رواية ورد الجبل الفصل السادس 6 بقلم نسمة مالك

الآن كما لو كانت والدته و هو صغيرها المدلل .. 
أحكي يا بدر.. قولي كل اللي في قلبك.. أنا سمعاك.. همست بها بصوتها الدافء 
أطلق آهة نابعة من أعمق نقطة داخل قلبه و بدأ يحكي لها عن مرارة ما عاشة.. 
من سنين طويلة كنت لسه في تالتة ثانوي و أختي كانت في أولى هندسة.. كنا عيلة صغيرة أنا و أختي شروق اللي أكبر مني بسنة واحدة و أمي و أبويا .. حالتنا كانت على قد الأيد بس كنا مبسوطين بلمتنا مع بعض خصوصا إن أنا و أختي روحنا في بعض.. الحياة كانت ماشية كويس و الأمور كلها تمام لحد ما أختي حالها اتبدل و أنا أول واحد لاحظت تغيرها ده و لما سألتها اعترفتلي على طول و مخبتش عليا أنها اتعرفت على واحد إسمه كنان معاها في الكلية و حبو بعض و عايز يتقدم لها عشان يخطبها..

صمت لبرهة يلتقط أنفاسه بينما هبة تنصت له بإهتمام مما دفعه لإستكمال حديثه قائلا.. 
لما قالتلي أنا فرحت بيها أوي بس قلبي اتقبض في نفس الوقت من غير سبب و قولتلها طيب خليه ياخد ميعاد من بابا و يجي يتقدم عشان نشوفه و نتعرف عليه.. لقيتها خاڤت و ارتبكت و قالتلي أنه فعلا عايز يعمل كده بس هي اللي منعاه عشان خاېفة من بابا..
و أيه اللي يخوفها منه! .. غمغمت بها هبة بتعجب ليجيبها بدر بأسف.. 
لأن والدي شديد أوي بس شديد في الحق يا هبة و اللي كان عايز يتقدم لها ده قالتلي أنه يتيم ملوش أهل خالص و هيجي لوحده يطلب ايديها..
عبست هبة بملامحها و كادت أن تقول له و هل هذا شيئا يعيبه لكنها فضلت الصمت ليتابع هو بأسف.. 
وقتها أنا الجلالة خدتني أوي و قولتلها دي حاجة متعبوش مدام إنسان كويس و شاريكي.. لو أنتي موافقة عليه و عايزاه خليه يجي و يقابلنا و أنا و ماما هنقنع بابا يوافق.. لما قولتلها كده حبيبتي فرحت أوي و فعلا قالتله يحدد معاد مع بابا و هو الشهادة لله متأخرش و تانى يوم المغرب كان عندنا بيشرب الشاي معانا.. 
توقف عن الحديث و نظر للفراغ أمامه بشرود يتذكر تفاصيل تلك الليلة المحفورة بذاكرته لن و لم يمحيها مرور السنين ..
... فلاش باااااااااااك...
داخل غرفة صغيرة مرتبة بعناية فائقة رغم بساطة أثاثها غرفة مخصصة للضيوف جلس بدر يحتسي كوبا من الشاي برفقة بدر ابنه و هذا الشاب الظاهر عليه حسن الخلق.. 
نورتنا يا ابني.. قالها أحمد والد بدر بترحاب ليرد الأخر بابتسامة قائلا.. 
ده نورك يا عمي.. لو تسمحلي أعرفك بنفسي..
أردف أحمد بهدوء قائلا.. اتفضل يا ابني أتكلم..
أنا أسمى وليد العربي في أخر سنة في كلية هندسة و!.. 
قطع حديثه بدر و أردف مستفسرا.. 
وليد لا كنان..
نظر له نظرة بدت جامدة أثارت الريبة بقلب أحمد الذي يتابع أدق تفاصيله و يركز في كل كلمة يتفوه بها.. 
أسمى وليد لكن أنا نفسي ربنا يرزقني بولد و اسميه كنان و زمايلي لما قولت ليهم كده بقوا يقولولي يا أبو كنان لحد ما اشتهرت ب كنان ..
نظر ل أحمد و تابع بثبات يحسد عليه قائلا.. 
أنا جيت انهاردة عشان أتشرف و أطلب أيد الآنسة شروق من حضرتك يا عمي أحمد و بتمني أن حضرتك توافق..
طيب كمل كلامك و عرفني أنت منين و إبن مين يا أبني .. قالها 
أحمد بعدما رمقبدر بنظرة يخبره بها أن