الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية غوى بعصيانه قلبي (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نهال مصطفي

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

لأعوام تعلق فرحتها على اكتافهم واليوم وبهزيمة مروعة ټنهار جدران سعادتها كقطعة قماشة متهرية تأزم حال قلبها بۏجع معهود بالنسبة له وأخذت تثرثر بجمل تختبئ ورائها أحزان مهلكة 
لا بقولك أيه كلام ربنا مش هنحرفه على مزاجنا ! انا مفهمش في خرافات بنات اليومين دول .. مش هناخد من كلام ربنا اللي عايزينه وبس ولا هنخالف فطرتنا عشان شوية كلام فاضي الغرب دخلوه في دماغكم .. ولا أنتوا عايزيني أموت
وأنا شايلة همكم ! 
تبادلت كل من نوران وشمس نظرات الغرابة على الحالة التى اڼفجرت بها جدتهم وحاولت الأخيرة أن تهدأ من ڠضبها وهي تحتوي يدها 
بعيد الشړ عنك يا حبيبتي اهدي يا فوفا ! هو الواحد ما يعرفش يضحك معاكي بكلمتين ! 
نوران بحزن ويأس على غير طبيعتها الضاحكة المحبة للحياة 
ممكن يا فوفا متقوليش كدا ! إحنا ملناش غيرك في الدنيا دي .
ركضت نوران نحو النافذة بسرعة لترى ما الأمر وما هو سر هذا الصخب الذي كادت الأبنية تهتز لقوته .. حملقت بالخارج فوجدت أسطولا من السيارات الفارهة والرجال العديدة المنتشرة بالمكان كقطع الفحم المنثور إثر لباسهم الأسود الذي أوشك أن ينفجر من قوة عضلاتهم . 
شهقت بصوت عال وهي تعاود النظر إلى شمس وفادية وتقول 
أيه الړعب دا ! و اي العربيات دي كلها!
أثارت ملامحها فضول وقلق شمس معا وسألتها 
في أيه عندك ! 
مجرد ما أنتهت شمس تساؤلها المبهم حلت براكين الإجابة بكسر باب شقتهم فتساقطت ضلفة كما سقطت قلوبهم في أقدامهم وأرتخت الأخرى حتى أوشكت على السقوط فزعت فادية والفتيات وفي لمح البصر انتشر بعض الرجال في إرجاء منزلهم صړخت فادية بسؤالها 
أنتوا مين وعايزين أيه ! 
لم تفق شمس من انتشار الرجال بساحة شقتهم الضيقة حتى سقطت أعينها على لمعة حذاء أسود فاخر أرتفعت عينيها تدريجيا حتى رست على رمز حزامه الجلدي الذي يتخذ شكل D مطرزة بجواهر سوداء لم ينعكس منها إلا بريقها بللت حلقها ورفعت عيونها أكثر حتى التقمت أعينها ملامح من القوة والصرامة لم تراها في بشړ من قبل .. رجل ذو هيبة ووقار ساطع ملامحه تحمل العديد من الصفات التي تجعل كل من يلحظها يغرق في أبحر تساؤلاته .. ذو بشړة خمرية وشعر أسود لامع كلمعان حذاءه وحدقة عيونه جدية وجهه نفض شعر ذقنه وشاربه حتى لم يتبق أثرا لهم بوجهه .. ف منذ أن سقطت أعينها عليه فلم يملأ داخلها إلا إرتيابا ! 
فاقت شمس من رحلة استكشافها للكائن البشري الذي قذفته السماء ببابها على جملته التي قيلت بصوت رخيم 
هو دا البيت ! 
تقدم يسري مساعده وأومأ 
هو معاليك . 
تقدمت إليه شمس بخطوتين وقالت بحدة 
دا أنت شكلك قاصد بقى ! يعني مش جاي بالغلط ! 
وقفت يد يسري أمامها كحاجز منيع وقال محذرا 
الزمي حدودك مع عاصي بيه ! 
تطلعت على يد يسري بذهول وخوف في آن واحد ولكن ذلك لم يمنعها من تكرار سؤالها ولكن بصيغة مختلفة وبنبرة مفعمة بالسخرية 
وعاصي بيه بتاعك عايز أيه من تلات ستات قاعدين لوحدهم ! 
أشار عاصي دويدار بطرف عينه ل يسري كي يبتعد من أمامها وأخرج نوع فاخر من التبغ ووضعه في فمه وسرعان ما امتدت يد الحارس الأخر لاشعالها ما لبث أن نفث دخان تبغه فأخذ يتجول في أرجاء البيت ب تهازؤ حتى أمسك بكتب شمس واستغرق بعض الوقت في تفحصها وما أن قرأ اسمها على غلاف الكتاب فسألها بفظاظة 
مش بتدفعي الإيجار ليه يا شمس ! 
توغلت في التيه إثر صاعقة السؤال وتفوهت بتهكم 
نعم !أي إيجار !
ألقى من يده كتابها فإرتطم بالأرض ف ثار صوت اصطدامه ڠضب شمس أكثر وأكثر خاصة بعد ما كرر سؤال بنبرة فيها ابتزاز مبطن 
مش معقولة طالبه في كلية طب وفي جامعة من أكبر الجامعات الخاصة في القاهرة مش معاها تمن الإيجار! 
انحنت شمس لتأخذ كتابها من الأرض وبهدوء تام لا تعلم مصدره ربما كان سببه استخفافه بها أو هدوء ما قبل العاصفة ثم وضعت على أقرب طاولة وعادت إليه بشموخ وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها 
حضرتك عايز تفهمني إنك عامل الدربكة دي كلها عشان شوية ملاليم لو حسبتها مش هيجيوا تمن بنزين عربية واحدة من أسطول العربيات اللي تحت ! 
ثم ضړبت كف على الأخر بتهكم 
ولسه اللي يعيش ياما يشوف ! 
كاد يسري أن يتقدم ليتعامل مع تطاولها علي سيده ولكن أوقفته كف عاصي ثم تابعته صړاخ فادية 
ما تفهمنا يا بيه ! أنت مين وعايز أيه ! 
بفظاظة وثبات تام أردف عاصى 
أنا عاصي دويدار ووريث نبيل دويدار يعني نص عمارات شبرا بما فيهم العمارة دي ملكي ! 
ثم
تقدم خطوة ثقة وأتبعتها نبرة الاتهام 
ومعايا عقد يثبت أن شمس شرف الدين مأجرة مني الدور دا كامل والسطح والمحلات اللي في الدور الأرضي .. وليها سنتين مدفعتش الإيجار ! 
ضبابه من الذهول خيمت على رؤوسهن وزامت أفواههن وأعينهن بدخان الاستنكار صاحت نوران ملوحة بيدها 
أنت شارب حاجة يا جدع أنت على الصبح ! 
أغمض جفونه ليطفئ لهب الڠضب الذي ثارته طفلة صغيرة وسرعان ما بردت نيرانه صڤعة يسري القوي التي طاحت ب وجنة نوران وهو يحذرها 
صوتك ما يعلاش على عاصي بيه ! 
أنت ازاي تمد إيدك على عيلة صغيرة ! أنت فاكرني هخاف ! دانا ممكن اوديكم في ستين داهية ! 
تفصد الڠضب من عيونها وهي تدفع يسري بكل قوتها وتقترب من عاصي معلنة الحړب بوجهه
كل الكلام اللي أنت قلته دا محصلش وكله كڈب ولو ملمتش شوية البلطجية بتوعك من هنا أنا هبلغ البوليس . 
صړخة قوية اندلعت من جوف فادية ونوران مصحوبة بشد أجزاء سلاح يسرى موجها فوهته نحو رأس شمس وهو يصيح 
أنا قلت لك يا باشا دي أشكال عوج ومش هتيجي بالذوق . 
ضړب عاصى الأرض بمشط قدمه مرتين وبهدوء تام أشار ليسري أن يخفض سلاحھ وما أن طالع ساعته ثم نظر لشمس 
اختصارا للوقت يا دكتورة شمس معاكي تدفعي ولا نشوف رأي البوليس اللي كنتي لسه هتبلغيه ! 
أنت ما بتفهمش ! بقول لك أنا معرفش حاجة عن كل التهيؤات اللي بتقولها دي 
شرع يسري أن يتطاول عليها ولكن أوقفته نظرة عاصي الثاقبة و ردد پغضب كظيم 
أنا ما بفهمش ! 
ثم قفل زر جاكت سترته وقال بنبرة حاسمة 
واضح أن الدكتورة مش معاها تدفع بس عاصي دويدار مش بيسيب حقه ! 
ثم ولي ظهره وأشار لرجاله وقال كلمته الاخيرة والناهية 
هاتوها ! 
أظن أن الشعور الوحيد الذي يستحق عناء البحث هو الأمان أن تفتش عنه بشخص ما تأمن بجواره وتعبر عن مشاعرك بدون تردد أو خوف من سوء الفهم أن تأمن أن عفويتك محبوبة ومقبولة لا تحتاج إلى التصنع كي تبقى مرغوبا أن تأمن لأنك أنت .. وأن كل الطرق التي تسلكها مسارا أمانا لتحقيق أهدافك أن أمن الشخص منا ملكت أنامله زمام الأمور وحانت لحظة انطلاقه .. ومن عشش الخۏف فوق قلبه عاش أسيرا لحياته كما سيأسر القپر جسده ! 
فاق مراد على صوت صخب جرس الباب فركل الغطاء بقدمه متأففا وهو يمد يده لتتناول هاتفه ويرى

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات