رواية ورد الجبل الفصل السادس 6 بقلم نسمة مالك
التي تحتوي على عبق رائحته إلى أن يحين موعد استيقاظ صغارها ..
دفنت وجهها في معطفه و قد خانتها دموع كعادتها و تساقطت من عينيها بللت ثيابه و بهمس متلهف قالت..
ربنا يرجعك لينا بألف سلامة يا أيوب.. ربنا يجمعنا على خير يارب يا حبيبي و يلم شملنا من تاني ..
تركت ثيابه على مضض و تحاملت على نفسها و نهضت من الفراش بضعف سارت تجاه حمام الغرفة و اختفت بداخله لدقائق و خرجت ارتدت روبها بحرص حتى لا تألمها تلك الإبرة الطبية المنغرزة بكف يدها قام جبل بتركيبها لها لتأخد علاجها عن طريقها..
أخذت نفس عميق و رسمت إبتسامة على وجهها قبل أن تفتح باب غرفتها و خرجت لردهة المنزل لتجد زينب حماتها تجلس بمقعدها المعتاد أمام شاشة التلفزيون تتابع إحدي البرامج الدينيه..
يا صباح الرضا و السرور يا بنتي.. نطقت بها زينب بابتسامتها البشوشة و هي تنهض من مكانها و تهرول مسرعة تجاهها لتساندها أثناء سيرها..
أيه اللي صحاكي بدري أوي كده يا بنتي.. كنتي خليكي مرتاحة و اطمني أنا جهزت الفطار و حضرت أكل الحضانة بتاع ولادك و كنت هصحيهم في معادهم و البسهم و أوديهم كمان..
ربتت حبيبة على يدها بلطف و تحدثت بامتنان قائلة.. مرضتش أتعبك أكتر من كده يا ماما.. أنا تعبي طول أوي في الحمل ده و تقلت عليكي بما فيه الكفاية ..
شهقت زينب بخفوت و رمقتها بنظرة عاتب و هي تقول.. ده كلام تقوليه يا حبيبة! أنتي كده هتزعليني منك ده أنتي الغالية مرات أبني الغالي و زي بنتي.. تعرفي أنا لو كان عندي بنت مكنتش هحبها قدك ..
أنا كمان بحبك أوي والله.. ربنا ميحرمنيش منك أبدا يا ماما زينب ..
أردفت زينب بتنهيدة حزينة على حالها..
و لا يحرمني منكم يا بنتي و يرجع لك جوزك سالم غانم مجبور الخاطر ..
بكت حبيبة بنحيب و هي تقول بنبرة راجية..
أيوة أدعي لنا من قلبك و أدعي ل أيوب بالذات ربنا يستر طريقه و يحفظه و يرجع لي في أقرب وقت عشان واحشني أوي أوي ..
بكائها هذا أغضب زينب كثيرا فابعدتها عنها برفق حتى تستطيع النظر لها و تحدثت بلهجة حادة لكن هادئة قائلة..
قولي لجوزك يا حبيبة.. جوزك وحشك و عايزاه يرجع لك و مش قادرة على بعده عنك يبقي العقل بيقول تكلميه و تصارحيه بلي في قلبك يا بنتي بدل ما أنتي تعبانه في غيابه و عماله تدبلي و تنطفي يوم عن يوم.. كلميه و خليه يرجع ليكي و لبيته و لعياله يا إما ياخدكم معاه هناك.. المهم متتفرقوش عن بعض كده يابنتي ..
تضاعف ڠضب زينب أكثر و صاحت بانفعال قائلة..
هو أيه اللي مينفعش تسبوني لوحدي! عفريت هياكلني مثلا! متحملوش همي و لا تشيلوني ذنب تفريقكم عن بعض يا بنتي أنا خلاص خفيت الحمد لله و قلبي بقي زي الحديد بعد العملية و رجع أقوى من الأول..
ظهر الأسف على وجه حبيبة و هي تقول.. الموضوع مش سهل يا ماما.. إحنا في عز الحر و سفري لأسوان دلوقتي بالولاد و أنا حامل و طبعا مش هنسيبك و هناخدك معانا هيبقي صعب أوي علينا كلنا خصوصا انتي يا حبيبتي.. و بعدين أيوب عنده شغل مهم أوي هناك لازم يركز فيه