رواية صراع الذئاب الجزء الثالث كامل (حتي الفصل الاخير) بقلم ولاء رفعت
أشهد بالحق
القاضي قول والله العظيم لأقول الحق
عبدالله والله العظيم هقول الحق ... الليلة دي كنت رايح أقابل الي إسمها سماح عشان كانت موعداني إن هتخلي جوزها طه يكلم عمو أشتغل عنده ف المصنع أو الشركة ... هي إستغلت إن محتجها وساومتني إإإن .. إن يعني أعمل معاها علاقه ف مقابل الخدمه دي ... وإحنا بنتكلم جه طه طب علينا أتخانقو مع بعض وكل الي عملو إنه ضربها بالقلم فهي وقعت لورا ع سن الكومودينو ومعرفناش غير لما وقعت ع الأرض وساح ډمها وقاطعه النفس خالص ... أنا مكنتش مستوعب الي حصل أخدت حاجتي وهدومي ومشيت وقتها شوفت خالتها طالعه ع السلم خبطت فيها ڠصب عني وقعدت تزعئ سبتها وجريت وهربت من الحارة كلها
القاضي طيب أتفضل أقعد عبدالله
تعالت الهمهمات بين الحضور
أسكتهم القاضي بالطرق ع المنصه بالمطرقة الخشبية ... ثم تابع بالقول
لقد قررت المحكمة بالحكم ع طه سالم البحيري بالبراءه .. رفعت الجلسه
في منزل علياء ...
تركض خلف أبناء شقيقتها وتصيح فيهم إياد ... مالك ... لو مسمعتوش الكلام مش هخلي مامي تاخدكو للنادي
رن جرس المنزل ...
فقالت طيب يلا روحو ع أوضتكو بسرعه
قالو لها حاضر يا خالتو
ذهبت وقامت بفتح الباب بدون أن تنظر من العين الصغيرة ...
ممكن أدخل ... قالها يوسف وهو يحمل باقة أزهار
رمقته بتوتر وقالت وهي ترجع خصلاتها خلف أذنها
أتفضل
أتفضل هنا حضرتك ... قالتها وهي تشير له بالجلوس ع المقعد المخملي المذهب وجلست ف المقعد المقابل
فقالت
خير يا دكتور يوسف أي سر الزيارة الي من غير ميعاد دي
فتح زر سترته ووضع الباقه ع الطاوله أمامه وقال
علياء
وأنت حضرتك ليه مش عايز توافق عليها ومعلقني الأيام الي فاتت دي كلها .. ع العموم الحمدلله فتحت عيادة خاصة ومش محتاجه إشتغل سواء عندك ولا عند غيرك
إبتسم فقال
ألف مبروك
علياء الله يبارك فيك
تنهد وقال طيب يا دكتوره علياء حبيت أفكرك إن العقد بتاعنا ف بند بيقول إن حضرتك مينفعش تسيبي الشغل قبل 5 سنين وكمان ف شرط جزائي بقيمة 250 ألف جنيه
يوسف بس قبل ماتشتغلي مضيتي ع العقد
علياء مضيت بس كان مع دكتور مهدي والي عرفته إنه فض شراكته مع حضرتك
يوسف دكتور مهدي كان شريك بنسبة 35 والباقي ده نسبتي يعني أنا المالك الأساسي يعني عقدك معايا أنا
زفرت بحنق وقالت
والمطلوب مني أي دلوقت
إبتسم بمكر وقال إنك تغيري هدومك وتيجي معايا ع شغلك
و أنا مش هكمل ف المستشفي بتاعتك والعقد إبقي علقو ع الحيطه ذكري ذي الذكريات الي قبله
نهض من مكانه وأقترب منها لينحني أمامها بجذعه محاوطا إياها بزراعيه مستندا ع مساند المقعد ... يحدق بداخل عينيها التي يري فيها التوتر والقلق والخۏف وحبها له التي مازالت تحفظه بداخلها ... قال
هتيجي يا علياء وهتشتغلي
أجابت بتوتر
ده قراري أنا وأنا حره أرجع ولا لاء
يوسف
لاء قراري أنا يا علياء
مساء الخير ... ياولاد ... قالتها والدة علياء التي ولجت للتو
إبتعد يوسف عن علياء بحرج ليعتريها الخجل ...
يوسف مساء الخير
يا طنط ... حضرتك عامله أي
تأملت ملامحه وقالت
أنا حاسه إن شوفتك قبل كده
علياء لاء يا ماما ده يبقي زميلي ف المستشفي الي كنت بشتغل فيها وجاي يطمن عليا
والدتها
فيك الخير يابني .. هي قعدت منها لما عرفت إن صاحبها يبقي الدكتور الي كان جاي يخطبها و.....
قاطعتها علياء وهي تنظر لها بأن تصمت وقالت خلاص يا ماما الدكتور جه عشان يطمن مش أكتر
يوسف وأنا
الحمدلله أطمنت .. وزي ما قولتلك يا دكتوره علياء مستنين حضرتك ... عن إذنكو
والدة علياء
ما تقعد يابني وأشرب العصير
يوسف
معلش يا طنط خليها مرة تانيه ... الأيام جايه كتير
والدتها ع راحتك يا بني ... ربنا يوفقك أنت وبنتي وكل الي زيكو يارب
يوسف
تسلمي ربنا يخليكي
علياء
ثواني هاوصل حضرتك للباب
وعند الباب همست له وقالت
إنسي إن إرجع المستشفي تاني وإن أتعامل معاك أصلا
يوسف ياااه للدرجدي لسه منستييش الي حصل زمان !!
أجابته بإستنكار
ولا حطاك ف دماغي أصلا
يوسف بس حطاني ف قلبك الي لسه بيحبني وبيدق ليا ... بدليل إنك لسه متجوزتيش ولا أتخطبتي لحد دلوقت
أجابت وهي تجز ع أسنانها وقالت
وأنت مالك وبتدور ورايا ليه !!
يوسف
إنتي ناسيه إن ملفك عندي ف المستشفي!
علياء دي حاجه تخصني أنا وبس
يوسف أوك .. ع العموم أنا مستنيكي بكره
علياء وأنا مش جايه
إبتسم بسخريه وقال بإصرار
مستنيكي يا علياء ... سلام
أوصدت الباب خلفه وقلبها يخفق بقوة .. ركضت إلي غرفتها لم تدري بحالتها هل هي سعيدة أم حزينة ....شردت ف ذكريات ذلك اليوم ...
فلاش باك
ترتدي ثوب أنيق وف أبهي زينتها ..
والدتها بسم الله ماشاء الله قمر ربنا يحرسك يابنتي
علياء حلو الفستان يا ماما
والدتها صاحبته أحلي وأجمل
علياء جهزتي كل حاجه ... ده خلاص كلها ربع ساعه وهيجي هو وأهله
والدتها
ربنا يتملك ع خير يابنتي ويسعدك
علياء أومال بابا فين
والدتها مريح ف أوضته عقبال ما الناس تيجي
علياء هاروح أقيس له الضغط ليكون يا حبيبي عالي عليه تاني
وقبل أن تذهب إلي والدها صدح رنين هاتفها معلنا عن وصول رسائل ...
علياء شكله يوسف .. قالتها والبسمه لاتفارق محياها ... فتحت الرسائل لتجدها صور مرسلة .. تحولت بسمتها إلي تجهم وصدمة حينما رأت صور خطوبة يوسف وإنجي مرسلة إليها رقم غير مسجل وبأسفل أخر صورة رسالة نصيه وكان محتواها
معلش بقي هو مكنش ليكي من الأول بس إنتي الي بتحبي تحلمي ... مع تحيات أنوجة خطيبة وحرم الدكتور يوسف البحيري
ألقت الهاتف بقوه ع الأرض وأجهشت بالبكاء ... فتوقفت عند سماع صړاخ والدتها ع والدها الذي ټوفي للتو
فكان حالها أصعب حال ... فراق حبيبها الذي خان قلبها من نظرها وفراق والدها التي كان لها الأب والصديق والحضن الدافئ الذي كانت ترتمي بداخله عندما تبكي
باااااك
عايزني أرجع !! من عينيا يا يوسف بس والله لأندمك ع كل لحظة عشتها اليوم ده ... قالتها علياء
بداخل إحدي مشافي الأمراض النفسية والعصبية ....
تجلس إنجي ف ركن مظلم بالغرفة تتلفت من حولها وكأن شئ يطاردها ... تهذي بكلمات ظلت ترددها منذ مجيئها إلي المشفي بعدما حكمت المحكمة عليها بإيداعها بداخل مشفي للأمراض النفسية ...
تحتضن دمية صغيرة وتقول سيبلي لوجي يا يوسف ... أنا مش هاعمل كده تاني ... أنا خلاص خلصت منه مش هيبقي ف حياتنا تاني
صمتت عندما تخيلت چثة مروان أمامها تستيقظ وقطرات دمائه تنسدل ع جسده وملامح وجهه مخيفه يقترب منها ويريد أن يقبض ع نحرها فأخذت تصرخ وتقول
أبعدوووووه ... لاااااااااااااا ...اااااااااااااااااااااااه
وبخارج الغرفة ...
هي الولية الي جوه دي مش هتتهد من ساعة ما جت وهي عماله تصرخ لما صدعت دماغنا ... قالتها الممرضة
فأجابت عليها زميلتها دي بعيد عنك جاية ف چريمة قتل عشيقها
ودماغها لاسعت
الممرضة ياستي أنتي بتصدقي هتلاقيها بتمثل عشان ميتحكمش عليها بمؤبد
لاء دكتور ماهر لما عملها كذا إختبار لاقها فعلا إتجننت
واقفه عندك إنتي وهي بتعملو أي ... قالها الطبيب
الممرضة أبدا يا دكتور كنا بنطمن ع الحالة الي جوه عماله تصرخ
الطبيب طيب حضرلي حقنة المهدأ وحصلني ع جوه
ولج إليها الطبيب ليجدها تصرخ وتتشبث پالدمية بقوة ولم تهدأ إلا عندما جاءت الممرضة وأعطتها إبرة المهدأ
السلام عليكم ورحمة الله ... السلام عليكم ورحمة الله ... قالتها ياسمين التي أنتهت من صلاتها للتو ونهضت لتلتفت خلفها
تقبل الله ... قالها ياسين
لم تعايره بأي إهتمام وتركت ما بيدها وكادت تغادر الغرفة فأمسكها وقال
وبعدين يا ياسمين هنفضل كده ع الحال ده لأمتي !!!
رمقته بسخط وقالت أنت مصدق نفسك إنك جوزي بجد ... أنا كل ما أشوفك بفتكر الي عملته فيا والپهدلة الي حصلتلي بعدها بسببك
ياسين طيب أعمل أي يرضيكي ويخليكي تسمحيني
ياسمين عيزاك تبعد عني وملكش دعوة بيا
ياسين إزاي !!! ... أنا بحبك يا ياسمين ومش قادر أبعد عنك أكتر من كده
ياسمين صعب أنسي بسهوله أنت
كسرت جوايا حاجات مستحيل ترجع تاني ... تقدر ترجع كوباية مکسورة زي ما كانت قبل ماتتكسر !!!
نظر إليها بقلة حيلة وقال إيديني أنتي فرصة أخيرة أثبتلك فيها إن بحبك ومستعد أعمل كل حاجة عشانك
تنهدت ثم قالت سيب الي مابينا ده للأيام تداويه ... يمكن يجي يوم وأسامحك وأسامح نفسي
ياسين وأنا مش هيأس وهفضل مستني اليوم
في قصر العزازي ...
يجلس ع المائدة ينتظرها وهو ينظر إلي ساعة يده
داده زينات ... صاح بها قصي
جاءت إليه مسرعه وقالت
أمرك يا قصي بيه
قصي هي إتأخرت ليه
زينات معلش يا قصي بيه أصلها تعبانه شويه ومش قادره تنزل
نهض وقال بقلق
ومبلغتنيش ليه ع طول ... خلي كنان يتصل ع الدكتور بسرعه ... وأنا طلع أطمن عليها
قالها وصعد إلي أعلي ثم ولج إلي الغرفه فلم يجدها ف الفراش .. نادي عليها
صبا ... صبااااا
ليستوقفه صوت تأوهاتها الصادر من المرحاض ... ركض إليها فوجدها تجثو أمام قاعدة المرحاض تفرغ ما بجوفها بإعياء
صبا ... مالك يا حبيبتي ... قالها قصي وهو يحتضنها من ظهرها ويمسد ع خصلاتها
أجابته بصوت واهن
شكلي واخده برد ف معدتي
تنهد وقال
عارفه ده بسبب التكيف الي مرضتيش أخليني أقفله إمبارح وإحنا م.....
قاطعته بصياح
خلاص ... خلاص أسكت عرفت ... أعمل أي كان الجو حر إمبارح
غمز إليها بعينه وقال
ومين الي كان محرر الجو
لكزته ف صدره ونهضت
أبعد عني مش طايقه ريحة البرفيوم بتاعك
قصي ليه ما كنت حلوة إمبارح .. فأردف بتقليد نبرة صوتها
الله ياقيصو ريحتك حلوة رش حبه كمان ... ومناخيرك كانت لازقه ف صدري ورقبتي
صبا والنهارده مش طيقها خلاص ... أبعد بقي عشان مش قادره أستحمل
قال بعناد مازحا
لاء مش هابعد
قالها وعانقها بإصرار