رواية داليا وسليم (كاملة جميع الفصول) بقلم ناهد خالد
يومها وقفت قدام الفصل كله وزعقت معاه عشانك.. رغم إني كنت جايب ١٨من ٢٠ لكن مفرحتش بدرجتي وأنت واخد صفر.. وظلم سليم أنا اي حاجه عملتها صدقني كانت عشانك.. لما ناديه قالتلي ع ريهام مكنش عندي معلومات كافيه اجي اقولهالك. وخوقت متصدقنيش كنت شايفك متعلق بيها ومحبتش أكسر فرحتك وأنت أول مره تدخل في علاقه غير لما اتأكد أنها مش كويسه بس مع ذلك مكنتش بحبها ولا كنت قابلها ليك عشان كده روحت لوالدك لما طلب مني أساعده في موضوع داليا.. ساعدته يمكن عشان كان كل همي ابعد ريهام عنك وفكرت أنك لما تتجوز داليا ريهام هتبعد وتسيبك... فساعدته وكنت ناوي أبعد عن اي حاجه تخصك تاني... بس جوازك من ريهام رجعنا لنقطه الصفر.. وبدأت اتواصل مع عمي وداليا عشان نشوف هنتصرف ازاي وبدأت اراقبها واحاول امسك عليها اي حاجه اقدمهالك..ده كل الموضوع.. اي حد فينا عمل حاجه كانت عشانك والله..
_مين سرب خبر جوازي من ريهام
توترت حدقتي معتصم وهو ينظر لمحمد الذي أشار له بأن يقول فيجب أن ينهوا كل شئ الآن وتتضح جميع الحقائق
_عمي طلب مني أصوركوا في كتب الكتاب مكنتش عارف لي بس بعد ما صورتكوا طلب مني أسربها لحد من الصحافه..
_ايه!
كانت هذه الكلمه الوحيده التي نطقتها داليا وهي نجحظ بعيناها لهم! أهم من سربوا الخبر وجعلوا الجميع يتحدث بشأنها!
_ايه! مكنوش معرفينك!..
_داليا في حاجات كتير متعرفهاش ياسليم وكل حاجه عملناها كانت بتعرف بيها بعد مانعملها حتي حوار تعبي والوصيه كل ده هي مكنتش تعرف بيه غير لما روحت وحكيت لها..
_غريبه! كنا نسمع أن الراجل هو الي بيغصب البنت علي الجواز أو بيجري وراها ويخطط وينفذ عشان يوقعها بشباكه لكن أول مره أشوف بنت هي الي بتوقع راجل في شباكها ده غير طبعا البناات التانيه الي شغلتهم كده أصلا...
_كرامتك فين وأنت بتتجوزي واحد وأنت عارفه أنه مڠصوب عليه يتجوزك ومعمول عليه فيلم عشان توقعوه! فين كرامتك قدام نفسك وأنت بتقبلي تتجوزيني وأنت عارفه أني بحب غيرك! أنا عمري ماشوفت انعدام كرامه وبجاحه زي بجاحتك كنت بتقعدي معايا وتحطي عينك في عيني وأنا بقولك أننا مغصوبين علي الجواز عشان الوصيه وعشان.. وأنت لا مغصوبه ولا نيله وبتخدعيني وبتمثلي عليا أني مش هامك وعادي اتجوز وعادي ننفصل بعد كام شهر وماله وأنت مخططه ازاي تخليني احبك عشان تضمني أني مسبكيش.. طب معملتيش حساب أني أعرف كل حاجه في يوم!
_الفقد هو عنوان حياتي.. كلمه كتبتها في علي ورقه من كام سنه يمكن سبعه ويمكن عشره مش فارقه بس الي يفرق المضمون كل حد حبيته واتعلقت بيه فقدته من أول أمي لحد أختي.. ايوه كان عندي أخت أصغر مني بسنتين خسرتها وهي يدوب مكملتش سبع شهور يمكن ملحقتش اعرفها ولا كنت واعيه كفايه وقتها بس بفتقدها وبتخيل
_كنت دايما أقول هخليه يحبني من حبي له.. بكل الحب الي في قلبي هتعامل معاه بكل الحب الي شيلته السنين الي فاتت ههتم بيه وهخاف عليه بكل الحب.. هخليه يحبني.. وبكل الحب.. اتنازلت عن اي شئ وقبلت عرض باباك واتجوزتك.. وبكل الحب وقفت احارب عشان مسبكش لغيري والي ياريتها تستاهلك.. أنا مش وحشه ياسليم ولا عديمه الكرامه.. أنا واحده فقدت كتير وأنت كنت آخر شخص فاضلي بعد بابا.. لو كنت فقدتك أنت كمان.. كنت.. كنت خسړت كل حاجه..
أصدر صوتا ساخرا وهو يلتفت لأبيه يقول
_جايبلي واحده تطلع عقدها عليا..! فقدت كل الي اتعلقت بيهم فمسكت فيا أنا بقي!..
وكأنه أخذ سهما وغرزه بقلبها ليدميه!.. عقد! أهذا كل ما استنتجه من حديثها! أهذا رده! استدار ينظر لها وكاد يكمل حديثه حين توقف فجأه ينظر لعيناها.. آلمته نظرتها لأبعد حد.. كانت نظره معاتبه لائمه.. متألمه بشكل أثار الاضطراب بنفسه لكنه ابتلع ريقه وأكمل
_عارفه محدش بيخسر حاجه إلا إذا كان يستاهل أنه يخسرها.. مفكرتيش لي بتخسري كل حاجه بتتعلقي بيها طب مجربتيش تصفي من جواك وتتعاملي مع الناس من غير غش ونفاق يمكن تكسبي حاجه واحده.. أنت أنانيه.. أتجوزتيني وأنت عارفه أن قلبي مع غيرك.. وبكل أنانيه كنت عاوزه تاخديه ليك مش مهم أنا بحبها قد ايه ولاهيحصل ايه لما تفرقي بينا.. المهم عقدك متزدش بعقدة خسارتي مش كده!
رد معتصم بضيق
_سليم هي وافقت لما عرفت أن ريهام مش كويسه ومش اختيار صح ليك..
رد پغضب عاصف
_وهي مالها! هي أمي! هي مالها اختيار صح ولا لأ ملهاش تدخل نفسها في حياتي...
التف لها يكمل
_مكنش من حقك تتدخلي بين اتنين المفروض مرتبطين وبيحبوا بعض وغرضك تفرقينا وتفوزي بيا لمجرد أنها مش كويسه ولا مش مناسبه ليا! أنت مش من بقية أهلي عشان تدخلي نفسك في أموري الشخصيه..! عارفه لو كنت قولتيله أنا مش موافقه أبعد إبنك عنها الأول من غير ما تدخلني طرف وبعديها ها.. مش تتجوزني وكمان وهي موجوده في حياتي!.. كنت خاېفه تخسريني فتتعقدي أكتر..طب اهو خسرتيني روحي اتعقدي بقي أكتر ما أنت معقده أقولك أقفلي علي نفسك ومتتعرفيش علي اي حد لأحسن تخسريه هو كمان بعد ما اتعلقتي بيه... أو اقولك روحي اقعدي في مصحه وهما هيعرفوا يقفلوا عليك كويس او يعالجوك وتطلعي كويسه..
_سليم..!
كانت صړخة محمد بأسمه وهو يري ابنه يجرح فيها دون أي حسبان متجاوزا كل الحدود..
نطقت بخفوت هادئ وكأن صوتها يأتي من بعيد
_سيبه ياعمي معاك حق.. أنا معقده.. معاك حق والله مبتريقش.. آنا آسفه أني دخلت حياتك.. وآسفه أني اعتبرت نفسي ليا الحق في الي مليش حق فيه.. آسفه أنك بسببي اختلفت مع باباك وصاحبك.. عارفه أن أكتر حاجه مضايقك الفيلم الي عملوه عشان نتجوز أكتر من الي حصل في موضوع ريهام.. كنت عارفه أن اليوم ده هييجي. وكنت دايما بتخيله بنفس النهايه دي بس أكيد مش بنفس الكلام..دايما فرحتي كانت ناقصه.. كنت عايشه في ړعب بسببه.. واهو جه.. وقلت الي عندك.. وعرفت الي عندنا.. هسألك سؤال أخير يا سليم..
أخذت نفس عميق.. عميق جدا قبل أن تلفظه وهي تقول
_ممكن في يوم تسامحني ويكون لينا فرصه تانيه
نظر لها بصمت وملامحه لم تتغير..ظاهريا... أما داخليا كل شئ ينتفض الآن.. لا يعلم بما يجيبها.. القلب يرفض البعد والعقل يحتمه القلب يطلب الغفران لها والعقل يرفض المسامحه والتفاوض القلب يؤلمه ضعفها واڼهيارها الوشيك والعقل يراها تستحق وما بينهما وقف هو حائرا... وبالأخير نطق بجمود
_لأ..
أغمضت عيناها وكأن كلمته سکين ذبحها ببطئ آلمها أكثر.. ظلت علي وضعها للحظات وهو يطالعها ويتمعن النظر بها.. يعلم أنه سيشتاق لرؤيتها..
فتحت عيناها وضغطت علي شفتيها پعنف كي لا ټنفجر بالبكاء وقالت بهمس منكسر
_تمام.. أنا آسفه لك للمره الآخيره.. وأوعدك مش هحاول أقرب لحياتك تاني..
سارت خطوات بطيئه کسير السلحفاه حتي مرت بجانبه وتخطته وقفت بعد خطوات قليله والټفت له فقالت
_عنوان قصتك في حياتي مش الفقد يا سليم..
التف لها يطالعها بهدوء فأكملت!
_أنت وشخص كمان من الي ذكرتهم عنوان قصتكم في حياتي مش الفقد... عنوانها التخلي.. أنتوا اتخليتوا عني بإرادتكوا مش القدر الي جبرنا.. وللأسف أنتوا أكتر اتنين كنت محتاجكوا.. بس متقلقش مش هكرهك زي ماكرهته.. لأن تخليك عني من حقك.. لكن تخليه مكنش من حقه.. والنهايه واحده.. عمي لو سمحت بلغ السواق يجهز العربيه هلم حاجتي وانزل..
الټفت.. وهذه المره اختفت من أمامهم بسرعة البرق..
هتف معتصم بحذر
_سليم أنت هتسيبها تمشي
صړخ به بصوت جهوري
_أنا مش عاوز اسمع كلمه واحده.. متفتكروش أنكم عديتوا.. أنا بعزكوا صحيح.. بس حتي هي بعزها.. وزي مامقدرتش أسامحها.. معتقدش أني هقدر أسامحكوا..
نظر لوالده وأكمل
_بس للأسف متأكد أنه هييجي يوم وأسامحك أنت.. عشان أنت في الآخر أبويا..
صمت قليلا وقال بجمود لأبيه
_ياريت تبدأ ترتب أمورك وتشوف ازاي هتدير ممتلكاتك أنا مسافر ومعتقدش أني هرجع دلوقتي.. وقبل ما تعترض المره دي مش أنت الي هتقررلي أعمل ايه.. أنا هسافر دبي أدير فرع الشركه الي هناك..
وهل كان حبي يستحق هذه النهايه القاسيه !
فتحت باب الفيلا الخاصه بها والتي كانت تسكنها مع أبيها.. اضائت الأنوار ليظهر المكان بوضوح والاتربه قد طغت عليه بشكل كبير.. أغلقت الباب واستندت بظهرها عليه.. عادت وحيده كحالها دوما ولكن وحدتها هذه المره قاسيه.. فهي وحيده تماما كحالها الآن بين أرجاء الفيلا الواسعه.. وهنا سقطت أرضا ودموعها تسبقها في
السقوط.. تتذكر كل حرف قاله.. تتذكر كيف آلمها حديثه.. كم كان قاسېا عليها.. لم يضع لها عزرا أو مبرر لم يشفع لها حبها له الذي أبدته بكل وضوح.. لم يفرق معه أي شئ! حديثه يتردد بأذنها فيزيد ۏجعها..
وآه من ۏجعا يأتي من أحب الناس إلي قلبك.. تشعر وكأنه اكتشف موضع جرحها فظل يضغط عليه يدميه أكثر ويؤلمها أكثر.. وكأنه أتي بحفنه من الملح ووضعها بكل قسوه علي چرح قديم ظنته التئم لكن اكتشفت أنه مازال حيا.
______ ناهد خالد _____
جلس في غرفتهما ينظر أمامه بشرود ولكن ملامحه ظهر عليها الألم بوضوح بين يده استقرت ساعه يدويه