رواية الهجينه (كاملة جميع الفصول) بقلم ماهي احمد
اسمعه خالص
اشار بعينيه لها على الچثه الملقاه على الأرضيه واستكمل حديثه
يا اما هتحصليها انتي فاهمه
هزت الفتاه رأسها بالموافقه وقلبها يرتعد من كثره الخۏف
أقترب منها الضبع برويع وأشاح شعرها من على وجها فكان يريد أن يرى ملامحها ولكنه لم يستطيع من كثره الظلام حوله فأمر ياسين قائلآ
ياسين ئيد اللمبه ياولدى
_ ايه يابوي واحنا من امتي ماعنشوفش في الضلمه
ابوك بيكبر وبيضعف ياولدي مابقيتش زي سابق
اللي تشوفه يابوي
أشعل ياسين المصباك الكهربائي فوضعت الفتاه يداها على أعينها مسرعه فالنور ېؤذيها لم تستطع فتحهما خلال الضوء نظر لها الضبع مبتسمآ وهو يقول
نظر خلفه الى ياسين مسترسلآ حديثه
طلعها علي فوق ياولدي واخيرا اليوم اللي بستناه من سنين قرب
نظر ياسين الى الفتاه وارتسمت على وجه ابتسامه لطف وأخذ الفتاه معه خارج القبو وكانت هذه المره الأولى لها حتى تلامس عيناها نور الشمس وتراها لأول مره نظر لها ياسين وهي تحاول ان تفتح عيناها بصعوبه فتبسم قائلآ
صمت قليلآ لثواني فهذه الفتاه ليس لها أسم استغرب كثيرآ وانكمش حاجبه وهو يقول
هسميكي شمس ياشمس
كانت تلك الفتاه تتحرك على أربع قوائم مثل الحيوانات وشعرها المموج الطويل خلفها نظر لها نظره رضا
_البنيه اللي بترضع كبرت وبقت تشبه القمر ابوه فتح الباب عليه
في تلك الاثناء كان مازال يجلس هو مع العربي بداخل مكتبه يتناقشون حول ما لديهم من أعمال حتى أخرج العربي فلاشه صغيره من جيب بنطاله ووضعها في المكان المخصص لها في اللاب توب حتى اصبحت جاهزه أخذ عمار يطالع ما بها باهتمام شديد حيث وجد صورآ كثيره لياسين والضبع معآ سرح عمار في تفاصيل وجهيهما فكانت ملامح كل منهما مميزه حتى بتر تفكيره العربب وهو يصوب أصبعه في أتجاه الشاشه
_ ايوه شايفه
ده معاه اثار تتقدر بمليارات ورثها عن جدوده
ضغط على الزر لكي يشاهد باقي الصور مسترسلا حديثه
_ اما ده بقي ياسين ابنه
نظر عمار بتمعن الى الصوره يحفظ ملامحه حتى أصبحت محفوره بداخل رأسه قائلآ
تحس ان وشوشهم فيها حاجه غريبه ماتحسهمش بني ادمين
_ ناس جهله بيؤمنوا بالسحر والشعوزه وكل القري اللي في ضواحي الصعيد پتخاف منهم وبتعملهم الف حساب بيكذبوا علي الناس ومفهمين اهل القري اللي حواليهم ان الضبع ده ما بيموتش وعنده اكتر من ٢٠٠ سنه
انقبض حاحبه وهو لا يصدق ما يقول وظهرت ابتسامه سخريه بجانب شفتيه الصغيرتين
_ ده بجد
ضحك بصوت عال
بجد ايه ياعمار انت بتصدق الهبل ده .. انا بقالي فتره ببحث وراهم لحد ما عرفت حقيقتهم
عيله الضبع عامله قانون اللي بيفتح عينه عليهم وبيشوفهم بېقتلوه وبيدبحوه عشان محدش يتجرأ ويشوف شكلهم ايه مهما عدت السنين هتلاقي أب واحد اسمه الضبع وابنه ياسين
ېموت الضبع ابنه يبقي هو الضبع وياسين يخلف ولد يبقي اسمه ياسين ولما الضبع ېموت ياسين يبقي هو الضبع وهكذا عشان يعرفوا اهل البلد انهم مابيموتوش وانهم خالدين في الدنيا والكل يعملهم الف حساب ومفكرينهم انهم شياطين مش من البشر
_ ودوول احنا ايه مصلحتنا منهم
الاثار اللي مع الضبع في قطعه اثار نادره جدا بتتقدر دلوقتي بمليارات ابويا وجدي حاول مع ابوه وجده ومعاهم كتييير انه يعرفوه ياخدوها منهم ماقدروش .. انا مش هكذب عليك الناس دي مابتخافش من المۏت مهما حصل بس اللي عرفته ان في بنت الضبع مربيها عنده اخدها وهي لسه بترضع محدش عنده اي فكره هو عايزها ليه كل اللي اعرفه انها مهمه عنده جدا
وشويه كلام تخاريف هو مؤمن بي وان البنت دي هتفك لعنه اتلعنها زمان
وانت بقي مهمتك تجيبلنا البنت دي لحد هنا ولما البنت تبقي عندنا هنقدر نساومه بيها وانا متاكد انه هيدينا اللي احنا عايزينه عشان البنت دي ترجعله
كان يتحدث بكامل ثقته وهز يرى من وجهه نظره بأنها عمليه بسيطه يستطيع فعلها ثم يعود سريعآ
بس كده اعتبرها جت
ضحك العربي بسخريه من استسهال عمار لهذه العمليه
لا لا مش بالسهوله دي ياسين مش سهل ولا الضبع هيخليك تقرب منها بالسهوله دي .. هما اه جهله وتفكيرهم قديم .. بس هما فعلا اقويا وفيهم حاجه مش عاديه .. سرعتهم رهيييبه .. وسمعت من جدودي ان العيله دي بتشوف في الضلمه
حاول العربي مرارآ وتكرارآ تحذير عمار من هؤلاء البشر ولكن دون جدوى كان يتحدث بلا مبالاه واثقآ من قدراته الفائقه
أديني انت بس كل المعلومات عنهم وانا هعرف اوصلها بطريقتي
_ ماتستهونش بيهم ياعمار انت فاهم ولا لاء
قال ضاحكآ
مابحبش ادي حد حجم غير حجمه لما اشوف بعنيه اللي بتقوله ابقي بعديها اقرر استهون بيهم ولا لاء
استدارا بوجه يستعد الى الرحيل فقام بمنادته مره أخرى
_عمار
وقف عمار دون أن يلتفت له
مش عايز يزن معاك في العمليه دي انا عايز العمليه دي تنجح بأي شكل
_ وانا اكيد مش هعرض يزن للخطړ
رحل بعدما أدرك انه على وشك القيام بمهمه لم تكن صعبه فقط بل مستحيله أيضآ ولكن يمنعه كبرياؤه من الاعتراف بذلك فهو عمار لطالما كان رجل المهمات المستحيله ظل يفكر بالأمر لثواني وهو ممسك بالخوذه الخاصه به يتشبث بدراجته الهوائيه ليبتر تفكيره صوت صديق العمر يزن وهو يهبط من السياره الخاصه به
عمار
استدار ليطالعه بثبات وأكمل لبس خوذته دون أن ينطق جاء ووقف أمامه يمنعه من التحرك
_في ايه ياعمار انت لحقت يابني جيت في ايه وماشي في ايه
طالعه پغضب
انت لسه فاكر تيجي انا كنت لسه همشي اي بطىء السلحفاه اللي انت فيه ده
طالعه باستنكار تصاحبه ابتسامه
والله انا كنت ماشي في المعقول انت اللي كنت طاير
_ طيب يلا عشان عايزك
انكمش حاجبيه باستغراب
مش هدخل الأول للعربي يمكن عايزني في حاجه
طالعه ثم أردف بنبره يعتليها الارتباك
لا لا مش عايزك في حاجه النهارده تعالي معايا وسيب العربيه هنا
شاور له بأصبعه مع ابتسامه يصاحبها التوتر
بس اوعدني الاول انك هتمشي بالراحه
ضغط على مكابح دراجته
اركب بقي ماتبقاش جبان
امسك بالخوذه الأحتياطيه ويستعد لأرتدائها تطلع الى الأعلى بعينيه الصافيتين وجدها هي تقف تقف بشرفتها تنسدل خصلاتها البنيه على جانب وجهها ابتسم وشرد بخياله بها فلطالما تمناها منذ الصغر يراها كنجمه في السماء من الصعب أن يلمسها يوما ما نظر عمار خلفه ليجده سرحان بها وبجمالها ابتسم ثم اردف
ساره مش من توبك ياصحبي
فاق هو من أنخراطه واكمل لبس خوذته
ايه ايه اللي انت بتقوله ده تقصد ايه
ضغط