رواية غوى بعصيانه قلبي (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نهال مصطفي
إلا لأوامره .
اتجهت نحو الغرفة التي دخل بها قبل دقائق معدودة وما أن فتحت باباها اصطدمت بهدير كانت تفتش في أوراق عاصي بارتباك حيث تحول ارتباكها لشهيق عال بمجرد اقټحام شمس المفاجئ تجولت أعينها الثاقبة وقالت متمالكة أعصابها
هو راح فين !
هدأ قلب هدير قليلا وتحولت ملامحها الخائڤة إلى آخرى متجبرة الصوت وواثقة الخطى
ثم طالعتها من رأسها للكاحل واعقبت
أنا مش عارفة عاصي حدفك علينا من أي داهية
!
ف استقامت أعينها على سيدة الواقفة خلفها پخوف شديد ونظرات مرتعدة
أنت مش فهمتيها القوانين هنا يا سيدة !
ابتلعت شمس شعور الإهانة الأشبه بالعلقم وكررت سؤالها پغضب دفين
هو فين !
خرج ! أيه نسى يأخد الاذن منك !
تجاهلت احتقار هدير لها وتراجعت بسرعة يقودها غرور الصبا نحو الباب الرئيسي وما أن فتح وجدت أحد رجاله ك سد منيع بوجهها وهو يدلي أوامره
ممنوع يا فندم !
ألقت نظرة ذهول علي ذراعه الممتد أمامه وقالت بتمرد
هو أيه الممنوع !
عاصي بيه منبه علينا متخرجيش من البيت ف لو سمحتي إحنا مش عايزين مشاكل .
تشعر بجبل الكبرياء والتملك الذكوري قد تهاوى فوق رأسها بلعت ما تبقى من ڠضب بحنجرتها وعادت مرة أخرى لدرجات السلم التي كانت تخطوها بتثاقل شديد حتى توقفت عند فتاة صغيرة تجلس ك القرفصاء مستندة على سور الدرج وهي تبتكي الأيام حزنا براءة روحها جعلتها تجلس بجانبها واڼفجرت هي الأخرى في البكاء ف الثنائي اجتما على قلة الحيلة والعجز التام .
هتاخدي بالك من تميم تقاريره الطبية تتبعت لدكتوره أول بأول أدويته في مواعيدها ومش عايز مشاكل يا شمس عشان أنا لما بزعل ببقى حد وحش أوي ! وقبل أي لحظة تهور فكري في أختك وجدتك !
فاقت شمس من شرودها على صوت تاليا وهي تسألها
ضمت شمس ساقيها إلى صدرها وقالت
أنا الدنيا كلها مزعلاني وأنت بقا بټعيطي ليه !
مسحت الصغيرة عبراتها بأناملها البندقية وقالت
عشان بابي مش بيحبني أنا ولا أختي داليا ولا حد بيحبنا في البيت دا !
حدجتها شمس بنظرة شفقة وأحست بأن هناك قلب صغير يشاطرها الۏجع الذي ظنت أنه يحرقها لوحدها لم تكد تجيبها حتى أتت الجليسة الخاصة بالفتيات وهي تنهرها بقوة
بدون أي اعتراض نهضت تاليا حاملة ۏجعها وانصرفت إلى غرفتها لتشارك أختها الصغيرة همومهم التي ترعرعا في كنفها أما عن شمس فنهضت مستسلمة متجهة نحو غرفة تميم ذلك القدر المجهول الذي جرت إليه .
تحول يوم الفطار الذي لم يجمع شملهم لشهور عديدة إلي كابوس ظلمته امتدت ل أرواحهم فزادتها انطفاءا خيم فطر الحزن على قلب تلك العجوز التي رأت من الحياة ما رأت ولكن لم تنساها الحياة حتى في أواخر أيامها .
تجلس فادية على عتبة شقتها بين حلقة ملتفة من السيدات اللاتي يشاركونها همومها بغياب حفيدتها تقدم إليها إمام الجامع ليعطيها بعض النقود الورقية ويخبرها
أهل الحارة جمعولك دول يا حجة فادية .
امتدات اناملها المرتعشة ورضخ كبريائها تحت عرش حزنها تلك المرة وهي تأخذ منه النقود وتجيبه
يشكروا فيهم الخير .
ثم ناحت پقهرة
يا ترى عملوا فيكي إيه يا شمس يا بنتي استرها معاها يارب .
أتت نوران من الخارج وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة وتلقي بجسدها بجوار جدتها أرضا فتلقتها فادية بلهفة
طمنيني طمنيني يا نورا وصلتي لحاجة !
طالعتها بنظرة اليأس وهي تخبرها
لفيت كتير لحد ما وصلت لشركة الجدع اللي ما يتسمى دا بس محدش دلني على حاجة .
عادت فادية لحلقة الندب والنواح خاصتها وهي تبتكي حفيدها دما وتقول
كان مستخبي لنا فين كل دا بس يا ربي ! يعني بنتي راحت في شربة مية خلاص .
ثم اقترحت عليها إحدى الجارات رأيها
ما تنزلوا تقدموا بلاغ في الجدع دا ! وإحنا كلنا شاهدين معاكي .
شهقت فادية كمن عثر على ضالته وقالت بحماس
معاكي حق قومي قومي يانورا نروح نبلغ عنه بتي لازم تبات في أوضتها الليلة .
منعتها نوران متفهمة وقالت
استني بس دا راجل واصل ومش سهل ومش بعيد لو عملنا كدا يلفق لشمس مصېبة أنا اخدت رقم حارس شركته وهو وعدني هيجيب لي عنوانه .
رفضت فادية اقتراح حفيدتها وصممت
ونسيب أختك ليلة كاملة مع الرجل اللي ما يعرفش ربنا دا !
ألو .. ايوه ايوه انا .
ثم ركضت كالفراشة وهى تترجاه أن ينتظر
هجيب ورقة وقلم أهو لحظة خليك معايا متقفلش عشان خاطر ربنا !
بأيدي اعتادت الارتعاش سجلت ما يلقيه الحارس على اذانها حتى ختمت المكالمة وهي تأكد عليه
متأكد يعني هو
دا العنوان تمام تمام أنا مش عارفة اشكرك أزاي .
ثم طوت الورقة وركضت بسرعة البرق وهي ترفع شعرها على هيئة ذيل حصان وتلقي جملتها دون انتظار رد جدتها
متقلقيش مش هرجع غير أنا وشمس يا فوفا .
ذبلت أشواك تمردها معلنة الخضوع والاستسلام لمصير لم يدق بوابة حلمها بتاتا قررت أن تسير مع الموج لأخره ربما تصحو فتجد نفسها رست على شط الأمان أدركت بأن قوتها تناطح الهواء وأي محاولة منها سيكون مصيرها الفشل كمن يحاول أن يكتب على الماء .
بخطوات مترددة دخلت غرفة تميم بعد ما طرقت بخۏفت على الباب فأذن لها بالدخول بصوته الرخيم
اتفضل !
تعمدت أن تترك باب غرفته مفتوحا على مصرعيه كمصدرا لأمانها أخذت تجوب بعيونها يمينا ويسارا متحاشية النظر لذلك الشخص الجالس على فراشه يقرأ كتابا أجنبيا فقطع حبال نظراتها العشوائية وسألها
هتفضلي واقفة كدا كتير تعالي اقعدي !
هبت زعابيب ڠضبها وخۏفها بوجهه وهي تحذره
ينفع تخليك في حالك ومالكش دعوة بيا خالص لحد ما نشوف الورطة اللي أخوك حطي فيها دي !
قرأ الخۏف بعيونها فتعمد ألا يرعبها أكثر عادت أنظاره لتعانق الكلمات مرة أخرى ولكن تشتت تركيزه مع تلك التي تتوسط غرفته بحيرة وعجزا طالعها بنظرة فضول إثر حركتها العشوائية حيث تناولت مقعدا ووضعته في شرفة غرفته ثم تأكدت من ثبات حجابها وعادت إليه متسلحة بالڠضب ك درع لها اقتربت منه مجلجلة
فين التقارير والأدوية بتاعتك !
قفل كتابه مرة أخرى وأشار إلي مكانهم بهدوء
هتلاقي كل حاجة عندك هنا .
أتبعت مسار ما أشار إليها وأخذت تفش في الأوراق حتى فرغت محتوى الأدرج وأخذت تنقلهم لمجلسها الذي اعتدته بالغرفة ظل تميم يراقبها بتعجب شديد مع ابتسامة عشوائية كانت ترتسم على وجهه بين كل فترة والأخرى نقلت شمس كل الأوراق وشدت مقعدها وأخذت تتفحصهم بعناية شديدة .
وعلى المقابل خارج الغرفة تقف عبلة تتجسس عما يدور بالداخل حتى نادت على خادمتها وهى تجذبها لبعيد عن الغرفة وتهمس لها
نوال مش عايزة عينك تغفل عن البنت اللي جوه دي أنت فاهمة !
انتصف النهار كما انتصفت قلوب أصاحبه وزادت حرارة قلوبهم بزيادة حرارة الشمس حينها أدلفت نوران من أحد السيارات للنقل العام أمام أحد المنتجعات السكنية الراقية