رواية ورد الجبل الفصل السادس 6 بقلم نسمة مالك

يدعه يكمل حديثه.. 
أهلي كانوا مهاجرين بره مصر من زمان و أنا اتولدت في أمريكا بعد عشر سنين من جواز والدي و والدتي.. و ربنا مأردش ليهم بالخلفة تاني بعدي.. عشت معاهم برة و درست لحد ما خت الثانوي العام و كنت هكمل كليتي بس للأسف والدي و والدتي اتوفوا في حاډثة عربية و بقيت فجأة وحيد في الغربة فقررت أنزل و أدور على باقي أهلي و أكمل تعليمي هنا في مصر .. 
صمت قليلا و قد ظهر الحزن على ملامحه و تابع بابتسامة يخفي بها الدموع التي لمعت في عينيه.. 
بس مع الأسف ملقتش حد عايش لا من أهل أمي و لا حتي من أهل أبويا و بقيت بطولي في الدنيا بشتغل و بدرس و عايش لوحدي ..

برغم أن حديثه مؤلم و كل من يستمع لحكايته يشعر بالشفقة عليه إلا أن أحمد لم يقتنع بحرف واحد مما قاله و لم يشعر بأي شفقه تجاهه لا يعلم لما لا يشعر سوا بالرهبة و الخۏف و القلق منه..
  
تسلم إيدك يا آنسة شروق.. 
قالها وليد و هو يمد يده و يأخذ الكأس منها ليظهر على معصم يده وشم بحروف من لغة غريبة لم يستطيع أي أحد قرائتها.. 
أعذرني على فضولي بس أيه اللي على إيدك ده يا وليد يا أبني!.. قالها أحمد و هو يشير بأبهامه على الوشم الذي ظهر من أسفل كم قميصه أثناء مد يده..
ظهر الإحراج على وجه وليد الذي تنحنح كمحاولة منه لإيجاد صوته مغمغما.. 
ما أنا قولت لحضرتك إني كنت عايش برة مصر و أكيد حضرتك عارف إن الوشم ده بره منتشر أوي و أنا كنت في سن مراهقة و عملت زي زمايلي الخواجات للأسف..
حرك أحمد رأسه له بالإيجاب مردفا بتعقل.. 
طيب يا أبني ادينا فرصة نفكر و نسأل عليك و أنت كمان تسأل عننا و ربنا يقدم اللي في الخير..
نهض وليد من مكانه و انتصب واقفا و مد يده بالسلام ل أحمد الذي صافحه بود و إبتسامة بشوشة مغمغما بتسأل.. 
نورتنا يا.. صمت لثوان مكملا.. وليد..
مر عدة دقائق بقي أحمد خلالهم صامتا أنتظر حتى تأكد أن بدر أغلق الباب خلف هذا الضيف الغريب و نظر لأبنته و تحدث بصرامة قائلا.. 
الولد ده مش مريح و لا صريح و أنا مش مطمن له أبدا.. احساسي بيقولي أنه كذاب.. جاي يطلب إيدك مني لوحده لدرجة دي ملوش حد خالص.. ده اللي ملوش كبير بيشتري له كبير.. يتيم الأب و الأم قولنا ماشي لكن كمان ملوش أهل خالص كلهم ماتوا! لا خال و لا عم و لا حتى صاحب جدع يبقي معاه في يوم زي ده!..
فركت شروق يديها ببعضهم البعض و تنقلت بنظرها بين والدها و شقيقها و والدتها التي تؤيد حديث زوجها و همست بخجل قائلة.. 
بس يا بابا وليد شخص كويس و كل الكلية بيشكروا في أخلاقه ..
جملتها هذه أكدت بها له أنها تريد هذا ال وليد إذا كان هذا إسمه الحقيقي من الأساس تحلى أحمد بالصبر و تحدث بتعقل قائلا.. 
على العموم أنا مش مستعجل على جوازك يا بنتي.. أنتي لسه يادوب أولى