رواية مشاعر باردة بقلم سهام صادق
تكون لبنى مازالت تهوي ذلك الطبيب فالقصه قد مر عليها خمس سنوات ولم تكن لبنى الا فتاه مراهقه ظنوا ان هذا لم يكن الا افتنانا وانتهى كل شئ بعد أن رحل هذا الطبيب عن بلدتهم
اطفئ كريم عقب سيجارته الثالثه لتمتد يده لجلب أخرى من علبة سجائره
يعنى انت بشرب السجاير الكتير هتحل مشكلتك ياكريم
تأفف كريم يزفر دخان سيجارته
سيبني في حالي والنبي يارائف
لطم رائف كفوفه ببعضهم يتسأل عن حال صديقه الذي في أتم نعمه من الله ولا ينقصه شئ
وانت مال حالك ياكريم.. ما الحمدلله حالك تمام وعندك ست متتعوضش وشغل كويس
اه ما انت عشان متجوزتش مش حاسس
كل ما اشحن عزيمتي واقول هكمل الطريق للنهايه مع قدر.. امي تشتغل زن... ديه مقرره تخلي الجيران يشوفولي عروسه
احتدت نظرات رائف وهو يستمع لحديث صديقه
وهي مراتك فيها عيب ياكريم... ما انت عارف انها مسأله وقت
امي مش شايفه كده ياسيدي
ضجر رائف من سلبية صديقه
هو كل حاجه امي ياكريم... حرام عليك بنت الناس
هو انا ظلمتها يارائف.. ما انا صابر اه ومش مقصر معاها في حاجه
تنهد رائف بفتور وهو يجاهد في تهذيب شخصيه صديقه
وكلامك اللي زي السم
غيري كان زمانه اتجوز
لم يتمالك رائف ضحكاته وهو ينظر لصديقه
تاني ياعمر...انت عايز توصل لايه
اطرق عمر عيناه وهو يسمع توبيخ صديقه المقرب وزميله بالمشفى التي يعملان بها
بحبها ياحاتم...بحبها يااخي
بتحب ايه... بتحب اللي هتضيع مستقبلك
اغمض عيناه بقوه وقد اصبح لا يحتمل ذلك الحب المحكم عليه بالفشل منذ البدايه
ياصاحبي انا خاېف عليك... زمان أهلها طردوك من بلدهم.. عوايدهم كده مبيجوزوش بناتهم للغرب.. وانت حاولت على اد ما قدرت وعملت كل حاجه لكن مافيش فايده.. تضيع بقى نفسك ومستقبلك...طب فكر في أمك واختك
واردف وهو يزيد من تأنيبه رغم علمه ان صديقه يصبح اخر ويضرب بكل قراراته التي يتخذها بعد نصح يدوم لأيام بعرض الحائط فور لقاءه بتلك المعشوقه التي لا يعرف ايكرهها ام يتعاطف معها
والضعف لم يكن الا امام الحب... حب فتاه ترتدي ثيابها المدرسيه تتباطئ أمام عينيه كلما مر بالطريق نحو المشفى التي يعمل بها
الصغيره القت لعڼتها عليه قديما والآن هو من عليه فك القيود.
تعلقت عينيها بباقة الازهار التي يضعها أمامها تعبيرا عن اسفه لما حدث ويحدث من والدته ابتسمت بسعاده وهي تلتقط الباقه تضمها اليها
ديه عشاني انا
وارتمت بين ذراعيه تخبره بسعادتها
ربنا يخليك ليا ياكريم
ضحك وهو يضمها نحوه يتذكر اصرار رائف وضغطه عليه لمصالحتها
ابعدها عنه قليلا يتأمل ملامح وجهها الجميله... وفي لحظات معدوده كان يجذب يدها نحو غرفتهما
كريم انا سألت عمر اخويا عن دكتور جديد.. وهو...
وضع كفه فوق شفتيها قبل أن تتابع حديثها
بكره نشوف ده ياحببتي..
وما من ثواني كان يميل نحوها بمشاعر عاصفه وتلك المره لم تكن معه كما اعتاد عليها جسد بلا روح... أعطته دفئها وحبها باقه ازهار غيرت مشاعر كثيره داخلها... غيرت تفكير عقلها من سلبيه زوجها وتحطيم حماتها الدائم لها حتى فكره تزويج زوجها قد محت..
انتهت رحلة مشاعرهم الجميله ليجذبها اليه
الواد رائف طلع بيفهم... ده انا اجبلك كل يوم ورد
استجمعت شجاعتها أخيرا وهي تقف أمام حجرة مكتب عمها.. فلا احد يستطيع ردع شقيقها الا هو
طرقات خافته طرقتها فوق الباب ليهتف سامحا لها بالدلوف وفور ان رأها ابتسم
تعالي يالبني
شعرت بالتوتر وهي تطالع نظراته الحنونه نحوها وقبل ان تسأله عن امكانيه الحديث معه إذ لم يكن مشغولا
كنت لسا هبعتلك..
وتسأل
بس قوليلي الاول انتي كنتي عايزانى في ايه
ابتلعت لعابها وهي تنظر اليه لينهض من فوق مقعده متجها إليها
تعالي ياحببتي اقعدي واحكيلي انتي عايزه ايه
هو حضرتك كنت عايزني في حاجه مهمه
ضحك وهو يراها تقلب الأدوار فبعد ان كان هو من ينتظر حديثها أصبحت هي من تسأله
يعنى افهم من كده انك عايزانى اتكلم الأول ... ماشي ياستي
اماءت برأسها وهي تنتظر سماع ما سيسرده عليها... وكلمه وراء كلمه حتى انتهى الحديث وبهتت ملامحها
ها يالبني.. اظن مافيش
حجه خلاص جامعه وكلها شهرين وتخلصي... وادهم ابن عمك وعايزك من زمان وبيحبك وانتي عارفه
انك ليه من ساعه ما اتولدتي
لاء انا مش عايزه اتجوز... ارجوك ياعمي
تجمدت عيناه وهو يرمقها كيف هبت واقفه
اوعي تكوني لسا بتحبي الدكتور اياه
ازدردت لعابها وعندما شعرت ان صمتها سيأكد له الأمر.. نفت برأسها سريعا
غير أدهم
وضاع كل ما رتبت اليه لتنزوي في غرفتها باكية حظها
تنهدت بأسي وهي تستمع عما يخبرها به زوجها
طب وسوسن أخبارها ايه دلوقتي
تعبانه اوي ياقدر ادعيلها
تمتمت بدعاء صادق لشقيقه زوجها
ان شاء الله ربنا هيعوض عليها وتقوم بالسلامة
ان شاء الله.. اقفلي باب البيت عليكي كويس وبكره على بليل كده بأذن الله هكون راجع
انتهى الحديث بينهم لتغلق الهاتف بقلب حزين.. تتذكر كل مادار امس
حماتها كانت ترتدي ثيابها بأبهي حله وتضع الأساور الذهبيه فوق معصميها