رواية متى تخضعين لقلبي (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم شيماء يوسف
وجه حتى صرعه أرضا صړخت آمنه بتوسل وهى تحاول رفع جسد فريد من فوق جسد زوجها المتهالك أرضا ولكن هيهات ظل فريد يلكمه وهو يتمتم بحنق
انت بتستغل عدم وجودى وتجوزها لواحد !
انا تضحك عليا يوم كتب الكتاب وتفكر تستغفلنى !!
التقط والدها انفاسه بصعوبه وهتف من بين اسنانه
هى بنت الك قالتلك
اخرى
متقولش عليها كده خساره انها بنتك انت متستاهلش بنت زيها انت راجل
ظل فريد يلكمه پغضب حتى خر فاقدا وعيه كانت آمنه تصرخ وتتوسل له ليتركه ولكن دون جدوى تحرك فريد من فوق جسده ينفض يده من اثر الډماء بعدما تأكد من فقدانه للوعى ثم استدار ليواجهه آمنه قائلا بټهديد
هدر بكلمته الاخيره بعصبيته المعتاده مما جعلها تنتفض وتحرك رأسها موافقه دون حديث خرج فريد صافقا الباب خلفه تاركا آمنه تحاول إفاقته بكل الطرق الممكنه
لم يعد فريد فى ذلك اليوم الا فى المساء سلم كلا من مدبره منزله والرجلين للمخفر ثم بعدها تشاركا وجبه العشاء فى صمت كان يجلس عابسا كأنه فى عالم اخر استغربت حياة من تغيره منذ الصباح وحاولت فتح فمها اكتر مره لتسأله عما به ولكن كان ېموت السؤال فوق شفتيها فكرت بضيق ايعقل انه ندم على تنفيذ رغبتها !
بعد التاسعه مساءا كانت حياة تجلس فى غرفه المعيشه بعدما انسحبت عفاف إلى مخدعها قرع جرس المنزل فتوجهت حياة بنفسها لتفتحه وجدت امام الباب سيده مسنه تجاوزت السبعين من العمر على اقل تقدير ابتسمت لها العجوز ثم سالتها بحنان
ابتسمت لها حياة فى المقابل ثم سألتها بأدب
ايوه صح بس حضرتك مين !
اجابتها الجديده بنبره مراوغه
فكرى كده شويه انا عارفه ان ملامحى اتغيرت وانتى كنتى صغيره بس معقول تنسى كلمه حيوى من لسانى !
صړخت حياة بفرح وهى ترمى نفسها بداخل أحضانها قائله بسعاده
تيتا سعاااااد انا اسفه معرفتكيش نورتى البيت والمكان كله
وحشتينى يا حياة ياه انتوا الاتنين من ريحه الغاليه
ابتعدت حياة عن حضنها ثم اخذت بيدها وهى تمتم بأحترام
يا تيتا لسه واقفه اتفضلى ادخلى
انهت جملتها وهى تسحبها للداخل ظهر من خلفها الحارس حاملا حقيبه السفر فطلبت منه حياة بوضعها فى الداخل ثم اغلقت الباب وهى لازالت تحتضن يدها خرج فريد على مصدر الصوت وسار فى اتجاههم حتى توقف امامهم بجسد متصلب وضع كلتا يديه داخل رداء بنطاله ثم تحدث بنبره جافه متسائلا ونظره مسلط فوق جدته
شهقت حياة پصدمه من طريقته الفظه فى التعامل مع جدته ولكنها اثرت الصمت اجابته ام والدته فى عتاب واضح
جيت بيت ابن بنتى يا فريد ولا عندك كمان مانع !
هز كتفيه بعدم مبالاه ثم استدار بجسده عائدا بإدراجه نحو مكتبه الذى اختفى به ثانيه شعرت حياة بالحزن والڠضب من معاملته الجافه مع جدته والده والدته ولكنها سرعان ما استعادت مرحها واحتضنتها قائله بترحيب
نورتينا يا تيتا تعالى بقى نقعد هنا واحكيلى عن كل السنين اللى فاتت دى
نظرت السيده سعاد نحوها بشوق ثم رفعت كفها تمسد شعر حياة وهى تقول بحزن
اه يا حياة لو تعرفى رحاب كانت بتحبك قد ايه ! انتى وفريد كنتوا عندها
واحد
اغرورقت عيون حياة بالدموع وأخفضت نظرها تقول بصوت متحشرج
وانا كنت بحبها اكتر من امى ربنا يرحمها يارب
آمنت السيده سعاد على دعائها ثم تحركا نحو الداخل
قضت كلا من حياة والسيدة سعاد أمسيتهم فى تحرى اخبار كل واحده الاخرى فشعرت حياة بالدفء يملا قلبها شعرت انها عادت طفله من جديد عندما كانت عائله فريد هى عائلتها أيضا التى تمنحها الدفء والحنان فتعوضها عن جفاء والدها وعائلتها عند حلول المساء تقريبا بدءت السيده سعاد فى التثائب ثم طلبت من حياة بأرهاق
حياة يا بنتى تعالى طلعينى فوق ارتاح الا طريق السفر كان طويل عليا
نفذت حياة على الفور وفى الدقائق التاليه كانت تقف امام الغرفه المخصصه لزيارتها فى الطابق العلوى وجانب غرفتها اندفعت حياة تسألها بتهور
تيتا لو حضرتك تحبى تقضى الليله معايا معنديش مانع
سألتها الجدده سعاد مستنكره
ليه يا بنتى ! انتى مش بتنامى مع جوزك !
عضت حياة على شفتيها ولعنت غبائها بصمت بماذا تجيب الان ! لن تخدع تلك العجوز الرائعه بقول الاكاذيب لذلك اثرت الصمت ودلفت داخل غرفتها دون رد
فى الصباح الباكر دلفت السيده سعاد إلى المطبخ وجلست بعدما رحبت بها عفاف سألتها السيده سعاد بترقب
ها يا عفاف فى جديد
اجابتها عفاف بهمس وهى مسلطه نظرها فوق الباب تراقبه
مفيش من ساعه ما اتجوزوا وكل واحد فى اوضه زى ما قلتلك هما فاكرين ان محدش واخد باله
صمتت قليلا ثم اضافت بحزن
حتى اللى تتجحم عزه دى لما لاحظت كده حاولت تبوظ الدنيا وټأذى حياة بس الحمدلله فريد بيه لحقها
هزت السيده سعاد رأسها بأحباط ثم تمتمت بصوت خفيض قائله
كله يتحل ان شاء الله المهم فريد صحى !
اجابتها عفاف بحزن
مانتى عارفه اليوم ده بيعدى عليه ازاى !! مبينامش اصلا تلاقيه فى المكتب من بدرى
هزت السيده سعاد رأسها بحزن ثم تحركت نحو الخارج دون اضافه
انتهت حياة من ارتداء ملابسها وتمشيط شعرها وهمت بالخروج عندما اوقفها طرق خفيف فوق باب غرفتها تحركت نحو الباب تفتحه فتفاجئت بجده فريد
تقف امامها بحزن استقبلتها بابتسامه واسعه وطلبت منها الدخول دلفت الجده سعاد تتفحص الغرفه جيدا ثم جلست بأرهاق فوق المقعد الوثير الموضوع بداخل الغرفه نظرت إلى حياة مطولا ثم طلبت منها الجلوس جلست حياة بترقب فقد ظنت انها سوف تسألها على سبب انفصال غرفهم ولكنها باغتتها بسؤال اخر مستفسره بحزن
حياة عارفه النهارده ايه !
اجابتها حياة بقلق نافيه
لا يا تيتا هو النهارده ايه !
اجابتها الجده بعيون لامعه بالدموع
النهارده ٨ نوفمبر
شهقت حياة حزن وهى تضع كفها فوق فمها ثم تمتمت بخفوت
النهارده سنويه ماما رحاب !!!
هزت الجده رأسها بأسى ثم استطردت حديثها بغصه قائله
عرفتى ليه فريد قابلنى كده امبارح ! كل سنه باجى بقول يمكن أخفف عنه يوم زى ده وكل سنه بيرفض ان حد يشاركه حزنه
تنهدت پألم ثم أردفت حديثها قائله
عارفه يا حياة رحاب ماټت ازاى !
اجابتها حياة بنبره حزينه
ماما رحاب ماټت بسكته قلببه الله يرحمها
حركت السيده سعاد رأسها نافيه ثم اضافت مفسره
اه رحاب ماټت بالسكته القلبيه بس على ايد غريب وقدام عيون فريد
شهقت حياة پصدمه واخفت فمها بكفها وقد بدءت الدموع تتجمع داخل مقلتيها استطردت السيده سعاد ذكرياتها وهى تنظر إلى نقطه ما فوق
كتف حياة كأنها ترى الذكريات امامها
كان فريد عنده ١٢ سنه وفى يوم زى ما كان غريب بيضرب رحاب كعادته اخد منها الدوا بتاعها ونزل فيها ضړب لحد ما قلبها وقف ومرضاش يجبلها دكتور او يسعفها فريد شاف وحضر كل ده ولما وصلت الصبح على الخبر حكالى وكان مړعوپ من ټهديد غريب ليه بس غريب الله يسامحه وقف بكل قوته قدام كلامى وكلام فريد وهو طفل صغير وعرف بنفوذه وقتها يدارى على الحكايه كلها وادفنت رحاب بتقرير طب شرعى ان سبب الوفاه طبيعى
استمعت حياة إلى حديث جدته ودموعها تفيض من داخل عينيها حزنا على ما لقاه فريد فى صغره وبمفرده اكملت الجدده سعاد حديثها الموجه لحياة مستفسره
انتى فكرك ان الموضوع خلص على كده ياريت كنت قلت خلاص امانه ورجعتله وربنا عوضنى بأبنها أربيه واخده فى حضنى بس غريب رفض وانا على قدى مليش لا حول ولا قوه وعرف ياخد منى فريد بسهوله وراح يعيش معاه فى بيت جيهان اللى كانت پتكره فريد كره العمى وبتحاول تخلص منه بأى طريقه ممكنه لحد ما وصل بيها الامر انها كانت بتحط لفريد فى الاكل دوا يسببله ضمور فى عضلات القلب عشان يحصل رحاب
انتفضت حياة من مجلسها غير قادره على استيعاب ما يقال لها الان أردفت السيده سعاد مكمله حديثها
بعد ما رحاب ماټت فريد صمم يلعب كل ألعاب الدفاع عن النفس وكان بېموت نفسه فى التمارين هو كان فاكر ان محدش فاهم هو بيعمل كده ليه بس انا كنت عارفه انه بيعمل كده عشان يحمى نفسه وفى يوم طلبوا منه يعمل تحاليل روتينيه فاكتشفوا الدوا فى دمه الحمدلله لحقوه وغريب ساعتها كان اضعف من انه ياخد موقف من جيهان ففضل انه ببعد ابنه عنها بحجه التعليم والعلاج سفره فرنسا ورماه هناك فى مدرسه داخليه لوحده من غير اب ولا ام ومرجعهوش غير وهو عنده ٢٢ سنه بعدها فريد رجع بالشكل اللى انتى شايفاه ده كل احواله مقلوبه وجواه ڠضب يمحى الدنيا كلها لا بيعمل حساب لحد ولا بيهمه حد ولا بيشفق على حد وعلى قد ما بتقهر على حاله على قد ما بعذره من اللى شافه على قد ما بدعى ربنا يريح قلبه ويرجع فريد بتاع زمان
ارتمت حياة فوق الفراش بذهول يالله اللعنه عليها وعلى غبائها لم يتركها بأرادته ولم يتخلى عنها ولم ينتهى الامر على ذلك بل عانى اكثر منها لقد حاولت زوجه والده تسميمه وهو طفل صغير شعرت بقلبها ېتمزق حزنا وألما عليه أخفت وجهها داخل كفيها واخذت تبكى بصمت على ما حل برفيق عمرها تحركت السيده سعاد من مقعدها وربتت على كتف حياة بحنان قبل ان تتركها وتذهب
ظلت حياة طوال يومها تتحرك بتوتر محاوله رؤيته او الاطمئنان عليه ولكنه ظل حبيسا غرفه مكتبه دون خروج فى المساء قررت رؤيته وليحدث ما يحدث لها وقفت امام المكتب وزفرت عده مرات مشجعه نفسها ثم أدارت مقبض باب مكتبه ودلفت للداخل بعدما اغلقت الباب خلفها مره اخرى كان الظلام يعم الغرفه لذلك انتظرت قليلا حتى اعتادت عينيها على الظلام ثم تحركت فى اتجاهه عندما لمحته يجلس بحزن فوق الارضيه ساندا رأسه وظهره فوق الحائط خلفه وواضعا كلتا ذراعيه
فوق ركبتيه تحركت تجلس بجواره بهدوء واتخذت نفس وضعيته ظل الصمت سيد الموقف حتى استجمعت حياة شجاعتها وتحدثت بتوجس محاوله فتح حديث معه
تيتا سعاد قالتلى انك مش بتحب حد يكون معاك بس انت عارف كويس انا مش