رواية جواز اضطراري( كاملة كل الفصول) بقلم هدير محمود
على الرغم أنها ترتدي ما يغطي جسدها لكنها أكثر جمالا من لو كانت ترتدي قميص نوم وكانت قد فردت شعرها ف هي لا تحب أن تنام به مربوط كان أدهم مسلوب الإرادة لا يستطيع إلا أن ينظر إليها و ظل ينفخ بضيق ويتقلب يمينا ويسارا وأخيرا أعتدل في جلسته وكانت مريم لم تنم بعد فاعتدلت هي الآخرى وسألته ببراءه
مالك يا أدهم مش جايلك نوم ولا أيه
لم تكن مريم تفهم ما يعنيه أدهم وما علاقة عدم نومه بالبيجامة التي ترتديها فأنطلقت تتسائل بعفوية
ومال البيجامة ومال نومك وبعدين أنتا بتتعصب عليا
ليه
أووووف ممكن تسكتي بقا وتبطلي أسئلة وتنامي وملكيش دعوة بيا متهيألي أنك عارفة الاتفاق كويس ف متحاوليش تجري معايا ناعم وتتكلمي معايا لأني مش عايز أتكلم معاكي أصلا ممكن
بطلي عياط وردي عليا ممكن
قالت بصوت باكي كالأطفال ممكن ..تصبح على خير
لم يجيبها كان يعلم أنها لم تتوقف عن البكاء وتحاول أن تكتم صوتها حتى لا يسمعها لكنه كان يشعر بشهقاتها التي تحاول عدم اظهارها وأيضا حركة جسدها ظلا هكذا حتى سمع صوت أذان الفجر وعلم أنها لم تنم بعد فوجد الحجة التي يحدثها من أجلها ف لابد أن يعتذر لها عن الطريقة التي تحدث بها معها ف هي حتما لم تقصد الشعور الذي يعانيه وحتى لم تفهم كلامه ف ذهب إليها ونادي عليها ب صوت هادىء
أجابته وهي تشهق بالبكاء ملكش دعوة بيا مش أنتا مش بتكلمني ومخاصمني وكمان بتزعقلي وتتعصب عليا خلاص سيبني بقا
هو أنا ماسك فيكي أيه سيبني بقا ديه وبعدين أيه مخاصمني بتتكلمي زي العيال والله مش عارف أنا دكتورة أيه متنشفي كده
ما كفاية أنتا ناشف خليك ف حالك وسيبني بقا
أدهم بجديةطيب ممكن تتعدلي خلينا نتكلم
لو سمحتي يا مريم
اعتدلت مريم في جلستها عايز أيه هتكمل تهزيق فيا ولا أيه
أنا آسف وبعدين أنا مغلطتش فيكي ولا حاجه أنا كنت بفكرك بالاتفاق بس
ماشي وأديني افتكرته وسكت أنتا بقا جاي تكلمني ليه
عشان حسيت إني زعلتك ومتهونيش عليا تنامي معيطة كده
ضحكت بسخريه قائلة أصلها أول مرة يعني
أمال مين هتقولي أنا هو أنا عملت أيه أصلا
مش أنتي.. البيجامة الزفت ديه هي اللي عملت ونرفزتني
مش فاهمة أيه اللي ينرفزك من البيجامة ..أاااه قصدك يعني عشان سيف شافني بيها المرة اللي فاتت
ضړب أدهم مقدمة رأسه بيده قائلا ليه فكرتيني بس أهوه كده نرفزتيني أكتر يعني سيف شافك كده بمنظرك ده بأم البيجامة ديه هتخليني أقوم أضربه والله
نص كم ومحترمة ثم قال لفظ اعتراض ده لو كنتي من غيرها كان أرحم
لأ والله ليه يعني
أصلك مش راجل مش هتفهمي البيجامة ديه عملت فيا أيه
قالت بسذاجة ليه هو أنتا اللي لابسها
والنبي بلاش غباوة يا مريم ..ومتكشريش مهو بصراحة يا أما أنتي غبية يا أما بتستغبي وتستعبطي عليا
أدهم ..أووف
مريم وقد أدركت أخيرا ما يقصده أدهم ف توردت وجنتيها خجلا ثم قالت
أنتا قليل الأدب.. يعني أنا نايمة ومتطمنة أنك مش هتبص عليا وأنتا أتاريك زي كل الرجالة قاعد تبحلق فيا أنا كده هخاف منك
ضحك أدهم ضحكته الرجولية التي تأسرها بصوت حاول ألا يكون عالي ثم قال
أنتي عبيطة يا مريم هو أنتي نايمة في الشارع ولا أنا شاقطك ده أنتي مراتي على فكرة
أهوه مرة تقول اختي ومرة تقول مراتي متستقر عل حاجة
قال أدهم بخبث لأ أختي أيه دلوقتي بالبيجامة ديه أنا أصلا معنديش أخوات بنات بصي خليها مراتي النهارده وبكره ترجعي أختي تاني
مريم بخجل ودهشة من حديثه أدهم أتلم في أيه
أدهم بإبتسامة نفسي أتلم والله بس مش عارف
ولكن سمع صوت طرقات سيف على الباب فابتعد عنها وتنهد بعمق قائلا بخفوت يلعن أبو شكلك يا أخي دايما بتيجي ف أوقات زفت
كان سيف يطرق على الباب ويهتف بأسمه
أدهم..أدهم
أجابه أدهم محاولا تهدئة نفسه نعم يا سيف دينا تعبانة ولا حاجة
لأ دينا نايمة بس أنا جيت أصحيك عشان صلاة الفجر أيه مش هتصلي ولا أيه
مش هصلي ليه لأ هصلي بس كنت بصحي مريم عشان تصلي هي كمان ربنا يكرمك يا سيف ويجازيك خير ويردلك اللي بتعمله
طب يلا
ضحكت مريم كثيرا ..ف نظر لها أدهم قائلا
ششششش سيف بره يسمعك ..
وقال في نفسه هامسا منك لله يا سيف حبكت يعني تيجي دلوقتي يلا الحمد لله كويس أنه جه مكنتش هقدر أمسك نفسي عنها ثم نظر لها قائلا
يلا يا أختي البسي الأسدال خلينا نخرج نتوضا ونصلي وننام
قالت وهي مازلت تضحك حاضر
هي جايه عليكي بالضحك يلا أدينا هنرجع تاني متخاصمين
أحسن بردو ثم طلعت لسانها له كالأطفال
البارت
توضأ سيف وأدهم ومريم وصلى ثلاثتهم الفجر في جماعة وكان أدهم بالطبع الإمام وبعدما أنهوا صلاتهم توجه ل صديقه يطلب منه غطاء ل زوجته
سيف معلش ممكن بس تجيب غطا ل مريم
سيف متعجبا غطا! هو الجو ساقعه ولا أيه
لأ بس هي بتحب تتغطى
حاضر..
دخل سيف غرفته وخرج عائدا بغطاء ثم أعطاه لأدهم وما أن دخل الغرفة حتى وجدها نائمة مولية وجهها ناحيته ففرد عليها الغطاء قائلا
الغطا ده ميتشلش لحد الصبح فاهمة وإلا أنا مش مسئول عن اللي هيحصل
دثرت مريم نفسها جيدا من رأسها حتى أخمص قدميها نظر لها أدهم ضاحكا ثم مد يده إلى الغطاء وأزاحه عن وجهها قائلا
ههههههه مش للدرجادي يعني مالك فجأة قلبتي سلحفاة وډخلتي بيات شتوي مفيش مشكلة أن وشك يبان
ردت مريم بابتسامة قائلة ماشي
نام أدهم على سريره ثم نظر إليها باسما لكنه فجأة تذكر حديث مروان له ظل عقله منشغلا هل حقا نالها مروان في ذاك اليوم هل حتى رآها كما اخبره شعر وكأن نيران الغيرة تتأجج في صدره ف أغمض عينيه بعد أن نظر لها نظرة أخيرة ثم أعطاها ظهره لينام على الجانب الآخر محاولا ألا يفكر فيما حدث .....
وفي الصباح بينما كان الجميع مستغرق في النوم سمع أدهم صوت طرقات على باب الغرفة استيقظت مريم فزعة كعادتها إذا سمعت صوت عالي أو
صوت بكاء
أجاب أدهم على سيف
خير يا سيف في أيه
دينا تعبانه يا أدهم تعالى شوفها بسرعة
طب ثواني وهجيلك ..ثم توجه ل مريم التي كانت مازلت تجلس على طرف السرير فزعة أمسك بيديها ودلكهم بلطف قائلا
مټخافيش يا مريم ده سيف أهدي أنا جنبك أهوه مفيش حاجة
بدأت مريم في الارتخاء والهدوء تستمد الطمأنينه من حبيبها الموجود بجوارها ثم نظرت له قائلة أنا تمام.. يلا عشان نشوف دينا
ماشي البسي الأسدال بسرعة وأنا هلبس التيشيرت ونخرج
وما هي إلا لحظات وخرجا من غرفة الأطفال متوجهين إلى غرفة نوم دينا وسيف
كشف أدهم مرة آخرى على دينا وطمأن سيف لكنه أخبره أنه مع هذا الڼزف مرة آخرى لا يعتقد أن الحمل مازال باقيا وعليه أن يكررالتحليل مرة آخرى وبالفعل أعاد تحليل الحمل الرقمي ووجد أن نسبه هرمون الحمل انخفضت وقاربت من النسبة الطبيعيةوهذا يعني أن الحمل لم يعد موجود عاد إلى منزل سيف وأخبره بالنتيجة وطلب منه أن يتحدث ل دينا ويكن إلى جوارها وكتب لها أدوية تساعد على تنضيف الرحم تلقائيا وأخبره أن سيقوم ب عمل سونار لها ليتأكد أنها لا تحتاج ل عملية كحت للتخلص من آثار الحمل المجهض
كان أدهم ومريم قد عادا لبيتهما في اليوم التالي وأستأنفا عملهما مع زيارات يومية ل سيف ودينا ..كان أدهم حريص أن يعود لصمته معها مرة آخرى حتى وإن أصبح هناك حديث بينهما أكثر من ذي قبل لكن علاقتهما لم تعد كما كانت قبل اليوم الذي كانا فيه مع مروان ..
أما دينا ف كانت تشعر بحزن شديد من فقدها لحملها الذي خسرته حتى قبل أن تعلم به كان سيف دائما بجوارها يحاول مساعدتها للخروج من تلك الحالة النفسية السيئة وهذا بالطبع بمساعدة أدهم ومريم وبالفعل بعد حوالي شهر عادت دينا لطبيعتها مرحة متفائلة ....
أما خالد ونور ف منذ تلك الليلة التي تشاجر فيها مع طليقها ومشاعره تجاهها تزداد كل يوم أكثر بدأ يرى فيها أشياءا كان لا يراها من قبل وبدأت هي تشعر بتغير مشاعره تجاهها وبدأت تحس بأن هناك شيئا جديدا ولد بداخلها من ناحيته حتى جاء هذا اليوم التي كانت فيه مسئولة عن حالة مريض تتابعها وكان أحد أقارب هذا المړيض يتشاجر معها بشأنه كان خالد يقف على مسافة منهما لكن ما إن سمع صوت الرجل يعلونظر إلى نور وجدها خائڤة منه توجه نحوها على الفور ثم ناداها قائلا
نور ..في أيه ثم نظر للرجل قائلا حضرتك بتزعقلها ليه أحنا في مستشفى وكده مينفعش
أجابه
الرجل وأنتا مالك
أيه اللي وأنا مالي ديه دكتورة زميلتي وحضرتك بتتخانق معاها لو عندك مشكلة قولي وأنا هتصرف لكن مش من حقك تتكلم معاها كده
أيوه عندي مشكلة الدكتورة ديه
مش شايفة شغلها صح والعملية اللي عملتها لأخويا غلط والعلاج كمان غلط
خالد متسائلا غلط أزاي يعني ! هو حضرتك دكتور
لأ بس أخويا تعبان والعلاج ده بيتعبه أكتر ده كان أحسن من كده قبل ما يدخل العمليات
قالت نور غلط أيه أنا عارفة أنا بعمل أيه كويس ثم .....
قاطعها خالد قائلا بعد أذنك يا دكتورة نور سيبيني أنا اتكلم مع الأستاذ
وحضرتك تتكلم معايا بتاع أيه هي الدكتورة المسئولة
نظرت نور ل خالد
وكانت على وشك الحديث لكنه أوقفها بأشارة من يده ثم قال
بعد أذنك يا دكتورة أتفضلي حضرتك كملي مرور على باقي الحالات وأنا هحل الموضوع مع الأستاذ وهفهمه
انصرفت نور وتركت خالد واقفا مع الرجل وبعد حوالي نصف ساعة بينما كانت تجلس في مكتبها وجدته قادما إليها ف نظرت إليه قائلة
ممكن أفهم بقا يا دكتور ليه قولتله أنك المسئول عن الحالة وده محصلش
عشان مش هينفع تقفي تتكلمي مع راجل بالشكل ده وهو يقعد يتخانق معاكي وأنا واقف أتفرج
بس أنا مغلطتش ف علاجي وعارفة كويس أنا بعمل أيه
عارف ..بس هو ميعرفش أن ده من الآثار الجانبية للعملية وممكن تهدي شوية أنا ...ثم قالها بتردد أنا كنت خاېف عليكي
ارتبكت نور من أثر جملته الأخيرة تلك ثم قالت بعصبية يعني أيه كنت خاېف عليا وخاېف عليا ليه وبتاع
ايه
كان خالد يعلم جيدا أن نور حينما ترتبك تحدف