الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية الهجينه (كاملة جميع الفصول) بقلم ماهي احمد

انت في الصفحة 17 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


تشرب كوب من الشاي 
بعد قليل استفاق عمار من غيبوبته وضع يده على جبينه وشعر بالصداع الشديد داخل رأسه نظر الى الغرفه وجدها غريبه جدآ نظر بجانبه ليجدها نائمه 
اخذ يتمعن بالمكان وجده ليس بغرفه عاديه فهو جبل الصخر بكل مكان من حوله وضع يده على بنطاله لم يجد سلاحھ الصغير نظر أمامه ليجد سکينه صغيره أسفل الطاوله امسك بها وهو يتحرك بحذر محاولآ فتح باب الغرفه سمع صوت من الخارج قائلا 

تعالى ياولدي ماتخافش مافيش حد هنا تخاف منه كل اللي اهنه تخاف عليهم
أنهت جملتها وهي مازالت تصنع الشاي على ڼار هادئه 
استغرب مما قالته فهو لم يفتح الباب بعد هامسآ لنفسه 
هي شيفاني ازاي والباب مقفول 
ظل ممسك بالسکين بيده وفتح الباب برويه وجدها جالسه تصنع الشاي بدأت حديثها تسأله 
تحب شايك يبقي تجيل ولا خفيف ياولدي 
لم يجيبها عن سؤالها بل أجابها بسؤال اخر 
انتي مين 
_ هتفضل رافع السکينه كده كتير تفتكر عجوزه زيي هتأذي شاب زيك نزل السکينه ياولدي وبعد كده نتحدد براحتنا 
انكمش حاجبه الأيسر وهو ينزل السکين ببطىء
تعالي ياولدي تعالي اقعد جاري اهنه
لم يستطع الانتظار ففضوله يملىء كيانه 
_ احنا فين وانتي مين 
مدت كفها لتعطيه كوب الشاي الدافىء تستكمل حديثها 
انا اللي طلعتك من العربيه انت واللي معاك بعد ماتقلبت بيكم 
وجيبتكم اهنه 
مد كفه يده وأكمل حديثه وهو يأخذ منها الكوب
وازاي واحده ..
بترت حديثه قائله
قولها ياولدي تقصد واحده عجوزه زيي تجيبكم لحد اهنه صوح كلامي 
_ انا ماقصدش بس انا من ساعه ما جيت هنا وانا مش فاهم حاجه 
ابتلع ريقه مسترسلآ حديثه 
كل حاجه بتحصل هنا غريبه جدا 
ولسه اللي هيحصل اغرب ما تستعجلش انت لسه ماشوفتش حاجه 
زادت جملتها الأخيره من اندهاشه 
تقصدي ايه 
_اللي اقصده لازم انت تعرفه لوحدك ماحدش هيقولهولك ياولدي لازم تبقي مصدق ان اللي شايفه وبيحصل حواليلك هو الحقيقه مش مجرد تخاريف 
انا مش فاهم منك حاجه 
_ بكره تفهم وتصدق ياولدي 
ايوه بس .. 
قاطعت حديثه وهي تنظر خلفه 
شمس فاقت روحلها وشيل القماشه السودا من علي عنيها
انكمش حاجبه وهو يقول 
شمس مين 
أشار بسبابته للخلف دون ان ينظر 
هي البنت دي اسمها شمس 
اشارت برأسها بالموافقه دون ان تنطق فسألها مره أخرى 
عرفتي منين انها فاقت 
نظر خلفه وجد الباب مفتوح وهي تحاول ان تستجمع ما تبقى لها من قوه واضعه يدها على جبينها بتعب وقف واستقام ذاهبآ إليها سائلآ اياها 
انتي كويسه 
هزت رأسها بالموافقه 
مد هو كف يده حتى ينتزع القماشه السوداء من علي وجهها ولكنه كان مترددا في قراره فعندما رأت النور في المره الاخيره صړخت صرخه عاليه ولذلك كان مترددا وشعر بالحيره ولكن بعد تفكير لا يتخطى الثواني المعدوده قرر أن ينتزع القماشه من عليها فكان الليل حالك والظلام مغيم على الاجواء لا يوجد ضي بالمكان سوا ضي القمر 
أفتحت عيناها ببطىء شديد فأخذ يطالعها حتى نظر إليها جيدا وبتمعن ليجد عيناها ليس لها مثيل فسبحان من أبدع في خلقهما بهذا الجمال نظرت له الفتاه ايضا بتمعن حتى حفظت ملامحه مد كف يده حتى يزيل خصلات شعرها المنسدله على وجهها فقد جذبته عيناها بطريقه غريبه كان الصمت سيد الموقف تلك اللحظات البسيطه نظرت الخاله خلفها لتجد كل منهما يطالع الأخر فبترت صمتهما متعمده 
_ هتلاقي وراك جلبيه ياولدي هاتها خليني البسها الجلبيه الجديده دي عشان ياسين مايشمش ريحتها 
فاق من شروده ووقف مسرعا من أمامها والترتر يملىء صدره 
_ اه الجلبيه حاضر 
مد كف يده للخاله ممسكا بالرداء أخذته منه محاوله الباسها الجلباب ولكن سرعان ما ركضت الفتاه على يديها وقدميها وذهبت الى ركن بعيد جلست به وضمت اقدامها وهي ټدفن راسها بينهما انكمش حاجبه باستغراب من رده فعلها فكانت أثناء هروبهم من ياسين ابتسمت الخاله والبسمه ملأت وجهها ومدت كفها تطالعه قائله
_ الظاهر انها مش واثقه فيا جرب انت تلبسها الجلابيه ياولدي 
أخذ الجلباب وهو يقترب منها ببطىء جالسا القرفصاء يساعدها بأرتداءه فاستجابت شمس وارتدت الجلباب على الفور 
بقلمي ماهي احمد 
أخذ نفس عميق بعد أن جاهد بسحبه وهو ينظر لها بغيظ شديد يضغط على أسنانه 
انتي اكيد مجنونه انتي بتعملي ايه هنا 
زي ما انت شايف جايه معاك 
قالت جملتها وهي ممده على الفراش 
وعرفتي منين اني هبقي في الكابينه دي 
اعتدلت في جلستها وهي تربع قدميها والأبتسامه تملىء وجهها الصغير 
لا بقي دي اسرار المهنه وبعدين انا بنت العربي يعني اعرف كل حاجه 
ترجلت من على الفراش واقفه أمامه وجها لوجه مسترسله حديثها 
واسكت بقي عشان انت ماطلعتش قد الوعد اللي وعدتهوني
_ساره انا مش رايح اتفسح عشان اخدك معايا 
انا عارفه انك مش رايح تتفسح وانت لو رايح تتفسح هبقي عايزه اروح معاك انت ليه ان شاء الله 
زي ما انت خاېف علي عمار انا كمان خاېفه عليه يايزن 
وانت وعدتني انك هتاخدني معاك وانا صدقتك يبقي خلاص لازم ټوفي بالوعد ده 
ضغط على أسنانه بغيظ 
ياغبيه انتي مش فاهمه انا 
بتر حديثهما وقوف القطار سريعآ في محطته التاليه فأختل توازنها قليلآ ووجدت نفسها تسند برأسها على صدره وبين أحضانه أمسك بها من خصرها ليساعدها على النهوض فكانت نبضات قلبه تتسارع من قربه لها فهي الفتاه التى لطالما احبها من كل قلبه طالعته وهي تنظر الى عينيه فوجدتها باللون العسلي الفاتح ورموشه السوداء المكثفه انكمش حاجبها قليلآ 
وبلعت ريقها وهي مسنده بيديها على صدره لتشعر بنبضات قلبه السريعه وكأنها بسباق المارثون أخذت نفس عميق مطالعه اياه بصوت هامس 
أنت ايه 
رد عليها ومازال ينظر أليها بحب هامس أياها 
انا خاېف عليكي 
ابتسمت ابتسامه بسيطه فكانت نبرات صوته ونظره عيونه تأكد صدق ما يقول ولكن سرعان ما استعادت وعيها وابتعدت عنه مسرعه وهي تنطق كلماتها بتوتر شديد 
خاېف عليا من ايه 
انت فاكرني صغيره ولا ايه لا يايزن انا مايتخافش عليا خاف علي نفسك انت بس 
ضغط على أسنانه وتنهد وهز يمر اصابعه بين خصلات شعره 
وقد اتخذ قراره 
اعملي حسابك انك هتنزلي المحطه دي 
أمسك ذراعها بشده محاولآ أخراجها من الكابينه فأمسكت بيديها الأخرى طرف الباب محاوله عدم نزولها فكانت كالطفله بحركاتها المدلله تركها وهو ينظر إليها يجاهد نفسه حتى لا يضحك من تصرفاتها الطفوليه فحملها بين ذراعيه حتى وصل الى باب القطار فأمسكت به بيديها أكثر حتى تحرك القطار مره أخرى نزلت من بين ذراعيه وهي تقول 
القطر مشي لو عاوز ترميني من القطر وهو ماشي عشان اموت وترتاح مني اتفضل 
لم ينطق ببنت شفه وهو يطالعها نظرت له قائله
انا قولت برضوا انك مش هترميني والقطر ماشي 
عادت الى االكابينه مره اخرى مسرعه والابتسامه تعلو وجهها مغلقه الباب عليها 
بقلمي
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 20 صفحات