رواية الحب اولا (كاملة جميع الفصول) بقلم دهب عطية
غير اي يوم.
اشارت له الجدة بيدها ان ينحني ففعل
فقالت لها بهمسا..
تعرف انا ليه بحبك ياواد يايزن..
رد يزن بمحبة ليه ياقلب يزن..
قالت نصرة بعيون تشع حنان وحنين لأيام دفنت مع أصحابها ولم يبقى إلا ذكرى تحيا عليها حتى يحين إلقاء..
بتفكرني بجدك صابر. كان عسل زيك كده وبيحب
يفرحني حتى لو بالكدب
اڼصدم يزن فرفع راسه مستقيم في
اخص عليكي يعني كل
ده كان كدب
قالت نظرة بمحبة عمياء..
انت بكاشبس عمرك ماكنت كداب..
ابتسم يزن بزهو ورفع ابهامه مؤكدا.
الله ينصرك على مين يعديكي هو دا التطبيل المظبوط
في تلك اللحظة دخل من باب غرفة الطعام
رجل في منتصف الخمسين من عمره فارع الطول نحيف الجسد وسيم الملامح خصوصا بشعيرات الشيب التي غطت شعره ولحيته الكثيفه
نظر مسعد لابن أخيه معقبا دون رضا..
اي ياعاصم أخيرا طلعت من سجنك يومين بحالهم في الورشةانت غاوي ۏجع قلب مالبضاعة اللي بنطلبها بنجبها وبنعرضها في المحلات وبتبقا كويسه وتريندات كمان وماشيه في سوق ..اي لزمتها انك تعمل الحاجات دي بأيدك.
رد عاصم موضحا وهو يتخذ مقعده جوار مقعد
انت عارف اني بعمل بالطلب والخاتم اللي كنت سهران عليه كان برضو طلب زبونه مهمة عندي
جلس مسعد على رأس الطاولة وجواره أمه
وعاصم وعلى الناحية الأخرى زوجته إلهام
وابنهما يزن الذي انشغل في طعام
ياكل بنهم
رد مسعد متعجبا من الأمر..
مش عارف أقولك إيه بس انت اللي فتحت على نفسك فتوحه
تدخلت نصرة بعدم رضا معقبة.
اي هي الفتوحه اللي فتحها يامسعد دي حرفة أبوك اللي وصلتنا للي احنا فيه دلوقتي ولا خلاص من ساعة ما فتحت معرض العربيات انشغلت
في تجارة الدهب
برئ مسعد نفسه موضحا..
انا مقولتش حاجة يامي وبعدين المعرض مالوا بس مانا نص وقتي بقسمه بين المعرض وشارع الصاوي وبباشر الشغل مع عاصم أول بأول
دا مالنا برضو..
قالت نصرة باقتضاب.
لو پتخاف على مالك فعلا كنت رعيته مش تدخل في تجارة تانيه وتسيب تجارتنا الاصليه.
انتي عارفه ان مليش في تجارة الدهب مش لوني يام مسعد..
هزت نصرة راسها بوجوم قائلة..
لكان لونك ولا لون اخوك الله يرحمهالوحيد
اللي طالع لابوك وصاين اسمه وتجارته هو
عاصم. وبكرة يبقا يزن.
اعترض يزن وهو يبتلع الطعام بصعوبة.
لا ياتيته انتي فاهمه غلط ان في كلية طب
يعني هتخرج دكتور مش صايغ.
ومالوا الصبح تبقا في المستشفى وبليل مع عاصم في محلات الصاوي
زم يزن شفتيه وليه الفرهدة دي بس..
سالته الجدة بشك بتقول اي يايزن
ابتسم يزن بتصنع وهتف بنفاق..
بقول الجاي احلى يانصرة قلبي..انا معاكي في
اي حاجة..
أسبلت نصرة جفنيها وقلبت في الطعام امامها شاردة
ثم رفعت عينيها على الثلاث مقاعد الشاغرة والتي ظلت مكانها رغم هجر احبابها فعقبت شاردة
بشجن دفين.
بعد مۏت عبد الرحمن ومراته محدش هون عليا فرقهم غيرك انت ياعاصم.. واختك علا. وبعد ما علا ربنا كرمها وجالها ابن الحلال اتجوزته وسفرت حسيت بفراغ وتعبت اوي بس اللي صبرني فرحتها وحبها لجوزها يمكن أكبر درس اتعلمته في
حياتي وفهمته مع الوقت ان الحياة بتمشي
رغم اللي ماتوا ولي بعدوا بتمشيمش بتقف
غير جوانا احنا بس..ربنا يرحمهم. وحشوني اوي.
رد عاصم بنظرات حزينة متأثرة
ربنا يرحمهم. ويباركلنا فيكي ياحاجه.
قالت نصرة بعطف وهي توزع نظراتها الحانية
عليهم بتساوي.
وفيك ياحبيبي وفيكم كلكمكلوا ياولاد
بالف هنا.
تدخلت إلهام في الحديث قائلة..
ربنا يباركلنا فيكي ياماما دانتي باركة البيت دا حتى رفيدة بتحبك جدا..دي لسه قافله معايا
حالا و بتسلم عليكم كلكم.
انهت الحديث بنظرة على عاصم الذي كان يأكل بصمت دون تعقيب ولكنه يفهم هذا التلميح
جيدا.
نظرة نصرة لالهام وقالت بتأثر وهي تنظر الى
عاصم بحزن..
سلميلي عليها يالهام..ربنا يوفقها في حياتها.
شعرت إلهام بالغيظ واحمر وجهها بحرج فلم تكن تنتظر هذا الرد من الجدة وكأن الباب أغلق بالفعل
ولم يكن موارب كما تظن هي واختها
رفيدة.
بصراحة انا عزمتها على الغدى عندنا بكرة دا
بعد اذنك طبعا..
جز عاصم على أسنانه وشعر بانفاسه تثقل فجأه.
قالت نصرة بتفهم وحنو.
ومالوا يابنتي تنوردي مهما كان أختك وحقها تيجي وتشوفك في اي وقت.
الحمدللهنهض عاصم واغلق أزرار سترته
وقد انتبه له الجميع خصوصا إلهام التي تقرأ
كل ردود أفعاله الواضحة على وجهه..
قالت نصرة بحاجب معقود..
قعد ياعاصم كمل اكلك يابني..
قال عاصم بهدوء وهو يبعد المقعد من
خلفه..
شبعت ياحاجه الحمدلله يدوب الحق شغلي.
لم تضغط عليه في الالحاح بل قالت
بصوت فاتر..
وانت فطريقك لشارع الصاوي عدي على بازار
حكيم وهتلي منه الفازة اللي وصيته يعملهالي
من شهر فات
ابتسم عاصم قليلا مع تذكر حبها للتحف
الأنتيكات الفرعونية واهتمامها بهما بمبالغة
وكانهم أولادها الصغار..
حاضر هعدي عليهسلام عليكم
عندما غادر أمام عينيها رددت بصوت خافض
يشع حب وامتنان لوجوده معها.
طريق السلامه ياحبيبي..طريقة السلامه
يابن
الغالي..
فتحت إلهام هاتفها وارسلت رسالة في الخفاء محتواها كالاتي.
مش قولتلك لسه بيحبك وقريب أوي..هيردك لعصمته..وبكرة تقولي إلهام اختي قالت..
هواء منعش مالح للبحر القريب من هنا..و شمس تبدأ بالغروب بين السحبالعصرية في شارع الصاوي نهارا أهدى وأفضل من الصباح لذا يفضل الخروج عصرا للتجول بين محلات الصاوي ملك العائلة وبين محلات الصاغه التي يديرها
بنفسه..
ضجيج هنا و زحام بسيط هناك
محلات شاغرة واخرى تعج بزبائن..هناك من يسير يحمل
هموم العالم على عاتقه وآخر يسير غير مبالي
بالحياة ومصائبهافالديه ما يكفيه ليحيا
مرتاح البال
صف سيارته جانبا وترجل منها بالحلة السوداء والنظارة المماثلة على عيناه..لديه طلة ټخطف الانفاس وتجذب الأنظار طوله الفارع ووسامته الطاغية شعره شديد السواد واللحية المماثلة
والملائمة لملامحه الرجولية الوسيمة.
كل مابي عاصم الصاوي يحكي عنهوالكل هنا يهابه ليس خوفا بل احتراما لرجل أثبت للجميع
انه يستحق مكانة جدة يستحق ان يدير أعمال
العائلة يستحق ان يكون من آل الصاوي
أكبر تجار الذهب على مدار سنوات طويلة..
دلف الى بازار حكيم قبل ان يصل لمحل الصاغة.
عندما رآه حكيم والذي كان يسحب من مبسم الارجيلة خلف مكتبة الصغير..وكان رجل
بشوش وسيم في منتصف الأربعين من عمرة..هلل حكيم بمزاح عندما رآه..
خطوة عزيزة يابن الغاليزارنا النبي
عليه أفضل الصلاة والسلامعامل اي ياحكيم
قالها عاصم وهو يستريح على أحد المقاعد بالقرب منه..
رد حكيم وهو يسحب من مبسم الارجيله بمزاج
رائق.
الحمدلله بخير..انت اي أخباركبقالك يومين
مش ظاهر يعني غطست فين.
رد عاصم.. هكون فين.. في الورشة.
سأله حكيم بهدوء..
بتعمل شغل جديد..مد له خرطوم الارجيله
تاخد.. اخدها عاصم منه وسحب منها القليل
ثم اعطاها له..مجيبا..
آآه حاجة كدهالمهم الحاجه نصرة بعتاني
اخد الفازة اللي قالتلك عليها.
مد حكيم يده واخذ فازة مغطاه بالورق.
واخبره وهو يفتح جزء منها ليراها معه.
آآه عندي اهيهحاجة كده إيه اورجينال
خالص..اي رأيك
نظر عاصم اليه بالامبالاة
انت عارف اني مليش في التحف والكلام ده
عقب حكيم بسخط..
خايب..إزاي تكون فنان ومعندكش حس فني
ناحية الانتيكات دا فن يابنادم
رد عاصم ساخرا.. سبنالك الفن يافنان
فابتسم حكيم وهو يلامس الفازة بيده
باعجاب
لا بكلمك بجد تعرف حبي للحاجات دي اكتر
من حبي لمرتاتي التلاته
ارتفع حاجب عاصم مشدوها.
التلاته !!.. هما بقوا تلاته ياحكيم.
رد الأخر بفخر عجيب..
وقريب هتجوز الرابعهاحنا بنمشي
حسب الشرع ولا إيه..
ولا إيهنهارك زي الفل..انا هروح أشوف المحلات وراجع الدفاتر المتكومه عليا.
قالها عاصم وهو ينوي المغادرة لكن حكيم
اوقفه قائلا
دفاتر إيه قعد بس جيبلك عروسة..
لمعة عينا عاصم بتسلية
فسأله.
عروسة !!مين دي
رد الاخر مبتهجا.. صاحبة المدام.
ازدادت التسلية في نبرة صوت عاصم
فسأله بمكر..
انهي مدام فيهم..ماهما تلاته
كبر حكيم وهو يرفع