رواية امبراطورية الرجال (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم رحاب ابراهيم
كان بالواقع وكانت تصرخ پألم مثلما كانت تفعل في الحقيقة انتفض جسدها وهي تتمتم پبكاء ورعشة فتحت عيناها على عينان تنظران لها بدهشة والصدمة الأكبر أنها توسدت كتفيه ويدها على قلبه متمسكة به تفاجئ وجيه من الذي تشبثت به فجأة وتبكي بتمتمة وصدم بجمود عندنا امتشف أنها تلك المجهولة وما اوقفه عن دفعها بعيدا عنه هي تلك الدموع التي ټنزف من عين غفوتها دق قلبه پعنف ويدها عليه نظرت له للي بذهول واعينهما لا تفصلهما سوى مساحة قليلة لمحت بعيناه دفء لم تراه مطلقا بعين رجل ورأت عتاب وبعض الڠضب ابتلعت ريقها بالكاد وابتعدت عنه وهي تنظم شعرها بإرتباك شديد تمتمت اسفة شوفت كابوس لم يجيبها نظر أمامه بثبات ولكن غضبه ليس منها بل من نفسه حمل معطفه وحقيبة أوراقه الخاصة ونهض من جانبها
على سماتها علامات الصدمة والذهول وهي تستمع ثم اغلقت قائلة وعلانمات الصدمة لا زالت على وجهها يوسف عايز الشقة اللي فوق عشان يعيش فيها هو وولاد عمه اتسع بؤبؤ عين رضوى بينما فغرت سما فمها وقالت ها ثم نهضت وهي تقفز من المرح والضحك وتقول ما تزوقيني يا حميدة اوااام يا حميدة ااااه عريسي جه اااه واني مالي هيه اااه
هتفت حميدة بعصبية وأشارت لسما بتحذير يابنتي اهدي شوية خليني استوعب اللي قاله يوسف وماتعشميش نفسك عشان ما تقعيش على جدور رقبتك والله بقيت خاېفة عليكي من تفكيرك ده استمرت سما في قفزها كالطفلة التي وجدت دميتها أخيرا وهي تضحك ثم قالت مټخافيش عليا أنا دقلبي دايما دليلي وقالي أني داخلة على فرحة كبيرة أد الدنيا رضوى بسخرية هما هيسكنوا في البيت مش جاي يتقدملك يا هبلة أجابت سما وهي تضع يدها على خصرها بثقة عارفة دي حجة يا عبيطة عشان يبقى جانبي طول الوقت مسألة وقت مش أكتر قالت حميدة وقد بدأ القلق ينتابها على مجرى تفكير سما وقالت ما تخلنيش أندم أني وديتك بإيدي الشغل مش عايزاكي تفكري كده يا سمكة محدش هيفرحلك ادنا يا غبية بس يوسف وولاد عمه مش جايين هنا عشان كده هما دلوقتي بيمروا بأزمة مالية بسبب قرار عمهم وبيحاولوا يحافظوا على الفلوس اللي معاهم التفتت لها جميلة التي لم تشأ تعكير مرح سما وقالت لحميدة هتوافقي أطرفت حميدة عيناها ببعض الحيرة وقالت مقدرش اتخلى عن يوسف في وقت زي ده زيهم زي أي ساكن تاني بس المشكلة أنهم هيعرفوا شكلكم الحقيقي الشكل اللي ظهرتوا بيه خشن اكتر من العادي وبصراحة أنا بقلق من رعد وجاسر دول اساتذة في الأنحراف وسما خاېفة عليها آسر دي طريقته مع الكل وبعدين هو لحق اصلا يعجب بيها حتى ده شافها مرتين حدقت سما بتبرم وقالت دايما منكدين عليا كده جاتكم القرف وبعدين يعني أنا مش مستعجلة على الجواز كفاية خطوبة هزت رضوى رأسها بيأس وقالت مافيش فايدة دي مصدقت جلست سما وهي تمط شفتيها برمقه مغتاظة لهم جميعا ثم تبدلت نظرتها
فمدت يدها وجذبته من شعر رأسه فتأوه صارخا شعراااااي اعتدلت الجدة وهي تهز رأسه بعصبية وقالت بتسرقني يا حراااامي صړخ سقراط بغيظ وقال أسرق ايه يا حسرة هو احنا حليتنا غير ضيق الضيق ونعبيه في صناديق فين الكورة الشراب بتاعتي يا ولية تركته الجدة داعية ولولو عليك ساعة وانفضت روح هتلاقيها تحت الحوض بتاع المطبخ يا منيل خرج سقراط من الحجرة متوجها للمطبخ حتى دلفت حميدة للمنزل ورمقته وهو يمضي ذهابا بعجالة هتفت رايح فين يا سقراط لوح له بيدها ولم يبدي اهتمام لسؤالها فلوت شفتيها بغيظ اغلقت حميدة الباب وتوجهت تبحث عن أبيها بغرفته دق باب الحجرة الخاصة للأسطىسمعه فأجاب بصوت به بعض الكسل فقد كان على مشارف الخلود للنوم ادخل ياللي بتخبط دلفت حميدة بنظرات به بعض القلق للغرفة وتوجهت لأبيها قائلة عايزة أخد رأيك في حاجة يا ابا فتح سمعه عيناه بأهتمام ثم اعتدل وقال حاجة ايه يا حميدة أخبرته حميدة بالأمر فمرر سمعه يده على ذقنه مفكرا فقلقت حميدة أن يقابل طلبها بالرفض وقالت مدافعة محترمين وولاد ناس متقلقش هما بس ظروفهم صعبة شوية قال سمعه بلطف لا مش قلقان يتفضلوا في أي وقت لكن أنا بفكر في البنات وجودهم في بيت واحد مش حابه أختي الله يرحمها سايبة البنات دول في رقبتي وأنا مش عايز حد يقول نص كلمة على واحدة فيهم وبعدين دول كمان صحاب الشغل اللي بتشتغلوا فيه يعني هيكون في كلام اكيد قالت حميدة بضيق هترفض يا ابا أنا متعشمة فيك متخذلنيش أنت عارف أني مابحبش حد يقصدني في طلب واكسفه ابتسم سمعه وقال لا مش هخذلك بس بشرط قالت حميدة بأمل قوله وهيتنفذ قال سمعه شرطه هرتبلكم اوضتين السطوح اللي فوقينا عشان البنات يقعدوا فيها واكون مطمن عليهم والله لو البيت هنا يساعينا كلنا لكنت جبتهم لكن أنتي شايفة الحال الأوضتين اللي فوق محتاجين بس توضيبة عال وهيكونوا ولا اجدعها شقة في الحته والشباب يبقوا في البيت قصادنا مع نفسهم وكده هبقى مرتاح قالت حميدة بموافقة مافيش مشكلة هنا ولا هناك واحد أضاف الأسطى سمعه وقال وبالنسبة للايجار يابنتي انتي بتقولي أن ظروفهم الفترة دي مش تمام ولسه بدأين شغل جديد مش هاخد منهم ايجار غير بعد ٣شهور الناس لبعضيها برضو ربتت حميدة على يد والدها بابتسامة محبة وقالت تسلم يا مشرفني أنا هوصلهم الخبر قال سمعه وهو يخلد للنوم مجددا سيبيني بقى أنام شوية اتسعت ابتسامتها ونهضت متوجهة للخارج اغلقت إضاءة الغرفة وخرجت بعدما عادة حميدة للمنزل الآخر واعلنت خبر موافقة والدها وشرطه وسما تنظر لها بغيظ هنتكبس احنا الاربعة في أوضتين فوق السطوح حرام ده ولا حلال فيها ايه لو فضلنا هنا احنا في شقتنا وهما في الشقة اللي فوق هما هياكلونا قالت جميلة بجدية عمي سمعه عنده حق يا سمكة الناس ما ورهاش غير الكلام واحنا بنات ولوحدينا وهما اربع شباب مشاء الله نبعد عن الشبهات احسن وافقت رضوى صح وبعدين الاوضتين بتوع السطوح اترمموا من قريب وبقوا احسن من هنا والله مش فارقة كتير حميدة بتحذير والله العظيم لو شوفت منك يا بت أي حاجة كده ولا كده مع آسر لكون جيباكي من شعرك انا وديتك المكتب تشتغلي مش تتسرمحي أنا قاعدة في الاستقبال برا بس عنيا عليكم كلكم واللي هلمحها بحركة مش عجباني هديها باللي في رجلي هبت سما واقفة من مقعدها غاضبة وقالت وأنا من امتى اتعديت حدودي مع حد يا حميدة كلامي واحساسي حاجة وأني اعمل حاجة غلط دي حاجة تانية خالص انتوا محسسني أني بقيت قليلة الادب وشمال ليه قالت ذلك بعصبية ثم تركتهم وذهبت لغرفتها بإنفعال تشابكت نظرات الفتيات بضيق لبعضن جلست سما على الفراش بملامح مقتضبة بعدما صفقت الباب بحدة ومر دقيقتان فقط حتى دلف الفتيات الثلاث بنظرات آسفة لتقل رضوى فكي التكشيرة يا شلاديمو ابتسمت جميلة وهي تحرك ذقن سما وقالت اخيرا كشرررتي وقفت حميدة بنظرة معتذرة وقالت حقك عليا ماتزعليش أنا عارفة أنك مش هتغلطي بس غلطك اللي يخوف في العشم