رواية ليته ظل أعمى (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم سماح سالم
مره
هاتف آيه بيرن والرقم غريب قالت آيه ألو ايوه انا صحيح والله حاضر الصبح هكون موجوده
أغلقت معه واتصلت بغاده قالتلها ايوه يا غاده اتصلوا بيا
سألتها مين دول يا بت
قالت لها بتوع الوظيفه إياها
قالت بتعجب لسه جاين يتصلوا من يومها
قالت آيه انا هاخد أجازه أما اشوف الوضع ازاى الأول
قالت غاده تشوفى ايه انتى تتبتى فيها بأيدك وسنانك
قالت لها عندى فكره ياختى الحمد لله احنا عندنا زى موحد فى القريه والا كل مرتبى كان طار على الهدوم عموما ضحى بتحويشة العمر وهاتيلك طقمين حلوين على ما تفرج
قالت آيه انا كنت بفكر فى كده برضه
اشترت ملابس جديده باهظة مثل التى يرتدوها دخلت آيه
بدون صوت واخفت الملابس حتى لا تراها زوجة والدها وتسمعها من كلامها المسمۏم
وصلت أمام الشركه وقالت وهى قلبها يخفق يارب وفقنى علشان خاطر اعمل العمليه وأبقى زى الناس تانى
دخلت آيه وسألت عن مكتب باسم وقابلته قال لها فى شرط قبل ما تستلمى الشغل
قالت آيه شرط ايه
سنه هتدفعى للشركة عشرين ألف جنيه
قالت آيه بقلق انا اول مره اسمع كده مش غريبه دى
دخل إياد وكان يستمع للحوار معاكى حق تقلقى هى مغامرة بس المقابل يستاهل هديكى ضعف المرتب اللى اخدته السكرتيره اللى قبلك
قالت وكأنها لم تسمع ما قالوايه اللى يضمن أن شغلكم ما فيهوش حاجه تودى فى داهيه
وقص عليها حكاية معتز وقد اشفقت عليه فهو مثلها مع
الفرق طبعا
قالت له انا ما عنديش مانع
قال ايادعلى خيرة الله
سألها باسل معلش انا عاوز أسألك سؤال محرج شويه
هو انتى حاطه اللازقه دى ليه
قالت آيه وهى تبتسملا أبدا مافيش إحراج أصلى حصلتلى حاډثه شديده وسارت أثر كبير علشان كده يغطيه
قالت آيه للأسف الشديد لا
قال باسل انا آسف جدا اتفضلى اسلمك شغلك مكتبك هيبقى فى أوضة معتز بيه لأنك هنا عنيه هتقريله التقارير و تكتبى القرارات وتقرى رسايله يعنى هتقومى بشغل المدير
قالت له طيب وشغل السكرتارية
قال لها هنا اللى هيقوم بيه انتى هنا جايه ليه هو هتبقى عنيه وايده
دخلت آيه إلى المكتب حجره واسعه جدا بلونين ازرق وأبيض مكتب كبير فخم فى منتصفها خلفه مقعد ضخم من الجلد الأسود وأمام المكتب مقعدين جلد أقل حجما تتوسطهما منضده
وفى جانب اخر وضع مكتب صغير أنيق وكرسى جلد مريح اعجبها كثيرا حيث أنه مكتبها
وهناك مكتبه على الحائط كبيره بها توضع الملفات
وثلاجة مشروبات صغيره
ابتسمت آيه وقالت المكتب جميل جدا على خيرة الله
بعد قليل دخل معتذ وكان معه السائق يمسك يده
قال إياد صباح الخير يا معتز
قال
معتز صباح الخير يا إياد ها الموظفه الجديده جت
قال ايادايوه وفهمتها هى هتعمل ايه
قال معتزهى خرسه ولا ايه انتى ما بترديش ليه يا بنى ادمه انتى
أصيب إياد وباسم بالخرس لكن ايه قالتمستنيه حضرتك تخلص كلام مع إياد بيه يا فندم
قال معتز اول ما ادخل المكتب تيجى تاخدى الشنطه وتوصلينى للمكتب انتى فاهمه
خرج إياد وباسم وتركوها بمفردها تواجه كتلة الڠضب تلك
لكنهم لا يعلمون من هى آيه
الفصل الخامس
أخذت آيه ورقه وقلم واتجهت إلى معتز وقالت لهلو سمحتلى
يا فندم أسأل حضرتك ايه تعليمات حضرتك الروتينيه
انتبه معتز لها وقالقصدك ايه مش فاهم
قالت له أقصد أوامر حضرتك اليوميه يعنى زى اول ما تدخل اوصلك للمكتب واخد الشنطه فى حاجه كمان لازم أكون عارفاها
انفرج فمه عن شبه ابتسامه وقال القهوه تدخلى اول حاجه بعد كده هتبدأى تقريلى الرسايل المهمه وهتكتبى الملاحظات اللى هقولها لك اول بأول وتتنفذ فورا
أهم حاجه الامانه انتى هتطلعى على أسرار شغلى
اى معلومه تخرج بره هنسفك مش هخلى الدبان الأزرق يعرفلك طريق فاهمه
قالت آيه بهدوءأكيد طبعا دا حقك عموما اطمن تماما من الناحيه دى
فى حاجه تانى ولا كده خلاص
قال معتز حاليا خلاص أما يكون فى حاجه تانى هقولك
قالت آيه عن إذن حضرتك اطلب القهوه
قال معتز لحقتى نفسك
ابتسمت آيه وضغطت زر الكافتيريا الخاصه بالشركة وقالتقهوة معتز بيه تيجى حالا
وطلبت من السكرتيره الرسائل والفاكسات
وجلست تقرأهم له وتدون تعليماته بدقه وكلما سأل عن شئ وجدها منتبهه ويقظه فعلم انه أتت للعمل فقط وليست كغيرها كى تصطاد عريس
بعد فترة قالت له انا هطلب نسكافيه تحب اطلب لحضرتك
شعر معتز أنها جريئة كان المفروض أن تهابه وتشرب ماتريد فى مكتب السكرتيره الأخرى
فقال لها انتى هتشربى قهوتك هنا
شعرت بغروره فارادت أن تضايقه فقالت ببرود لا طبعا على مكتبى
فقال لها ممنوع طبعا
قالت له كله هنا كده ممنوع يشربوا حاجه فى مكاتبهم
ولا انا بس
قال وقد حاصرته بالسؤالانتى بس ازاى تشربى قهوتك معايا هنا
قالت له ببساطه لأن مكتبى مع حضرتك اشرب فين يعنى
قال لها اشربى في مكتب السكرتيره بره
تحت أمر حضرتك عن ازنك هخرج اشرب قهوتى بره
قال لها ما تتأخريش فى شوية فاكسات عاوز ابعتها
قالت له حاضر يا فندم
خرجت آيه وذهبت إلى الحمام لتصلح من هيئتها قليلا وعادت فقال لها لحقتى تشربى القهوه
قالت لهلا طبعا
قال لها ليه
قالت لهما احبش افرض نفسى على حد انا لسه ما أعرفهاش اشرب عندها قهوتى ازاى
قال لها دى شركتى ومكان ما احددلك تشربى قهوتك تشربى مش محتاجه إذن منها
قالت له شكرا لحضرتك يا فندم بس انا خلاص مش عاوزة اشرب حاجه
ثم قالت جاهز حضرتك للفاكسات
قال لها وهو يشعر بتأنيب الضمير ايوه اتفضلى
سجلت أوامره وجلست ترسلها على الفاكس
ثم قالت له فى ايميل وصل حالا من شركة
بيبلغوا حضرتك بموافقتهم على الشروط الموجوده فى العقد تحب اقولهم ايه
قال لها شوفى الوقت المناسب فى دفتر المواعيد عندك ايه وحدى معاد للاجتماع
قالت وهى تنظر للدفتر بكره حضرتك فاضى من الساعه اتنين لأربعة
قال هايل ابعتى الرد أن العقود هتتمضى فى اجتماع بكره الساعه تلاته بالظبط
وتم ما أمر به
وبعد قليل قال لها اطلبيلنا قهوه بقى
ابتسمت آيه وقالتشكرا يا فندم
بس انا مش عاوزه
قال لها ليه
قالت لأنى مش هشربها بره
فابتسم وقال لهالا خلاص هسيبك تشربيها هنا
ودى اول مره تحصل
طلبت آيه القهوه
وشربتها معه وهى تسأله عن هذه الصفقه
تعجب من كثرة اسئلتها وقال لها على فكره انتى بتسألى في حاجه مش مطلوبه منك تعرفيها
المطلوب منك تقريلى وتكتبيلى فقط لا غير
قالت بهدوء اعزرنى حضرتك انا احب أفهم اللى بعمله مش يمكن يكون عندى رأى مفيد لحضرتك
ضحك معتز بصوت عال كأنها قالت نكته انتى يا بتاعة
امبارح اللى هتدينى رأيك
علمت أنه يستهزئ لكنها قلبتها ضحك وقالت بخفه
سبحان الله يوضع سره فى أضعف خلقه
ابتسم معتز وقال لها شكلك فضوليه أوى
قالت آيه عن إذن حضرتك فى حاجه تحب اضيفها لتعليمات بكرة بخصوص الاجتماع
ظل معتز يمليها ما عليها فعله وتجهيزه للغد
انتهى يوم العمل وكانت هذه
اول سكرتيره تخرج من
مكتبه مبتسمه كان هناك من راهن أنها ستخرج باكيه
وهناك من قال إنها لن تكمل لنهاية اليوم
والكثير من الأحداث الدراميه المتوقعه
لكنها فاقت كل توقعاتهم أن تخرج مبتسمه
انها إذن فولاذيه
عادت لبيتها وهى سعيده للغايه ونسيت أمر ملابسها التى ترتديها
زوجة أبيها يا لهوى ايه دا يا بت جبتى الهدوم دى منين
قالت آيه استلفتهم من واحده صاحبتى كان عندنا اجتماع مهم ولازم اللبس ده وانا ما عنديش
فقالت لهاطيب خلصنا انا رايحه مشوار مهم أبقى حطى الأكل لابوكى أما يطلع
جلست تفكر فى تلك الورطة لو علمت أنها اشترتهم ستعلم أنها تدخر مالا من وراء ظهرها تعجبت ايه هى التى تعمل لكنها لا تستطيع أن تفعل بمالها ما تريد
فنظرت لنفسها فى المرآه وقالت انا مش ضعيفه قدامها بس مش عاوزه مشاكل علشان خاطر بابا
وجدت هاتفها يرن الو ازيك يا غاده عامله ايه
غاده قوليلى انتى عملتى ايه النهارده انا مستنيه اعرف
اخبرتها ايه بكل شئ حدث
فقالت لها الواد ده شايف نفسه اوى هو حلو يا بت يا آيه
قالت لها مش عارفه
قالت غاده اطلعى من دول يا بت دانا اللى مربياكى
قالت آيه بجد مش عارفه كان دمه تقيل اوى بس ضحكته تجنن ممكن نقول أنه وسيم بس مغرور اوى
قالت غاده شطارتك بقى تشنكليه
قالت آيه انتى بتقولى إيه انا مش بتاعة كده
قالت غاده هو انا بقولك بوسيه لاسمح الله
قصدى قريبه منك وعلقيه بيكى الواد أعمى يعنى مش هيفرق معها وشك فهمتى قصدى
قالت آيه بغيظ حظك انك بعيد عن ايدى كنت آدبتك على الكلمتين دول انا أما اتجوز هيكون علشان حبيت
قالت غاده طيب وانا بقولك اكرهيه بالعكس يا عبيطه
دانتى تموتى فيه وفاللى جابوه
قالت آيه انا ليه بكلمك اصلا سلام لا من غير سلام
ثم أغلقت الهاتف وهى تفكر ايعقل ماقالته غاده كيف تراها هكذا
ظلت تفكر فى حل لموضوع الملابس
فقررت أن تخرج من المنزل بملابسها العاديه لكن تذهب مبكرا قبل وصول الموظفين وترتدى ملابسها فى الحمام وتغادر بعد انصراف الموظفين بعد أن تغير ملابسها وهكذا تبتعد عن لسان زوجة أبيها فهى لم تخبرهم أنها
تركت عملها فى مكتب المحاسبه حتى تستطيع ان تدخر لعمليتها
لذلك ستحافظ على عملها وتجتهد كى تظل فيه
لكن ماذا سيحدث فى اجتماع الغد
الفصل السادس
تعجب حارس الأمن من تلك التي تقف أمام البوابه مبكرا هكذا وسأل اى خدمه حضرتك
قالت آيه وهى تضحك على ذلك الوضع الذى كانت فيه
صباح الخير إسمك إيه
رد عليها وقال اسمى على حضرتك اى خدمه
قالت له أنا آيه سكرتيرة معتز بيه وعندى إجتماع مهم اوى وفى شغل لازم اخلصه ضرورى
على بس لازم افتش الشنطه اللى معاكى واشوف الكارنيه بتاع حضرتك
قالت له دى هدوم أصلى ساكنه بعيد اوى وبركب مواصلات وخفت هدومى تتبهدل علشان كده هلبس جوه بس أرجوك يا على ما حدش يعرف دى شركه كبيره وانا مش عاوزه شكلى يبقى وحش قدام الموظفين وبالنسبه للكارنيه هستلمه النهارده انا أصلى جديده
ضحك على وقال اتفضلى ادخلى وفتح لها الباب الزجاجى الكبير حمدت الله أنها اول الواصلين دخلت إلى الحمام بدلت ملابسها ووضعت ملابسها الأخرى فى الحقيبه ووضعتها فى مكتبها أعدت كل ما طلبه معتز وجلست تنتظر قدومه أتت السكرتيره الأخرى وتدعى سميره كانت سمراء رقيقه الملامح وخفيفة الظل تعجبت من وجود ايه
سميره صباح الخير انتى جيتى تانى
قالت آيه صباح الخير الطبيعى إنى أكون
هنا النهارده مش أجازه
قالت سميرةلا مش طبيعى اللى قبلك كانوا تانى يوم يستقيلوا
قالت آيه لا اطمنى انا قاعده
ضحكت سميره