رواية بغرامها متيم (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم فاطيما يوسف
من مكانها مستئذنة للمغادرة هي وعمران على أن تأتي للمكتب من أول غد في الساعة الثانية مساء
وفور خروجها ظل ينظر على أثرها بنظرة حزينة فقد أحب تواجدها وحديثها وكل شئ ثم أخرج هاتفه ينظر إلى صورتها التي حفظها وهو يردد
_ صورتك اللي كنت بقول فيها أشعار ولا حاجة جنب حقيقتك ونبرة صوتك اللي يتحكى فيهم مواويل .
ثم أغلق الهاتف وأسند رأسه على مكتبه ولكن وجد طيفها جال بخياله ولم يتركه هو الآخر مما جعله ردد مرة أخرى
_ داي باين الأيام الجاية هتوبقى رواااق عليك يابن المهدي .
في مكان ما يجلس ذاك الرجل الكهل ذو الستين عاما على مكتبه كما الملك الذي يجلس على كرسي العرش وبيده سېجاره الفرنسي الباهظ الثمن يردد بنبرة آمرة لذاك الواقف الذي يرتعب أمامه
أجابه ذاك الرجل سريعا وهو يتلعثم خوفا فهو يخشاه بشدة
_ والله ياباشا عملت كل حاجة زي ما سعاتك أمرتني بالظبط وهتروح تلاقي كل حاجة تمام .
نفث الآخر دخان سېجاره الغزير هاتفا بنبرة تحذيرية
_ تأمن على الكهربا كويس وتأمن على المحولات لو فصلت في ثانية إلا ثانية تكون شغالة لأن لو جهاز واحد وقف أو جري له حاجة مش هيكفيني عمرك كله وانت حر بقي .
كان ذاك الرجل يقف يرتعد أمامه فهو يخشاه بشدة من جبروته المعروف لدى الجميع ومن بطشه الذي لو نال أحدهم لسح قه دون أن يرف له جفن
أشار له ذاك المتجبر أن يرحل من أمامه دون أن يرف له جفنا فهرول الآخر من أمامه وهو يتنفس الصعداء
ثم أمسك الهاتف وهو يعيد تشغيل الفيديو الذي صفع فيه ابنه بنظرات يملؤها الشړ والتوعد وأتى برقم أحدهم
_ أيوه يابني البت اللي بعت لك صورتها دي تجيبها لي فورا في خلال تلت ايام أكتر من كدة هشيعك لعزرائيل
أنهى مكالمته وأغلق الهاتف فورا ثم استند على كرسيه برأسه وهو ينتشي دخان سېجاره باستمتاع ثم أشغل تلك الغنوة التي يعشقها لكوكب الشرق وكأنه لم يقل أو يفعل شيئا الآن وهو يردد معها بسلطان _
كان صرحا من خيال فهوى
يا فؤادي يا فؤادي لا تسل أين الهوى
كان صرحا من خيال فهوى
إسقني واشرب على أطلاله
واروى عني طالما الدمع روى
إسقني واشرب على أطلاله
واروى عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرا
وحديثا من أحاديث الجوى
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي
كيد من خلال الموج مدت لغريق
وبريق يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
يا حبيبا زرت يوما أيكه
يا حبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني ألمي
لك إبطاء المذل المنعم
وتجني القادر المحتكم
وحنيني لك يكوي أضلعي
االبارت كل يومين بإذن الله تعالى
انتهي_البارت
بغرامها_متيم
الجزء_الثاني
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
مستنية_رأيكم_وتوقعاتكم
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
البارت_الثالث
الجزء_الثاني
بغرامها_متيم
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
في مكتب ماهر البنان حيث يجلس في مكتبه يستشيط ڠضبا من تمرد تلك العنيدة فهو لم يتعافى بعد من مرضه وجس ده مازال واهنا
منذ البارحة وهو يهاتفها ولم تجيبه وفي كل مرة تغلق الهاتف بوجهه فتزيده ڠضبا من عنادها وتيبس رأسها والأدهى من ذلك أنها قد بلكته من جميع الاتجاهات مما جعله يدور حول نفسه بغ ضب عارم من فعلتها الشنعاء وهو يتوعد لها من الويلات مالم يخطر على بالها ظل على حالته تلك منتظرا مجيئها الى المكتب فهو فكر كثيرا لايريد الذهاب الى منزلها كي لايعلوا صوتهما والأمر يتفاقم إلى تدخل أيا من أهلها بينهم ووقتها ستحمل النفوس من أي كلمة لم تعجب الطرفين وظل ينتظرها في المكتب وقد وصل الغ ضب ذروته حتى مر أكثر من ساعتين على ميعاد مجيئها المكتب ولم تأتي بعد ولقد نفذ الصبر من صبره فقرر أن يذهب إليها في منزلهم وليكن مايكن وتتحمل عقباه وحدها
حمل مفاتيحه وهاتفه وكاد أن يخرج من مكتبه ولكنه وجدها تدلف إليه بوجه متهجم وملامح تدل على أن العواصف ستحدث بينهم لامحالة
نظر إليها نظرة مطولة تحوى كثيرا من المعاني التي فهمتها بتنقلاتها بجدارة ومن يملك دهاء رحمة المهدي غيرها
ولكنه يعرف أن الأمر برمته صعبا عليها فحاول تهدئة أعصابه الثائرة داخله فقد كان يغ لي كالبركان ثم أشار إليها أن تدلف الي المكتب بصمت تام ومن ثم عاتبها بهدوء ماقبل العاصفة
_ عايز أسأل سؤال وأتمنى إجابته متكونش زي اللي في بالي
وأكمل متسائلا إياها وهو ينظر داخل عيناها بنبرة هادئة كهدنة محارب قبل أن يشد أجزاء سلاحھ
_ انت عملت لي بلوك من على الواتساب والفيس أو تقريبا من كل الأماكن
بنبرة أشبه للجمود قد هيأت لها نفسها بصعوبة بالغة فهي أخذت موقفا مع نفسها وأعدتها للصمود أمامه ولن تضعف أو تستكين لأمر قلبها اللعېن الذي يشتاقه حد الجنون ولكن كرامة الأنثى داخلها وكبرياؤها غلب عاطفة اشتياقها
تجاهلت سؤاله وكأنه لم يقال أو يسل شيئا ثم مدت يدها بالورقة التى بحوزتها قائلة بشموخ ورأس مرفوع لأعلى
_ اتفضل يامتر ورقة استقالتي واعتبرني مش موجودة وسط فريقك من النهاردة.
انفعل ذاك الجامد المتصلب بطريقة لم توصف بعد ثم أخذ منها الورقة بأصابع متهجمة ومن ثم رماها من نافذة المكتب ثم جذبها من يدها بع نف واتجه ناحية الغرفة التى أعدتها هي بنفسها لاستراحته وأغلق الباب خلفه تحت تزمتها الشديد فحقا لقد أثارت حنقه ولأول مرة يتعامل أحدهم معه بذاك التجاهل ثم أقسم أمامها وهو يجز على أسنانه بغ ضب شديد
_ أقسم بالله لو كان مخلوق غيرك اتجرأ وعيمل وياي اكده لكان زمانه ورا الشمس دلوك .
أفلتت يداها من يده عنوة واصطنعت عدم الخۏف أمامه مع أن داخلها يرجف رع با وهلعا من منظره الغاضب ولكنها تمالكت حالها بثبات تدربت عليه جيدا قبل أن تجئ إليه الآن وهي على ثقة تامة بأن مقابلتهم تلك لن تمر مرور الكرام وهي تهتف بنفس نبرته الغاضبة من جذبه لها بتلك الدرجة المهينة وسحبه لها إلى تلك الغرفة عنوة عنها
_ انت إزاي تتجرأ وتجرني وراك بالطريقة داي وكاني عبدة وانت سيدها !
وأكملت بنفس قسمه وهي تجابهه غضبه عينا بعين وسنا بسن وهي تشير بأصبعها تجاه الباب الذي أوصده بإحكام
_ وقسما بالله ويمين على يمينك يا ماهر لو مافتحت الباب وسبتني أخرج لهتشوف من كيد الحريم ما لا يخطر لك على بال .
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران إجلالا لما نتج من تحدي العناد أمام جيوش غضبه الذي أوصلته له تلك المسكينة التي سترى من الويلات على يد ذاك الماهر وهو يهتف بفحيح
_ كانك عقلك فوت ولسانك فلت منيكي ومهتعرفيش ان المرة متحلفش على جوزها يابت الناس !
واللي خلق الخلق لو ماظبطيش لسانك واتعدلتي وانت بتتحدتي ويا جوزك لاهكون مكس ر لك دماغك داي ومش بس اكده هتشوفي اللي عمرك ماشفتيه في حياتك يابنت سلطان .
دب القلق في صدرها مع تنهيدة حارة خرجت من ثغرها ولكنها تمالكت حالها سريعا كي لايستشف ذاك الداهي خۏفها البائن ثم هدرت به
_ وه ! هو خدوهم بالصوت قبل مايغلبوكم ولا إيه يامتر
واسترسلت بقوة واهية كي تجعله يشعر بجل خطأه فيما ارتكبه معها
_ أني حرة أعمل إللي علي كيفي ومحدش له حكم علي غير أبويا .
ض رب الحائط بقبضته الفولاذية وقد رفع ضغطه الآن بفضل عنادها ولتتحمل عواقب زهقه منها وغلظة مايتفوه به لسانه
_ حرة مين ياهانم فوقي لنفسك أني جوزك لو انت نسيتي
رفعت جفونها ببطء ثم نطقت بنبرة حادة وتفوهت بما جعله نفث ن ارا وصلها لهيبها ولكن تلك الحمقاء أكملت
_ كاتب كتابي بس ومليكش علي حقوق ولا أوامر وإذا كانت حتة الورقة داي هتخليك تعاملني كأني عبدة يوبقى نفضها سيرة ويادار مادخلك شړ وروح دلل وهنن الست شمس بتاعتك .
بمجرد أن تفوهت هرائها ذاك اندفع إليها ليشن حروب أفعالها فوق رأسها بكبرياء رجل عاشق لامرأة متمردة وكادت أن تكمل هزلها ولكن نظراته الحادة أرغمتها أن تبتلع ماعلق في حلقها من كلمات وتتراجع للخلف
فتتقدم خطواته بقدر تراجعها ويغ رس خن جر سؤاله في صدرها بهسيس وعيناي محمرتان من شدة ڠضبها
_ عايزة تتطلقي يارحمة !
ثم قبض علي معصمها بقوة وعنفها بصوته المملؤ بالجبروت
_ طب الكلمة داي لو لسانك نطقها تاني لهتشوفي النجوم في عز الضهر على يدي وهتشوفي الجح يم على الارض علشان توبقى تمسكي لسانك قدامي قبل ماترطي هبل على الفاضي .
دارت حوله في المكان بج سد ينتفض رفضا لطريقته وبنفس نبرته المملؤة بالحبروت هاتفته
_ والله أني مبتتهددش ومتخلقش اللي يوطي راس رحمة المهدي ومش هي اللي ترضى بالخنوع والذل وان كان على قلبي اللي هيعشقك هشق ضلوعي وأفرمه بيدي وأعيش بجسم من غير قلب ولا إن حد أيا كان مين يفرض سيطرته وهيلمانه عليا .
حاول تهدئة حاله من ثورة غضبه فمهما كان لابد أن يراعي غيرتها والآن لابد أن يفهمها الوضع بأكمله كي يجعلها تهدأ ثم ضم شفتاه وكأنه بتلك الحركة يحاول كبح جماح ثورانه وأمسكها من يدها عنوة ولكنها لم تستطيع الإفلات من قبضة يده وجذبها ناحية التخت وأجلسها ڠصبا عنها ليقول بنبرة تبدو أكثر هدوءا
_ ممكن بقى تبطلي هري وعصبية وكلام أهبل لاهيودي ولا يجيب
ممكن بردو دلوك تعرفيني سبب ضيقتك وثورتك وكلامك اللي عمالة تبخيه في وشي زي السم دي .
_ ياه كانك معارفش وبتتهمني بالجنون واني هقول اي كلام وخلاص ... جملة تهكمية نطقتها رحمة بنبرة ساخرة نظرا لتساؤله الأحمق من وجهة نظرها ثم عقبت بما ينهى ذاك الحوار
_
تمام هعمل بأصلى المرة داي غراب البين اللي جت لك داي تق طع قدامها كل الطرق وتغور في داهية تاخدها بعيد عننا وبعدها بقى نتفاهم ونشوف إزاي جت لك وسمحت لنفسك تقعد وياها وحديكم في البيت بدون رضاي والله اعلم لو مكنتش موجودة وقتها يمكن مكنتش عرفت بمجيها عنديك .
_هخاف اني اياك منك يابرنسيسة زمانك .. نطقها ماهر بسخرية مماثلة ثم تابع بنبرة حادة وحاسمة
_ للمرة المليون
بقولك اظبطي لسانك معاي يارحمة واعرفي انك ببتكلمي ويا جوزك
واسترسل حديثه وهو يحاول أن يهدأ من نبرته الغاضبة الي أخرى لينة وهو يمسح بيده على خصلات شعره الأسود
_ باختصار هي