رواية جود ووجد (كاملة جميع الفصول) بقلم فيروز
ياعمي.. هغير المكان... ما انت كنت بتكلمها عادي.. الشبكة دي لازم تمشورني يعني
حبيبتي.. جهزي الاكل... هتكلم بره في الشبكة وجي
الو يا عمي.. انا بعيد.. في ايه
اسر... تزلوا حالا...
في ايه.. جود جراله حاجة
اسر. في فيديو بقاله ساعتين علي كل المواقع لوجد مرات جود.. انا عرفت من خمس دقايق... لازم تنزل.. جود في اسكندرية.. لازم تنزل
محتواه.. محتواه ايه
تلاته بيغت.....
خلاص.. خلاص.... انا نازل حالا
اغمض عينيه پألم... فيبدو ان هناك کاړثة علي الابواب...
دخل مسرعا للداخل.. قابلته ديالا قلقة
في ايه
يلا نجهز علشان نازلين مصر.. بسرعة
هتفت في قلق
بابي.. بابي جراله حاجة.. هو ماله
ماتخافيش.. هو كويس خالص.... بس
بس ايه
اه.. بتاع وجد
في فيديو علي المواقع من ساعتين... ابوكي بيقول في تلاتة بيغ.. مش قادر.. وجود ما اعرفش عرف ولا.. لازم انزل
يلا... يلا ننزل بسرعة
دخل الي قرية مالك وصفا تهتم بجودي وحنين
ما ان دخل.. حتى تحولت نظرات الجميع لهم
لاول مرة بعد ان اعتادت على نظرات الناس
مالك.. نمشي..
ماتبصيلهمش.. تنتي بس متوترة شوية.. هندخل علي طول
دخل وجلسوا...
اقعدي بس... وخلي القطاقيط دول معاكي.. وانا جي علي طول.. ماشي
ابتسمت باضطراب...
دخل مكتب.. مالك.. وجده فقط ينظر لشاشة لابه... لا يتحرك.. فقط يبنظر بعيون متسعة علي اخرها.. حتي انه لم يلاحظ ان احدا دخل مكتبه. فقد طرق بابه اكثر
تقدم منه ببطء.. وهو يتحدث في اخر خطوتين
حاطط كاميرا ولا ايه في ارضة رهف.. مسبل كده ليه.. اوعى.....
لم يكمل حديثه... لم يكمله... بل كاد ان يسقط.. فاستند على كرسي مالك...
وجد الفيديو الذي مسحه بيده... يشاهده مالك.. كان مازال في البداية وهم يقتربون منها.. كان كل شئ واضح....
جبت الزفت دا منين.. صړخ فيه
اهدي.. اهدي..
اهدى ايه.. جبته منين
بقابه ساعتين متشير... حد بعتهولي دلوقتي... اهدي علشان نتصرف.. ونشوف مين فبركه
ترك ملابس مالك.. كاد ان يسقط.. فأسنده مالك
ماذا.. من اين جاء.. لقد مسحه ودمره بيده... وجد.. وجد وحدها في الخارج...
وهي جالسة.. اقترب منها طفل.. والحرس حولها... تركوه يقترب منها
وضع في يدها الهاتف.. وذهب
امسكت الهاتف.. مدت يدها تريد اللحاق به.. يبدو انه طفل مع والديه وهذا هاتف احداهما.. لكنها سمعت صوتها... صوتها نعم
ادارت الهاتف... ونظرت من اين يأتي الصوت.. حتي شاهدت نفسها..... رأت زمن الفيديو.. ساعتين.. قربت الفيديو
شاهدتعم وهم بلا رحمة.. تجمدت.. فقط.. ووقع الهاتف من يدها. .
امسك ذلك الهاتف... ورأي لقطة فقط.. واحدة.. وهشمه
اقترب يمسك يديها.. ومالك معهم
وجد.. حبيبتي... ردي عليا
رفعت عينيها الممتلئة بالدموع... والكسرك فقد كانت تناست هذا الموضوع نسبيا..
وجد.. اهدي.. همسحه من علي كل المواقع.. ظرف ساعة.. ومش هيبقى موجود
مواقع
همست... ثم اغمضت عينيها... مستسلمه لذلك السواد العميق الذي احاط بها
خملها سريعا وحرسه خلفه... ومالك ذهب خلفهم... بينما الأطفال... كانوا مع الحرس في سيارة اخرى
وصل سريعا لقصره... حاملها للاعلي...
جاء الطبيب واعطاها حقنه.. واخبره انها ستفيق وحدها
صفا اخذت الاطفال الي الشاطئ يلهون
بينما ظل مالك وجود بالاسفل
عايز هكر.. وحالا
اردف پغضب في رئيس حرسه.
خمس دقايق.. هو في الطريق
خمس دقائق فقط وكان اشهرهم موجود عنده
عايز الفيديو مايبقالوش اثر... وعايز اعرف مين حمله
جود باشا.. الحذف محتاج فلوس كتير
لو هدفع ثروتي.. مش عايزله اثر فاهم
مرت ساعتين.. وتم تحريل مبلغ طائل من الاموال لحسابات مختلفة...
للاسف.. مش هعرف دلوقتي مين الي حمله.. اديني لبكرة بس
معاك بكرة بس.. حرسي معاك... واخرك لو ماوصلتش لحاجة عيبقى بكرة برضه
ابتلع ذلك الهاكر لعابه بصعوبة
ان شاء الله
جود
امشي يا مالك دلوقتي.. وخد جود وحنين.. خليهم انهردا عند رهف وخد صفا معاهم..
والحرس
ذهب مالك.. فهو يعرف صديقه جيدا.. في اوقات غضبه كلماته سيف.. ولا يحبذ تكرارها
صهد الي الاعلي.. وجدها تفوق... اقترب بلهفة من الفراش...
صړخت فجأة باسمه
جوووود
انا هنا.. هنا يا قلبي.. هنا
قال وهو مسيطرا عليها
ال... الفيديو...
اتمسح.. مافيش حد هيشوفه تاني.. خلاص
تاني.. همست پجنون
ثم وقفت
وقف امامها وهي تنظر الأسفل
ماذا هل رآه احد... هل اصبحت... لا... تريد الصړاخ... لقد خربت حياته الان... ذلك الجود.. جود المالكي.. اصبح فيديو زوجته.. يشاهده الجميع.. لقد كان ساعتين... اه من الالم والعڈاب.. ...
اقترب يشعر بألام وڠضب.. يريد احراق العالن
اقترب... اقترب منها بشدة...
بصيلي.. بصيلي.. ارفعي عنيكي
رفعت عينيها تنظر له... لم تتماسك من شده مشاعره التي تسكن عينيه... وترجيها الشديد الذي يسكن عينيه..
بل انزلتهم سريعا...
اقترب اكثر.. واكثر... ومع اقترابه تسقط دمعاتها... حتي اصبح يسجنها داخل ...
تشبثت في سترته بشده... وعلت همسات ۏجعها... وبكائها
حياته معها.. بألف حياه... فضحكاتها.. ابتساماتها... دعاباتها.. طفولته... كل شئ... كل شئ بها... حياة بالنسبة له
همس..
ماتعيطيش... ماتعيطيش.... الموضوع مش هيعدي كده...
اه... وهي متشبثة لاتريد الخروج.. فقرارها الذي اتخذته... ه.. سيجعلها... لن تدخله مجددا...
ازدادت شهقاتها بشده....... تألم...
جلس علي الفراش خلفه.. واجلسها.. بتلقائية شديدة... كأب يحتوي ابنته.... كعشيق يحتوي روحه... .. هنا فقط عشق خالص.. خوف... حب.. احترام مشاعر...
اغمض عينيه پألم... فالذي حدث.. كيف حدث... كيف... اقسم سينهي من فعل هذا... وكيف استطاع
اه من ۏجع يتجدد بعد التئام... اه من ۏجع قلبها الذي متأكد انه يشعر فقط بمقدار ضئيل فقط
اخذ يزيل دموعها...
هششششش... والله هجيب الي عمل كده.. وهحطه تخت رجليكي.... وحياتك.. وحياتك...
ازداد انسياب دموعها اكثر....
... وهو يهمس بكلمات تطمئنها...
انا اسف... مش عارف.. جابه منين.... انا اسف.... والله اهدي... مالوش اثر دلوقتي.... وحياتي...
هدأ نشيجها.... ثم ابتعدت قليلا ترى عينيه
رفعت كفها المرتعش......
همست
انا.... انا بحبك.... واسفه علي كل حاجة.. اسفة... علي.. علي كله
قالت پبكاء اذاب نياط قلبه..
تريد ان تصرخ فقط... فقط..
خمس دقائق.... فقط... ثم ابتعدت عنه... .
وضعت قميصه علي جسدها... ثم اقتربت منه... وجلست امامه.... وكان قد اعتدل وجلس.. يتابعها بعيونه...
عارف.... عمري ما هلاقي حد زيك... بس كفاية... خلاص... ۏجعي بقى بيئذيك....
اقترب يمسك كفوفها..
وجعك هو ۏجعي
وضعت يدها علي فمه...
ثم اكملت
وهي تنظر داخل عينيه... تترك العنان لرصاصة ستذيق روحها الالم الاخير.. النهائي.... الذي لن تعيش بعده
ط... ط. طلقني...
الخامس عشر
هاله ما سمعه.. ماذا تطلب الطلاق....
بحبك يا وجد.. وما اسمعش الكلمة دي تاني...
همست بۏجع..
انا بأذيك... كراجل انا بأذيك.. فيديو لمراتك... كله كله شافه.... انت.. انت كنت الدوا ليا.. وانا. ب....
بت
ايه.....انا راجل.. وكبير كفاية... واتجوزتك.. وخبيتك. وقربت منك... وانتي حبتيني.. وحبيتي بنتي... وكنا خلاص بنخف... انا مش عيل... انا اقدر اواجه اي حد... والي عمل كده.. زي ما قلت لك هيكون تحت رجليكي.... هندمه علي عمره كله.. و
ثم كوب وجهها يزيل دمعاتها الاي لا تتوقف
عارف.. عارف انه صعب عليكي.. الكسر لاول مرة صعب.. بس لتاني مرة بيبقى مضاعف.. خاصة لو كنا خلاص بنشفى منه.... بس زي ما قدرنا نتخطى الي حصل في الاول... هنتخطى ده
همست بۏجع وبكاء
دول.. دول ساعتين.. يعني.....
ساعتين... وهسفف الي نشرهم عڈاب جهنم في الارض عليهم.... وجد... انا الي فارق معايا انتي وبس.. مش حد تاني.... انتي مغلطيش.. انتي كنتي ضحېة... خلي ده بالك... انتي مش خاطية ولا مذنبة.. انتي ضحېة.... وهتقفي علي رجليكي...
هقف... نظرات الناس في القرية اول ما دخلت... انا مش هقدر.. ان
يولعوا الناس... اقفي علشاني.. علشان ماما وبابا.. علشان جودي... علشان تبقي درس للكل.... ان الي حصلك يكسر بس انتي وقفتي... انتي اتأثرتي بالي حصل.. ولسه تبعاته كمان بتأثر عليكي.. لسه.. انتي واجهتي كل المأساه لاخرها...
قالت بنشيج مؤلم
خاېفة يكون لسه في تبعات تانية.. خاېفة...
انا جنبك... جنبك وبس.... الي جي هنواجه سوا.. انتي بس خليكي قوية شوية...
.. بكائها لا يتوقف... وعقله ايضا لا يتوقف عن التفكير.... والڠضب والالم يأكل قلبه
مافيش رجالة كتير زي جود... يمكن قليلين الي هيقفوا جنب الست لما ... واقل بكتير ممكن يتعاملوا مع الموقف زي ما جود اتعامل.... حتى لو كان واقف جنبها... بنسبة كبيرة.. بعد نشر الفيديو ده... اكيد هيسيبها ويتخلى عنها... هيعتبرها حاجة خدشت رجولته.. ضغط الاهل والمجتمع... وبسبب فيديو عي ضحېة فيه...بيحاسبوها هي.. وسايبين الجلاد الي سلب برائتها..... كل فكرهم بيبقي. كإنه فيلم ... واهواء مريضة...
يمكن سن جود ونضوجه... وخبرته.. ومركزه خلته قادر يواجه... او قادر يحتوي وجد والموقف...
في رجالة كتير.. ... بتتهرب.... ما بتفكرش في احساس الست.. المدبوحة..... يا ما فيديوهات اتنشرت ... والست فيها ضحېة... والفيديوهات ماتمسحتش... والست بقت متعلم عليها.. حتى وهي ضحېة... ما حدش بيتقبلها زوجة.. او ام.... مجتمع مريض... بيحسسها انها وصمة عار.. بينما السبب في كل ده.. وهو الجاني والظالم والجلاد... حتى لو اتعاقب... بيتعاقب عقۏبة ابسط بكتير من فعله... وبيخرج عادي جدا ويمارس حياته... مجتمع وفكر مزدوج....
حل الصباح ومازالت.. تبكي.. انهكت احبالها الصوتية... هي نفسها انهكت... هدأت تدريجيا.. حتي سكنت...
رفعها بخفة وسطحها علي الفراش........
ثم صعد مرة اخرى.... القى عليها نظرة وجدها كما هي نائمة... بدل ملابسه....
ثم نزل.... وجد حرسه.. يخبروه بحضور اخوه وزوجته
دخلوا.. وجدوه يجلس في الصالة بهيئته الخاطفة
اقترب منه اسر
جود...
رفع عينيه ينظر له...
..
حمدلله علي السلامة...
الله يسلمك.. انت كويس
الحمدلله
ابيه جود.. فين وجد.. هي كويسة
حمدلله علي سلامتك. يا ديالا... وجد فوق.. اطلعي وخليكي جنبها.. حاولي ماتصحيهاش.. ولما تصحي ناديني
حاضر
قالتها وصعدت ترى تلك الغافية... حولها الاغطية... شكلها.. ودموعها التي مازالت تسترسل حتى في نومها خير دليل علي الامها....
جلست بجانبها فقط... تراقبها
الو
الو يا مالك
كانت هذه رهف التي تنام عندها حنين وجودي... تهاتف مالك
ايوة يا رهف.. حصل حاجة.. في ايه
اهدي مافيش حاجة... بس انا عايزة اروح اتطمن علي وجد
خليكي.. ماتروحيش... دلوقتي.. اهم حاجة خلي البنات معاكي.... ولو حصل حاجة كلميني
مالك
ازداد نبض قلبه عند منادتها له هكذا
انت كويس...
ابتسم بوهن
انتي كويسة
مش عارفة
لما تعرفي... هتعرفي اجابة سؤالي
سكتت لم تتحدث...
سلام يا رهف
هكذا نهي حديثه معها
الارملة..... قضية اخرى.. يتناولها المجتمع... ان تزوجت مرة اخرى.. تكون خائڼة... في نفس التوقيت الذي فيه الرجل ما ان يدفن جثمان زوجته.. يعود لحياته.. ويتزوح.. والمجتمع ينظر انه حق من حقوقه... من سيهتم به.. من سيؤنسه... من سيساعده علي هذه الحياه.. من سيلبي رغباته... من سيهتم بأولاده
في نفس الوقت لما
لايفكرون انها انثى.. تحتاج لرعاية... لاهتمام.. لها ايضا رغبات.. تريد ونسا... تريد ان ترعى ابناءها.. في كنف واهتمام... لما لا ان وجدت الشخص المناسف لا تتزوج.. لما لا نبارك وندعوا للكل بالسعادة...
هي انثي.. حتي وان كانت ام.. لها مشاعرها.. وتحتاج لمن يقدر هذه الانوثة والمشاعر.. دون الخۏف من كلام الناس
بمكانة شخص كجود.. بالطبع فيديو كهذا.. سيحدث ضجة كبرى في كل الاوساط...
وحدث ما كان يتوقع....
مل الجرائد.... تنشر هذا
الموضوع.. الفيديو التي تظهر فيه زوجته.... الفيديو... لا يقولون سلبت براءتها.. لا..
بل يقولون فيديو غير اخلاقي... وفقط... الفيديو الذي نشر لساعات.. وحذف..هل حقيقة..