قصة من قصص السلف
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
السفينة وما زال متشبثا بذلك اللوح والموج يتقاذفه على مدى أيام حتى ألقى به على الشاطئ وقد بلغ به الجهد والإعياء مبلغا عظيما.
فاستجمع قواه وجر نفسه حتى وصل إلى أقرب مسجد فارتمى في داخله وهو لا يدري شيئا عن هذه المحلة ولا يعرف أحدا من أهلها.
ثم لم يلبث أن دخل ذلك المسجد رجل فلما رآه سأله عن حاله!
فلما أخبره أنه يحفظ كتاب الله تعالى سارعوا باستئجاره إماما للمسجد.
فلما علموا أنه يجيد الكتابة استأجروه ليعلم لهم أبناءهم.
قال فتمولت وأصبحت بخير حال. فجاءوني يوما وقالوا لي
فلما أدخلوني عليها رأيت على صدرها عقدا من اللؤلؤ فلم أتمالك نفسي من إمعان النظر في ذلك العقد وأنا في حال من الذهول والعجب إذ أنه هو ذات العقد الذي وجدته بمكة ..
فبينما أنا أنظر في العقد إذا بالفتاة تخرج باكية منتحبة وهي تقول
إنه لا يريد أن ينظر إلى وجهي فهو لا يرفع بصره عن العقد الذي على صدري.
فكبروا جميعا حتى ارتج المسجد بتكبيرهم.
ثم أخبروني أن صاحب العقد هو والد هذه اليتيمة وليس لديه سواها وقد كان يؤمهم في الصلاة بهذا المسجد وأنه ټوفي قبل مدة ..
اللهم إني لن أجد أحدا مثل صاحب العقد اللهم لقني به حتى أزوجه وحيدتي.
وها قد استجاب الله تعالى لدعائه فجاء بك وزوجك من ابنته ولو بعد مۏته!!!!
وهذا جزاء الأمانة وعفة النفس!!!
المصدر
ذيل طبقات الحنابلة للإمام ابن رجب
سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي