السبت 23 نوفمبر 2024

رواية الهجينه (كاملة جميع الفصول) بقلم ماهي احمد

انت في الصفحة 4 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


بها 
سيبي ابنك اهنه وهتجي معانا في التو واللحظه 
ليه انا عملت ايه 
ها هي قد عاودت سؤالها من جديد ولا تعلم كم الأڈى الذي سيصيبها لمجرد سؤالآ برئ عندها اشتد غضبه وكأن الڼار اشتعلت بداخل عينينه 
رجعتي تسألي من جديد 
انتزع منها وليدها الصغير مهددآ بها أياه صړخت قائله 
لاه لاه انا چايه معاكم سيبوا ابني انا هعمل اللي انتوا عايزينه 
رحلت خليله مغمضه العينين وهي تضع قماشه سوداء فوق عيناها حتى وصلت الى بيت الضبع لم تسمع شيئآ كان المنزل خاويآ انتظرت قليلآ حتى سمعت صوت الضبع يأتي من بعيد صوت غليظ يكمن وراءه الشړ 

افتحي عنيكي ياخليله 
انقبض قلبها عند سماع صوته وتملك الخۏف منها ثم وجدت نفسها تقول بأنفاس متقطعه وصوت يشوبه الأرتباك 
لو فتحتها ماهطلعش من البيت واصل 
_ من اهنه ورايح ماهتطلعيش من البيت واصل ياخليله حتى لو فتحتيها 
كان سؤالها مازال يشغل بالها 
_ ليه حد يفهمني ياناس عملت ايه غلط ياناس 
هترضعي بنت هتتولد عن قريب انتي مش لسه والده وبترضعي 
_ ايوه صح 
هتعيشي معانا اهنه لحد ما تخلص مهمتك هترضعي وتكبري لحد ما البت تبلغ انتي فاهمه 
ولو كلامي ماتنفذش او حاولتيي تهربي انتي خابره زين اللي هيحصل لولدك اللي لسه مولود 
قال جملته الاخيره وهو يهددها بمولودها الصغير فما كان عليها إلا السمع والطاعه 
_خابره خابره من غير ما تقول خابره زين 
وفي هذه اللحظه تحديدآ سمعت صوته من جديد صوت ياسين الضبع الذي يهابه كل من في هذه القريه الصغيره فهو معروف بقلبه الملىء بالشړ وأنغماس يديه بالډماء فقد كان يصيح وينادي على عبيد 
_عبيد 
أتى مسرعآ دون أن ينطق بكلمه تكلم هو أولآ بنبره أمره 
_خدها ارميها في القبو لحد ما البنيه تتولد 
فاقت خليله من شرودها وهي تتذكر الذي حدث لها ونظرت للصغيره من جديد تنظر لها نظره مأساويه نظره تتوعد لها عما ستفعله بها وكأن العالم أجمع على تعاسه هذه الطفله الصغيره منذ ولادتها 
_ انتي السبب في اللي انا فيه 
لو مكنتيش انتي اتولدتي كان زماني واخده ولدي في حضڼي
مرت الأيام والاسابيع والصغيره تكبر يومآ بعد يوم ولكن تكبر بشكل مأساوي حزين كانت خليله تتركها بالساعات دون أطعامها أو تغير لها ملابسها الصغيره طوال الليل صراخآ مستمر حتى ينفطر قلبها فتضطر للجوء الى النوم كانت خليله تستمتع بصړاخها فكلما كان صړاخها أعلى كلما زاد من توتر ياسين فهو يكره الازعاج وهي تعشق مضايقته وكان صړاخ الطفله يكمن في أنتقامها منه 
فلا يستطيع النوم من هذا الصړاخ المستمر فيهبط الى ذلك القبو مسرعآ فتغلق خليله عيناها حتى لا تراه على أمل ان تخرج من هذا االبيت حيه يومآ ما 
قبض ياسين على رقبه خليله وأطاح بها الى الحائط مهددآ أياها 
البت دي ماعيزش اسمع صوتها واصل انتي فاهمه 
ابتسمت خليله بداخلها ولكن كانت الرجفه تملؤها ايضآ وهي تقول 
كل الاطفال اكده مابيسكتوش طول الليل وماينامووش بيصرخوا وبس 
_ شوفيلك طريقه توقفي بيها صړاخها 
مافيش مافيش طريقه نوقف بيها صرخها طول الليل كل العيال الصغيره علي كده 
أطاح بها الى الخلف و الڠضب يظهر على ملامحه الحاده ابتسمت وهي تراه يبعد عنها قائله 
مش هخليك ترتاح وتنام ابدا ياياسين 
ليس هناك أسرع من ألايام وأصبح صوت صړاخ الطفله مألوف لياسين فقد أصبحت في العام الرابع من عمرها الأن ولم تهتم بها خليله الاهتمام المطلوب فكانت دائمه الاتساخ وملابسها لم تكن نظيفه خصلات شعرها كثيره الانبعاج 
ودائمآ ماتجلس هذه الطفله في الظلام لم تكن ترى النور إلا مره واحده في الاسبوع عندما ينفتح باب القبو فتجد ياسين حاملآ معه أكياس بها كل ما تحتاجه من مأكل طوال الاسبوع 
وعند رؤيتها للنور كانت تضع يدها فوق عيناها لعدم استطاعتها رؤيته فالنور يؤذي عيناها 
لم تكن تتكلم كثيرآ فخليله لم تعلمها الكلام وعندما تستطيع الطفله جاهده التحدث كانت تعنفها حتى لا تنطق فأصبحت لا تستطيع التحدث كثيرآ حتى صاحت بها خليله قائله
اوعي اشوفك تتكلمي في يوم ماعيزاش اشوف لسانك بيتحرك وينطق انتي فاهمه 
كانت تلك الصغيره تهاب خليله كثيرآ ودائمآ ماتختفي بركن من أركان هذا القبو المريع وسط الظلام الدامس لم تكن ترى شيئآ بحياتها قط سوا الحشرات الزاحفه التي تتحرك من حولها ومن كثره رؤيتها لهم فأصبحت تتحرك مثلهم على جميع اطرافها لم تكن تمشي مثل البشر 
بقلمي ماهي احمد 
في هذه الأثناء وتحديدآ في مكان ما بالقاهره تعيش أسره بسيطه مكونه من خمس أفراد وتضع ربه المنزل العشاء على السفره وهي تستدعي اطفالها الصغار 
يلا ياولاد عشان نحضر العشا 
_ استني يا امي خليكي انتي وانا هحضر العشا مكانك 
ابتسمت الأم ابتسامه لطف الى ابنها الصغير وداعبت شعره بكل حب وهي تقول 
_ربنا يخليك ليا ياعمار مع انك اصغر اخواتك بس دايما بتساعدني وواقف جنبي مش زي مروان واختك محدش فيهم معبرني 
قبل يداها هذا الطفل الصغير مع ابتسامه صغيره 
انتي دايما بتتعبي عشان خاطرنا احنا لازم نريحك 
أتي ابنها البكر والضيق يظهر على ملامحه 
_ انا مش بساعدك عشان انتي دايما بتحبي عمار اكتر مني انا واختي واحنا كلنا عيالك 
أجابت الأم بعدم رضا 
عيب تقول كده يامروان انتوا كلكم اطفالي 
انهت الأم جملتها حتى سمعت طرق على الباب ولكنه ليس بطرقآ عادي فأصاب الړعب داخلها ونطقت والارتباك مصاحب لنبره صوتها
مين 
سمعت صوت زوجها وهو يقول 
افتحي يابدريه انا حربي 
صاحبها الطمأنينه عند سماع صوته وذهب عمار لكي يفتح له الباب وعند فور دخوله رأت ملامح وجهه التي كان يبدو عليها القلق ونطقت سائله 
مالك ياحربي فيك ايه بتنهج كده ليه 
أجاب وهو يكاد يلتقط أنفاسه 
خبي العيال بسرعه يابدريه خبيهم 
اصاب الړعب قلبها وهي لا تعلم مايحدث 
ماتقولي في ايه ياحربي 
أجاب مسرعآ وهو على عجله من أمره 
مافيش وقت لأسئلتك دي خدي العيال واطلعي بيهم من الباب التاني بسرعه 
استجابت الأم الى مطلب زوجها ولكن قبل أن تذهب أوقفها دخولهم فكانوا اربعه من الرجال يطاردون زوجها لعدم سداده الدين الذي يدين به لهم ضمت الام اطفالها الثلاثه الى حضنها عند رؤيه هؤلاء الرجال وهو ممسك بسلاحھ بيديه ويصوبه على رأس زوجها قائلآ 
يعني برضوا مسدتش الدين اللي عليك ياحربي 
غمر الړعب قلوب الأطفال نظر لهم والدهم وهو يرى الخۏف يسيطر عليهم رد قائلآ 
هسدده والله هسدده بس اصبر عليا شويه 
استدار الرجل الى الاطفال وهم يبكون وصوب سلاحھ أثرهم وسأل سؤال للأم لم يكن بالحسبان 
اختاري مين فيهم ېموت 
لم تستطع أن تستوعب معنى سؤاله فجميعهم فلذات أكبادها كيف تستطيع الاختيار بينهم 
انت بتقول ايه 
ضغط على زناد فك الامان مهددآ أياها بلا مبالاه 
لو ماختارتيش حالا هموتهم هما التلاته 
ظلت
 

انت في الصفحة 4 من 20 صفحات