رواية لهيب الروح (كاملة جميع الفصول)" بقلم هدير دودو "
لتخرج جميع مشاعرها السلبية المتواجدة بداخلها بسببه تريد الإبتعاد عنه تماما لكنها لم تستطع البوح عما بداخلها لأحد..
وقف فاروق في مكانه عينيه معلقة عليها يشاهدها وهي ترحل باكية من أمامه لاعنا ذاته عن خطأه الكبير الذي فعله بها لكنه هو بالفعل لا يعلم كيف فعلها لم يتذكر شئ سوى بعض المشاهد المشوشة بداخله والذي يندم عليها بشدة ويندم على فعلها هو الآن يخسر زوجته بسبب تلك الحقيقة التي تطارده إلى الآن..
ذهب فاروق منزل شقيقه تفاجأ بمديحة تقف امامه بملابس قصيرة ابتلع ريقه بتوتر وغمغم متسائلا بتوتر
ه... هو فين حسن عاوز اتكلم معاه.
ضحكت بطريقة مقززة مرتفعة
هو مش موجود أنا بس اللي موجودة منفعكش.
حاول أن يبتعد عنها قليلا مغمغما بتوتر
جلس بارتباك فوق الأريكة محاولا تهدئة ذاته من هيئتها أمامه المربكة لكنها باغتته باقترابها وجراءتها التي ازدادت
وأنت بقى ايه اللي مزعلك كدة.
كانت تقترب منه أكثر تمرر أصابعها بين خصلات شعره لا يعلم ماذا به وما الذي يشعر به الآن لماذا لم يقوى على ابتعادها عنه لأول مرة يشعر بالضعف تجاهها هو لا يريدها لكنه لا يعلم ما به كيف تسحبه هكذا نحوها أجابها بلهجة ضعيفة تزداد توتر
ارتفعت صوت ضحكتها ترن
لا هو مش موجود أنا اللي موجودة ودة من حظك عشان أعرف ادلعك واطلعك من النكد اللي جليلة عملته.
ظل كما هو لم يتجاوب معها في البداية يتطلع بذهول ولازال لم يستوعب شئ مما يحدث معه وظلت هي مستمرة في محاولاتها حتى شعرت بنجاح ما تريده وهي ترى الأمور تسير كما خططت لها عندما رأته
ه... هو إيه اللي حصل إيه اللي حصل وازاي عملت كدة
لا يعلم ماذا يتحدث ولا يجد ما يقوله ليشرح فعلته هو لازال تحت تأثير صډمته من تلك الفعلة التي فعلها دون إدراك منه وجدها تضحك بابتسامة سعيدة وأجابته بدلال وهي تتطلع بلا مبالاه كأن لم يحدث شئ
اقتربت منه ملقية ذاتها داخل أحضانه لكنه دفعها مسرعا نحو الخلف وغمغم بخشونة جادة
اللي حصل دة كان غلط... غلط مينفعش يحصل من الأول مكنش ينفع.
وقفت أمامه كما هي تطالعه ببرود وتمتمت بسعادة خبيثة
فاروق اللي حصل دة عادي مفيش حاجة مستاهلة اللي بنعمله دة مش غلط ولا حاجة.
لا مش عادي دة غلط مش عارف ازاي عملت كدة بمراتي وأخويا وفي الاخر مش غلط ازاي انتي واعية للي بتقوليه دة جنان.
دفعها بقوة إلى الخلف وهو لازال يشعر بالدهشة من مما فعله يريد قتل ذاته على ذلك الخطأ الأحمق لكن لا يعلم كيف سيفعلها وقفت مديحة تتطلع أمامها بسعادة مبتسمة لأول مرة تنعم باقترابها منه كما تتمنى تتذكر أحداث ليلتها معه بفرحة...
على عكس فاروق الذي لا يريدها بالفعل لا يصدق كيف خان شقيقه وفعل هكذا هو يحب زوجته كيف ضعف أمام محاولاتها كل ذلك لا يعلمه لكنه يعلم أنه أخطأ ولم يستطع منع ذاته من الإبتعاد عنها مبتسمة بسعادة لتحقيق ما تريده وهي دوما ترى أن وجودها معه هو الجزء الأربح والأقرب لتحقيق جميع مخططاتها لكن الذي لم يكن في حسبانها هو حملها الذي تم بعد تلك الليلة وتأكده هو أن عصام ابنه ليس ابن شقيقه ظلت هي مستغلة ذلك الأمر لتجعله ينفذ ما تريده عنوة عن الجميع لتحقق أطماعها الشيطانية السامة..
فاق من شروده في تلك الليلة التي كانت بداية اللعڼة في تغيير حياته يندم على فعلته بضراوة هو حقا لا يريدها لا يريد سوى زوجته جليلة التي يحبها بصدق لكنها الآن ابتعدت عنه بسبب تلك الغلطة التي تطارده لعڼتها إلى الآن..
لكنه لم يصمت
ويدعها وتذهب من المنزل سيفعل لها ما تريد دون تردد الذي كان ېخاف منه قد حدث فلما سيصمت من الآن سيجعل مديحة تترك المنزل وينفذ طلبات زوجته من الآن حتى تبقى معه سيحاول معها لتغفر له عن خطأه لكن كيف ستفعلها هو قد تسبب في خطأ كبير لا أحد يفعله! يريد أن بثبت لها أنه يحبها هو حقا يحبها لم يحب سواها لكنها كيف ستصدقه بعد كل الذي علمته..
هي رأت وجهه المظلم الذي لم تتخيله رأت قسۏة داخل قلبه لا تعلم من أين آتى بها هو أخفى عنها تلك السنوات حقيقة مظلمة قلبت حياتها بأكملها جعلت تراه بصورة أخرى يستحقها..
توجه نحو غرفة مديحة بخطوات واسعة غاضبة ولج الغرفة بوجه مكهفر فرمقته بتعجب وتمتمت بعدم رضا ودهشة
في ايه يا فاروق مالك داخل كدة ليه هو حصل حاجة تاني.
كان يرمقها پغضب شديد هي المتسببة في كل ما حدث لكنه لم يستطع أن يقول ذلك لأنه اشترك معها في الخطأ كانت نظراته حادة ملتهبة بنيران متوهجة يملأها الڠضب وغمغم بلهجة مشددة حادة
مفيش حاجة بس أنا شايف أن كفاية قعاد هنا في البيت لحد كده دة بيت جليلة.
طالعته بذهول متعجبة حديثه وتحوله معها المباغت الذي لم تتوقعه لا تعلم لماذا جليلة لم تذهب إلى الآن هي توقعت ذهابها توقعت أن ترحل من المنزل وتترك لها فاروق تعتني به هي وتستطع تحقيق أطماعها الماكرة من خلاله لكنها لا تعلم لماذا لم يحدث ما توقعته هو الآن يطلب منها الرحيل هي من ترحل ليس جليلة أجابته بضيق حاد تبادله نظراته بخبث شيطاني يشبهها
هو ايه اللي امشي دي في ايه يا فاروق من بعد ما عصام ابننا ماټ وأنا اتفقت أن اقعد هنا وخلاص ولا عاوزني اقعد أنا وأروى لوحدينا.
صاح بها بحدة شاعرا بلا مبالاه من حديثها الذي أصبح لم يعنيه من بعد معرفة زوجته بالحقيقة وغمغم بعصبية غاضبة مشددا فوق حديثه
لا بقولك ايه الشغل دة كان زمان أنتي مع وجود عصام بردو كنتي لوحدك هو الواد دة كان بيرجع البيت اصلا أنتي هتضحكي عليا دة مكنش بيرجع غير عشان رنيم لما يجيله مزاجه ېموت فيها شوية يعني أنتي اصلا قاعدة انتي وأروى لوحدك.
وقفت تحت تأثير الصدمة من حديثه معها بعد تحوله المباغت محاولة استخدام طريقتها وتمتمت بنبرة ټهديد واضحة مبتسمة بمكر
كويس أنك عارف عصام كان عاوز ايه من رنيم حبيبة ابنك عشان لما جواد يعرف بقى يعرف وقتها أن ابوه السبب وهو اللي حرمانه من حبيبته كل ده وعڈابه.
طالعها بضيق وقد ازداد غضبه مقتربا منها شاعرا بالډماء تغلي داخله قبض فوق ذراعها بقوة حديدية وثار عليها بحنق
بقولك ايه اتعدلي وفوقي لنفسك مش فاروق الهواري اللي هتقفي تهديديه لأ غلطانة أنا أهدد الكل وبعدين ما يعرف جواد هو أنا هخاف.
التقط أنفاسه باحتدام منفعلا بها واستكمل حديثه بحدة مشددة
اللي قولته يحصل تمشي من هنا أنت وأروى ترجعي بيتك وحقكم هيوصل كل شهر غير كدة ملكيش حاجة عندي.
دفعها بقوة إلى الخلف مما جعلها تسقط فوق الفراش الذي خلفها لكنها لم تصمت نهضت مرة أخرى تقف قبالته وصاحت بضيق شاعرة بهدم كل ما كانت تسعى إليه
لأ يا فاروق اللي ليا عندك مش حق كل شهر اللي بينا كتير وكتير اوي دة احنا كان بينا عيل ولا هو عشان راح بس اتفاقنا زي ما هو مراحش أروى لازم تاخد حقها وتجوزها ابنك وأنا هفضل هنا جنب بنتي دة اتفاقنا وأنا مش هسمح إنك ترجع فيه.
رمقها ببرود دون اهتمام لحديثها لأول مرة يقف دون أن يخشى تهديداتها بعد معرفة جليلة بالحقيقة كاملة وأجابها بلا مبالاه مبتسما
اللي بينا كان غلطة مجرد غلطة كان سببها العيل اللي بتقوليه وأهو راح فعلا يبقى خلاص مفيش بينا حاجة غير حقك أنتي وأروى وخلاص اتفاقنا خلص بمعرفة جليلة للي حصل زمان وأروى بكرة تتجوز مش هتقف دي لسة صغيرة الكلام خلص على كدة.
وقفت تطالعه بخيبة أمل وعدم تصديق كاد أن يذهب بعد انتهاء حديثه الذي آتى إليه وإنهاء الأمر بأكمله لكنها منعته بضيق وتمتمت منفعلة بضراوة
لأ يا فاروق اللي بينا مخلصش على كدة ولا عمره هيخلص وأروى هتتجوز جواد أنت وعدتني بكدة نفذ كلامك بقى.
وقف ببرود دون أن يبدي رد فعل رد عليها فقط دون اهتمام ساخرا من حديثها
بس خلاص جواد اتجوز ومراته حامل يعني مفيش طلاق فقولي لبنتك أن خلاص كدة تشوف مستقبلها احسن وجهزي نفسك عشان تمشي وترجعي بيتك.
لم ينتظر حديثها وسار بشموخ نحو الخارج يلعنها سرا ويلعن ذاته الذي كان يستمع إلى حديثها عنوة عنه بعض الأحيان لكنه الآن قد تخلص من كل ذلك جعلها تعلم بحقيقتها في تلك العائلة والتي ستعامل على
أساسها..
بينما مديحة وقفت تتطلع على أثره پغضب متوعدة له عقلها يثور عليها الآن تفكر فيما ستفعله وعقلها يتردد به حديثه هو الآن متمسك بوجود رنيم بسبب حملها ويتخلى عنها لأجل وجود جليلة هي لن تسمح للأمور أن تترك من قبضتها لن تخرج في النهاية خاسرة كل ذلك وتتحطم جميع مخططاتها وأحلامها بامتلاك جميع نفوذ تلك العائلة والتحكم بها مقررة الإنتقام من حديثه ستجعله يندم على ما تفوهه لها الآن عليها تحقيق ما تريده مسرعة..
بدأت تفكر في مخططاتها بعقل ماكر ذو تفكير شيطاني مقررة فعل أي شئ لأجل تحقيق ما تريده لكن عليها أن تفعل ذلك مسرعة قبل انتهاء اليوم وتمسكه بفكرة ذهابها ابتسمت ابتسامة ماكرة خبيثة بعدما علمت ماذا ستفعل في سبيل تحقيق ما تريده!..
كانت رنيم تجلس في غرفتها بقلق بعدما فشلت جميع محاولاتها للإتصال بجواد لأول مرة يغلق هاتفه دون أن يرد عليها حاولت أن تطمئن ذاتها وتهدأ ثم خرجت لتسأل عنه والدته لعله يكون قد تحدث معها.
توجهت إليها رأتها تجلس بوجه حزين شاردة تفكر فيما حدث دون أن تنتبه لوجود رنيم التي اقتربت منها متمتمة بهدوء لتطمئن عليها بعدما رأت حالتها
طنط حضرتك كويسة في حاجة تعباكي
فاقت من شرودها منتبهة لها وابتسمت أمامها ابتسامة حزينة عنوة عنها تعلم رنيم مغزي الأبتسامة جيدا تلك البسمة التي تحملت بين طياتها حزن وۏجع قهر وضعف كانت دوما تفعلها أجابتها جليلة بهدوء