رواية الهجينه (كاملة جميع الفصول) بقلم ماهي احمد
انت في الصفحة 1 من 20 صفحات
فى إحدى القصور بقرية من قرى الصعيد النائية وفى ليلة حالكة الظلام حيث كان الصمت هو المتحدث الوحيد فى تلك الليلة مع بعض من نسمات الهواء على استحياء أقتحم الضبع غرفة ابنه وهو يصيح بصوت مرتفع بأسم إبنه ياسين حيث كانت تغمره السعادة ويكاد بريق عينيه ان يبدد الظلام الذى بالخارج وهو يقول له
انت فين البشارة جت البشارة ياولدى
نهض ياسين وتبرز عضلاته وقد تملكته المفاجأة بالارتباك وهو يقول
بشارة اية يابوى اللى جت
بنت العزايزة بتولد ياولدى خلاص أخيرآ بتولد
قال جملته وكانت تغمره السعاده
أنت بتتحدد عن آية يا بوى أنا مفهمش
لاء إنت فاهمنى كويس وعارف انا بتكلم عن مين ياياسين
نهض ياسين لكى يرتدى جلبابه بعدم مبالاه وتحدث متهكمآ
وحتى لو البنية بتولد والبت اتولدت لسه بدرى يابوى على اللي بيدور جوات راسك
نظر له والده نظرة طويلة وقد تقافزت من عينيه شرارات الڠضب وقد كاد ينقض عليه
لاء كفايه اكده احنا استنيناها تحمل وتولد من سنين طويله واهى هتولد وخلاص يكون فمعلومك هتكتب كتابك عليها الليله
اكمل ياسين ارتداء جلبابه وضبط درجات السلم خلف أبيه وهو يتحدث بحنق وڠضب
ألتفت إليه والده وقد تملكه الكثير من الڠضب وأصبح وجه كأنه شيطان فر من أعماق الچحيم الان وصفعه صفعه شديدة على وجه ألقت به على الارض وهو يصيح به
انت بتجول لمين أنت خرفت يا ياسين إنى الضبع وانت ولد الضبع وعيلة الضبع متخرفش واصل حتى لو العجز أكل من جتتنا أكل البت دى أنا فضلت سنين طوال بحلم باليوم اللى تتولد فيه مكانش بيغمض ليا جفن من كتر مكنت مستنيها تتولد واهى اتولدت بعد مكنت بجول ان المهدى مش راح يخلف فى يوم من الايام أهى مرته خلفت والبت دى هى أملنا الوحيد عشان تتفك لعنتنا اللى لعڼا بيها المهدى سنين طوال
انت بتضروبنى يا بوى
نظر الضبع لابنه ياسين نظرة خاوية وقد كان وجه لايحمل اى تعابير حينها ادرك ياسين ان والده لن يتراجع عن قراره قط وانه قد قضى الامر
استدار الضبع وتحدث لياسين دون ان ينظر للخلف
اعمل حسابك كتب كتابك عليها الليله والليله اول مالقمر يظهر فالسما ويبقى باللون الأحمر هنربط دمك پدمها عشان نبدأ نفك اللعڼة
انى خابر انك نفسك مرت المهدى تخلف بت خابر انك شايل حمل تقيل فوج كتافك من زمان وخابر كمان انك بتضعف وبتقرب من المۏت يابوى بس افرض ان اللى فبطنها طلع واد مش بت زاى ما انت عايز هتخلينى برضه اكتب كتابى عليه برضك وتربط دمى بدمه
نظر الضبع للخلف بجانبه لياسين وهو يتحدث بلهفة محب ظل كثيرا ينتظر رؤية حبيبته وهى تقف فى شرفتها
لا مش هيطلع واد هيطلع بت عيونها كيف لون الزرع الاخضر وشعرها بلون سنابل القمح واللى هيأكدلك حديتى العلامة اللى هتظهر تحت سرتها وهتعرف انى مبخرفيش كيف ما بتقول طول السنين اللى فاتت دى ياولدى
جذب الضبع عبائته من فوق احد المقاعد ووضعها فوق كتفه بعد ان أنهى حديثه وبطرفة عين لم يعد له وجود داخل القصر كأنه لم يكن له وجود من البداية وهنا تحرك ياسين وظل يلقى كل ما يجده امامه وېحطم جميع أثاث القصر وهو فى ذروة غضبه
________________ بقلمي ماهي احمد_____________
فى منزل صغير بالقرية رسم الحزن ملامحه عليه من الخارج كأنه ينتظر حادثآ مأسوى وليس حدث سعيد وقد كانت القابله تتحرك مسرعة فالداخل وهى تتحدث مع سيده طريحة الفراش وهى تعانى من الام الوضع
خلاص أهو خلاص هانت يابنتى
كانت السيدة تتشبث بالفراش بقوة والعرق يغمرها وتتألم وقد كانت تضغط بأسنانها على قطعة من القماش بقوة حتى تكتم صراختها وتتحدث بصعوبه
ارحمينى ياخالة حكيمة ارحمينى مش قادرة خلاص ھموت
خلاص يابنيتى خلاص قربنا أهوه
انا شايفه راسه يابنتى اتنفسي نفس مرة كمان الله يرضى عنيكى
كانت السيدة تلهث بشدة وكأنها كانت داخل مارثون سباق للعدو وقد اخذت نفسآ عميقآ وكتمت أنفاسها بقوة حتى كادت ان ټموت وهى تضع وليدتها
ظهر اخيرآ الرضيع وأمسكت بها القابلة وقد كان الحبل السرى لا يزال ملتصق بها
حد يلفينى مقص ياخالة عشان اقطع الحبل السرى
اخذت القابلة المقص وقد قطعت الحبل السرى من الجنين والسيدة تلهث بشدة تجاهد لألتقاط انفاسها
طمنينى ياخالة وقوليلى انه واد مش بت جقوليلى انه واد عشان يفضل فحضنى
كانت تعبير وجه الخالة حكيمة ماهى الا صورة متقنه لكل تفاصيل الحزن والاسى تظهر على تجاعيد وجها التى نحتها الزمن وامسكت بطرف الخمار الاسود الذى تضعه فوق راسها وهى تجفف عينيها من بعد العبرات التى تتساقط منها
_ ماعيزاش اكدب عليكي يابتي مش واد دي بنيه بنيه كيف البدر فتمامه
زاد الأرتباك والقلق على وجه تلك السيده التى وضعت طفلتها منذ ثواني قليله فقد علمت مصير أبنتها الرضيعه بمجرد علمها بأنها فتاه فكان لديها أمل بسيط ان تصبح فتى حتى لا يصيبها المكتوب وتظل بجانت والدتها حاولت أن تبتلع ريقها ولكنها وجدت حلقها جافآ كصحراء قاحلة رفعت يدها رفعت يدها وكانت الدموع في مقلتيها
_ ناولهاني ياخاله .. ناولهاني بسرعه خليني أخبيها منهم في حضڼي
لم يمر سوا بضعه ثواني فقط ثواني قليله حتى ارتطم باب الغرفة بالحائط اثر اقټحام علوان شقيقها الغرفة بكل قوة وقد كانت تظهر على ملامح وجه المحترقة من اثر الشمس الحاړقة التوتر والخۏف معآ وهو ينظر لها
وبادلته الأم النظرات أيضا پخوف شديد و قد كاد ان يتوقف قلبها من سرعة نبضاته
فهو علوان شقيقها الذي يكبرها بأعوامآ قليله جاء ليأخذ منها وليدتها الرضيعه تملك الخۏف من قلبها حتى كاد أن ينهش جسدها فتحدثت بصوت يملأه الرجاء
_ علوان إحنا لازم نخبيها لازم نخبي بنتي عيله الضبع لو عرفت انها أتولدت مش هيسبوها في حالها ساعدني ياعلوان
لم ينطق ببنت شفه ووضع رأسه بالأرض
بنظرة انكسار وخنوع وقد تبدلت نظرته الى ضعف وقلة حيلة دون أن يتفوه بحرف واحد على الاقل
ونظرت الام الى الرجال الذين يقفون بجواره وقد كان حالهم لايختلف كثيرا عنه
والذي ساء الوضع سوءآ
فهو الذي سيأخذها بيديه العاړيتين إليهم هو الخال الذي كان من المفترض أن يضمن لها الأمان من عدمه
ألقت الأم نظره أخيره على