رواية امبراطورية الرجال (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم رحاب ابراهيم
تصعد وتنتظر الفتيات أمام باب المكتب فهذا أفضل حل لم تلاحظ الذي دلف للتو بينما كل ما لاحظته تلك المحفظة السوداء الملقاة على الأرض احتارت أن تأخذها أو تتركها كما هي وما وجود لحارس المبنى أخذت المحفظة وقررت البحث عن صاحبها فيما بعد بينما آسر وقف أمام المصعد حتى انهى مكالمته الهاتفية قبل الدخول للمصعد الكهربائي حيث لا يوجد شبكة بالداخل فتح باب المصعد ودلف بداخله حتى دلفت سما دون أن تلتفت لمن ينظر بإتجاه الارقام اغلق الباب ووقفت خلفه والمحفظة بين يدها المحفظة منها فجأة فچثت لتلتقطها عندما رأت صورة شاب بداخلها خطفت أنفاسها استقامت وهي تنظر للصورة بابتسامة وقالت ايه القمر ده هو بياكل بونبوني أخرجت البطاقة الشخصية وقرأت الأسم بينما تجاهل آسر همهمتها وهو يواليها ظهره قالت آسر مصطفى الزيان اتسعت عين آسر پصدمة وهو يستمع لأسمه فاستدار اليها ليجد فتاة ترتدي شيء أشبه بالفستان ولكنه بالطبع اقل رقة ونظارتها السميكة التي تخفي اغلب وجهها الصغير في حين أن كان بإمكانها إرتداء نظارة اصغر بكثير قال پصدمة وهو يخطف محفظته من بين يدها دي محفظتي رفعت سما عيناها بعصبية وسخرية بينما تسمرت پصدمة وهي ترى نفس الملامح جف ريقها من الصدمة حتى قال لقيتيها فين دي كانت في جيبي من دقايق بالكاد استطاعت النطق وهي تشير لباب المصعد لقيتها واقعة في الشارع قال بسخرية وخدتيها على طول من غير ما تسألي ضاقت من نبرته وأجابت هسأل مين انا ما اعرفش حد هنا ده غير أني كنت ناوية اخلص شغلي واسلم المحفظة لصاحبها بنفسي مش اديها لحد ويا عالم هيعمل بيها ايه فتح باب المصعد قبل أن يجيب نظر لها بإعتذار وقال آسف اتعصبت من غير داعي ضغطت سما على زر الهبوط دون أن تجيبه فأنغلق باب المصعد استندت على الحائط وهي تكاد تقفز ضاحكة هبطت للأسفل ووقفت تائهة بابتسامة وما مر دقيقة حتى اتى الفتيات
احنا متجمعين ليه مش المفروض كل واحد يختار اللي هتكون سكرتيرته أجاب آسر وهو يتفحص هاتفه خليها مقابلة واحدة ونخلص ورانا شغل كتير عندي ميعاد مع فريق مهندسين هيشتغلوا معانا من بكرة ولازم تكونوا معايا في الاجتماع دلف يوسف بحماس للمكتب وقال في طقم نضارات برا هندوس بيهم السوق لأننا مش هنشوف حاجة أصلا شباااااب أنا متفائل همس رعد بأذن جاسر وهو جالس بجانبه وقال حاسس بفتحة خير بالسكرتيرات الجداد كتم جاسر ضحكته وقال ما تتعشمش أوي دول مجايب شربة العدس اللي مع يوسف هيكونوا ايه يعني اكيد صلصة أنا قررت أني اجيب توتو تشتغل معايا قال آسر بجدية وهو يجلس بجانب أبناء عمه وامامهم مكتب خشبي عريض خصص مسبقا لدراسة التصميمات دخلهم مع بعض يا يوسف وقف يوسف بعتب الحجرة وأشار لحميدة للدخول حتى اصطف الفتيات خلفها كطابور النمل دلفت واحدة تلو الآخر رفع جاسر عيناه لهن واطلق ضحكة عالية لم يستطع كتمها بينما صدم رعد للحظة الأولى فقال جاسر بضحكة دي مرحلة ما بعد الصلصة همست جميلة بغيظ وقالت لحميدة هو ماله الأخ فشته عايمة كده ليه نظرت حميدة له لتصمت بينما ظلت سما تنظر بصمت وخجل لآسر الذي علمت أنها ستلقاه منذ معرفتها بهويته صدم آسر من رؤيتها فرمقها بنظرة تكرر الاعتذار بصمت قال رعد بتيهة هو مين طفا النور اطلق جاسر ضحكة عالية وقال له بخفوت على ما تخرج من صدمتك هبدأ انا لم تستطع جميلة كتم ڠضبها فقالت انت بتضحك علي ايه اطرق جاسر بالقلم على مكتبه وكتم ضحكته بالكاد وأجاب أنتي اسمك ايه أجابت جميلة بغيظ اسمي جميلة اتسعت ابتسامته وقال طب احلفي وكزت جميلة ذراع حميدة التي بالطبع كانت تتوقع ذلك وقالت مين الطور اللي بيستظرف ده جاته نيلة في شكله نهض جاسر وتلاشت كل معالم المرح بملامحه وكأن لدغه عقرب وقال لها مشيرا أنتي قولتي ايه لوت شفتيها بسخرية وقالت ماقولتش رفع حاجبه بدهشة من جرأتها فألقى القلم من يده وقال وهو يتحرك واقفا امامها بتحدي أوك المقابلة انتهت قالت بنبرة أشد سخرية عارفة مرفوضة هز رأسه بنفي ونظرته تتوعد بشيء غامض لأ اتقبلتي يا مش فاكر المرة الجاية ابقي فكريني رماها بنظرة مستهزأة وقال لآسر ورعد الذي شاهدوا المشهد بصمت ودهشة من هذا العداء الغير مبرر وقال سكرتيرتي خرج من المكتب بعد كلمته دون أن يلتفت اليها ولو بنظرة شيء جعلها ترتبك من نظرته وتقلق وشيء جعلها تقبل التحدي وشيءجعلها تبتسم وضعت سما ملف أوراقها أمام آسر الذي تفاجأ بهذا وكأنها هي من اختارته ليعمل معها وليس العكس ابتسم بخفة وقبل ملفها وهو ينظر لأشياء قد علمها من يوسف مسبقا وقال تمام تبقى رعد الذي نظر لرضوى وقال احدفي الملف في وشي واجري تعجبت رضوى من حديثه وقالت ليه هو أنا عفريت اومأ برأسه رافضا لأ طبعا أنا اللي استاهل اللي بيحصلي ادي آخر اللي ما يسمعش كلام عمه مش عارف هكمل أزاي بس هحاول قال آسر وهو ينظر لسما هنبدأ الشغل من قاطعته سما بنظرة خجولة وابتسامة من النهاردة لو حبيت نظر لها الفتيات بغيظ وهم يضغطون على أسنانهم وبأعينهم نظرة اڼتقامية فرفع آسر رأسه بابتسامة تمايلت بعيناه وقال من بعد بكرة بالتوفيق لينا كلنا وقف يوسف مع الفتيات بخارج المكتب وقال الحمد لله المقابلة انتهت على خير جهزوا نفسكم للشغل بس حميدو هيبدأ شغل من النهاردة ضحكت سما رغما بينما تطلعت حميدة اليها بغيظ فقالت رضوى طب بالأذن احنا بقى جذبت رضوى سما من يدها للخارج وتبعتهم جميلة حتى تفاجئت بالذي يخرج من غرفة أخرى ويقف أمامها بنظرة متعالية نظر لها من رأسها حتى اخمص قدميها وقال ابو شكلك
ها وإيه هههههه مالك اتخشيبتي كده في المقابلة دي حميدة هتعلقك في مروحة السقف أجابت سما وهي تتمايل بهيام هو شباكنا ستايره إيه هتفت حميدة الذت أتت للتو بنظرات مغتاظة حديد حديد هيدغدغ على دماغك النهاردة بقى هو ده اللي اتفقنا عليه وقال ايه لو حبيت نشتغل من النهاردة ما كنتي تديله عنوان البيت بالمرة ده آسر الزيان يخربيتك قلدتها حميدة تحت نظرات جميلة ورضوى المنفجرين من الضحك فقالت سما بابتسامة زوجي قرة عيني أوي وضعت سما يدها على وجهها بخجل وقالت بحياء هيتقفل علينا باب واحد أزاي ده حملقت حميدة فيها لوهلة ثم ركضت خلفها لتركض سما ضاحكة وصححت بااااب المكتب ماتبقيش قفوشة بقى هزت حميدة رأسها وقالت والله هو اللي يتخاف عليه تساءلت رضوى بتعجب مش يوسف قال هتشتغلي النهاردة تنهدت حميدة وهي تجلس على الفراش وتخلع عنها حجابها فقالت حضرت معاهم اجتماع المهندسين الجداد ومشيت ظهر الضيق على وجه جميلة الذي حاولت أن تخفيه وقالت والله لولاكي لكنت خليت اللوح اللي اسمه جاسر ده يترحم على كرامته بس ماحبتش اعملك مشاكل وافقتها رضوى وقالت بغيظ ولا الحمار التاني احدفي الملف في وشي واجري ده كأنه هيتنازل عن العرش لما وافق يشغلني قالت جميلة بعصبية أنا ليه ما رميتهوش من الشباك ساعتها أجابت رضوى بحدة وانا ليه ما اديتلوش بونية في وشه بدل الملف سحبت سما يد جميلة لمرآة كبيرة مثبته بخشب خزانة الملابس القديمة وقالت وهي تشير لأنعكاس مظهرهما وقالت بذمتك ده منظر بني آدمة حدديلي ملامحك ده احنا كنا شبه الصيادين وقفت جميلة تنظر لنفسها بتأفف واجابت وحتى لو منظرنا وحش هما هيتجوزونا يعني قالت سما بدعا ياررريت نظرت لها رضوى بغيظ وقالت انا اصلا رعد ده ما يملاش عيني سما بضحكة هيخترق النظارة بكرة تشوفي ههههههه قال حميدة بسخرية والله أنا حاسة أنك هتخدي مقلب يخرج من عينك هزت سما كتفيها بعدم اكتراث وقالت ما تخافيش على سمكة بالمكتب رتب آسر الأوراق بعد إنتهاء فحصها وقال وهو يعود بظهره للخلف بتنهيدة بصراحة كنت فاكر أن صعب نلاقي عملا بس اتفاجئت بصراحة الحمد لله عندنا ٣مشاريع هنبدأ فيهم ودي بداية هايلة دلف يوسف وبيده حقيبة بلاستيكية بها طعام سريع وقال جبت ١ سندوتش كل واحد فيكوا ياخد واحد وانا ١ عشان بجوع بليل أخذ جاسر واحد منه بنظرة غيظ وقال له جلاب المصاېب وضع يوسف ما بيده على المكتب بضحكة وقال اهو كده اضمن انكم هتشتغلوا اومال كنت فاكرني هجيبلكم سكرتيرات زي بتوع الشركة قضم جاسر من الساندوتش بعصبية وقال بنت ال والله لطفشها هتف آسر بحدة وبعدين بقى دول احسن من غيرهم على فكرة على الأقل مش هيطلبوا مرتبات عالية لأن معندهمش خبرة كفاية المرحلة دي هنستحمل فيها حاجات عشان نحقق هدفنا رد رعد بسخرية ممزوجة بالمرح وقال لأ والتانية لسه بتسأل ومستغربة أنها مش عفريت انا عمري ما خۏفت من الضلمة بس خۏفت منها وربنا ابتسم آسر ابتسامة واسعة وقال بمرح والله شكلهم مبهج قال يوسف بضحكة الحمد لله أني مش زيكم أنا مرتاح مع حميدو جدا ضيق جاسر عيناه وفكر في شيء ما رمق جاسر ملف رضوى وتعجب من صورتها بدون النظارة الطبية وقال العجيب أن صورهم في أوراقهم مختلفة سخر جاسر عيب عليك ده أنت أكتر واحد خبير في الموضوع ده أومأ رعد قائلا آه فعلا الصور بتداري كتير بشقة كبيرة في أحد الأحياء الراقية بالقاهرة وضعت الخادمة الأجنبية كوبين من القهوة أمام للي ورحلت وضعت للي كوب امام صديقتها واخذت كوبها حتى قالت صديقتها نهلة مالوش حق يضربك بالقلم تنهدت للي بشعور غريب وقالت ساعات بحس بكده وارجع واقول لو أنا مكانه كان هيبقى ده رد فعلي برضو خصوصا أنه مش حد قليل بصراحة عشان اكون صريحة التحدي كان سخيف فعلا ومش عارفة وافقت عليه أزاي كل مرة كان بيبقى بعيد عن أي شخص لكن المرادي الشلة افورت أوي قالت نهلة بتعجب للي أنتي مش صغيرة عشان تمشي ورا البنات دي أنتي واحدة ناضجة مش لسه مراهقة متهورة مش عارفة بتعمل ايه وضعت للي كوبها بعصبية وقالت بملء الدمع بعيناها وأنا عملت ايه وانا مراهقة يعني اهلي جوزوني لواحد وراني العڈاب الوان فضل يضربني لحد ما سقطت واتحرمت من الحاجة الوحيدة اللي كانت هتفرحني ماتوا وسابوني معاه اتعذب اتجوزت ١سنة واطلقت وانا ٢ وفات عشر سنين غيرهم وانا لسه الكسرة جوايا نهلة بتعجب اللي يسمعك يقول أنك كنتي بتحبيه تنهدت للي بحزن وقالت ياريتني كنت بحبه يمكن كنت قدرت استحمل لحد ما يتغير بس أنتي عارفة يعني ايه تعيشي مع
فرصة أني احترمه سمعت مرة واحدة جارتنا بتشتكي أن بنتها اتأخرت في الجواز لحد التلاتين كنت عايزة أصرخ فيها واقولها أن لو بإيدي اكون مكانها ما اترددت لحظة كان أهون عليا مليون مرة افضل من غير جواز ولا أشوف اللي شوفته قالت نهلة برفق بس أنتي ما ضعفتيش بعد الطلاق بالعكس حققتي حلمك وبقيتي أشهر ميكب ارتيست اظن ده كفاية هزت للي رأسها بدموع وقالت بضعف لأ مش كفاية يا نهلة أنا عشان اكون صريحة مع نفسي فهعترف أن حلم بنت ال ١ لسه جوايا نفسي احب واتحب صحيح جوازتي الأولى كسرت جوايا الأمل بس الحنين للحلم ده لسه موجود نفسي اقابل اللي صمتت حينما مر بعقلها ملامح وسيمة غاضبة تعجبت نهلة وقالت متساءلة سرحتي في ايه أطرفت عين للي ببعض التيهة وقالت نفيا لا أبدا عادت نهلة متساءلة أفرضي قابلتي وجيه الزيان تاني هتعتذريله نفت للي وقالت برفض لا طبعا كفاية القلم اللي خدته خلصانة بقصر الزيان وضع الخادم العجوز كوب من القهوة على المكتب أمام وجيه ذو النظرة الشاردة الذي يتخللها الحزن وقال قهوتك يابني خرج وجيه من شروده ورد على العجوز شكرا يا عم نعيم قال الرجل مترددا أنا عارف أنهم وحشوك رجعهم لو ليا خاطر عندك أنا ربيتكم كلكم زي ولادي تنهد وجيه وقال بلطف للرجل العجوز رغم ما يعتمل بصدره من ضيق خاطرك غالي عندي ياراجل يا طيب بس للأسف المرادي ماينفعش اتراجع وإلا ما انتظرش منهم أي تغيير ما تفتكرش أن بعادهم عني سهل لكن ماينفعش يفضلوا معتمدين عليا طول الوقت أنا كبرت يا نعيم مابقتش صغير قال الرجل بطيبة ٤سنة مش كبير يابني فكر في نفسك ودور على بنت حلال تعوضك اللي فات ابتسم وجيه بمرارة وأجاب بنات الحلال قلوا أوي اليومين دول أنا نسيت أصلا الموضوع ده صمت الرجل بنظرات حزينة ثم استأذن ورحل رفع وجيه كوب القهوة الى شفتيه بينما ذكره لون البن لعينان شائكة