الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية امبراطورية الرجال (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم رحاب ابراهيم

انت في الصفحة 9 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


أنتي استعجلتي في احساسك مع واحد لسه عرفاه بقالك كام يوم لأ وكمان قررتي أنه خلاص حبك سيبك من كل ده أنتي مش شايفة اللي أنا فيه يا سما أنا بقالي سنة ونص في الشركة مع يوسف ولحد دلوقتي ما اعتبرنيش أكتر من واحد صاحبه اوعي تفتكري أنهم عشان نزلوا من البرج العالي لحارتنا انهم ممكن يفكروا في واحدة فينا بسهولة أنا مش بصعبها عليكوا والله العظيم لكن مش عايزاكوا تحسوا اللي أنا حساه يمكن يوسف كمان

بيتعامل بطبيعته مع الجميع انما ولاد عمه التلاته مغرورين أنا خاېفة عليكوا منهم جميلة بجدية بالنسبالي ما تقلقيش جاسر ده آخر واحد ممكن افكر حتى ابصله أنا مش بطيق شكله اصلا ده اقصى امنياتي
أني اديله قلم معتبر يعلم على وشك لآخر عمره قالت رضوى وبالنسبالي أنا كمان اطمني يومين كمان وانا ورعد هنحدف بعض بالجزم اكيد
مافيش أي مجال بينا للأحاسيس انتظرت حميدة قول سما الذي اسبلت عيناها وعاد المرح بملامحها الطفولية وقالت سيبوني بقى يا جماعة افرح أنه هيعيش معانا هنا في شارع واحد وهصطبح بوشه الجميل يالهوي يااااني ده ما راحش من بالي طول اليوم حتى وانا بقلي البتنجان شيفاه في الطاسه نظر الفتيات الثلاث لبعضهن بنظرات يأس بالطائرة قفزت الصحوة على غير العادة بذهن للي بعدما نبذها ذلك الرجل الغامض نعم تراه غامض كثيرا منذ أن رأته حتى عندما تشبثت به في نومها لم يليقها بعيدا عنه وبالطبع رأى وجهها وادرك من تكون امن بين الجميع تشبثت بصدره لتسرق بعض الآمان مر الوقت ببطء شديد واحټرقت لرؤيته بشعور مجهول يغزو ثناياها قامت لتذهب للمرحاض بالطائرة اقنعت نفسها أنها تريد ذلك بالفعل وليس من أجل رؤيته وهو يشغر أحد المقاعد الأمامية نهضت وهي ترتب هندامها سريعا ومضت بخطوات مترنحة بعض الشيء من اهتزاز أرض الطائرة وازيزها لم تنظر بإتجاه عندما مضت بجانبه ولكنها شعرت بنظرته الخاطفة مما جعلها ترتبك ايمكن الخجل من طيف أحدهم ظلت بالحمام مدة خمس دقائق تعيد ترتيب زينتها وانتظام خصلات شعرها السوداء الطويلة نظرت للرداء المخملي بلون الكرز الذي ارتدته دون اهتمام ولكنها حمدت اختيارها فقد أظهر لون بشرتها المضيء بنعومة ونثر على منحنيات جسدها تفاصيل مفعمة بالأنوثة احبت أن يراها أنثى فاتنة الجمال لماذا هذا الكم الهائل من المشاعر وجمت لبرهة وهي تنظر لنفسها بالمرآة ثم خرجت وعيناها تسللت رغما عنها لمقعده اللعڼة عليه فقد رمى رأسه للخلف على المقعد وأغمض عيناه اتراه تعمد ذلك أم أنها لا تشغل حيز من تفكيره بالأساس وتصرفه عفوي أرادت بقوة أن يكن الرأي الأول وان يكن تصرفه عمد جلست بمقعدها بضيق واغضبها تجاهله فتح وجيه عيناه وعادت رأسه باستقامة حتى شعر أنها مرت من جانبه وانتهى الأمر لما حفرت هذه الفتاة قاعدة عريضة بعقله وامتلكت مقاليدها لو لم ينهض من جانبها أو ترك عيناه لرؤية وجهها الفاتن لما استطاع أن يبعد نظراته عنها لم تفعل به ٱمرأة مثل هذا الاهتزاز ويقسم أنه رأي الأجمل والأكثر فتنة ولكن بها شيء يطرق على قلبه ربما تلك النبرة التي قالت اسمه بها ذات يوم هي السبب أو ربما اشتاق للحب ولوعته ېكذب من يقل أن الرجال عند الأربعين تهجرهم المشاعر فأن صدق هذا فأنه استثناء اذن ذات يوم بعمره العشرين وعندما شغف حبا بفتاة كانت بدرجة كبيرة من الأنانية فان تلك المشاعر لم تكن عدوانية الأحتلال مثل مشاعر الاجتياح الذي يمر بها الآن إمرأة جعلت ماضيه محمل بالكراهية للمرأة فأصبحت جميع النساء مثلها كان يشغف بها حبا وبعد الحاډث المروع لأشقائه وأصبح كل شيء تحت رعايته واولهم أبناء اشقائه الراحلين اعترضت حبيبته وخيرته أن يرسلهم لمدرسة داخلية للدراسة بعيدا والا ستنهي الخطوبة للأبد ولم تحتمل فكرة أنه أصبح مسؤول عنهم
مسؤولية كاملة فهم صغاره ويحبهم كثيرا لم تفهم ذلك وعندما خيرته أختارهم وهجر كل شيء لأجلهم رمى رأسه مجددا على ظهر المقعد وعندما أغمض عيناه هذه المرة فذهب حقا في سبات عميق بعد فترة بالصباح الباكر خرجت للي من المطار وتعمدت ارتداء نظارتها الشمسية حتى لا يظهر ارتباكها للعيان واجمعت قواها حتى لا تستدير وتبحث عنه فقد تاه وسط الزحام اوقفت سيارة أجرة خارج المطار وذهبت لعنوان الفندق الذي تمكث فيه دائما أثناء العطلات انتظرت وجيه سيارة خاصة بينما خرج بطلة فائقة الهيبة وجوانح معطفه الطويل تهتز على كتفيه وقد ارتدي نظارة شمسية سوداء لأشعة الشمس المباغتة بضوئها الأعين تحدث السائق مع وجيه بلغة اجنبية وأجاب عليه وجيه بمزيج من الأنجليزية والفرنسية استعد الفتيات صباحا فوقفت حميدة أمامهن قائلة قدامنا نص ساعة على ما نوصل يلا بينا قالت سما بضحكة بكرة هوصلكم بعربيتي قالت جميلة بسخرية أنتي قررتي كمان انك هتجيبي عربية اجابت سما بابتسامة عريضة دي عربية آسر خطيبي عربيتي برضو هتفت حميدة صبرني يارب هبط الفتيات على السلم ثم للطريق توجه الرباعي ذو النظارات السميكة بالشارع حتى لمحهم مصيلحي وهو يقف على عتبة ورشته وقال حتى لو اعمى وبتحسس على الحيطان عاجبني يا مغلبني كتمت سما ضحكتها وقالت بهمس شوفتوا الحب يا اغبية اهو شايفها ابو حفيظة ولسه شاري رضوى بضحكة خافته فكري يا جميلة غلبتي الواد قالت حميدة بابتسامة هو أقرع بس بيحبك سومت جميلة نظرة غيظ لحميدة وقالت حتى أنتي يا حميدة قالت سما ولم تستطع كتم ضحكتها يابت ده
دايب دوب ده شعره وقع وهو مستنيكي ههههههه اسرعت جميلة في خطواتها وسبقتهم حتى موقف السيارات بينما تشارك الثلاث فتيات الضحكات الخافته بالمكتب انتهى الشباب من تناول الأفطار بإستثناء يوسف فتساءل رعد بتعجب سبحان
الله يوسف مش جعان نظر يوسف للطعام بعذاب وقال بضيق بفطر مع حميدو اتعودت على كده بتفتح نفسي مش زيكوا جاسر بسخرية وهو يرتشف من كوب القهوة بتفتح نفسك عشان بتشجعك تاكل وتبقى مفجوع اكتر البؤساء آسر بجدية خلصوا عشان البنات زمانهم جايين وعايزين نبدأ شغل كتم رعد ضحكته ونظر لجاسر الذي ابتسم بمكر فقال رعد بسخرية بنات تقصد كتيبة الأعدام اللي اشتغلوا معانا أنت نظرك ضعف ولا مابقتش تشوف بنات ولا ايه حكايتك تنهد جاسر قائلا انتوا كلااااب كان زمان كاريمان دلوقتي قاعدة معايا وسلطان زماني لكن ليييه لازم نشتغل ونتحدي عموووو رد رعد بذات السخرية لأ وانا اللي مكنش عاجبني ولا واحدة من الموديل اللي اشتغلوا معايا وبغبائي كنت بتغر عليهم ولا بعبرهم اشتموني يا جماعة أنا حمااااار دلف الفتيات للمكتب فجأة بينما ضحكت رضوى بملء فمها على كلمة رعد الأخيرة وقالت لحميدة مش أنا قلتلك كده ارتشف جاسر قهوته وبالكاد استطاع أن يكتم ضحكته ابتسم آسر بخفاء ثم مضى الى مكتبه سريعا فذهبت خلفه سما مباشرة نظر يوسف لرعد واڼفجر من الضحك وهو يأخذ احد السندوتشات وقال ههههههههههه معلش رمق رعد رضوى الضاحكة بغيظ شديد وتوعد لها برد الضړبة تجاهلت جميلة النظر الى جاسر بينما خطڤ نظرة ماكرة سريعة اليها ونهض وهو يرتشف من فنجان القهوة ببطء ويرمقها بذات البطء وقال تعالي ورايا زفرت بمقت فها قد بدأ سخافته مجددا ولا عزاء لأعصابها فتح مكتبه لتشهق جميلة من حالة الفوضى الذي الحقت بالمكتب راقبها متلذذا بصډمتها وقال رتبي المكتب ولا هنقعد فيه كده استدارت له بدهشة وهتفت هو أنا الشغالة عقد ساعديه أمام صدره وقال أنتي السكرتيرة لو سمحتي رتبي المكتب مش هنقعد في الژبالة دي بكلمك بهدوء اهو ضيقت عيناها پغضب فهي على يقين أن هذا عن قصد قالت متسائلة هنروح موقع النهاردة قال بتأكيد هتسبقيني على هناك بعد ما تخلصي هقولك تعملي ايه هناك رمقها بتسلية ثم خرج من المكتب وتظاهر بإجراء مكالمة هاتفية بمكتب رعد كانت تكتم ضحكاتها كلما نظرت له تصمت لظقيقة ثم تعود ضاحكة فنهض من مقعده بعصبية وهتف ما تبطلي ضحك بقى هزت رأسها بموافقة ثم ما لبث لعدة ثوان وعادت ضاحكة توجه لمقعدها غاضبا ووقف أمامها هاتفا قومي اوقفي نهضت رضوى وشفتيها ترتعش من كتم ضحكة أخرى وقالت بالكاد عايز ايه جز على اسنانه بحدة ثم قال أنا عارف أنك بتضحكي عليا لو ما بطلتيش ضحك ها اطلقت رضوى ضحكة لم تستطع كتمانها وقالت معتذرة معلش بس أنت كنت راضي عن نفسك أوووووي وأنت بتقول حمار هههههههههه اقنعتني تابعت سيل ضحكاتها وظهرت غمازتيها فنظر اليها لبرهة وجذبه ابتسامتها الجميلة ربما رأها كذلك لأنه ابتسم بالفعل تباعا لضحكاتها فقال مبتسما طب كفاية عشان نبدأ شغل يا ډم خفيف استطاعت بالكاد لجم تلك النوبة من الضحك وعادت رويدا لإتزانها بمكتب آسر نظر آسر لطاولة التصميمات وأشار لسما بجدية قائلا خلصتهم امبارح بعد ما مشيتي تعرفي أنا كنت هقفل التصميم ده وتريقتك بتاعت امبارح خلتني اعيد نظرة عليه تاني وفعلا لقيت فيه غلطة دق الباب فهتف آسر بصوت رجولي بالدخول فابتسمت سما بخجل لأنه لا يستعمل هذه الحدة معها دلف رجل في الستين من عمره وبيده صينية عليها كوب من العصير وفنجان قهوة فامره آسر قائلا شكرا يا عم مرزوق سيبهم على المكتب فعل الرجل ذلك وخرج سريعا فقال آسر طلبتلك عصير فريش وانا قهوة هيبقى روتين كل يوم الصبح اما بقية اليوم زي ما تحبي ابتسمت سما بخجل وتساءلت اشمعنى أنا عصير وأنت قهوة رمقها بنظرة بها لافته من المرح وأجاب وهو ينظر للتصميم عشان ما تتعبيش ويغمى عليكي نظرت سما بخبث وتمتمت ده أنت عيون القلب اشتغلت وسهرتك يا روحي بقى اشطة عليكي يا سمكة صمم يوسف بتناول الأفطار قبل أي شيء فقالت حميدة بتعجب أنت مش لسه فاطر مع ولاد عمك هز رأسه نفيا وهو يأكل قطعة من السندوتش بيده وقال لأ ما فطرتش معاهم استنيتك عشان افطر معاك يا صاحبي مش بعرف اكل ولا بعرف اشتغل غير معاك اقسم بالله انتيمي أوي اجفلت حميدة من كلماته لأول مرة تبتسم وتشعر بالسعادة من حديثه تأملته بمحبة ثم وضعت طعامها أمامه وقالت افطر لحد ما تشبع وانا هستناك لحد ما تخلص قال بتذمر كلي معايا اومال انا استنيتك ليه أخذت حميدة سندوتش وبدأت تأكله بشهية وبوادر أمل لأول مرة تتسلل بقلبها
ايمكن أن ينتهي انتظارها الى مرحلة أخرى تتمناها انتهت جميلة من تنظيف المكتب وهي تتمتم بالشتائم حتى دلف جاسر للمكتب بابتسامة شامته وقال تمام اسبقيني بقى على الموقع بتاع امبارح واقفي مع العمال وقفت جميلة
وهي تجفف حبيبات العرق من جبينها بمنديل ورقي وقالت بحدة اقف مع العمال اهبب ايه ابتسم ابتسامة عريضة من ڠضبها وقال عايز تفاصيل عن كل اللي هيوصل للموقع من مواد بنا والعدد طبعا ماتنسيش حتى شكاير الأسمنت عديهملي نظرت له نظرة مطولة ولاحظت أنه راقه ڠضبها وعصبيتها فقالت ياريت تفضل هنا وخليني هناك هعرف اتعامل معاهم احسن منك قال ليستفزها أكثر ما عشان أنك لا تنتسبي للنساء بصلة ببعتك وأنا مرتاح يلا بلاش تأخير أخذت جميلة نفسا عميقا حتى لا تطيع ڠضبها وتطيح به فأخذت حقيبتها وخرجت من المكتب دون أن تنظر له رمقها بنظرة مستهزئه وقال ولسه دق هاتفه فأخذه من جيبه مجيبا وحشتيني قالت توتو بغنج عبر الهاتف وأنت اكتر يا بيبي معلش هتأخر شوية زفر جاسر بغيظ وقال براحتك اطلقت توتو ضحكة مدللة وقالت لما أرجع هعوضك أنت عارف أني بعرف انسيك الزعل ابتسم بمكر وأجاب حاولي تيجي بأسرع وقت محتاجلك أوي أجابت بتعجب أول مرة تقولي أنك محتاجلي اومال كلمت كاريمان ليه يا خاېن قالت ذلك بعصبية فاجاب عليها بضحكة لا دي تسالي بس لحد ما ترجعي أنت الأصل قالت توتو بغرور خلاص سامحتك اسيبك بقى تيك كير اغلق جاسر الهاتف مبتسما وقال مكالمة كحتت الجفاف بتاع بسيوني اللي بيشتغل معايا أنثى البطيخ  
الفصلالسابع صل على النبي ٣مرات استغفروا الله ٣مرات ذهبت جميلة للموقع وببادئ الأمر كانت غاضبة ولكن هدأت أعصابها أثناء الطريق خرجت من الميكروباص الشعبي بالقرب من مكان المبنى المراد معاينته نظرت له جيدا لتجد أن الهدوء يحيط بالمكان بعكس الأمس لا يبدو أنه يوجد أحدا هنا ولكن لا تستطيع الذهاب قبل أن تتأكد فربما أخذ العمال استراحة قصيرة بأحد الطوابق وسيعودون للعمل مرة أخرى عاينت بنظرة سريعة المكان حولها وتذكرت أنه اعلمها بذكر كل ما يخص مواد البناء فقررت أن تلقي نظرة على الطوابق العلوية مضت خطواتها للدرج الخرساني حتى صعدت درجة بعد الأخرى الهدوء حولها يبدو مقلق بعض الشيء ولكنها لم تضع اهتمام كبير لهذا الأمر وقفت عند الطابق الأول علوي وتفحصت بنظرة شاملة كل الزوايا أدوات صغيرة خاصة بالبناء مترامية هنا وهناك وبرميل من البلاستيك الثقيل ممتلئ بالماء المعكر بأحد الزوايا وبعض شكائر الأسمنت الفارغة التي يظهر أن العمال استخدموها للجلوس بينما اعقاب السچائر المحترقة تعبأ الأرض لا يوجد غير ذلك رفعت جميلة حاجبيها بتعجب ثم توجهت للطابق الثاني من المبنى القائم على خمس طوابق لم يتغير الطابق الثاني عن الأول وظلت تصعد طابق بعد الآخر حتى وقفت بالطابق الآخير بالأعلى هناك بعض الأختلاف بالأمر فيوجد اكداس من الشكائر المعبأة بأشياء غريبة وصناديق خشبية لم تعرف لما أخذها الفضول لرؤية ما بهذه الشكائر فاقتربت خطوات اليها حتى صاح صوت أحد العمال بخشونة وعصبية أنتي مين وبتعملي ايه هنا استدارت پذعر فقد سبب صوته صدى بالمكان الخالي حولها مما جعل الرهبة تشمل سمعها ابتلعت ريقها واخبرته بهويتها فرمقها الرجل بتمعن للحظات ثم قال في إجازة النهاردة استاذ جاسر عارف كده من امبارح يبقى أزاي بعتك قطبت جميلة حاجبيها بدهشة فإذا كان على علم إذن ٱرسالها الى هنا بقصد إثارة ڠضبها عندما تعلم أضاف الرجل بحدة اللي بيشتغلوا هنا رجالة وانتي مش مهندسة عشان يخافوا منك لما تيجي تاني
 

10 

انت في الصفحة 9 من 58 صفحات