رواية عزلاء امام سطوة ماله (كاملة جميع الفصول) بقلم مريم غريب
انت في الصفحة 12 من 12 صفحات
مراد بثقل و حاول مرة أخري
مراد بلهجة هادئة
عثمان إحكيلي يا صاحبي طول عمرنا بنحكي لبعض قولي بس ليه طلقتها ليلة جوازكوا شفت عليها حاجة !
خاېنة ! قالها عثمان پغضب شديد ليرتد مراد متمتما
خاېنة إنت إنت إتأكدت كويس طيب مش يمكن تكون بريئة مش يمكن إنت ماخدتش بالك من حاجة !
عثمان و هو يقول بإستهجان
و بعدين أنا مالمستهاش أصلا
مراد بدهشة
الله ! طب بناءا علي إيه بتقول خاېنة !!
نظر إليه عثمان في صمت لبعض الوقت ثم بدأ يسرد عليه كافة التفاصيل
في قصر آل بحيري يصلا كلا من يحيى و فريال إلي المنزل أخيرا و بمفردهما
يعبرا البوابة الضخمة بتلك السيارة الفارهة يصفها يحيى بإهمال وسط الساحة الداخلية ليأتي البستاني و يأخذ مكانه ليدخلها إلي الكراچ
إنتي كده بتزويدها أوي يا فريال مش شايفة إنك مكبرة الموضوع
فريال بجفاء و هي تحاول أن تخلص ذراعها من قبضته
الموضوع كبير يا يحيى إنت فعلا مش مهتم بإللي حصل لإبن أخوك و فوق كده رايح تشد معاه في المستشفي إنهاردة
عايزاني أعمل يعني ما أنا علي إيدك روحت قابلت رئيس النيابة عشان أقدم بلاغ في رشاد بس قالي طالما مافيش دليل يبقي ماينفعش يتوجهله إتهام عشان عضو زفت مجلس شعب
بردو إنت مش عايز تتعب نفسك في الموضوع و مش مقدر إن صالح فدا إبننا يعني لو ماكنش هو إللي أخد العربية و طلع بيها في الليلة دي كان عثمان هو إللي ركبها و كان زمانه مكانه دلوقتي الله لا يقدر طبعا !
أنا مابقتش عارف أرضي مين و لا مين في البيت ده مهما بعمل محدش فيكوا بيحس بفضل أصلح في غلط كل واحد و في الأخر كلكوا بتضغطوا علي أعصابي بطريقة مستفزة !
و كاد يتجازوها إلي الداخل فأمسكت بيده قائلة
خلاص خلاص يا يحيى أنا آسفة
أغمض عيناه لبرهة و هو يتنفس بعمق ثم إستدار إليها و قال بهدوء
عثمان و صفية بالظبط رفعت بس إللي طول عمره واخد مني موقف و لا مرة قدرت أفهمه !
إبتسمت فريال بخفة ثم وضعت كفها علي وجهه و قالت
أنا عارفة إن مافيش في الدنيا قلب أطيب من قلبك عشان كده حبيتك يا يحيى ماتزعلش مني
يحيى مبتسما بحب
أنا مش ممكن أزعل منك يا فريال إنتي حبيبتي و أنا إللي مقدرش أزعلك أبدا
يانهار أزرق ! قالها مراد بصيحة ذاهلة و تابع
عثمان و هو يشعل سيكارة بحاجبين معكوفين
أبدا في الفترة الأخيرة لاقيت أحوالها معايا مش متظبطة مابتقابلنيش كتير مابتتصلش بيا و الكبيرة بقي !
مراد بإصغاء
إيه
عثمان و هو ينفث الدخان من فمه بترو ثم قال
كنا بنتعشا مع بعض برا و إحنا بنتكلم فجأة إتلغبطت و قالت إسمه بدل إسمي
مراد بتركيز
ها و بعدين !
و لا حاجة بقي عملت فيها عبيط و فوتها بس تاني يوم كنت مكلف واحد يراقبهالي 24 ساعة هما يومين و كان جايبلي الڤيديو الجميل بتاعها قال جملته الأخيرة بتهكم مرير و أكمل
ماخلتهاش تحس بأي حاجة بالعكس إتصرفت عااادي جدا و زودت إهتمامي بيها كمان مثلت كويس يعني لحد ليلة الفرح
أه أكيد إدتها العلقة التمام
عثمان بسخرية مرحة
إنت تعرف عني كده يابني أنا مابحبش العڼف كل حاجة بتيجي معايا بالحب
ضحك مراد من قلبه ثم قال
ماشي يا حكيم عصرك طب عملت إيه قولي
عثمان و هو يتأمل وهج السيكارة بين إصبعيه
ماعملتش حاجة مضيتها بس علي تنازل
تنازل عن إيه !
عن حقوقها و عن حصتها في الشركة دي ما أنت عارف أبوها ډخلها شريكة معايا بس أهو أديها ماطلتش قشاية و أنا خرجت منها كسبان و عوضت فلوس الفرح إللي عملتهولها
مراد بإعجاب
معلم يا صاحبي معلم و منك نتعلم شيطان بجد !
عثمان بضحك
جري إيه ياعم ! كلكوا ماعندكوش إلا الكلمة دي حتي صالح ماسكلي فيها
آاااه صاالح ! كنت هتنسيني تاني هو عامل إيه دلوقتي أنا قريت الخبر من يومين !
عثمان بجدية
أهو كويس الحمدلله إتصلت بأبويا من شوية و قالي إنه فاق إنهاردة الصبح إن شاء الله هخلص شغل و هروح المستشفي أشوفه
طيب هروح معاك بقي لازم أزوره و أطمن عليه
أووك شوية كده و هنقوم نروحله سوا ثم سأله
إنت لسا جاي إنهاردة صح
أنا جاي من عالمطار عليك علطول
طيب أكيد جعان بقي و أنا كمان مافطرطش أصلا دلوقتي معاد ال يجي و هخلي سمر تطلبنا غدا
مراد بإستفسار و هو يشير بإصبعه نحو الباب
سمر دي السكرتيرة إللي قاعدة برا !
عثمان عابسا بإستغراب
آه بتسأل ليه !
أصلي بصراحة أول ما شوفتها إتصدمت !
إتصدمت ليه !
مش تيبك يعني جايبلي بنت محجبة و لبسها واسع و مقعدها برا حسيت إني داخل محل عبايات في التوحيد و النور و ضحك إثر جملته الأخيرة
بينما رد عثمان في لامبالاه
هنا مكان شغل يا مراد مش Night Club هاجيب نسوان حلوة ليه أنا جاي أشتغل مش جاي أعمل حاجة تانية
مراد بجدية
لأ يا عثمان بصراحة البت حلوة أوووي و Babyface كده أومال أنا ليه قلت مش تيبك إنت متعود عالبجحين إنما دي شكلها غير رغم إنها كانت نازلة حب في التليفون برا مع واحد بس شكلها بردو آا
نازلة حب مع واحد ! قاطعه عثمان بتساؤل ليرد
أه و أنا داخل عليها سمعتها بتكلم واحد و نازلة فيه حب شكله خطيبها !
عثمان بوجوم
لأ مش مخطوبة
و إنت إيش عرفك
عثمان بعد صمت قصير
مافيش دبلة في إيديها ثم تنفس بعمق و قال مغيرا مجري الحديث
المهم ماقولتليش أمك و أبوك عاملين إيه
مراد و هو يهز كتفاه بخفة
كويسين مارضيوش يجوا معايا قالوا قاعدين هناك !
إنتهي الدوام أخيرا و عادت سمر إلي بيتها
لم يكن يومها شاق ربما لأنه أول يوم
دخلت سمر إلي البيت و بدأت في صعود الدرج لتسمع صوت جلبة آتية من الطابق الثاني حيث يقطن العم صابر و زوجته السيدة زينب
صعدت سمر الدرجات المتبقية بسرعة حتي وصلت إلي الطابق المنشود
توجهت صوب هذه الشقة المفتوحة لتري أخيها واقفا هناك في الداخل
عرفته من ظهره و من صوته العال
لو سمحتي يا حجة زينب دي حاجة تخصني أنا أنا مش موافق أنا حر قالها فادي بهتاف حاد و قد كان يحمل ملك علي ذراعه
إقتربت سمر في اللحظة التالية و تساءلت بقلق
في إيه يا جماعة في إيه يا فادي بتزعق كده ليه
إلتفت إليها و قال پغضب
إطلعي إنتي فوق دلوقتي !
سمر بإستغراب
حصل إيه طي
و ما كادت تكمل جملتها لېصرخ بوجهها
قولتلك إطلعي فوق و خدي ملك معاكي
و ناولها الصغيرة و عيناه تشعان ڼارا
أخذت سمر أختها و صعدت إلي شقتها حين أدركت أنه لا مناص من إطاعة فادي
تركت الباب مفتوح و جلست بالصالون المقابل في إنتظار مجيئ أخيها
لم يغيب طويلا حضر فادي بعد دقيقة تقريبا
كانت ملك مستيقظة و لكنها هادئة فتركتها سمر علي الآريكة ثم مشت نحو شقيقها
إيه إللي حصل تساءلت سمر متجهمة
كنت بتزعق للحاجة زينب ليه
فادي پغضب مضاعف و قد أحمر وجهه أكثر
جايبالك عريس !!!
يتبع
_ كبرياء ! _
أجفلت في إستغراب ممزوج بالتوتر و رددت
جايبالي عريس ! ثم إنتفضت بعد برهة و هي تكمل بإستنكار حاد
بس بردو ده مش مبرر يخليك تزعق للست كده دي في مقام ماما الله يرحمها و يعتبر مربيانا !
فادي پغضب
في مقام ماما و مربيانا علي عيني و راسي لكن تفتكر نفسها واصية علينا لأ
إنت شوفتها جابت بندقية و هددتك بيها يا توافق يا تقتلك الست عرضت عليك الموضوع و إنت رفضت خلاص خلصنا
فادي بعصبية مفرطة
لأ ماخلصناش لازم الكل هنا يلزم حدوده و محدش يفكر يتدخل فينا
سمر پغضب
عايز تعمل إيه هه هتروح تتخانق معاها تاني بقت دي أخلاقك دلوقتي !
ضغط فادي علي فكيه بحنق شديد و هو يشيح بوجهه عنها بينما تابعت سمر متسائلة
ثم تعالي هنا قولي ! إنت عصبي كده ليه فيها إيه لو جالي عريس ده إنت أكتر واحد متحمس للفكرة و إمبارح بس كنت بتشجعني عليها إيه إللي حصل بقي !!
فادي و قد عاوده الڠضب الشديد مرة أخري
إللي حصل إن الست إللي في مقام ماما و مربيانا زي ما بتقولي كانت عايزة تجوزك خميس إبن المعلم رجب الجزار !
ذهلت سمر في البادئ
و هي تتخيل كلامه !
إذن له الحق نعم له ملء الحق ليغضب إذ أن هذه العائلة كلها أرباب سجون و محبي للمشاكل صيتهم ذائع في كل مكان بأنهم أشد شړا عن غيرهم داخل منطقتهم أو خارجها
طيب قالتها بهدوء غامض ليستوضحها فادي بحدة
طيب إيه !!
طيب خلاص الموضوع إنتهي و لو إني شايفة إننا خسرنا
فادي بإستهجان
نعم ياختي !!
سمر ضاحكة بمزاح
أه و الله خسرنا علي الأقل كنا هناكل لحمة ببلاش
و إستمرت في الضحك ليتحول عبوس فادي إلي تعبيرات منفرجة ثم يقول مقاوما الإبتسام
إنتي بتهرجي صح طيب إسكتي بقي عشان ماتعصبش عليكي !
و إنفجر ضاحكا هو الأخر
تشاركا معا الضحك للحظات قبل أن يصيح فادي بإستذكار
أه صحيح قوليلي عملتي إيه في الشغل أول يوم كان كويس و لا إيه !!
سمر و هي تهز كتفاها بخفة
الحمدلله كان كويس أه
محدش ضايقك يعني
سمر بضحك
مين إللي هيضايقني بس يابني ده مكان شغل حد هناك فاضي للكلام ده بردو !
فادي بشيء من الحدة
أه فاضيين و خدي بالك كويس بالذات من مديرك ده أنا مش مرتاحله أصلا
يابني إنت كنت شوفته قبل كده !!
فادي بعدم إرتياح
مش مرتاحله و خلاص خدي بالك منه و لو حاول يعمل معاكي أي حاجة تسيبي الشغل فورا سامعة
أدارت عيناها معبرة عن ضيقها و هي تقول
اففف حاضر يا فادي لو صدر منه ليا أي حاجة مخلة للآداب هسيبله الشغل علطول
فادي بغيظ
بتتريقي !
ضحكت سمر بخفة ثم إقتربت منه و ربتت علي كتفه قائلة
بس لو تبطل الوساوس بتاعتك دي يا فادي ! إطمن يا حبيبي أنا هبقي كويسة كلنا هنبقي كويسين إن شاء الله و قريب مش هنحتاج لأي حد
و هنا برز صوت نشيج ملك المتقطع لتبتسم سمر و تستدير ماشية صوب الآريكة حيث تجلس أختها ثم تقول
حاضر يا حبيبتي عارفة عارفة إنك جوعتي هحضرلك أحلي أكل دلوقتي !
في المشفي الخاصة بإستقبال النزلاء الأثرياء فقط
يصعد كلا من عثمان و مراد إلي الطابق الرابع حيث جناح صالح المترف يقع هناك
ينقر عثمان علي الباب نقرتين متتاليتن
ثم يدير المقبض و يدفعه
كانت هالة تجلس بجوار شقيقها عندما دخل إبن عمها و صديقه و قد إتخذت مكان صفية التي ذهبت إلي المنزل لتنول لتقسطا من الراحة
أهلا عثمان إزيك قالتها هالة بإبتسامة خاصة لعثمان وحده ليرد عليها بإبتسامة عادية
أهلا يا هالة الحمدلله كويس إزيك إنتي
كويسة
أهلا أهلا بإبن عمي الندل لسا فاكر تيجي تطمن عليا قالها صالح مبتسما بصعوبة
فضحك عثمان و هو يقترب ليجلس في كرسي أخر مجاور لسريره ثم قال بلطافة
عامل إيه يا واد تمام و لا خلاص بركت زي الجمل !
بتتريق يا خويا ! ما أنا لو بركت زي الجمل هتبقي إنت السبب مش كنت سايق عربيتك ثم نظر إلي مراد و صاح
و مراااد كمان هنا ! لا لا ده كتير عليا و الله
مراد بإبتسامة
إزيك يا صالح ألف سلامة عليك
الله يسلمك يا سيدي تعالي أقعد ثم طلب من هالة
لو سمحتي يا هالة قومي خلي مراد يقعد
مراد يرفض
لأ تقوم إزاي ! خليكي يا هالة أنا مستريح كده
هالة بإبتسامتها الرقيقة
تعالي يا مراد أقعد مكاني أنا أصلا تعبت من القعدة هروح أجيب قهوة من البوفيه تحت و هجيب كرسي كمان و أنا جاية تحبوا أجيبلكوا قهوة معايا
عثمان مراد
أه يا ريت !
رمقتهم بإبتسامة أخيرة ثم خرجت
إيه يا عم مراد جاي إقامة و لا زيارة قال صالح بتساؤل ليجيب مراد
جاي إقامة يا صاحبي نويت إستقر هنا خلاص بس و الله ما كنت مخطط أرجع اليومين دول أصلا أنا نزلت بسرعة عشانك لما قريت الخبر حجزت تذكرة تاني يوم علطول
فيك الخير طمرت فيك العشرة ياض
و هنا تدخل عثمان
عثمان بجدية
المهم قولي إنت كويس حاسس إنك تمام يعني
صالح بوساطة
يعني ! مش قادر أتحرك خالص و جسمي كله بيوجعني خصوصا ضهري بس تمام أكيد كل ده هيتعالج بسرعة إن شاء الله
عثمان و هو يربت بلطف علي كتفه
إن شاء الله ثم قال بصوته العميق
رشاد الحداد كان قاصدني أنا بس جت فيك للآسف ماعرفتش أثبت عليه حاجة بس قولي يا صالح إنت حاطط الموضوع في دماغك لو شايلها في نفسك قولي و أنا أساويهولك بالأرض مش هيهمني حد و إنت عارف
تنهد صالح تنهيدة طويلة ثم قال
خلاص يا عثمان سيبه إحنا مش ناقصين مشاكل تاني و أنا قريب هقوم علي رجلي بإذن الله
عثمان بإلحاح ممزوج بالڠضب
مش إحنا إللي عملنا المشاكل و كمان أنا مش عايز أسيب حقك يعني أنا لو كنت مكانك كنت هتقف ساكت
صالح بدون تردد
لأ طبعا ! ثم أكمل و هو ينظر إلي مراد
بس أنا بقول طالما بقيت كويس يبقي مافيش داعي نشوشر علي نفسنا و لا إنت إيه رأيك يا مراد !
مراد موافقا
صالح بيتكلم صح يا عثمان أي حاجة ممكن تعملها ممكن تتقلب ضدك و كمان مافيش حاجة هترجع إللي فات تقدر تقولي لو إتعرضتله بالآذي هتستفيد إيه !
عثمان بشراسة
هبقي رديت إعتباري و إعتبار عيلتي كلها و فهمته كويس أنا مين عشان يفكر ألف مرة بعد كده قبل ما يحاول يآذيني
هو خلاص هيحرم يتعرض لأي واحد فيكوا تاتي متنساش رقبته تحت رجلك و لسا الڤيديو بتاع بنته معاك المهم ماتتهورش و عديها المرة دي علي خير !
عادت هالة في هذه اللحظة حاملة طقم القهوة بين يديها لينقطع حديثهم الحاد و يتطوع مراد بالإبتسام عن صديقيه الصامتين الواجمين
صباح يوم جديد تستيقظ سمر باكرا و تهم من فراشها بنشاط
إستغلت إستغراق ملك في النوم و ذهبت لتؤدي بعض الواجبات المنزلية
نظفت الشقة سريعا أحضرت الفطور إيقظت فادي كي لا يتأخر علي جامعته ثم إتجهت إلي الحمام
إغتسلت و توضأت ثم خرجت و أدت سنة الضحى
إنتهت من صلاتها و قامت لتبدل ملابسها
كانت تثبت ربطة حجابها عندما إستيقظت ملك في هذه الأثناء و كالعادة باكية هرولت سمر إليها و حملتها من سريرها الصغير
ضمتها إلي صدرها بحنان و هي تتمتم مغنية بعذوبة في أذنها
هدأت ملك نسبيا بينما أخذتها سمر إلي فادي حيث كان يجلس هناك بالصالة و يتناول فطوره
أقبلت عليه سمر و هي تتحسس جبين أختها و تقول بقلق
فادي ! شكل ملك تعبت تاني و لا إيه !
ترك فادي طعامه في الحال و مد يده و إحتوي وجهها الصغير بكفه الكبير
فادي بإبتسامة هادئة
لأ مافيهاش حاجة
أومال أنا حاسة إن حرارتها عليت ليه
إنتي بتقلقي عليها دايما يا سمر إطمني مافيهاش حاجة
سمر و هي ټحتضنها بقوة
يا رب ربنا يشفيكي يا حبيبتي !
فادي و هو يلتقط حقيبة ظهره من فوق الطاولة و قال
يلا
بقي أنا لازم أمشي دلوقتي عشان ورايا إمتحان بعد ربع ساعة يدوب يعني مسافة سكة ثم سألها بإهتمام
إنتي هتعملي إيه دلوقتي
و لا حاجة هخلي ملك عند الحاجة زينب زي إمبارح و بعدين هروح علي شغلي
فادي بضيق
تاني الحاجة زينب !
سمر بلوم
إسكت بقي مش كفاية إللي عملته إمبارح يا رب بس ماتكونش زعلت منك أوي ثم قالت مقترحة
بقولك إيه ! ماتنزل معايا و إعتذرلها
فادي برعونة خفيفة
نعم يا ماما أنا مابعتذرش لحد و إنتي كمان إياكي تفتحي الموضوع سامعة يلا أنا ماشي
و غادر فادي بينما جمعت سمر أغراض ملك ثم أخذتها و هبطت إلي شقة السيدة زينب
طرقت بابها و إنتظرت لثوان فتحت لها السيدة و رحبت بها
زينب ببشاشة
أهلا أهلا ببناتي الحلوين إزيك سمر إزيك يا ملوووكة
و مدت ذراعيها لتتلقي ملك
فناولتها سمر الصغيرة و هي تقول بإبتسامة
الحمدلله يا ماما زينب كويسة إنتي إزي حضرتك
في نعمة يابنتي نشكر ربنا تعالي إدخلي واقفة عالباب ليه !
ولجت سمر و تبعت السيدة إلي حجرة الجلوس
جلست قبالتها و هي تبحث عن الكلمات المناسبة لتبدأ بها حديثها
سمر بإرتباك و حيرة
ماما زينب أنآاا إحم أنا كنت عايزة كنت عايزة أقول يعني آاا
زينب بضحك
في إيه بس يابنتي علي مهلك عايزة تقولي إيه !
سمر بشجاعة
كنت عايزة أقولك يعني ماتزعليش من فادي هو مايقصدش يزعلك و الله ده حتي كان عايز ينزل معايا يعتذرلك بس إتكسف منك !
سمر يا حبيبتي إنتي أكيد عارفة غلاوتكوا عندي أنا ست طول عمري عايشة مع جوزي لوحدي ربنا مارزقنيش بالولاد بس رزقني بيكوا أنا ربيتكوا مع أمكوا الله يرحمها ثم قالت و هي تداعب ملك بتحبب
و إن شاء الله ربنا يديني العمر و أربي الصغننة دي كمان
سمر بإبتسامة
يا رب ربنا يديكي الصحة
أنا عمري ما أزعل منكوا و ماكنش قصدي أضايق أخوكي و الله يابنتي فكرت الموضوع ممكن يكون لمصلحتك خميس إبن المعلم رجب كسيب و حياته حلوه و مبسوط
أيوه يا ماما زينب بس إنتي عارفة سمعته و سمعة عيلته كلها عاملة إزاي !
و الله يابنتي أنا ما إتكلمت إلا عشان مصلحتك و علي رأي المثل الراجل مايعبوش إلا جيبه و الجدع باينه شاريكي هو إللي إتكلم عليكي بنفسه
تنفست سمر بعمق ثم قالت
يلا مافيش نصيب يا ماما زينب ربنا يوفقه مع واحدة أحسن ثم أكملت و تقوم عن المقعد
أنا همشي بقي عشان ماتأخرش علي الشغل عايزة مني حاجة قبل ما أمشي
ماتحرمش يا حبيبتي طريق السلامة !
في قصر آل بحيري علي مائدة الفطور إجتمع الجميع
تنهي صفية طعامها بسرعة لتنتبه إليها فريال و تسألها بإستغراب
في إيه صافي بتاكلي بسرعة كده ليه علي مهلك !
صفية بصوت شبه واضح بسبب كمية الطعام التي تملأ فمها
عايزة أخلص بسرعة يا مامي عشان ماتأخرش علي صالح
ثم ران صمت قصير بعد ذلك قطعته هالة بسؤال متوتر
هو هو عثمان لسا نايم و لا إيه !
أجابتها فريال مبتسمة و هي تعلم تماما ماهية سؤالها
لأ يا حبيبتي عثمان صحي من بدري و راح علي شركته لسا ماشي من ساعة تقريبا
ياااه مشي بدري أوي
أه ما إنتي عارفة بقي شركته لسا جديدة و لازم يظبط كل حاجة بنفسه في الأيام الأولي
أومأت هالة بتفهم بينما تحدث يحيى إلي رفعت
يحيى بنبرة هادئة
رفعت ! كمان شوية هروح أبص علي المجموعة تيجي معايا بقالك كتير ماروحتش
لم يرفع رفعت إليه بصرا ما زال غاضبا منه
لكنه قال ببساطة
مرة تانية أبقي أروح مش معقول هسيب إبني و أروح أبص علي الشغل إبني أهم
إزدرد يحيى برودة أخيه معه و قال بلطف
إحنا مش هنطول هناك هنروح بسرعة و بعد كده نبقي نطلع أنا و إنت علي المستشفي إيه رأيك
رفعت بعد تفكير
ماشي قالها بإقتضاب
لينظر يحيى نحو زوجته وجدها تبتسم له برضا بدالها بإبتسامة حب و من دون أن يراه أحد أرسل إليها قبلة في الهواء
توردت فريال خجلا و خفضت رأسها بسرعة و هي تزم شفتيها مقاومة تلك البسمة الواسعة
في مؤسسة البحيري للتسويق و التجارة تجلس سمر في المكان المخصص لها
تقوم بطباعة بعض الرسائل المرسلة إلي الشركة من الخارج ثم تجمعها كلها و تضعها بملف خاص لتسلمها الآن لمديرها كما طلب منذ قليل
كادت تنهض لولا رنين هاتفهها الذي أعادها لتجلس ثانية
كانت السيدة زينب هي من تتصل بها عبست سمر بقلق لكنها ردت
آلو ! أيوه يا ماما زينب في حاجة ثم صاحات بهلع
بتقولي إييييييه !!!!!
يتبع