رواية متى تخضعين لقلبي (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم شيماء يوسف
قلبها بجواره
بعد فتره ليست بقليله جففت وجهها ومسحت على شعرها وعدلت من وضع ملابسها ثم خرجت من المرحاض بوجهه متجهم فوجدته ينتظرها امام الباب تجاهلت وجوده وتقدمت نحو مكتبه تسحب حقيبه يدها من فوق المقعد متوجهه نحو باب الخروج ركض فريد خلفها يمسك ذراعها برفق ليستوقفها وهى يهمس اسمها بهدوء
حياة !!
حياة مش عايزه تبصى لجوزك !
هل يستغل كلمتها ضدها الان !!! لا لن تسمح له لذلك رفعت رأسها تنظر نحوه پغضب وهى تدفعه بجسدها وذراعها ليبتعد عنها ولكن الفارق الجسدى الغير قابل للمقارنه بينهم حسم النتيجه لصالحه من قبل ان تبدء حتى هتف بأسمها مره اخيره بتحذير
اندفعت تجيبه پحده وهى تحاول دفعه بكل ما أوتيت من قوه وقد عاد كل ڠضبها وإحباطها وتخبطها ليطفو على السطح مره اخرى دون سابق انذار
اوعى سبنى مش عايزاك تلمسنى ولا تكلمنى ولا تقرب منى اتفضل روح اتطمن على الهانم بتاعتك
احكم فريد حصار ذراعيه لخصرها حتى يمنعها من الافلات منه ويضمها إلى صدره اكثر دفنت رأسها بداخل صدره وقد هدئت مقاومتها تماما وعم الصمت انتظر فريد قليلا قبل ان ينطق اسمها للمره الاخيره بنبره حانيه
شعر بجسدها يهتز بين ذراعيه فهتف بأسمها بقلق وهو يبعد جسدها عن جسده قائلا بتوسل
حياة ! حبيبى !
بدءت شهقاتها تعلو خصوصا بعدما سمعته وهو ينطق اسمها بكل ذلك الحنان فلم تشعر بنفسها الا وهى ترفع ذراعيها وتشبك كفيها خلف رقبته ثم دفنت راسها داخل عنقه وبدءت تشهق بقوه من كل تلك المشاعر التى تحاصرها ولا تقوى على وضع مسمى لها او الاعتراف بها
ممكن اروح الاوضه بتاعتى !
ظل فريد ينظر إليها لفتره
كأنه يحاول التوصل لقرار قبل ان يفتح فمه ويجيبها بأصرار وهو يمد يده ليحتضن كفها داخل كفه
لا مش ممكن !! مش هتتحركى من جنبى النهارده
فريد
قاطعها فريد قبل إكمال جملتها قائلا بحسم وهو يعاود احتضانها بين ذراعيه
مفيش فريد هتقعدى هنا جنبى وتكملى شغلك هنا واعملى حسابك تخلصى بسرعه عشان نروح بدرى
هزت رأسها بأستسلام وقد جاء طلبه على هوى قلبها حتى تظل بجواره فى حاله عوده تلك الشمطاء مره اخرى
وفى نهايه اليوم كانت حياة قد انتهت من تدقيق ثلاثه ارباع ذلك الملف وتبقى لها الجزء الاخير ثم طباعته ورقيا وانزاله للأرشيف فى حال موافقه فريد عليه
فى الصباح التالى استيقظت حياة بحماس بين ذراعى فريد ثم دفعته بأصرار للذهاب باكرا لمقر الشركه حتى يتسنى لها إنهاء ذلك الملف المهم وإعطائه له فى اسرع وقت ممكن طاوعها فريد بحب وهى تتقافز امامه كالأطفال من شده الحماس وبعد حوالى الساعه وصلت حياة إلى مكتبها بعدما قامت بتوديع فريد وقد آثرت الذهاب إلى مكتبها حتى تستطيع التفكير بشكل سليم فهى بجواره يتعطل عقلها عن العمل بنسبه كبيره
اما عن فريد فقد كان لديه الكثير من الاعمال المتراكمة والتى يجب عليه الانتهاء منها قبل ذلك الاجتماع الهام لذلك دلف إلى غرفته واغلق الباب خلفه بعدما أعطى آمرا قاطعا لسكرتيرته بعدم الإزعاج لاى سبب كان
بعد حوالى الساعه انهت حياة تدقيق الملف بالكامل ثم قامت بحفظه داخل الحاسب الألى بعدما احتفظت بنسخه منه على ذاكره خارجيه كعادتها ثم تحركت للخارج لتشرف على طباعه الملف بنفسها قبل ان تعود مره اخرى لمكتبها وتراجعه للمره الاخيره فهذا الملف إلى جانب أهميته يعتبر اول اختبار حقيقى لها داخل المؤسسه ويجب عليها اثبات كفائتها لموظفي الشركه قبل مدير الشركه نفسه حتى لا يظن الجميع انها عينت هنا فقط من اجل زواجها به
جلس فريد بداخل غرفه مكتبه يتحدث عبر الهاتف إلى مساعده الشخصى ويسأله مستفسرا
عملت كل اللى قلتلك عليه !
اجابه مساعده بثقه
ايوه يا فندم الفيديو والصور كلها جاهزه
سأله فريد مره اخرى منبها
ووش البنت مظهرش زى ما طلبت !
طمأنه الطرف الاخر بثقه شديده
ايوه يا فندم انا فضلت جنبه لحد ما ظبط كل حاجه على ايدى
ابتسم فريد پشراسه وهو يحك إصبعه بذقنه قائلا بأنتصار
عارف هتعمل ايه بعد كده !
اجابه مساعده
بخضوع
ايوه يا فندم هيطلع نسخه من الفيلم على عنوان منصور والصور هتتسرب كلها للإعلام ومواقع الانترنت
أردف فريد قائلا بنبره رضا
اتحرك فورا وبلغينى بالجديد ومتنساش محدش يقدر يتبع المصدر الاساسى للصور
تمتم مساعده له مطمئنا بثقه قبل ان يغلق فريد هاتفه وهو يتمتم بتوعد وعيونه تلمع پقسوه واضحه
اول ضربه ليك يا منصور الكلب عشان تعرف حجمك
تتعلم ان فريد مبيهددش وبس
فى منتصف النهار انتهت حياة من مراجعه الملف للمره العشرين والاخيره وكانت على وشك التحرك للخارج عندما أنقطع التيار الكهربائى زفرت بضيق فقد كانت غرفتها من الداخل ولا تطل على اى نوافذ وبالتالى فقد أظلمت بالكامل وذلك الظلام يعنى شئ واحد هو ذكرياتها مع ذلك العجوز البائس لذلك خرجت مسرعه فى اتجاه غرفه فريد حاولت ايمان ايقافها وإخبارها ان السيد فريد قد طلب من الجميع عدم إزعاجه ولكن يد حياة قد سبقتها واطرقت باب مكتبه وهى تهتف اسمه بأرتباك تحرك فريد نحو باب غرفته مسرعا ريثما استمع إلى صوتها القلق اندفعت حياة لداخل غرفته تبرر بمجرد رؤيتها له بتوتر
فريد النور قطع وانا زمان
قاطع فريد حديثها المضطرب قائلا بحنو
شششششش تعال
انهى جملته ومد ذراعه ليجذبها نحوه ويحتضن خصرها برفق ثم رفع رأسه موجها حديثه لسكرتيرته بتلك النبره الآمرة الجامده
متدخليش حد تانى فاهمه !
لم ينتظر اجابتها بل اغلق الباب فى وجهها بعد انتهاءه من إكمال جملته ثم تحرك بحياة نحو الاريكه الوثيره الموضوعه بداخل الغرفه جالسا فوقها وساحبا حياة هى الاخرى نحوه تحركت هى لتجلس بجواره ولكنه اوقفها طالبا منها بأبتسامه عابثه
لا مش هنا تعالى اقعدى هنا
أشار لها بالجلوس فوق ساقيه الممدودة بكسل فوق الارضيه اخفضت حياة رأسها بخجل وهى تتحرك لتجلس داخل احضانه متذكره البارحه عندما سقطت تلك الحرباء بين ذراعيه بكل تبجح وتذكرت أيضا كيف راودها ذلك التفكير برغبتها فى التسلل بين ذراعيه حتى تمحى ذكرى جلوس اخرى بأحضانه حتى لو كان حاډثه كما ادعت قاطع تفكيرها صوت فريد يسألها بترقب
حياة انتى مش بتحبى الضلمه !
اجابته بتردد وهو تعض على شفتيها
لو لوحدى بس لما بيكون حد معايا عادى
صمتت قليلا لتبلع ريقها بتوتر ثم اردفت تقول وهى تشعر لاول مره برغبتها فى اخباره ومشاركته ذكرياتها
لما اجبرونى انت عارف يعنى كنت بطلب منه يطفى النور عشان مشفش ملامحه ولا وشه رغم ان ده مكنش بيفرق فى حاجه بس ع الاقل مكنتش ببقى مجبره اشوفه وبعدها فضلت فتره بضايق اول ما النور بيطفى لانى كنت بفتكر الاوضه بكل تفاصيلها
صمتت قلبلا تراقب تعبيراته المتجهمة قبل ان تضيف بأرتياح
بس مبحسش بكده وانت موجود حتى لو فى ضلمه
لم يعقب ولكن بدلا عن ذلك رفع إصبعه يتلمس جبهتها برفق وهو ينظر داخل عينيها فى حديث صامت مفاده اعتذار يشوبه الغيره مع نظره اخيره محمله بوعده بالامان ظلت تنظر إليه بهيام وهى تفكر بأستغراب فكيف ومتى استطاعت قراءه نظرته بكل تلك السهوله !! جائتها الاجابه من داخل قلبها ليقول دائما نعم دائما كانت تفهمه دون حاجته للحديث حتى وهى تعاند وتدعى غير ذلك
قطع نظراتهم جرس هاتفه الذى دوى بداخل الغرفه فتحرك فريد ليتلقطه مسرعا من فوق مكتبه ثم عاد فى اللحظه التاليه إلى جلسته السابقه وهو يجذبها لتجلس مره اخرى بين احضانه ظلت تراقبه بأعجاب وهو يتحدث إلى شخص ما بجديه شديده بفرنسيه مكتمله ويده الخاليه تعبث بخصلات شعرها وبعد انتهاء مكالمته سألته بتذمر
على فكره انت عمرك ما كلمتنى عن دراستك ولا حكتلى عنها
رفع احدى حاجبيه مستنكرا وهو ينظر إلى تحولها الشديد ثم اجابها بنبره شديده الثبات
يمكن عشان عمرك ما سألتى !!!
ابتسمت له
برقه وهى تحرك رأسها مستسلمه فقد التقطت عتابه ثم اردفت قائله بمرح
وادينى سألت اتفضل بقى احكيلى
تنهد مطولا قبل ان يحاول اخراج نبره عاديه قدر الامكان رغم الضيق الذى ارتسم بوضوح فوق ملامحه
بصى يا ستى غريب بيه عشان يريح دماغه ويرضى جيهان هانم مراته قرر يبعدنى عنها وساعتها مقررش يبعدنى بس لا ده قرر ينفينى بره البلد كلها وشاف ان افضل مكان لكده هى فرنسا على اعتبار ان شراكته كلها معاهم ولما اعيش وسطهم وأتقن لغتهم هيكون التعامل سهل وفعلا سفرنى وانا عمرى ١ سنه دخلت هناك مدرسه داخليه وعلى غير المتوقع منى كانت درجاتى كلها عاليه اهلتنى انه
ادرس الهندسه الملاحيه يعنى اساس شغلنا تقدرى تقولى من الاخر كده كنت صفقه رابحه لغريب بيه
برغم نظراته الثابته فوقها ونبرته العاديه الا انها شعرت بالمراره تغلف كلماته لذلك ودون شعور منها مدت إصبعها تتلمس وجنته وخطوط جبهته العابسه بحب وهى تسأله بحنان
ومفكرتش تكمل دراسه بعدها بما انك كنت مجتهد كده !
اجابها هامسا وهو يقترب برأسه منها
لا ماصدقت خلصت الجامعه ورجعت على طول مقدرتش افضل بعيد عن حياتى اكتر من كده
ابتسمت بخجل من جملته المعبرة وهى تحاوط وجهه بكفيها وتفمغم بمرح محاوله تغيير مجرى الحديث
اه وحضرتك بقى بقيت بتتكلم فرنساوى زى البلب وانا اللى اضحك عليا فى الاخر
سألها مستفسرا وهو يضيق عينيه فوقها
مش فاهم !
اجابته بأستطراد قائله
مش انت كنت پتكره اللغه ورافض تتعلمها انا كمان لما دخلت المدرسه كانت ماده أساسيه عندنا وكنت بحضر الحصص بالعافيه ومكنتش بقبل اعمل الديفوار بتاعه ولما كانت المدرسه بتعاقبنى كنت بقولها انه فريد قالى انها لغه وحشه وانا كمان مش هتعملها
صمتت قليلا ثم أردفت من بين ابتسامتها قائله
انا كنت على طول بقول فريد لما كان حد بيضايقنى كنت بقول فريد ولما كان حد بيسالنى كنت بقولهم فريد ولما كان بيقرب منى كنت