قصة من قصص السلف
والنبوي
وهل تساءلت يوما .. من صمم أيضا الحرم النبوي بمآذنه البيضاء وتصميمه الفريد بكل أناقته وجماله وروحانيته
.
إنه المهندس و المعماري المصري البعيد عن الأضواء المجهول لدى الكثيرين الدكتور محمد كمال إسماعيل
.
مصري الچنسية .. هو أول مهندس قام على تخطيط وتنفيذ توسعة الحرمين أكبر توسعة للحرمين في تاريخ الإسلام وعلى امتداد 14 قرنا .. رفض أخذ الملايين مقابل التصميم الهندسي والإشراف المعماري رغم محاولات الملك فهد
.
وعندما أعطي شيك بالملايين .. قال آخذ مال على الحرميين الشريفين وين أودي وجهي من ربنا
عاصر جميع ملوك السعودية من الملك عبد العزيز إلى الملك سلمان .. كان دقيقا جدا في التصميم والإشراف وكان لا يجامل أحد أبدا في عمله حتى لوكان الملك نفسه .
.
لم يتزوج إلا في سن 44 وأنجب ابنا واحدا فقط ثم رحلت زوجته وعاش وحيدا متفرغا للعبادة حتى وافته المنية وقد تجاوز المائة عام قضاها في خدمة الحرمين الشريفين بعيدا عن الإعلام والأضواء والشهرة والمال
.
هذا العبقري له قصه رائعه وعجيبة مع رخام الحرم
.
حيث أنه أراد وضع رخام في أرضية الحرم للطائفين ورخام مخصوص يمتص الحراره تماما .. كان هذا الرخام موجود في جبل صغير باليونان ذهب لليونان وتعاقد علي شراء الكميه الكافيه للحرم وكانت نصف الكميه الموجوده تماما.
تعاقد وعاد وجاء الرخام الأبيض وتم فعلا وضع الرخام في كل أرضية الحرم المكي
.
تمر السنوات وبعد 15 عاما تطلب الحكومه السعوديه منه وضع نفس نوع الرخام في الحرم النبوي بالمدينه
.
يقول المهندس محمد كمال عندما طلب مني مكتب الملك تغطية الحرم النبوي خفت جدا فلا يوجد علي الأرض برحابتها من هذا النوع من الرخام إلا في منطقه صغيره باليونان وأنا إشتريت نصف الكميه وهي كميه بسيطه جدا..
.
قال ذهبت لنفس الشركه باليونان وطلبت مقابلة رئيس مجلس إدارتها وسألته عن الكميه المتبقيه .. فقال لي لقد تم بيعها بعدك مباشرة منذ سنوات .. يقول حزنت كما لم أحزن في حياتي
غادرت المكتب وحجزت علي طيارة اليوم التالي للعوده عندما خرجت من مكتب رئيس الشركه وجدت السكرتيره فسألتها ولا أعلم لماذا.
.
من إشتري الكميه المتبقيه قالت لي هذا أمر مر عليه سنوات طويله ويصعب الرجوع للمشتري.. قلت لها مازال أمامي يوم في اليونان أرجوكي إبحثي وهذا رقم تليفون فندقي
.
تركت الرقم وذهبت وأنا حزين .. يقول بعدما خرجت سألت نفسي .. لماذا تريد معرفة من إشتري يقول المهندس العبقري قلت لنفسي لعل الله يحدث أمرا.
.
في اليوم التالي وقبل ساعات قليله من ذهابي للمطار وجدت السكرتيره تتصل بي وتقول تعال إلي الشركه فعندنا عنوان المشتري .. ذهبت متباطئا متسائلا ماذا أفعل بعنوان من إشتري
ذهبت مره أخري للشركه وقابلت السكرتيره فأعطتني عنوان الشركه التي إشترت الرخام .. يقول الدكتور المهندس خفق قلبي بشده عندما وجدت المشتري شركه سعوديه.
.
طرت مباشرة إلي السعوديه ثم من المطار إلي الشركه التي إشترت الرخام ودخلت علي رئيس مجلس إدارتها وسألته ماذا فعل بالرخام الذي إشتراه منذ سنوات من اليونان
.
قال لا أذكر.. إتصل بالمخازن وسألهم عن الرخام الأبيض اليوناني فقالوا له... كل الكميه موجوده كما هي
.
يقول المهندس محمد كمال بكيت كالطفل وسألني صاحب الشركه لماذا تبكي.. حكيت له القصه كامله وقلت له هنا شيك علي بياض إكتب المبلغ الذي تريده.
.
قال والله العظيم صاحب الشركه عندما علم أن الرخام للحرم النبوي قال لا أخذ درهما واحدا الرخام كله في سبيل الله وإنما أنساني الله الرخام وجعلني أشتريه