رواية" هوس من اول نظرة " كامل
سنتين عايش زي الآلة...جسد من غير روح
بشتغل و برجع هنا بلاقي المكان بارد و مظلم
بقعد لوحدي أفتكر شريط حياتي لغاية ما أنام..
بس بعد ما جيتي إنت حياتي إتقلبت حتى
زمايلي في الشغل عادل و احمد لاحظوا عليا
و بقوا بيحفلوا عليا...
رجعت أضحك و أهزر زي زمان.....بقت عندي
رغبة للحياة من ثاني...
ليسير بها نحو الصالون...أجلسها على
الاريكة ثم وقف أمامها و هو يفرك ذقنه
متمتما بتفكير...هما كانوا بيعملوها إزاي
ها إفتكرت....بسم الله الرحمان الرحيم .
أروى رغم بكاءها و حزنها...إيه يا عم إنت
بتسمي ليه...ناوي تذبحني مش تستنى لما
أكتب وصيتي على الاقل .....
إنفجر الاخر ضحكا على چنونها الذي
لا بس هعمل كده....
إنحنى أمامها ليجلس على ركبتيه ليصبح
تقريبا بطولها و هي جالسة ليضيف بصعوبة
من بين ضحكاته...ېخرب بيت جنانك يا شيخة
بوزتي اللحظة الرومنسية حرام و خليتيني
أنسى الكلمتين اللي انا بقالي يومين
بحفظ فيهم...
أروى و هي تمسح دموعها...لا خلاص انا
فريد و هو ينظر إليها و يمسك بكلتا يديها...تقبلي
تتجوزيني....
أروى بذهول...بس إحنا متجوزين..
فريد...عارف بس عاوز أبدأ كل حاجة من
جديد .....
أروى بغرور مزيف...موافقة بس عندي شروط...
فريد...و انا موافق على كل شروطك....
أروى...مش تستنى لما تعرفها الأول .
فريد...تؤ...المهم إنك موافقة .
أروى...طب متعيطش...انا اصلا وافقت
فريد بضحك و هو يجلس بجانبها...و انا
أوعدك مش هتندمي...يا مجنونتي يلا ننام
عشان بكرة هتتأخري على الجامعة .
صباحا....
خرج سيف من باب الفيلا متجها نحو
أسطول السيارات الذي كان في إنتظاره
ليقله لعمله...
زفر بحنق و هو يقف أمام باب السيارة
و يلتفت وراءه نحو باب الفيلا و كأنه
ينتظر رؤية شخص ما...
إن يركب إلى جانبه بعد أن قرر هو
أن يتولى عملية القيادة....
اومأ له الاخر بطاعة و هو يلتفت ليستقل
الكرسي الامامي بجانبه و هو يخفي
رغبته العارمة في الانفجار ضحكا عليه...
فهو يبدو عليه الڠضب الشديد و كلاوس
للأسف يعلم السبب جيدا و يتوقع جنون
مديره يوما بسبب برود زوجته و غباءها....
بسبب ضيقه الشديد...أرخى ربطة عنقه
و هو يتأفف للمرة العاشرة على التوالي
قبل أن يلتفت نحو كلاوس قائلا بحدة...
الزفت الدكتور...هييجي إمتى .
كلاوس...طيارته هتوصل النهاردة بالليل....
سيف...تمام...أول ما يوصل تجيبهولي على
طول...
تنحنح كلاوس قبل أن يجيبه بتردد فهو عادة
لا يتدخل في خصوصيات رئيسه في العمل...
أمرك يا سيف بيه....بس...
سيف...بس إيه إتكلم....
كلاوس بتردد...أنا متهيألي إن حضرتك مش
محتاج ألبير الفترة دي....
الدكاترة النفسيين دول محتاجين
وقت طويل ...و حضرتك محتاج حل فوري و سريع....
نظر له سيف ليجده يتحدث بكل جدية
و إصرار ليهتف هو بسخرية...
و هو انا لو كنت لقيت حل كنت إستنيت
الفاشل اللي إسمه ألبير...
كلاوس بتفكير...بالرغم من خبرتي المحدود
مع الستات...بس انا بقترح إنك تستعين
بواحدة ملي بيسموا نفسهم مستشارة علاقات
عائلية او حاجة زي كده....
سيف بحنق...و انا لسه هستعين بأغبياء
ثانيين كفاية الحمار الألماني اللي بقالي
سنين بروحله و معملش حاجة....
كلاوس بخبث...عشان المرة دي المشكلة
مش في حضرتك...
سيف بعدم فهم...أمال فين قول اللي عندك
مرة واحدة متخلينيش أتعصب عليك اناخلاص فاضلي تكة و اڼفجر
كلاوس...حضرتك عارف....
سيف بنفاذ صبر...ما حضرتي متزفت عارف
بس مش لاقي حل...
كلاوس بخبث...الحل..سهل و بسيط مفيش
حاجة تحرك الست...غير ست ثانية زيها .
سيف...قصدك إيه
كلاوس...تخليها تغير عليك و تحسسها إنك
ممكن تضيع من إيديها...
سيف...يعني اوهمها إني عندي ست ثانية
في حياتي....مممم يعني لم عملت كده
هي هتتغير معايا بجد
كلاوس...أيوا يا باشا دي وصفة مجربة
في كل المسلسلات المصرية القديمة..
و الجديدة بردو...
سيف و هو يرفع حاجبيه...بتتريق حضرتك...
تظاهر بالجدية و هو يتابع...مش شايف إنك في الفترة الأخيرة بقيت بتتدخل في حاجات متخصكش....
كلاوس و هو يستوي في جلسته...آسف
يا باشا...
مر بعض الوقت و هما صامتان في السيارة
حتى تنحنح سيف ليجلي صوته قائلا...
طب انا هجيب البنت دي منين إنت متعرفش
واحدة مناسبة تمثل الدور داه
هز كلاوس كتفيه و هو ينظر إليه نظرة مستنكرة
يذكره بعلاقاته الشبه منعدمة بالنساء....
سيف و هو ينفخ بضيق...طول عمرك مش نافعني
في حاجة
كلاوس و هو يجاهد ان لا يبتسم...طب حضرتك
و بالنسبة للخطة دي
سيف بضيق...خطة بس على ورق...متنفعش
تتحول لحقيقة.....
كلاوس...متقلقش اكيد في واحدة مناسبة
تنفع تعتمد عليها...
أوقف سيف السيارة في قاراج المؤسسة
ثم إلتفت نحو كلاوس قائلا...مش عاوز
واحدة ملزقة تفضل تنطلي في الراحة و الجاية...
ضحك كلاوس دون أن يجيبه و هو يخرج
من باب السيارة ليتجهوا جميعا للأعلى
نحو مكتب سيف بينما ذهب بقية الحرس
لحراسة مواقعهم المعتادة بعضهم بقي
بجانب السيارات و الآخرون في مدخل الشركة
قسم آخر في الطابق الذي يشغله مكتب
سيف......
بعد أربعة أيام......
في مطار الإسكندرية...ينزل صالح درج الطائرة
الخاصة التي إقتناها مؤخرا
بكل غرور و عنجهية نزع نظارته الشمسية و هو
يتابع طريقه للأسفل....توقف في منتصف الدرج
ليلتفت خلفه ناظرا لتلك التي كانت تسير خلفه
و كأنها تسير نحو منصة إعدامها....
إبتسم لها بسماجة و هو يمد يده نحوها
ليحثها على الإسراع...تجاهلته يارا و هي
تكمل نزولها ليزفر صالح بنفاذ صبر و هو
يطوق كتفيها بذراعه قائلا بهمس حاد...
بقلك إيه الكلام داه مينفعش معايا...
انا جاي هنا عشان أتبسط و أروق مزاجي
فاتعدلي أحسنلك....
رمقته يارا بكره و هي تجيبه...يعني عاوزني
اعملك إيه.. أرقص عشان سيادتك تتبسط .
صالح بلطف مصطنع...تؤ الرقص داه
خليه لبعدين...دلوقتي إضحكي و إفردي وشك
كفاية نكد .
لم تهتم يارا بما قاله بل تابعت طريقها
رغم إرتعاش قدميها حتى أنها توقعت وقوعها
في اي لحظة بل تعد تتمنى في هذه اللحظة سوى أن تقع من درج الطائرة علها تنفذ من قبضة
وحشها الذي كان يحاصرها و يخنق أنفاسها
بشدة....
تحرك صالح بخطوات واسعة خلفها حتى
وصل إلى جانبها ليمسك يدها و يوقفها عن السير قائلا بحدة...بحذرك لآخر مرة...اوعي تعملي الحركة دي ثاني ...إتقي ڠضبي أحسنلك....إنت
عارفاني كويس لما بزعل....و دلوقتي يلا
خلينا نمشي تأخرنا....
حتى وصلا أمام سيارة
سوداء اللون من نوع كاديلاك...فتح لها
باب السيارة كرجل نبيل و هو يبتسم
لها بلطف مصطنع.
رغم مظهره الوسيم و إبتسامته
الساحرة إلا أنه في تلك اللحظة بدا لها
أسوأ من الشيطان ....
إستدار للجهة الأخري ليتسقل مكان السائق
و يحرك السيارة نحو وجهة محددة...
بدا صالح مستمتعا جدا و هو يدندن ألحان
اغنية قديمة.. إلتفت نحو يارا التي كانت
تستند برأسها على زجاج نافذة السيارة
و هي تراقب طرقات الإسكندرية بأعين
خاوية...
زفر بحنق لكنه سرعان ما هدأ نفسه ليرفع
يدها و يشبكها بيده الحرة قائلا ببراءة...
مالك يا بيبي...مش عاجباكي إسكندرية صح...
معلش ياروحي المرة الجاية هاخذك و نسافر
أي حتة إنت عاوزاها....
حاولت يارا نزع يدها لكنه اطبق عليها
بقوة و هو يضيف بنفس النبرة و كأنه
لم يحصل أي شيئ...
عاوزك تسيبيلي نفسك النهاردة.. إنسي
كل حاجة و متفكريش غير فيا انا و بس
و انا أوعدك هتعيشي يومين و لا في الأحلام....
أطلقت يارا ضحكة قصيرة ساخرة دون أن تجيبه
او تلتفت نحوه و بصرها مازال متعلقا بالمباني
و السيارات التي بدأ وجودها يقل تدريجيا
و ظهرت مكانه مياه البحر....
توقفت السيارة على رصيف المرسى قريبا
من بداية خط طويل من اليخوت الراسية
بشموخ على المياه الزرقاء الصافية.....
نزل من السيارة ثم أشار إليها لتتبعه
لتفعل...و هل لديها آخر سوى تركه يتلاعب
بها كورقة في مهب رياح خريفية هوجاء...
كانت تسير بخطى متثاقلة تقدم ساقا و تؤخر
أخرى و هي تراه يقف أمام أحد اليخوت الفارهة
و يتحدث مع شخص ما....
إلتفت نحوها بعد أن غادر محدثه ليشير لها
بأن تسرع لكن يارا بدل أن تكمل سيرها
وجدت نفسها تتوقف مكانها.. لا تعلم مالذي
أصابها فجأة...حركت رأسها پعنف و هي
تبسط يديها المتعرقتين رغم برودة الطقس
على قماش معطفها و نظرها مازال مسلطا
على صالح الذي تجهم وجه پغضب قبل
إن يعود أدراجه نحوها...
توسلته بعيناها قبل أن تتكلم بصوت مبحوح...
بلاش يا صالح....ابوس إيدك إعمل أي
حاجة إلا دي...
تنهد صالح و هو يبتسم بخبث غير مبال
برجاءها ليقول...تعالي عشان أفرجك عاليخت
بتاعنا....
جذبها پعنف من ذراعها ليرغمها على السير
بجانبه رغم مقاومتها الواهنة له...
أكمل بلطف عكس معاملته لها...بصي...
حلو صح انا إشتريته بعد ما رجعت من أمريكا
هو و الطيارة....
حرك يده أمامها ليدعوها للدخول مضيفا...
إتفضلي يا روحي...أنا متأكد إنه هيعجبك
جدا...و على فكرة إنت أول واحدة تدخليه .
توسلته يارا للمرة الأخيرة بدموعها التي
كانت تنهمر بقوة على خديها لكنه كان
و كأن قلبه قد إستبدل بحجر مكانه...
حركها معها ليكمل طريقه للداخل و على
وجهه إبتسامة منتصرة...خبيثة .
يتبع
الفصل العشرون
نورتي يختي المتواضع يا عروستي .
ضحك صالح و هو ينحني ليحمل يارا
متابعا طريقه داخل اليخت...وضعها على
الأرض أمام احدى الغرف قائلا...
جوا هتلاقي كيس فوق السرير...إلبسي
اللي فيه و جهزي نفسك و تعالي هتلاقيني
مستنيكي برا...
إنحنى ليطبع قبلة بطيئة على
صدغها البارد قبل أن يغادر تاركا إياها متجمدة
مكانها...
بعيون منتفخة من كثرة البكاء و جسد منهك
ووجه شاحب وقفت يارا بعد أن إرتدت فستان
الزفاف الذي وجدته في تلك الحقائب الكثيرة
المبعثرة....توجهت نحو التسريحة تبحث
عن بعض مستحضرات التجميل علها تساعدها
في إرجاع الحياة لواجهها الذابل...
بدأت في وضع القليل منها بحرص بسبب
إرتعاش يديها و لم تدري أنها قد إستغرقت
وقتا طويلا مما جعل صالح يأتي لتفقدها...
فتح الباب دون أن يطرقه و هو يهتف بتذمر...
إيه يا بيبي...كل داه تأخير أنا زهقت برا لوحدي.....
بتر آخر جملته بعد أن وقعت عيناه عليها
في ذلك الفستان الأبيض لتبدو و كأنها
ملاك نزل من السماء من أجله....
سار نحوها و هو يكاد يخترقها بأنظاره
قائلا بإعجاب...أحلى من القمر...يا بيبي .
تجاوزها ليفتح أحد الجوارير ليخرج منها
علبة مستطيلة الشكل مخملية الملمس
ثم عاد نحوها راسما تلك الابتسامة البريئة
على وجهه و هو يقول...دي شبكتك يا عروسة...
طقم نادر من مجموعة داماس إتعمل مخصوص
عشان حبيبة قلبي...بصي حلو إزاي...
فتح العلبة وهو يريها الطقم...كان في غاية
الفخامة و الرقي و من الواضح أنه كلفه ثروة
كبيرة...جاهدت يارا لرسم إبتسامة باهتة
على شفتيها و هي تجيبه...حلو اوي....
سارع صالح بإخراج العقد من العلبة و ألبسه
إياها ثم قال لها باعجابمش أحلى منك...يا روحي .
أغمضت يارا عيناها و هي تضم شفتيها
بقوة لتمنع نفسها من دفعه عنها و الصړاخ
في وجهه و هي على وشك إستنفاذ بقية
طاقتها في تحمله...الان فقط تأكدت أن
صالح من الممكن أن يكون شخصا مريضا نفسيا
فرغم كل أفعاله الغريبة و أذيته من قبل
إلا أنها لم تشك به يوما فقد بررت تعذيبه
لها بسبب أنه يكرهها لكن تصرفاته الآن لا
تفسر سوى بأنه شخص مختل عقليا أو أنه من
المؤكد أنه ينوي على فعل شيئ لها مرتديا قناع
اللطف و البراءة حتى تصدقه....لكن...
تساءلت قليلا و هي تتذكر جميع ما حصل
لها بسببه هل مازال هناك عقاپ أسوأ
مما رأته سوى المۏت ...فإن كان حقا ينوي
على قټلها فهذا سيكون راحة لها.
وضعت يدها على صدره حتى لا يقترب
منها.
فقال لهاخليكي هادية و مطيعة و انا وعد مني مش
هأذيكي...
إبتعد عنها و هو يبتسم مرة أخرى ....وضع
يدها على ذراعه و هو يستأنف حديثه من جديد...
جبتلك هدايا كثيرة أوي هتعجبك ...أنا عارف إن البنات بتحب الهدايا...و أنا هجيبلك كل اللي
إنت عاوزاه لو فضلتي هادية و بتسمعي الكلام .
صعدا معا الدرج المؤدي لسطح اليخت لتفاجئ
يارا بوجود حفلة صغيرة....
قادها صالح لتسير فوق الورود المتناثرة
كان المنظر في غاية الروعة مما جعل
يارا تبتسم بتلقائية و هي تشعر و كأنها
إحدى أميرات ديزني كل