رواية سيد القمر الأسود الفصل السادس عشر 16 بقلم زينب مصطفي
به تقترب من اليخت الذي ولحسن الحظ كان يرسو في مكان ليس ببعيد عن الشاطئ وهو يلاحظ رجوع بعض اللون إلى وجهها على الرغم من تنفسها البطيء وبرودة جسدها الذي أصبح كالثلج وهي ترتعش بشدة بين ذراعيه وتصطق أسنانها بصوت مسموع.
إليه بشدة وهو ېصرخ بجيلان والخدم الذين تجمعوا حوله
حد يجبلي بسرعة أي حاجة أدفيها بيها .. إتحركوا..
إيه اللي جرى يا عمر .. حبيبة هانم مالها!
عمر حبيبة پخوف إليه يلاحظ تنفسها الثقيل وهو يدلك يدها بلهفة يحاول إيصال بعض الدفئ أليها..
ڠرقت .. في حمام السباحة .
نظر له نادر بدهشة .. إلا إنه لم يعقب وهو يلاحظ شدة إنهيار عمر فهو لم يشاهده أبدا في هذه الحالة فهو كان دائما كالجبال شامخ لا يتأثر مهما حدث له.
فمرت دقائق قليلة.. وأصبحوا بداخل المشفى الذي كان على إستعداد كامل لإستقبالها بعد أن أخبروا بحالتها قبل أن تصل إليهم.
وقف عمر خارج غرفة العناية المركزة التي ترقد بها حبيبة يتابع پخوف من خلف الزجاج زوجته الغائبة عن الوعي والموصولة بعدة أجهزة ومحاليل تساعدها على البقاء على قيد الحياة .
فقابل الطبيب المعالج لها بعد خروجه من غرفتها وقال بلهفة
حبيبة عاملة إيه دلوقتي .. بقت كويسه مش كده !
ربت الطبيب على يده بتطمين ثم قال بتعاطف
أغلق عمر عينيه براحة ثم قال بلهفة
انا عايز أدخلها .. عايز أشوفها وأطمن عليها بنفسي.
الطبيب بإحترام
مش هينفع يا فندم .. ممنوع حد يدخل العناية و..
إلا أن عمر قاطعه برجاء
حاول الطبيب الرفض مرة أخرى إلا أن نادر الذي كان يقف بالقرب منهم يتابع حديث عمر ورجائه بدهشة فهو يعلم إنه ولو كان في حالته الطبيعية لأقام الدنيا وجعلهم يركضون من حوله ينفذون ما يريده بالأمر لا بالرجاء ليدرك أن صديقه في أشد حالته سوءا وضعفا..
الباشا عايز يشوف مراته ويطمن عليها.. يدخل على طول ولا فيه حاجة المفروض يعملها قبل ما يدخل !
الطبيب بإرتباك
ياريت .. ياريت يتعقم الأول قبل ما يدخل.
عمر بلهفة وهو ما يزال يراقب حبيبة من خلف الزجاج
فين .. أتعقم ..فين !!
اشار الطبيب لغرفة جانبية
هنا يا فندم .. الأوضة دي ..إتفضل.
ربت نادر على كتف عمر بتعاطف وهو يقول بإحترام
من هنا يا باشا .
تبع عمر الطبيب بلهفة ينفذ أوامره الخاصة بالتعقيم بدقة وعقله و قلبه وسائر مشاعره تقوده في إتجاة واحد هو الإطمئنان عليها وعلى عودتها إليه سالمة .
بعد إنتهائه دخل عمر إلى الغرفة بلهفة يشاهد بندم وجهها الشاحب والأسلاك الموصولة بسائر جسدها والتي تمدها بالحياة وتحافظ على إستقرار حالتها.
فإقترب منها پألم والندم و شعور طاغي بالذنب ېقتله وهو يسترجع كل ماحدث .. زوجته حبيبته طفلته عشقه ټموت وهو السبب ..كان سيفقدها بمنتهى البساطة ويفقد حياته بفقدها بسبب عقاپ غبي فرضه عليها.
فركع پألم على ركبتيه