الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية ورد الجبل الفصل السادس 6 بقلم نسمة مالك

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


و وجدنا معاه ممكن يعطله..
و كان ماله بس شغله هنا!.. ما كان ربنا كرمه و فتحها عليه من واسع فضله و هو في وسطنا بدل الغربة و الغيبة الطويلة اللي توجع القلب و تشيب الشعر قبل أوانه دي.. 
صمتت لبرهة و تابعت بتنهيدة حزينة.. 
أول مرة تفكيرك أنتي و أيوب ميعجبنيش.. وجود الراجل جنب مراته و عياله بالدنيا كلها..

هنا اڼفجرت حبيبة باكية و تحدثت بصعوبة من بين شهقاتها الحادة قائلة.. 
عندك حق يا ماما بس أنا مقدرش أقوله كده.. مقدرش أقف في طريقه و أكون السبب في ضياع فرصة هو شايف أنها فرصة عمره.. لو سبها هيبقي طول الوقت زعلان و مضايق و ممكن يجي عليه الوقت و يندم أنه اختارني.. مع أن أنا أمنيتي الوحيدة أنه يرجع لي و ميبعدش عننا تاني أبدا ..
كل حرف تفوهت به وصل إلى سمع أيوب زوجها الواقف أمام باب المنزل ترك عمله بمركز الدكتور مجدي يعقوب بأسوان و عاد راكضا إلى منزله بالقاهرة بعدما هاتفه جبل ليلة أمس و أخبره عن مدى سوء حالة زوجته النفسية بغيابه ضړب كل شيء عرض الحائط و فضلها هي على نفسه و عن إرادته و حمل حلمه داخل حقائبه و عاد لزوجته الحبيبة رفيقة دربه و أم أولاده التي كانت الدافع الأساسي له وراء إستكمال تعليمه لأجل أن يفوز بها كانت بالنسبة له مجرد حلم مستحيل تحقيقه و عندما رأف الله بقلبه و تحقق حلمه و أصبحت معه حرمها منه و حرم نفسه منها و تغرب بعيدا عنها آخذا قلبها و روحها المتعلقة به معه!
و هي لم تمنعه من شدة حبها و عشقها له تركت له المساحة الكافية لتحقيق ذاته و الوصول إلى مبتغاه رغم أنها وهبت نفسها له و لوالدته و لأطفالهم تسعي جاهده لإرضاءه ليأتي هو بالأخير و يتركها بمفردها تتكرع مرارة فراقه عنها نهر نفسه على غباءه الذي كان من الممكن أن يتسبب بهدم حياته مع زوجته فكل شيئا يمكن أن يعوضه الله بأفضل منه و لكن هي لم و لن يجد أفضل منها لأنها وحدها و لا أحد غيرها حبيبة قلب أيوب و ستظل للأبد ..
و أديني رجعت لك و عمري ما هبعد عنك تاني يا حبيبة أيوب.. أردف بها فور دخوله من باب الشقة لوهلة ظنت أنها تتوهم وجوده أمامها من شدة إشتياقها إليه تمعنت النظر تجاهه و هي تفرك عينيها الباكية بظهر يدها بحركة طفولية لتقهقه زينب على هيئتها و تلكمها برفق على كتفها تحثها على النهوض و هي تقول بجدية مصطنعة.. 
هتفضلي متنحة كده كتير.. أنتي مبتحلميش يا حبيبة.. أيوب رجع يا بنتي.. أجرى قابلي جوزك يابت..
كان أيوب يقوم بإدخال حقائبه واحدة تلو الأخرى دون أن يبتعد بنظره عن زوجته حتى أنتهى و أغلق الباب و وقف خلفه يرمقها بنظراته التي تعشقها و ابتسامته التي تعصف بكيانها كله دفعة واحدة..
لا تعلم حبيبة و كأنها استعادت صحتها و قوتها برؤيته بعدما كانت تشعر بالوهن و الضعف و التعب المستمر بغيابه عادت الډماء تنير وجهها من جديد أخفت شحوبه انتفضت من مكانها و بلمح البصر كانت ركضت بكل ما تملك من سرعة قد إستعادة قوتها بوجوده 
يااا أيوب.. واحشتني.. واحشتني أوي أوي يا حبيبي..
أنتي اللي واحشتيني يا حبيبة..
ابتعد عنها احترما لوجود
 والدته التي تطلع لهما بأعين دامعة تشع طيبة تنتظر ليأتي إليها هي الأخرى ليسرع أيوب و سار تجاه والدته دون أن يترك زوجته 
حمد لله على السلامة يا أبني.. نورت بيتك يا حبيبي..
هنا حرر أيوب زوجته من حصاره و هبط لوالدته ډفن نفسه داخله استقبلته زينب بحنان الكون كله.. 
الله يسلمك و يبارك لنا في عمرك و صحتك يا أمي..
بابااا .. صاح بها صغاره أحمد أيمن اللذان استيقظا للتو فور سماع صوته ركضا نحوه يتسابقان من يصل إليه اولا كعادتهما ليستقبلهما هو بفرحة غامرة أجلسهما على قدميه و بدأ يلاعبهما لتتعالي ضحكاتهما بسعادة و كأن الحياة عادت للمنزل بعودته لهم فتح ذراعيه و حاوط والدته و زوجته و صغاره أيضا الجالسان على قدميه حامدا الله بسره على جمع شملهم من جديد و قد محي فكرة السفر من عقله للأبد لن يتركهم و يبتعد عنهم ثانية بعد الآن .
أنتهي الفصل.. 
يتبع.. 
و استغفروا لعلها ساعة استجابة..

 

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات