رواية متى تخضعين لقلبي (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم شيماء يوسف
وطلب منهم جميعا آمرا كعادته الاستعداد للذهاب لبلدته حيث مسقط رأسه ومسكن إخوته لقضاء اجازه الصيف معهم بالطبع لم تكن والدتها لتعارضه رغم عدم تقبلها لتلك الفكره او بالأدق توجسها منها وبالفعل فى اليوم التالى كانوا فى طريقهم نحو احدى قرى الصعيد ولم تكن تعلم حياة انها تساق كالبهيمه لتعرض فى السوق والفائز هو من يدفع اكثر وكانت القسمه من نصيب رجل يتجاوز عمره الثمانين عام اى حوالى ٦ اضعاف عمرها رجل ماجن مدمن شراب هوايته الاولى هو تزوج القاصرات
تلك البلده وتنقذها من ذلك المصير ولكن الخذلان كان ولا يزال رد فعل والدتها الوحيد
تزوجته وقاومته بكل ما أوتيت من قوه تذكرت كم استعصت عليه وكم كبلها حتى ترضخ له كان ضعيفا لا يقوى على شئ وكان تمنع حياة عنه يزيده عجزا فلا يجد ملجأ لإخفاء ضعفه الا من خلال ټعنيفها كان يحاول معها كل ليله بعدما يرتشف زجاجه او اثنان من ذلك الشراب الرخيص وفى كل ليله كانت تصرخ بأسم فريد لكى يأتى ويخلصها من قبضته فكانت تثير جنونه اكثر ويبرحها ضړبا من اجل عجزه مره ومن اجل تفكيرها برجل اخر مره
كان ارحم بها من والديها وبعد ايام معدوده من تلك الزيجه المشئومه ومن عجزه عن جعلها زوجته سقط صريعا فوقها ليلا بعدما تناول جرعه زائده من الأقراص المنشطه لقد جاء خلاصها سريعا ولله الحمد تذكرت كيف ركضت فى شوارع تلك البلده الغريبه وهى طفله تجاوزت للتو الرابعه عشر حافيه القدمين وبوجهه وجسد متورم بعدما انتقم منها زوجته الاولى واولاده فابرحوها ضړبا وطردوها من المنزل باعتبار انها وش شئوم ولكن كان يكفيها الخلاص عادت بعدها إلى بيت والدها وإلى دراستها دفنت تلك الذكريات بداخل قلبها وتظاهرت كأن شيئا لم يكن لم تبكى ولم ټنهار ولم تتحدث فى الامر ثانية
اعادها من رحله ذكرياتها صوت فريد يسألها مره اخرى بنفاذ صبر كانت تنظر إلى الفراغ بملامح جامده ثم بدءت تسرد عليه التفاصيل بنبره مرتعشه حاولت قدر الامكان تغليفها بثبات هش كان يستمع إلى ما مرت به دون اى رد فعل سوى ذلك العرق بجانب صدغه والذى كان على وشك الانفجار من شده غضبه انهت ذكر تفاصيلها وهى منقطعه الانفاس لقد قصت عليه كل ما حدث الا شئ واحد وهو انه لازالت عذراء لقد اجبرها على الزواج منه مثلما فعل ذلك الرجل الاخر دون أدنى اعتبار لرغبتها وهى إرادات الاڼتقام منه بطريقتها الخاصه
حياة سبينى لوحدى
تحركت كجسد بلا روح حتى وقفت امامه وقالت ببرود مستفز
صعبه على كرامه فريد بيه صح !!
اجابها من بين اسنانه بنبره شديده الانخفاض قائلا
حياة !! اطلعى على اوضتك
قضى ليلته بداخل غرفته الرياضيه مارس جميع انواع الرياضه حتى شعر ان جسده لا يقوى على حمله ولكن دون جدوى لازالت تقفز امام عقله صوره ذلك الرجل وهو يقوم بلمسها ان الڼار لازالت تستعر بداخله ليس من اجل زواجها فرفضها وكرهها لتلك الزيجه لا يحتاج توضيح ولكن ما يؤلمه هو عڈابها وغيرته انه يغار عليها من نفسها فكيف بلمس رجل اخر لها !!!
تلك الليله بالذات سيكون عزيزا متمنعا
كان ينام بعين مفتوحه مثل اللصوص كما يقال فهى عاده عقيمه اكتسبها منذ طفولته عندما كان يرهف السمع ليتأكد من ميعاد رجوع والده ومن امان والدته وبعد ذلك يبدو ان جهازه العصبى قرر معاقبته فلقد تطور الامر لديه حتى انه اصبح يستيقظ اذا مر احد ما من جوار غرفته
انتفض من غفلته القصيره التى لا يعرف متى زارته على صوت صرخه مكتومه قادمه من غرفتها ركض مسرعا نحو غرفتها وأشعل الضوء قبل ان يستأنف هرولته نحوها كانت تركل بقدمها وتمسح وجنتها پعنف واشمئزاز وهى تترجى شخص ما بيأس من بين شهقاتها ان يبتعد عنها لم يحتاج الامر منه إلى اى جهد ذهنى لمعرفه زائر حلمها او بالاصح كابوسها استند بركبتيه فوق الارضيه الخشبيه بجوار فراشها ثم قام بهزها برفق هامسا اسمها بحزن
انتفضت من نومتها وهى تصرخ وتزيح يده ليبتعد عنها قفز فوق الفراش بجوارها وقام باحتضانها بين ذراعيه وهو يتمتم لها بحنو لتهدء
حياتى انتى بتحلمى مش اكتر مفيش حد هنا فتحى عينيك هتلاقى نفسك فى اوضتك ومفيش حد موجود فتحى عينيك يا عمرى ده كابوس وراح
سكنت مقاومتها وبدءت تفتح عينيها بتوجس حتى تتأكد من صدق حديثه ابتعدت عنه قليلا تتأمل الغرفه حولها ثم بدءت تمسح عنقها ووجنتها بأشمئزاز وهى تتمتم بتوسل وعيون متحجره
خلى لمسته تروح انا مش عايزه افتكرها انا قرفانه منها خليها تروح من هنا انا مش عايزه اشوفه تانى مش عايزه افتكره
لاول مره ومنذ زمن طويل شعر بالعجز ثانية لقد دفنه منذ سنوات طويله وها هو الان يخرج ليسخر منه فى أعز ما يملك مره اخرى كيف يستطيع محو تلك الذكريات
من داخل رأسها
لقد اصبح الان يعلم جيدا سبب انفجارها ليله الحفله وسبب ڠضبها من شربه واصبح أيضا يعلم لماذا ټنفجر ڠضبا عندما يقوم بلمس ذراعها او تقبيل وجنتيها
لقد أنقذه المۏت من بين يديه هذا ما فكر بيه فريد غاضبا فلولا حرمه المۏت لكان انتقم حتى من جثته على ما فعله بها
ازدرت حياة لعابها بصعوبه بالغه وهى تنظر إلى الفراغ وتمتم بنظره زجاجية خاليه
هو عمل كده عشان بيكرهنى انا عارفه انه عمره ما حبنى هو دايما كان شايف انى عار محتاج يخلص منه ويرمى مسئوليته على شخص تانى كل ده عشان هو مكنش عايز بنت مع انى عمرى ما زعلته او عملت حاجه غلط
صمتت قليلا وهزت رأسها عدت مرات رافضه ثم استطردت حديثها پألم
ايوه هو ده كان كل ذنبى انى اتولدت بنت
كانت الكلمات تخرج من فمها كخناجر تستقر فى قلبه مباشرة حاوط وجهها بكفيه ثم حدثها بصوت متحشرج
انا اسف انى مكنتش موجود انا اسف انى سبته يعمل فيكى كده انا اسف انى رجعت متأخر خلاص كل ده كان ماضى وراح من دلوقتى محدش هيقدر يقربلك او ېأذيكى
لم تكن تعلم كم كانت بحاجه إلى الامان الا بعدما سمعت تلك الكلمات من فمه لذلك وجدت نفسها دون وعى ټدفن رأسها داخل صدره وتطلق العنان لسيل الدموع المحبوس داخل مقلتيها منذ عشرة سنوات شدد فريد من احتضان ذراعيه حولها كأنه يريد تخبأتها داخل ضلوعه ولا يخرجها مره اخرى لتسكن بأمان بداخله ظل يمسح على شعرها ويربت على ظهرها
بحنان وهو يتمتم داخل اذنها بكلمات حانيه حتى هدئت بين ذراعيه وذهبت فى نوم عميق تحرك ليستلقى بها فوق الفراش وهو لايزال محتضنها بذراعيه وهى لازالت متمسكه بتيشرته الذى تبلل من كثره دموعها
لم يغمض له جفن ما تبقى من الليل ظل يتأملها وهى متشبثه به كطفل صغير ومع ظهور اول خيوط للشمس حاول التحرك من جوارها فلديه زياره عاجله يجب عليه القيام بها حتى تخمد ناره قليلا ولكنها اجفلت فى نومها بمجرد ابتعاده عنها وتمسكت اكتر بيديه فعاد مره اخرى لاحتضانها والتمتع بدفء جسدها حتى غالبه النوم
فى الصباح تململت بين ذراعيه فأستيقظ على الفور بمجرد تحركها داخل احضانه فتحت عينيها ببطء فأصطدمت بزوجين ناعستين من العسل المصفى اصبح الان يعلم مناطقه المحظوره لذلك مد يده فى ثقه يزيح بعض خصلات شعرها المتمرده من فوق جبهتها قالت ساخره من هيئتها بصوت متحشرج ناعم من اثر النعاس
متتوقعش انى بقوم من النوم شعرى بيرفرف حوليا زى ابطال القصص والروايات
لم يعقب على حديثها بل اخفض يده حتى أطراف شعرها وأسر بعض خصلاته داخل كفه ثم قربها من انفه يستنشقه وهو مغمض العينين ثم قام بتقبيله بنعومه قبل ان يحرره من قبضته ارتبكت ملامحها من اثر فعلته فحاولت اخفاء خجلها بسؤاله
هتسلم عزه للبوليس !
اجابها بصوت أجش عميق
عشان خاطرك رغم انى مش موافق
حركت عينيها بعيدا عنه وعندما إعادتها إليه مره اخرى كانت تحمل بداخلها سؤال لم ولن تفصح عنه ولكنه استشفه من بين جفونها بسهوله ففهم نظراتها بالنسبه له اسهل من قراءه كتاب مفتوح حرك ذراعه يمسك كفها بكفه فى حنو بالغ ثم قام بفرده برقه وبطء فوق موقع قلبه هامسا بحب
لو تعرفى فى قد ايه هنا حب ليكى هتفهمى ان ولا مليون جوازه قبلى تفرق معايا
انهى جملته ثم اقترب منها يطبع قبله رقيقه فوق ارنبه انفها قبل ان يفلت يدها ويتحرك نحو غرفته
اغمضت عينيها تستمع بذلك الفراغ الداخلى الذى اصابها فجاة فمنذ سنوات طويله لم تشعر ان بداخلها فراغ مريح هكذا
ترجل فريد من سيارته وأغلق جاكيت بدلته وأشار لكبير حراسه بعدم اتباعه توقف امام منزل حياة قارعا الجرس برأس مرفوع توقفت آمنه امامه بقلق متسائله بداخلها عن سبب تلك الزياره الغريبه فى الصباح الباكر دلف فريد إلى الداخل متحفزا وهو ينظر إليها من علياءه ثم سألها بأحتقار
جوزك فين !
فتحت فمها لتجيبه ولكن اوقفها صوت زوجها يخرج من غرفته بمظهر مشعث ناعس نظر نحو فريد وهو يتثائب بقوه ثم قال بسخريه
نسيبك الباشا جاى يزورك من صباحيه ربنا
هز فريد رأسه موافقا عده مرات وهو يحرك يده ليفتح زر سترته ثم قال وهو يتقدم نحوه بنبره منخفضة
انت عارف ليه مدخلتش حد من الحرس معايا !
نظر والدها نحو ببلاهه يحاول حل تلك الاجحيه فاستطرد فريد حديثه قائلا
عشان محدش ياخد حق مراتى غيرى
انهى جملته ورفع يده المتكوره وبدء يسدد لكمات متتالية فى