رواية الهجينه (كاملة جميع الفصول) بقلم ماهي احمد
على مكابح دراجته الناريه للمره الثانيه فانتشر الدخان الاسود الناتج منها في المكان بأكمله وهو ينظر له باستنكار
انت فاهم انا اقصد ايه اركب اركب
رحلوا من البوابه الرئيسيه ووقفت هي في شرفتها تتابع رحيلهما في صمت ثم دخلت الى غرفتها والضجر يتملك منها حتى سمعت صوت هاتفها وهو يرن أمسكت به ووجدتها هناء صديقه الطفوله ردت قائله
لا ياهناء مش هخرج النهارده ولا هاروح night club ولا زفت
كانت صديقتها تضغط عليها للذهاب معها ولكنها أردفت بعصبيه مفرطه وهي تتأفف
قولتلك مش عايزه اروح انتي مابتفهميش
أغلقت الهاتف وهي تزمجر ألقت بجسدها الصغير على الفراش ممسكه بالوساده المفضله إليها فوق رأسها تحاول حبس دموعها من النزول
بقلمي ماهي احمد
ارتسمت الابتسامه على صغره
وانت فاكر انا بجيب العيال الصغيره عندي السنين اللي فاتت دي كلها ليه انا فضلت اكتر من ١٦ سنه ادربهم واطلع اسوء ما فيهم وخليهم يسمعوا كلامي ويعيشوا تحت جناحي لحد ما خليتهم رجاله مابيخافووش من حد ولا علي حد لحد ما صفصفتهم علي الاخر واخترت منهم عمار يبقي دراعي اليمين عشان ينفذوا اللي فضلت مستنيه طول ال ١٦ سنه اللي فاتوا لحد ما البنت تكبر واخيرا نضجت ولازم اجيبها هنا معايا وتحت جناجي
هو فاكر انه هيقابل ناس عاديه زيه زيهم انا شوفت ثقته في نفسه عامله ازاي ده لانه مش عارف هيقابل مين كان لازم تحظره
قال جملته وهو يطالع العربي بنظره مليئه باللوم
استدار العربي بعدما اابتلع ريقه والارتباك يظهر في نبره صوته
انا حظرته منهم
كداب انت ماقولتلهووش الحقيقه عرفته انهم مجرد مشعوزين وناس جهله بيؤمنوا باللعنات ماقولتلهوش انهم اصلا ملعونين بيشربوا الډم وده اللي بيتغذوا عليه ومن ساعه ما المهدي ابو البنت لعڼا كلنا واحنا بنكبر وبنضعف وبنعجز وبقينا زينا زي البشر والبنت هي المفتاح الوحيد للعنه دي عشان تتفك ډمها هو اللي هيفكلنا اللعنه دي
عايزني اقوله ايه انت اټجننت عايزني اقوله ان البنت هي اللي تهمني ولو عرف اللي هييجي من وراها من قوه وخلود ممكن يطمع فيها ويساومني بيها
_ عمرك ما وثقت في حد غير نفسك ياعربي
عدم الثقه ده إتعلمته منك انت لما كنت ناوي تضحي بيا ..
ضړب بيديه على فؤاده
تضحي بيا انا بأبنك عشان تاخد البنت ليك انت فاكر ولا تحب افكرك ومن وقتها وانا مابقيتش اثق في حد غير في نفسي وبس ومارضتش اقټلك خليتك هنا محپوس طول السنين اللي فاتت دي وقولت للكل انك مت ودفنتك عشان تشوفني والبنت معايا وارجع وابقي علي طبيعتي وقتها اول ما اللعنه تتفك هرجع احسن من الاول واقوي من الاول وهخليك ټموت انت وياسين والضبع والعجز بينهش فيكم
طالع كلامه بعدم اهتمام
اتغيرت اوي ياعربي
العجز بيغير ياوالدي كل ما اشوف نفسي في المرايا وانا بكبر زيي زي البني ادام العادي بكره نفسي الف مره ومافيش حاجه مصبراني غير ان البنت تكبر وابقي اول واحد يشرب ډمها في ليله فيها القمر احمر عشان اللعنه تتفك
_وتفتكر ياسين هيسيبك تاخدها بسهوله ياسين اصغر واحد فينا وهو اقوي واحد فينا احنا الاربعه دلوقتي ولا مليون زي عمار يعرف ياخد البنت منه
أنهى جملته وهز يثق بكل حرف ينطقه
ضحك العربي ضحكه بصوت عالي
يبقي ماتعرفش عمار
بقلمي ماهي احمد
وفي هذه الأثناء تحديدا كانت غارقه في نوم عميق غارقه بأحلامها المزعجه لم تكد تفوق مما حدث لها من ياسين اغلق باب غرفته عليها وخرج ليجد الضبع بانتظاره بالخارج وعينينه اكاد أجزم ان تتستطيع ان ترى الڼار تشتعل بداخلهما ثم أردف قائلا
اكنت هتودينا في داهيه ياياسين
قبض الضبع بكفه على رقبه ياسين محاولا رفعه ولكنه لم يستطع فياسين هو الأقوى بينهم هو الأصغر وضع يده على كف الضبع وانزل به بكل سهوله
_ مابقاش ينفع خلاص يابوى كبرت والعجز اكل في جسمك وكل
كله من العربي هو السبب عشان كده المهدي لعڼا كلنا وفضلنا السنين دي كلتها قاعدين في بيوتنا مستخبيين في ضواحي الصعيد ضعفا والعجز بياكل فينا
_ انت لوحدك اللي ضعفت انا لسه زي ما انا
ابتسم ابتسامه يملؤها الغيظ
عشان صغير لسه ماكبرتش ياولدي انا عايش اكتر من ٢٠٠ سنه انت لسه مكملتش ال ٥٠ عشان كده بصحتك بص تعالي اطلع لروحك
قال كلماته وهو يصحبه من يداه حتى وقفوا امام المرأه وهو يقول
شايف اطلع علي شعرك اللي فرحنلي بي ده اطلع عليه منيح هتلاقي جواته شعره بيضا زي اللي في راسي اكده معناته انك بتكبر ياياسين وھنموت زينا زي البني ادمين لازم نمشي علي خطوات فك اللعنه صح عشان نرجع زي ما كنا ياولدي ونسيب البلد الملعونه دي اللي اتلعنا فيها .. ونرجع لاصلنا وحياتنا ودنيتنا اللي اتحرمنا منها سنين
ضغط على رأسه مما اوتي من قوه
فاهمني ياياسين ولا لاء
ابتلع ريقه وهو يهز رأسه دلاله على الموافقه
_ فاهمك فاهمك يابوي
تركه وهو يبتعد عنه بخطوات سريعه ثم نظر خلفه مره أخرى ليؤكد عليه مره اخرى
مش عايزك تقرب منها خالص ياياسين وتفضل جوه نن عنينا لحد ما تخلص فتره اكتمال القمر على خير ونطلع بيها علي سينا الشماليه في نفس المكان اللي اتلعنا فيه من سنين تحت ضوء القمر وهو احمر
هز رأسه موافقا عما يخبره به الضبع والابتسامه مصاحبه لملامحه
شايفك مابقيتش تتكلم باللهجه الصعيدي
تحدث والأمل يملىء مقلتيه
عشان شايف ان الامل بيقرب خلاص ونرجع لاصلنا بقي
بقلمي ماهي احمد
عاد الى منزله من جديد ممسك بيداه تلك الفلاشه التي اعطاها العربي له وضعها على المنضده الصغيره المجاوره له ونزع ملابسه من على جسده اتجه صوب الحمام ليأخذ حمامآ دافئآ حتى ينعش جسده ومن ثم توجه الى المطبخ ليحضر لنفسه مشروبه المفضل لديه الذي يغمره