الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية الهجينه (كاملة جميع الفصول) بقلم ماهي احمد

انت في الصفحة 6 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


عيالها دى
اهى واحدة بقى والسلام متشغلش دماغك
نظر عمار ليزن نظرة حادة ولقد تبدلت ملامح وجه كثيرا واكتسبت نبره صوته حقدا واضحا
المهم عايزك تعرف وتتأكد ان احنا كده احسن مليون مرة على الاقل مفيش حاجة تقدر تكسرنا ولا عندنا حاجة نبكى عليها جذب عمار سترته من فوق احد المقاعد وفتح باب منزله وكان يرتدى سترته وهو يهبط مسرعآ على دراجات الدرج و خلفه يزن

استنانى طيب متسربع كده ليه 
امتطى عمار دراجته البخارية السوداء وكان يرتدى خوذته ويزن يقف بجواره
اية طب مش هتاخدنى وراك
اخر مرة خدتك معايا كنت هتعملها على روحك حصلنى انت على ثرايا العربى بالعربية
ما انت لو تبطل السرعة الجامدة بتاعتك دى
السرعة دى الحاجة الوحيدة اللى بتخلينى احس انى عايش
ادار عمار مقبض وقود الدراجة البخارية وانطلق مسرعآ من امام صديقة لينظر له يزن متحسرآ وهو يبتعد مسرعآ 
خسارة ياعمار انت طيب بس لو تبعد عن العربى واللى زيه كنت هتبقى احسن بكتير
اتجه يزن صوب سيارة الدفع الرباعى الخاصه به وصعدها وحاول اللحاق بعمار
وصل عمار الى ثرايا العربي فهي ثرايا فارهه بها كل ماتشتهي الأنفس على الجانبين تستطيع أن ترى الزرع والخضرا بكل مكان وأكنها بمثابة قطعه من الجنه ولكن مع كامل الأسف يوجد بهذه الثرايا الضخمه الكثير من الحراس الشخصيين ومعهم أسلحتهم فى كل متر من الثرايا محاطه بالحراسه الشديده في كل جانب ترك عمار الدراجه البخاريه الخاصه به و انتزع الخوذه من على رأسه 
وفي أثناء دخوله كانت تنتظره هي من شرفتها مثلما تفعل كل صباح تنتظر لتراه وهي ممسكه بمشروبها الصباحي الخاص بها وعند رؤيته وضعت الكوب الخاص بها على المنضده المجاوره لها وهبطت مسرعه وهي مبتسمه حتى تراه استقامت ووقفت امامه بوجه مبتسم 
وحشتني 
تنهد بعمق اثر سماعه كلمتها التى لا تعني له شيئآ على الاطلاق وأردف قائلآ 
ساره انا الف مره قولتلك انتي زي اختي
قبضت حاجبيها وهي تتحدث ضاغطه على اسنانها 
اختك ده ايه انت هتستعبط انت عارف كويس اني مش اختك انت اسمك عمار الحړبي وانا ساره العربي فين اختك بقى في الموضوع 
أشاح بيده بعدما علم ان الكلام معها ليس له فائده 
يووه.. وسعي ياساره انا مش فاضيلك 
وقفت أمامه من جديد 
هاتروح لبابي مش كده 
_ ايوه هاروحله عندنا حاجات مهمه لازم نعملها 
نظرت في عينيه حتى تلاقت عيناهم وهي تقول 
مافيش اهم مني عند بابي ياعمار 
_ لاء فيه الشغل الشغل ياروح عمار 
عنده حق ياساره عمار عنده حق الشغل عندي اهم من اي شىء ويلا بقي سبيني انا وعمار شويه 
قال جملته واستدار له عمار حتى يستكمل حديثه معه بترت ساره حديثهما قائله بغيظ 
بقي كده يابابي ماشي براحتك 
غادرت والحزن يملؤ قلبها من معاملته لها جلست فوق فراشها بضيقه وحزن رأت والدتها ملامحها الجاده والصارمه فنطقت مسرعه 
_عمار برضوا 
ايوه هو في غيره
أنهت ساره جملتها وهي تتأفف حتى سمعت صوت أمها قائله
م يابنتي ماتدلقيش عليه اوي كده طول ما انتي مدلوقه عليه مش هيعبرك ولا عمره هيبصلك 
تنهدت بعمق وعند رؤيه وجهها تعلم ان ما بالقلب حيله ثم قالت مسرعه 
بحبه يامامي بحبه اول ما بشوفه بلاقيني زي الهبله بجرى عليه ما عرفش ليه 
_ طيب خليكي كده لحد ما تيجي واحده تانيه تدخل حياته وتاخده منك 
برقت عيناها ووقف نبض قلبها عند سماع هذه الجمله ثم أردفت 
ده انا كنت اموت فيها 
بقلمي ماهي احمد______________
دخل هما الأثنان الى غرفه المكتب الخاصه بالعربي أغلق الباب خلفه وهو معه 
تعالي ياعمار انا عايزك
ما ان سمع هذه الجمله وما كان رده سوا 
تحت امرك ياعربي بيه
_ من ساعه ما دخلت هنا انت والاطفال اللي كانت معاك واول ما شوفتك وسطيهم وانا حسيت انك هتبقي دراعي اليمين 
انا نظرتي ماتخيبش ابدا ياعمار 
_ وانا عمرى ما خيبت ظنك في اي عمليه كلفتني بيها قبل كده 
جلس على الكرسي الخاص به وهو يطالعه 
بصراحه عمرك
وعشان كده انا كتبتك بأسمي وفي اي اوراق حكوميه خليتك ابني بعد اللي عملته معايا لما ضحيت بنفسك وحياتك عشان تنقذ ساره بنتي من الڠرق وكنت لسه عيل ابن ١١ سنه وانا شوفت فيك الراجل اللي اقدر اعتمد عليه انت عارف انا ربنا اراد اني ماجيبش غير ساره واعتبرتك بعدها ابني اللي مخلفتهووش 
ابتسمه بلطف قائلآ 
ودي حاجه اعتز بيها ياعربي بيه 
أخرج سېجاره الخاص به والولاعه المطرزه بالذهب الخالص من جيبه وهو يشعل نيران سېجاره يطالعه قائلآ 
انت كويس كل حاجه فيك كويسه الا حاجه واحده بس مخلياك ضعيف 
انكمشت حواجبه بعدم فهم وهو يجلس على الكرسي المقابل للمكتب 
مش فاهم 
_ يزن يزن اللي دايما بتقف قدام اي حد عشانه يزن ضعيف مابيقويش بيرجعك خطوات ورا مش لقدام 
ضغط عمار على أسنانه فهو لا يستطيع أن يسمح لأحد بكلام مسىء عن يزن فدفعته كلماته لسؤاله 
ليه هو عمل حاجه تضايقك 
ضړب بيديه المكتب الخشبي الخاص به وهو يصيح وامتلأت عيناه بالڠضب 
وهو في حد يقدر يعمل حاجه تضايقني 
لم يكن يهتم كثيرآ بهذه النظرات التي يطالعه به العربي فوقف مستقيمآ مستكملآ حديثه 
اومال في ايه 
_ شايف انه بيضعفك دايما بتحميه قلبه ضعيف الشغلانه بتاعتنا دي عايزه القلب المېت في اخر عمليه كان معاك فيها كنت ممكن يجرالك حاجه وانت بتحميه 
بس مجراليش 
_وافرض كان جرالك 
قولتلك الف مره سيبه لحاله خليه يشوف طريقه نبعده عن سكتنا دي خالص طالما مالهووش فيها 
أنهى عمار جملته وهو يشعل فتيل سيجارته وهو يطالع العربي متحديآ أياه 
انت اكيد اټجننت ياعمار 
اللي يدخل جوه دايرتنا ما يطلعش منها الا علي قپره 
ألقى عمار بسيجارته المشتعله بعدما ضغط عليها بقدمه 
وانا علي چثتي اخليك ټأذي يزن في يوم 
ووعد مني مش هخليك تحس بي تاني ارجوك ياعربي ما تأذيش يزن ده صاحب عمرى اللي ماليش غيره 
جلس العربي مرة ثانيه على مقعده بعد ما أن ترجاه عمار مسترسلآ حديثه 
خلاص بس لو غلط مره تانيه 
بتر جملته سريعآ 
مش هيغلط .. مش هيغلط صدقني 
تنهد العربي قليلآ تنهيده مصاحبه لكلماته 
نتكلم بقي في الشغل 
_ نتكلم 
بقلمي ماهي احمد 
فاقت من أنخراطها لتجد نفسها تجلس وسط الظلام الداكن محتضنه جسمها بيديها والدموع بمقلتيها ترى أمامها خليله وهي غارقه بدمائها ظلت تصرخ لساعات طويله دون جدوى هبط من الأعلى عبر الدرج وبيده العكاز الخاص به تستطيع أن تسمع صوت عكازه يتحرگ معه ظلت تصرخ من هول المنظر فهذه هي المره الأولى التى ترى بها چثه والډماء متناثره تحاوطها بكل مكان ومن كثره صړاخها استدعى الضبع ياسين بصوت يصاحبه الڠضب 
ياسين 
علم ياسين نبره صوت والده ودون أن ينطق ببنت شفه ذهب الى الفتاه سريعآ وتحدث بصوت هامس بأذنها 
صوتك ده ماعايزش
 

انت في الصفحة 6 من 20 صفحات