رواية بغرامها متيم (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم فاطيما يوسف
ما بيخرجش من اوضته بعد ما وعدناه انه هيتجوزها وهيلاقي واحده تعيش معاه .
كان الاخر مغتاظا وبشدة ثم هتف بوعيد
ومين قال لك ان انا هسيبها ده انا هخليها ټندم على اليوم اللي فكرت فيه تعمل الحركة دي بس المشكلة انها مع محامي عقر ومش شوية في البلد اللي هو فيها وكمان صعيدي يعني لو رحت لحد هناك برجلي هبقى بجيب لنفسي المشاكل لأنه راجل مش سهل خالص بس فيه خطة في دماغي هحاول اعملها واجيب البنت دي هنا تحت رجلي وانسيها دلع ابوها وأعلمها الأدب اللي ما تعلمتهوش في عمرها كله .
خطة ايه يا حافظ ما ترسيني على الدور علشان خاطر ابقى عارفة كل حاجة وما ابقاش زي الاطرش في الزفة
ض رب بقبضة يده على الأخرى ثم أجابها
الناس اللي انا مكلفهم يراقبوا المحامي ده ويعرفوا عنه كل حاجة جابوا لي اخباره ان فرحه كمان يومين فأنا هستغل اليوم ده وهجيب البت دي
هو هيكون مشغول في فرحه ومش فاضي يبص لها ولا هيعرف ياخدها من تحت ايدي ونبقى نشوف بقى هيعمل ايه لما يعرف انها جت هنا في منطقتي يبقى يجي بقى ووقتها هو الجاني على نفسه .
برافو عليك يا حافظ دماغك بتعجبني قوي لسه زي ما هي شغاله في السليم
اقوم بقى اطمن ابني ان هي هترجع له تاني تحت رجله واخليه يفرح .
أمسكها من يدها ومنعها من التحرك قائلا بنصح
اصبري ما تبقيش متسرعة وتزعلي الولد تاني بعد ما عشمناه
المرة اللي فاتت لما كل حاجة تتم في السليم وتيجي هنا قدامه ساعتها هيطمن بالفعل مش بالقول خلينا نظبطها الأول وارتب مع الرجالة وفي الآخر يحلها الحلال في التأني السلامه يا بيبي .
حلو قوي مش هتكلم ولا حد هيعرف اي حاجة بس بليز يا حافظ خلي بالك وانت بتنفذ الحوار ده مش عايزين حاجه تبقى غلط في الموضوع .
وظل كلاهما يتحدثان بنبرة يملؤها الشړ في كيفية التعامل مع تلك الشمس حين رجوعها الى منزلهم واجبارها على الزواج من ابنهم المعوق وهم يرون انهم على حق ويتهمونها بالتسيب ولكن هل يستطيع حافظ اخراج تلك الشمس من بين براثن ماهر الريان
في كافيه مشهور بمدينة قنا يجلس جاسر ومعه ذاك الموكل في غداء عمل ويتحدثون في قضيته منذ ساعة وكانت تحضر ذاك الغداء مها فهي السكرتارية الخاصة به ونوعا ما لابد ان تحضر معه بعض المقابلات او بالأحرى هو من يجعلها تخرج معه كي يراها في كل وقته وكي يجعلها تخرج من دوامة الماضي برؤية أناس كثيرين وتغيير الأماكن كنوع من الرفاهية انتهى جاسر من الحديث مع موكله ثم استئذن كي يغادر ومد يده لجاسر وتبادل معه السلام ثم مد يده كي يسلم على مها هي الأخرى وهو يردد بابتسامة جعلت ذاك الجاسر يقف مغتاظا
بادرت مها بمد يدها كي تبادله سلامه ولكن سبقها جاسر وهو يسلم عنها بابتسامة سمجة لذاك البارد في وجهة نظره قائلا بتبرير
الشرف لينا ياباشا معلش اصل الأستاذة مش بتسلم وموكلاني من أول يوم اشتغلت معايا فيه انها مهتسلمش على رجالة واصل .
أعادت مها يدها سريعا وتمسكت بحقيبتها حرجا وأدارت وجهها للناحية الأخرى حتى يمشي ذاك الرجل الذي تحدث لجاسر مستئذنا بخجل وهو يشعر بانجذاب تجاه تلك المها بخجلها وأدبها
ابتسم جاسر بابتسامة باردة ثم طمئنه
متقلقش ياباشا كله هيوبقى زين وبالنسبة للمواعيد مهتلاقيش اكتر مني التزام .
كان ذاك الموكل عيناه تجول ناحية مها التي جلست تقلب في صفحات هاتفها كي تشغل حالها ولم تركز معهم مما أثار حفيظة جاسر فتحرك خطوتان حتي وقف أمامها ومنع رؤيتها عن ذاك الأبله الذي لم يبالي بحركة جاسر في حجب رؤيتها عنه حتى استئذن وغادر المكان أما جاسر فور تأكده من مغادرة موكله استدار بجسده إليها وهو يشعر بني ران الغيرة تأكل في صدره ثم ض رب على المنضدة بحدة أذهلتها وفي نفس الوقت أرعبتها وهو يهدر بها
انت ازاي يا أستاذة كان عندك نية تمدي يدك وتسلمي على السمج البارد دي هو أنا طرطور ولا حاجة علشان تعملي اكده
تطلعت بمقلتيها بذهول لذاك المستشاط ولم تدرك سبب حدته تلك إلى الآن ثم سألته بنبرة هادئة كعادتها دون أن تتعصب
ممكن تقعد ونتكلم وأعرف جرى ايه لعصبيتك داي وصوتك العالي وحدتك معاي في الكلام حوصل ايه لدي كلاته
جلس مكانه وهو يعبث في جاكيت حلته بزهق ثم أجابها صريحا
فيها انك مينفعش تمدي يدك وتسلمي على راجل غريب عنك وكمان واني واقف وياكي دي أني معملتهاش لحد دلوك تقومي تمدي يدك للسمج دي
تحدثت بهدوء كي تفهمه مقصدها وما زالت تحتفظ برقيها في الحديث معه
طب ماهو اللي مد يده هكسفه يعني !
من الذوق اني اسلم عليه بكل هدوء وخلاص .
أه دي عندها بقي يا أستاذة ... جملة اعتراضية نطقها جاسر وعقب عليها بتحذير قاطع
الذوق ده تبليه وتشربي مايته أو من الأحسن تروحي تدفنيه وتخلصي منه علشان ميمشيش معايا خالص مليش في التحضر بتاع اليومين دول أصل اني راجل دقة قديمة قوووي .
تهجمت ملامحها بامتعاض من كلماته وأوامره وكأنها زوجته أو اخته وليست مجرد عاملة معه ثم سألته بنبرة جادة
طب معلش يامتر دي بمناسبة ايه يمشي معاك ولا ميمشيش علشان تستدعي دي كلاته ممكن تفهمني لو سمحت
ابتلع غصته بروح منهكة من استفسارها ثم اعترف لها صريحا دون لف كي يريح قلبه ويعرف مشاعرها تجاهه قبل أن يجذبها أحدهم
بمناسبة اني راجل بغير وبغير جدا كمان ولازم تراعي نقطة زي دي ولا تتكلمي مع راجل ولا يدك تلمس يد راجل حتى لو بالسلام من باب الذوق .
تطلعت بمقلتيه لتتحدث بنبرة تائهة ودقات قلبها تنفض داخلها من تلك الكلمات التي لأول مرة تسمعها مع تنهيدة حارة خرجت من صدرها
بتغير عليا بردو كيف مفهماش يامتر
لوهلة غاص في عينيها وفي ملامحها الجميلة لوهلة أخذه فؤاده لشعور أن يغمرها بين يديه ويعترف لها بعشقه لها ثم استجمع شتاته وانطلق الاعتراف صريحا من على لسانه
واللي هيغير يا أم الزين على حد قوووي توبقى معناها ايه الغيرة داي يمكن علشان هحبك وكل لما اجي المكتب محبش إن يومي ينتهى والدقيقة الأخيرة تطول من عمري وعمرك علشان متسبنيش وتمشي
واسترسل حديثه باستفسار وهو مازال يتعمق النظر ببحر عينيها العسليتين
هو انت قلبك محسش بقلبي وبحبي لحد دلوك يا ام الزين
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه ثم بللت حلقها الذي جف من كثرة خجلها وخۏفها وعدة من المشاعر المتضاربة داخلها ثم هتفت بنبرة ضائعة مشتتة
أني منفعكش يا جاسر انت لسه الدنيا قدامك تختار منها اللي تناسبك وتستحق توبقى معاك أما أني مجرد واحدة عايشة وخلاص بتقضي أيامها ولياليها بقلب م يت .
حرك رأسه رافضا بقطع ماتقول ثم أعلمها بنبرة واثقة
مين قال إنك متنفعنيش ! بنيتي احساسك وحكمك دي على أي أساس !
هو القلب اختارك انت وأمور القلوب ملناش يد فيها وبعدين ليه هتستكتريني عليكي انت مينقصكيش اي شئ عن أي ست وبالعكس أني حاسس أننا شبه بعضنا قووي نفس الهدوء نفس الرزانة في الأمور فندي لبعض فرصة نتعرف أكتر وكل طرف فينا يدرس التاني عن قرب من قبل ما تحكمي .
رفعت جفونها ببطء ثم قالت بنبرة بائسة
صدقني يا جاسر أنا منفعش اكون معاك ولا مع غيرك ولا انفع اربط انسان بيا علشان أنا جوايا حطام وعندي تفاصيل ۏجع تكفي الدنيا بحالها
واسترسلت حديثها وقد تعمقت عينيها بالنظر داخل عينيه كثيرا وهي تبتلع ريقها
منكرش اني حسيت معاك مشاعر عمري كست وكأنثى عشتها مع غيرك حسستني اني كست متشافة ومهمة بكل المواقف اللي هتعملها معاي وبكل كلامك الجميل اللي يجذب أي ست بس صدقني أنا وأنت مننفعش مع بعض لازم تختار واحدة انت اول راجل في حياتها محدش داقها غيرك ولا كشف تفاصيلها الحلوة غيرك تعيش معاها تفاصيل البدايات الحلوة اللي تبسط اي راجل .
دق
على المنضدة بأطراف أصابعه والتوتر أصبح سيد الموقف بينهم ولكنه لم يقتنع بأي من كلماتها وما تفوهت به الآن هراء بالنسبة له ثم رد على كلامها بنبرة متشبسة بها بوجودها بجانبه
ليه مصممة تقفليها يامها ! لحظات السعادة بين أي راجل وست ملهاش علاقة بالتجارب ولا الزمان ولا المكان
ثم أشار ناحية قلبه بقبضة يده مكملا بإصرار لخوض التجربة وهو على ثقة في نجاحها
طالما القلب ده عشق يوبقى كل حاجة ليها حل وحكاية الأحاسيس والمشاعر بتاعت البدايات اللي هتقولي عليها دي متفرقش معايا خالص كل اللي يفرق معايا انك تحبيني زي ماهحبك تتمني قربي ووجودي في حضنك زي ماهتمنى .
تغلغل الشعور بالفقدان داخلها ما إن ذكرها بكلمة الحضن فطالما عاشت امرأة متزوجة مايقرب من عشرة سنوات لم تعرف معنى الحضن معنى الدفئ ومعنى الاحتواء لم تعرف في تلك السنين غير الجفاء غير الشعور بالحرمان من اي احساس ومشاعر من حقها كأنثى وللعجب أن لحظات البدايات التي قالت عنها لجاسر ستجعله يحياها معها بشراهة فلم تجربها من قبل لم تجرب شعور الاحتواء بين أحضان رجل بالرغم من سنوات زواجها ولكنها تقل له أية أسباب كي تجعله
يبتعد عنها لما اقترفته في حق ربها
ولكن ايها المها إلى متي ستعاقبين حالك !
لقد حرمتي من كونك انثى سنوات لأجل الإحساس بجريمتك !
الى متى ستقحمين حالك داخل دوامة الماضي الأليم وتعاقبينها على أن نفسك مازالت حية تتنفس على قيد الحياة
لاحظ شرودها تخبطها ۏجعها تيهتها فأكد لها أنه يفهم ذلك بل ويعيه بشدة
طبيعي التخبط والتيهة والخناقات الكتيرة اللي جواكي دلوك مابين الحاضر والماضي والمستقبل طبيعي إنك تخافي تتقدمي خطوة أو انك تدي قلبك من جديد لتجربة جديدة وتتوجعي تاني بس مين فينا بيعيش لحظات السعادة كاملة ! مين فينا مش بتجي له أوقات بيحس أنه محطم وأنه كاره نفسه وكاره الدنيا وان الناس كلها وحشة وان الدنيا أضيق من خرم الإبرة في عنيه وبعدين لما يهدي ويفكر هنلاقي نفحات ربنا بيبعتها لنا تحسسنا إن زي ما فيه ناس حوالينا وحشين فيه كتيير قوووي حلوين وزي ما تجربة فشلت ننساها ونعيش غيرها وربنا يبارك فيها
واسترسل حديثه بنبرة راجية
ها ايه رأيك في