رواية الهجينه (كاملة جميع الفصول) بقلم ماهي احمد
شيئآ يحدث كما مخطط له تمامآ فقد كان ينتظر ما يحدث لسنين طويله ولكن تبقى شيئآ واحد شيئآ صغير نظر الضبع
الى ياسين نظره فهم معناها على الفور فابتسم الى والده وهو ينظر الى المأذون شعر ذلك المسكين بالغدر فأخذ يردد كلمات اعتقد ولو لدقيقه واحده أنها من الممكن أن تنقذ حياته وأخد يردد بها
لا لا عندي عيال انا ماشوفتش حاجه چوه البيت لستني مغمض عيوني ماعشوفش حاجه وحياه ربنا ماشوفتش حاجه
نطق الضبع أخيرآ قائلآ
ياسين خلص عليه
_ امرك يابوي
كان ياسين يتحرك بخطوات بطيئة نحو المأذون وهو مستمتع بتوسلات المأذون إلا ېقتله وقد كان كثعبان يزحف ببطء نحو فريسته لينقض عليها على حين غرة وبالفعل ھجم ياسين على المأذون وقضم رقبته دون ادنى شعور بالشفقة وخر الشيخ صريعا وقد ابتسم ياسين بسخريه من ذلك المسكين الذي لا يملك حول ولا قوه بعد أن قضم رأسه بيديه العاړيتين دون الشعور بذره من الندم فقد وقع طريح الأرض وفقد حياته على الفور أبتسم
ياخساره المأذون ده كنت بلعب ببنته واحنا صغيرين
قضب الضبع حاجبيه دلاله على عدم الفهم وهو يسأله
بتلعب ببته كيف يعني
أخذ يلقي نظره سريعه أخرى على المأذون وعاد ليحادثه من جديد
كنت دايما بلعب معاها عريس وعروسه ورغم كده ماقدرش يفتح عينه ويطلع بوشي
استقام الضبع وهو يتكأ على العصا الخاصه به
الخۏف ياولدي واكل قلوبهم أكل بيخافوا وخوفهم منا ده هو اللي عاملنا قيمه بينتهم ولسه عيله الضبع واقفه علي رجليها لحد دلوك
شيل چتته من اهنه وانت خابر هتعمل بيها ايه
_أمرك يابوي
____________ بقلمي ماهي احمد___________
وفي تلك اللحظات ذاتها أخذت خليله تلك الصغيره تحملها بين ذراعيها ورحلت فتحت باب من الحديد يكسوه الصدا وعندما قامت بفتحه اصدر صرير مزعجا يصم الاذان
هبطت درجات الدرج لاسفل القبو لتجد باب خشبى سميك قامت بفتحه لتجد حجرة مظلمة وعلى ظل الضوء الخاڤت المنعبث من الاعلى رأت ان الحجرة مليئة بالبراميل الفارغة والفئران والحشرات الزاحفة تبدو من هيئة الغرفة انها مخزن قديم كانت الرضيعة تبكى بشدة من شده الجوع فوضعتها خليلة فوق اقرب برميل إليها وسارت تتحس الجدار بحثا عن قابس الانارة لكى تنير تلك الغرفة ولم تجد غير قابس واحد ضغطت عليه فأضاء مصباح صغير باللون الاحمر المؤلم للعين وظلت تنظر فى جميع ارجاء الحجرة بحزن وألم وانكسار وعادت مرة اخرى للرضيعه التى كادت ان تلفظ انفاسها القليلة من كثرة البكاء وحملتها مرة اخرى وهى تطلق تنهيدة قاټلة تكاد ان ټحرق جدران الحجرة باكملها من شدة حزنها.
شعرت بجوع أبنتها وهي تضع يدها على قلبها وشعرت بالكسره بداخله ثم قالت بقلب مفطور
بتي .. بتي جعانه يا علوان حسيت بيها
جلس علوان في الجهه المقابله لشقيقته وهو يخبرها
ردت قائله وقد أنهكها التعب
ماعتقدرش ياعلوان ماعتقدرش تقتلني خابر ليه
علشان انت چبان ومش راچل انا عمرى ما كنت ملعونه وبتي قويه من صلب راجل قوي وهترجعلي مهما عدى علينا الزمن
_ الراجل اللي بتچيبي سيرته ده ماټ وشبع مووت
نظرت له نظره تتحداه بها وصاحت قائله
هو ماټ صح بس عاش راچل وماټ راچل مش زيك عايش چبان وھتموت برضوا چبان
لطم علوان شقيقته لطمه أخرى على وجنتيها وقد أصبح في ذروة غضبه
لمي لسانك يازهره احسنلك
انا المره دي مش هحاسبك علي اللي قولتيه بس لو اتكررت مره تانيه مش هعمل حساب انك من دمي انتي فاهمه
ارتطم باب الغرفه بالحائط خلفه أثر رحيل علوان وضعت هي يدها على قلبها من جديد ونظرت أمامها الى الخاله وهي تبكي والدموع تملىء عيناها
_ بتي بټموت من الچوع ياناس
أمسكت الخاله بالعصا الخاصه بها وهي تتكأ عليها وترفع يدها بلطف حتى تمرر يدها بين خصلات شعرها وتربت عليها بلطف
ماتخافيش عليها يابتي بنتك مايتخافش عليها دي بيجرى في عروقها ډم ابوها المهدي واللي بيجرى في عروقه ډم المهدي مايتخافش عليه واصل
بقلمي ماهي احمد
كانت تحاول أن تبعد تلك الزواحف والحشرات عن تلك البراميل التي يكسوها الصدا بيديها العاړيتين وضعت الطفله علي أحدى البراميل التى مازالت تصرخ من شده الجوع فنطقت خليله وهي تصرخ بها ضاغطه على أسنانها
_اتخرسي بقي اتخرسي
انتي السبب في كل اللي انا فيه ده بسببك انتي اتحكم عليا اني اعيش معاكي إهنه وادخل بيت الضبع برچليه .. اتحكم عليا ماشوفش عيالي واصل عشان اربي بت غريبه ماهياش من دمي ولا من لحمي اتحكم عليا اعيش هنا معاكي اللي باقي من عمرى عشان اربيكي لحد ما تكبري وتبقي عروسه
اشاحت بنظرها عن الرضيعة وظلت تتلفت حولها بحنق واشمئزاز وتنهدت مرة اخرى بحزن
بس هعيش حياتي اهنه كيف بس ياربي ياريتهم كانوا قتلوني ولا اني اعيش اهنه ١٦ سنه بحالهم وياعالم بعد العمر ده كله هيخلوني اعيش ولا ھيقتلوني انا التانيه
جلست القرفصاء على الارض الرطبة وهى تلقم الصغيرة ثديها لترضعها وتشبع جوعها
فسرحت بخيالها عما حدث لها وكيف وصل بها الحال للوصول الى ما هي عليه الأن
في بيت بسيط مبني من الطين كانت خليله تملؤها السعاده هي ووزوجها كانت تجلس خليله على الفراش حامله مولودها الجديد فرضاها رب العالمين بصبى كانت تتمناه من الدنيا ليلآ مع نهارآ ويجلس زوجها في الجهه المقابله لها قبل ايام قليله من ولاده الطفله
فنطق زوجها بلا تردد يهنئها على استجابه الله لدعائها بهذا المولود
مبروك ياخليله جيبنا الواد اخيرا بعد خلفه خمس بنات اخيرا چيبنا الواد
ردت عليه ببسمه نابعه من القلب
مش قولتلك هفضل احبل واولد لحد ما اچيبلك الواد اللي نفسك فيه يا ابراهيم
أتى الليل سريعآ وأخلد كل منهما الى فراشه وخليله تضم وليدها بين أحضانها حتى ارتطم باب الغرفه الخاصه بهما بالحائط أثر اقټحام ياسين غرفه نومهما استيقظت هي وزوجها والفجعه تملكت من قلبها وهي تضم صغيرها بيديها أغمضت عيناها سريعآ فور علمها بأنه هو ثم نطقت مسرعه
احنا عملنا ايه
بتر زوجها حديثها
اسكتي ياوليه اسكتي
اللي تؤمر بيه عيله الضبع ننفذه من سكات
ابتسم ياسين على ضعفهم وقله حيلتهم فتكلم بنبره يأمرهم