رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة حتي الاخير) بقلم مجهول
حاجبيه هل أمك هي أميرة تاج
تعرف أمي سيدي استفسر جاسر بنبرة متفاجئة.
كان أصلان يفكر في ذلك. أميرة كانت أما وحيدة ومن المحتمل أن يكون لابنها
نفس اسم العائلة.
خرج الصغير من الحمام بعد أن غسل يديه. وبينما يتأمل انعكاس الرجل الطويل في المرآة تفوه فجأة سيدي نحن نتشابه كثيرا!
توقف أصلان للحظة يدقق في ملامحهما المنعكسة بالمرآة واستنتج بالفعل أن
كانت عيونهما حواجبهما أنوفهما وحتى أفواههما وأذنيهما تحمل التشابه نفسه.
سيدي هل أنت أعزب هل لديك صديقة سأل الصغير بفضول مرتفع.
راه أصلان يحدق به عبر تلك العيون الواسعة ورغم أنه أدرك ما يفكر فيه الطفل فقد أجاب بصدق نعم أنا أعزب. ليس لدي صديقة
إذا ما رأيك في أمي إنها شابة وجميلة ولديها قوام متناسق. كما أنها لطيفة ورقيقة وماهرة في الطهي بدأ الصغير يتحدث عن أمه بحماس كان يرغب في حل مشكلة
امتلات عيون أصلان بالدهشة. هذا الصغير مثير للاهتمام ثم فكر وبعينين
ضيقتين أجاب إذا ستحتاج لسؤالها إن كانت مستعدة للزواج مني. إذا
وافقت فأنا جاهز لأطلب يدها.
أغمض الصغير عينيه الكبيرتين مبتهجا بمعرفة أن أمه لاقت استحسان الجميع.
على الأقل هذا الرجل الوسيم أعرب عن استعداده للزواج منها فورا.
غسل يديه.
أصلان البشير أجاب الرجل بصوته العميق والمليء بالجاذبية.
تمام! سأتذكر ذلك قال الصغير وهو يحفر الاسم في ذاكرته كان هناك شيء ما يجعله يرغب في قضاء المزيد من الوقت مع هذا الرجل الوسيم.
سيدي أمي في اجتماع الآن. هل يمكنني الذهاب إلى مكتبك للعب
اعترض طريقهما موظفان تجمدا في مكانهما متفاجئين عندما رأيا الصغير
برفقة أصلان هل يمكن أن يكون الرئيس البشير له ابن
الرئيس البشير هل هذا ابنك إنه جميل جدا!
نعم يشبهك تماما ! علقت الموظفتان بدهشة.
تجهم أصلان وهو ينظر إلى الصغير بجانبه هل نتشابه حقا أنا وهذا الطفل
بتعلق غريب به ورغبة في رعايته.
كانت نصيحة جدته صائبة عندما حثته على الاهتمام بالطفل فقد شعر بصلة لا
توصف مع هذا الصغير.
في غرفة الاجتماعات فتحت جميلة الباب بقلق واضح. أميرة جاسر اختفى
ماذا قفزت أميرة من مكانها وركضت خارج غرفة الاجتماعات دون أن تنبس بكلمة. لقد اكتشفت فعلا أن ابنها قد اختفى من مكتبها وأكدت جميلة أيضا أنها
في تلك اللحظة وصل مساعد من الطابق الثامن لتسليم وثائق وأخبر أميرة الانسة أميرة تاج لقد رأيت طفلك للتو مع الرئيس البشير !
الفصل 37 الآيس كريم
عجلت أميرة لتركب المصعد متوجهة إلى الطابق الثامن وقفت أمام مكتب الرئيس طرقت الباب ثم فتحته دون انتظار الرد.
لدى رؤيتها لابنها جالسا على الأريكة التي تخص أصلان غمرها الاطمئنان وصاحت پغضب جاسر هل كنت تنوي إخافتي حقا لماذا هربت هكذا
لم يتوقع جاسر أن تشعر والدته بالخۏف لدرجة تبيض فيها وجنتاها. اندفع نحوها وعانق ساقها قائلا أمي أنا أسف. أنا المسؤول عن كل هذا.
أدركت أميرة أن ردة فعلها كانت مبالغا فيها وتنهدت مرة أخرى قائلة لا تكرر ذلك مرة أخرى
عودي إلى عملك واتركيه معي. سأعتني به بدلا منك جاء صوت رجل من خلفهم.
شعرت بالصدمة. بالتأكيد كان هذا الرجل يريد رد الجميل بطريقة ما لكنها لم ترغب في قبول أي مساعدة منه سوى في العمل. وبالإضافة إلى ذلك لم تكن
تشعر بالحاجة لإزعاجه بأمر كرعاية طفل.
لا بأس شكرا لك ردت أميرة بتردد.
أمي أريد البقاء مع السيد الوسيم. هل يمكنك تركي هنا حتى تنتهي من العمل
من فضلك سأل الصغير بسعادة بادية على وجهه.
بقيت أميرة صامتة أمام سلوك ابنها. كان بإمكانه التعلق بأي شخص ولكنه
اختار أصلان من بين الجميع.
لا عد إلى مكتبي ما زال لدي اجتماع لكني سأحضر لك وجبة لذيذة للغداء
لا أريد ذلك أريد اللعب هنا في مكتب السيد الوسيم بدأ الصغير يعبس وهو
أمر نادر الحدوث بالنسبة له.
علمت أميرة أن الاجتماع الخاص بإطلاق منتجهم الجديد ما زال جاريا فعضت
على شفتيها ونظرت إلى الرجل الرائع أمامها قائلة إذا من فضلك ساعدني في
رعاية ابني لبعض الوقت.
بالتأكيد أجاب أصلان.
جاسر لا تسبب أي متاعب حسنا سأعود بعد الاجتماع
سأكون مهذبا وعد الصغير.
توجهت أميرة نحو الاجتماع مرة أخرى بينما جلس الصغير
سعيدا على الأريكة مرة أخرى ممسكا بمكعب روبيك ويدوره بمهارة. كان أصلان يجلس مقابله
متأملا الصغير وهو يحل
اللغز في دقيقتين ما يدل على ذكائه الفائق.
من علمك ذلك
تعلمته بنفسي يا سيد الوسيم كم من الوقت ستحتاج لإكماله سأل الصغير
وهو يضحك.
أخذ أصلان المكعب وبعد عشر ثوان أكمل اللغز ثم أعاده إلى الصغير الذي نظر إليه بإعجاب قائلا أنت رائع يا سيدي
كانت مجرد مديح من طفل صغير ولكن أصلان شعر بالسعادة لذلك. ابتسم وقال أنت أيضا جيد جدا.
لو شاهد أحد هذا المشهد للاحظ كيف يبدو الاثنان متشابهين عندما يبتسمان.
عادت أميرة إلى غرفة الاجتماع ولحسن الحظ لم تتطرق فرح كثيرا للمقاطعة وحان وقت الغداء بحلول نهاية الاجتماع.
تساءلت أميرة عن مكان غدائها مع ابنها عندما رن الهاتف الأرضي. أجابت قائلة مرحبا
جاسر سيأتي معي لتناول الغداء. تعالي وانضمي إلينا نحن في المطعم المقابل للشركة. كان صوت الرجل المنخفض يصدح في أذنها وبدا وكأنه لا يقبل الرفض.
شعرت أميرة بأفكارها تتلاطم في رأسها أصلان أخذ ابني لتناول الغداء دون استئذاني
اللعڼة هذا الرجل يأخذ ابني بدون استئذان كيف يجرؤ على ذلك !
أمسكت أميرة بسرعة بالهاتف وحقيبتها ثم انطلقت نحو المطعم. كان المطعم المقابل للشركة ذو مكانة رفيعة وعندما دخلت القاعة رأت فوزا ابنها وأصلان جالسين بجانب النافذة.
تنفست أميرة بعمق واتجهت لتجلس إلى جوار ابنها. هذا الغداء على نفقتي تقديرا للسيد البشير على رعاية ابني
وبهذه الكلمات شعرت بتحسن طفيف في الوضع.
نظر إليها أصلان بنظرة ذات مغزى وكانت أفكاره معقدة. لم تقبل هذه المرأة حتى أدنى مظاهر اللطف منه.
أمي السيد الوسيم يستطيع حل مكعب روبيك في 10 ثوان فقط علق الصغير مشيرا إلى السيد الوسيم ومدى روعته.
ابتسمت أميرة دون اهتمام حقا
وبعد أن تم تقديم الطلبات قدموا لهم بعض الآيس كريم قبل الوجبة. تناول الصغير بعضا منه بسعادة وبدأ في الأكل. وبما أن أميرة كانت تعلم أن جاسر يعاني من حساسية في المعدة منذ الصغر فلم يكن بإمكانه تناول الكثير من الطعام القلوي فاقترحت قائلة دعني أجرب بعضا منه أيضا.
تفضلي يا أمي قدم الصغير لها بعض الآيس كريم بالملعقة نفسها فتناولته
بسرعة. بعد لحظات مد يده مرة أخرى ببعض الآيس كريم نحو الرجل الجالس
أمامهم. سيدي هل تود تذوقه أيضا
أصابت أميرة حالة من الذعر وأوقفته بسرعة. جاسر لقد استخدمت هذه الملعقة من قبل لا يجب أن تقدمها لشخص آخر. هذا لا يليق.
ومع ذلك ضيق الرجل الجالس أمامهم عينيه وهو يفكر فلماذا تهتمين الآن
الفصل 38 عودة نديم
كان الصغير قادرا على تناول الطعام بمفرده بينما كانت أميرة تلتهم قطعة كبيرة من الآيس كريم الرجل الجالس مقابلهم كان يراقب تفاعلاتهم بفضول
ولم يستطع كبح جماح اهتمامه بالمشهد.
في تلك اللحظة رن هاتف أصلان أخرجه بسرعة وألقى نظرة عليه قبل أن
يجيب مرحبا هالة.
أصلان أين أنت هل بإمكانك الانضمام إلي لتناول العشاء الليلة
أنا في المكتب.
يمكنك ألا تعمل لوقت إضافي اليوم صحيح
عندي التزام ضروري يتعين علي القيام به.
لكني أرغب في وجودك بجانبي.
سأتصل بك بعد انتهائي من التزاماتي حسنا أنهى أصلان المكالمة بنبرة
لطيفة.
أدركت أميرة على الفور أن المتحدثة كانت هالة. رمقت الرجل المقابل لها بنظرة تفحصت فيها تعبير وجهه الرقيق وهو يطمئن هالة بأسلوب يتم عن العاطفة. يبدو أن هالة لم تكن تكذب.
لقد كانت بالفعل شخصية مهمة في حياة أصلان
السيد البشير هل هالة هي حبيبتك سألت أميرة بنظرة ثاقبة.
نحن فقط أصدقاء أجاب أصلان بنبرة منخفضة.
السيد الوسيم عازب. لا يوجد لديه صديقة قال الصغير فجأة.
استدارت أميرة نحو ابنها متسائلة. وكيف علمت بذلك
أخبرني هو بنفسه. قال إنه إذا كنت مستعدة للزواج به فهو أيضا مستعد.
أمي دعينا نكون مرنين أليس كذلك فقط تزوجيه عبر الطفل البالغ من العمر
أربع سنوات عن قلقه العميق تجاه والدته.
أصيبت أميرة بدهشة عميقة. ضيقت عينيها ووجهت نظرة تحذيرية صارمة إلى
الرجل المقابل لها. ماذا قلت الجاسر
ومع ذلك كانت النظرة التي تلقتها معقدة ومحملة بالمعاني.
يمكنك التفكير في العرض قال أصلان بهدوء.
ردت أميرة بحزم لن أقبل.
أحب جاسر كثيرا وأنا على استعداد للاعتناء بكما طوال حياتي نظر إلى الصغير وأدرك أن التردد الذي كان يشعر به في قلبه قد تلاشى تماما. كان يرغب
بصدق في الاعتناء بهما.
لكن لدى أميرة وجهة نظر أخرى. كانت تعلم أن الرجل قال تلك الكلمات دون أن يعنيها حقا. كان يريد فقط رد الجميل وتعويضها عن تضحية والدتها التي أنقذت حياته. وهي تريد أن يدرك هذا الرجل عظم تضحية والدتها وأنها ليست
شيئا يمكن تعويضه بمجرد رد الجميل.
وكانت ما زالت تشعر بالضيق الشديد من حقيقة أن هذا الرجل كان قد خاڼها مع هالة من قبل. لقد قبلته فقط في تلك الليلة لكنها شعرت بالاشمئزاز بعد أن علمت بالعلاقة بين هالة وأصلان. في هذه الحالة ما هي احتمالات أن تتزوجه
لا شيء. أبدا.
لا أحتاج لذلك شكرا لك رفضت أميرة بأدب.
نظر إليها أصلان أيضا وتلاقت نظراتهما واحدة معقدة ومضطربة والأخرى
هادئة وواضحة.
تبادل أصلان النظرات معها عيناها مليئة بالتعقيد والحيرة بينما عيناه هادنتان
وصافيتان.
بعد الغداء غادرت أميرة مسرعة مع ابنها. لم يفوت الصغير فرصة التلويح بيده
وتوديع الرجل. وداغا السيد البشير.
وداغا رد أصلان وهو يلوح للصغير. قررت أميرة أن تأخذ إجازة بعد الظهر لتصطحب ابنها في زيارة إلى المتحف بالمدينة.
كان الوقت قد تأخر عندما انتهوا من
جولتهم في المتحف. اشترت أميرة بعض الأغراض وعادت إلى شقتهم. أرسلت جاسر ليلعب لتتمكن من التركيز في إعداد العشاء. في هذه الأثناء أصدر هاتفها صوت تنبيه الرسالة.
كانت الرسالة من نديم. سأصل بالطائرة الساعة 1000 صباحا غدا.
هل 6 يمكنكما أنت وجاسر أن تأتيا لاستقبالي
فكرت أميرة أنها ستكون في المنزل مع ابنها خلال عطلة نهاية الأسبوع على أي حال فلم لا تلتقي بنديم أرسلت ردها طبعا سنكون في المطار غذا.
بالكاد استطيع الانتظار لرؤيتكما.
سترانا عند عودتك غذا.
انتظرا حتى أصل سأحضر معي بعض الهدايا.
ابتسمت أميرة وهي ترد لا تبالغ في الإنفاق وإلا لن أقبلها.
أخبرت ابنها بالأمر لاحقا تلك الليلة. كان الصغير متحمسا أيضا للقاء نديم الذي
كان يزورهم بانتظام للعب معه أثناء إقامتهم في الخارج تماما كما لو كان عمه
الحقيقي.
الفصل 39 هل اشتقت لي
في فيلا فخمة تقع