجحت في مهمتها....
قلتلك مينفعش...انا مبحبكش إنت إيه
مبتفهمش و إلا هو تلقيح چثث و خلاص .
هشام پصدمة...بقى بتسمي حبي ليكي
تلقيح چثث يا إنجي .
إستغلت إنجي دهشته في تلك اللحظة و دفعته
بقوة حتى تحرك قليلا للخلف...قائلة بحدة...
أيوا..امال تسميه إيه كم مرة قلتلك إنك بالنسبالي زيك زي أبيه فريد و صالح.....
كم مرة فهمتك إني مش بحبك و مستحيل
احبك في يوم من الايام و إنت رغم داه
مش عاتقني...و بتفضل تهددني إنك هتقول
لجدو عشان إنت عارف إنه هيجبرني
اتجوزك...إفهم بقى أنا مش عاوزاك هو بالعافية....
هشام بعدم فهم و هو يضع يده فوق رأسه
متسائلا بحيرة...طب قوليلي ليه ليه
مينفعش تحبيني....قلتلك أنا مستعد أسيب
العالم كله عشانك...و آخذك و نسافر
اي بلد إنت عاوزاها عاوزة إيه ثاني...انا
بحبك و الله العظيم بحبك و كنت مستنيكي
لما تكبري عشان أصارحك رغم إن كل
اللي في القصر عارفين .
إنجي بملل...يووه بقى أنا زهقت من الحكاية
التافهة دي...إتفضل إفتح الباب عشان تأخرت
على الكلية .
امسكها من معصمها بقوة و قد إستنفذ
هو الاخر بقية صبره ليهتف بحدة...
مفيش مرواح للزفت الجامعة بالهدوم دي
كام مرة نبهت عليكي و قلتلك تغيري
لبس الراقصات داه .
إنجي بحدة مماثلة...و إنت مالك داه
لبسي و انا حرة اعمل اللي انا عاوزاه....
و بتسألني بكرهك ليه عشان زهقت منك و من
نصايحك المتخلفة زيك .. متلبسيش داه و متحطيش داه...داه قصير و داه ضيق.. و
المايكاب داه اوفر متروحيش المكان داه
و متخرجيش بالليل..مفيش حفلات عيد ميلاد...
مش لاقي حاجة تعملها غير إنك تتحكم فيا و في
النفس اللي بتنفسه
لغاية ما زهقتني في حياتي عاوزني أبقى
زيك من المستشفى للقصر و من القصر للمستشفى لا بتخرج و لا بتعيش حياتك اللي كلها ملل دي ...بتتحكم فيا و انا لسه
بنت عمك و بس و مفيش بينا أي علاقة ...امال لو تجوزتني هتعمل إيه ...عاوز ټدفني
بالحياة مش ناقص غير تقلي إلبسي الحجاب
و اقعدي في البيت .
هشام بعصبية...أولا توطي صوتك و إنت
بتكلميني ثانيا...أنا بنتقد لبسك عشان
هدومك دي متنفعش للجامعة...بصي على نفسك
في المراية و إنت هتعرفي...
تحدث و هو يمد يده الأخرى ليجذب البادي الذي كانت ترتديه لينزلق للأسفل قليلا ليضحك
بسخرية و هو يضيف...شفتي...
دفعت يده و هي تصرخ فيه پحقد...بكرهك
يا هشام...بكرهك و مش هتجوزك لو كنت
آخر راجل في الدنيا .
هشام باصرار...بردو مفيش جامعة و أدينا
قاعدين...
إنجي پغضب ...قلتلك ملكش دعوة بيا
انا إستحملتك كثير..بس دلوقتي مش
مجبرة إني أعمل كده .
هشام و هو يدور حولها ضاحكا باستهزاء...
دلوقتي إعترفتي إنك كنتي بتستحمليني...
عشان بقى معاكي فلوس...طيب ممكن تقوليلي
ال ألف جنيه دول هيكفوكي كام شهر...
شهرين ثلاثة خمسة...سنة بالكثير و إنت عارفة
طبعا مصاريفك عاملة إزاي داه انا كنت بديكي
مرتبي كله...الحمد لله إن ليا مداخيل إضافية
غير شغلي في المستشفى و إلا كان زماني
بشحت دلوقتي...قالها باستهزاء و هو يضيف
بعد أن توقف وراءها تماما...طب و بعدين
هتعملي إيه لما تخلص فلوسك...هترجعي
تطلبي من سيف ثاني...
إنجي...متخافش هبقى أديهملك
و قريب جدا هكملك الباقي...هرجعلك كل
مليم صرفته عليا عشان تبطل تعايرني..
هشام...انا بعايرك يا إنجي و إلا إنتي
اللي ظهرتي على حقيقتك...مكنتش عارف
إنك مادية للدرجة دي اول ما جريت في
إيديكي الفلوس رميتيني...و تقلبتي عليا
فجأة و لا كأنك عرفتيتي في
يوم....فعلا جدي عنده حق..عرف إزاي
يعاقبك.. و إستغل نقطة ضعفك اللي هي الفلوس...
بس أنا إزاي مكنتش حاسس بيكي طول
الوقت داه...بقى حضرتك طلعتي مستحملاني عشان
الفلوس .
إنجي...بتحدي...الحمد لله و أخيرا إكتشفت
الحقيقة...أيوا ياسيدي انا كنت مستحملاك
و مستحملة تحكماتك فيا عشان الفلوس
عشان زي ما قلت عيلتي مش مهتمة بيا
بابا و ماما طول الوقت بيخططوا إزاي يرجعوا
ورث جدي من سيف و ابيه فريد لسه عايش
على الاطلال مش قادر يتجاوز ۏفاة مراته....
و صالح عايش حياته بعيد عننا مهموش في حد من يوم مارجع من امريكا مشفتوش غير مرتين
ثلاثة....يعني للأسف مبقاليش غيرك
عشان أستغله و بعدين إن جيت للحق
أنا مطلبتش منك حاجة إنك وحدك اللي
تطوعت و أخذت مهمة الوصي عليا من وأنا
طفلة صغيرة....يعني الغلطة غلطتك إنت
انا مليش ذنب مش هجبر قلبي إنه يحبك
و بعدين.....
صمتت قليلا قبل أن ترفع اصابعها لتتلاعب
بخصلات شعرها مكملة بمكر...مش يمكن
بكون بحب واحد ثاني...
هشام ببرود لم تتوقعه...إيه لحقتي تلاقي
مغفل ثاني...ما أنا مش هستغرب منك حاجة
من هنا و رايح .
إنجي...حيث كدا إتفقنا...و دلوقتي لو
سمحت يا دكتور هشام إفتح الباب عشان
تأخرت على....حبيبي....هبقى أعرفك عليه قريب .
يقسم انه قد حاول كثيرا تجاهلها ووعدم
السماح لها باستفزازه لكنها تجاوزت الحدود
و هو لم يستطع السيطرة أكثر على
نفسه أن تعترف حبيبته أمامه
أنها تحب غيره ساحقة قبله الذي ينبض
فقط لأجلها.. امر لا يستطيع أي رجل عاشق
تحمله...
في حركة مباغته رفع يده ليقبض على
شعرها من الخلف بقسۏة حتى صړخت
إنجي من شدة الألم...اااه إنت تجننت
سيب شعري يا حيوان......
دفعها هشام لكن ليس بقوة ثم توجه
نحو الباب ليفتحه مقررا المغادرة حتى
لا يرتكب فيها چريمة...يكفي تلفا
لأعصابه و إهدارا لكرامته لا ينكر أنه يحبها بل
يعشق كل تفاصيلها..و أنها تتغلغل داخله بكل
تفاصيلها...إنتظر كثيرا و ضحى من أجلها
كثيرا على أمل أن تكون له يوما ما...لكن
كما يقال ليس ما يتمناه المرء يدركه....
قد تكون حبه الوحيد و حلمه البعيد
لكن لن تكون أغلى من رجولته و كرامته...
التي أهدرتها تحت قدميها دون إهتمام.
ألقى عليها نظرة أخيرة بعد أن فتح باب
الغرفة و رمى المفتاح فوق الطاولة التي
تقع بمدخل الغرفة...و هو يقول...
عمري ما كنت أتوقع إنك تطلعي بالدناءة
و الحقارة دي....بس هقول إيه أنا اللي غلطان
كل حاجة كانت واضحة زي الشمس بس
أنا اللي كنت أعمى...على تصرفاتك الأنانية
و لبسك المش محترم و أصحابك
الشباب....
إندفعت إنجي نحوه بكل قوتها لترفع يدها
تريد صفعه لكنه تمكن من الإمساك بيدها
في آخر لحظة ليلويها خلفها هادرا بشراسة...
إوعي تفكري حتى...عشان هكون قاطعهالك قبل ما تلمسني .
ضحك باستهزاء و هو يتركها قائلا بسخرية...
إنت اللي مستغفلة اهلك و عاملة حبيب
من غير علمهم...انا مجبتش حاجة من عندي
و مش بتهمك بحاجة
كل داه كلامك إنت و تصرفاتك إنت...
و لعلمك بقى كلك على بعضك معتيش
فارقة معايا...أصلي مبحبش الحاجات
المستعملة.....
جن چنونها في تلك اللحظة من كلامه لتتجه
باندفاع نحو باب غرفتها وتبدأ في ضربه
بشدة من الداخل و هي تصرخ...يا ابيه فريييييد
يا اروووووي....إلحقونييييييي يا ماااااااما.....
بهت هشام من فعلتها ليمسكها مبعدا إياها
عن الباب قائلا...
وطي صوتك إنت إتجننتي .
قبل دقائق في جناح فريد...
كانت أروى قد إستيقظت من
النوم لتجد نفسها كعادتها مقيدة تحت
جسد فريد الذي يكاد يسحقها...تأففت
بضيق ككل صباح و هي تخرج يدها لتبدأ بالبحث
عن هاتفها لتجده أخيرا تحت الأغطية.....
شهقت عندما وجدت ان الساعة قد تجاوزت
الحادية عشر...جاهدت حتى تبعد ذراع فريد
عنها و هي تتمتم...يووووه بقى مش كفاية
قلة أدب طول الليل و كمان نايم فوقي...
نجحت في إبعاد ذراعه عنها ثم إستقامت
في جلستها لتغادر السرير...لكنها فوجئت بفريد
يجذبها من جديد نحوه مغمغما بنعاس...رايحة
فين يا حبيبي....
أروى بحنق...رايحة الجامعة ياروح حبيبي...
داه طبعا لو عرفت أخرج من تحتك سليمة
من غير إصابات .
فريد...الوقت تأخر و مش هتلحقي تعملي حاجة ....
أجليها لبكرة .
أروى برفض...لا انا عاوزة أروح عشان اقابل
نيرة صحبتي...واحشاني و بقالي كثير
مشفتهاش و بالمرة أجيب من عندها المحاضرات
اللي فاتتني .
ضم فريد شفتيه بتذمر دون أن يفتح عينيه
قائلا