السبت 30 نوفمبر 2024

رواية امبراطورية الرجال (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم رحاب ابراهيم

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


والأغرب لمحت نظرة معذبة بعيناه لأول مرة تراها أيضا تابع بغموض مش كل اللي بتشوفيه من بعيد حقيقي عشان تحكمي صح لازم تعرفي كل الحقايق تعرفي اللي مداري جوا القلوب وساعتها يمكن تعرفي وتتأكدي أني مش زي ما أنتي فاهمة ومش زي ما الكل شايفني يمكن لو أنتي بس شوفتي حقيقتي ده كفاية أوي عندي مايهمنيش أي حد تاني وصدقيني أنا جيت لأني فعلا كنت قلقان عليكي ابتعد عنها وسرعان ما أختفى من امامها وذهب ظلت صامته لدقائق تستعب معنى كلماته وكأن كلماته من لغة أخرى تبحث عنها بالقاموس اتصدقه يبدو ذلك غباء أن فعلت ويبدو غباء أن كذبت ولكنها تمنت أن يكن صادقا يا الله هي تتمنى احبت وانتهى الأمر سبحان الله العظيم انهى الاسطى سمعه عمله وسلم السيارة لللي وقال بفخر عربيتك رجعت زي ما كانت واحسن شكرته للي كثيرا وسألته عن اجره فرفض ببادئ الأمر ثم قال بعد اصرارها مبلغا اقل بكثير من المتوقع فقالت بس ده اقل من حقك يا اسطى سمعه ده يعتبر حق الكاوتش بس قال سمعه وهو يجفف يده بالمنشفة اعتبريه ترحيب بيكي في حارتنا بدل اللي عملوه العفاريت عيال الحارة في عربيتك ابتسمت للي بود وقالت مش عارفة اشكرك أزاي قال سقراط وهي يطرف عيناه بهيام احنا المفروض نشكرك أنك نورتي حارتنا المعفنة دي اتسعت ابتسامة للي بصدق فأخذ سمعة المبلغ منها واستأذن بالانصراف استغل سقراط الموقف وقال بخبث طب انا هطلب منك طلب وياريت توافقي قالت للي بابتسامة وقد اعتادت الحديث مع الصبي قول يا سقراط اللي انت عايزه قال سقراط بابتسامة شبكة اختي يوم الجمعة الجاية احنا عاملينها عائلية على ادنا كده ياريت تحضري قالت للي ببعض التعجب وسبقت قولها بالتهنئة الف مبروك ليها بس انت بتقول عائلية يمكن وجودي يضايق حد اسبل سقراط عيناه ببطء وقال لا ما انتي خلاص بقيتي مننا وعلينا تعجبت للي وهي تريد الضحك من طريقة الصبي الصغير فتابع سقراط مصححا اقصد يعني بقيتي بنت حارتنا هتنورينا ولا ايه قالت بموافقة هحضر بأذن الله بعد اللي عملته معايا انت ووالدك مقدرش ارفض وفي جميع الأحوال انا من أول بكرة هكون هنا كل يوم قال سقراط بسعادة هتيجي تلاقيني راشش مية قدام المحل بتاعك ومافيش اي عيل جربان هيقدر يجي جنب عربيتك ضحكت للي ثم قالت لا كده اجي وانا مطمنة اللهم حسن الخاتمة

الفصلالثامنعشر استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون اللهم صل وسلم وبارك على محمد ٣مرات سبحان الله الحمد لله ولا حول ولا قوة الا بالله بشركة آل الزيان وضع الساعي فنجان القهوة على مكتب وجيه عقب إنتهاء الاجتماع العام لأفراد الشركة ثم خرج بهدوء دون حديث عندما شاهد وجيه مشغولا ببعض الأوراق رفع وجيه الفنجان لشفتيه دون أن يغير اتجاه عيناه من على الأوراق ليتأت فجأة عيناها بين الأسطر طرفاتها وكأنها الكلمات تقرأ بصمت ضاق من نفسه ووضع الأوراق بعصبية على مكتبه إلى متى سيظل هكذا حتى في الأجتماع سرت بعقله ليجتاحه حنين الى رؤيتها زحام العمل لم يبعدها عن فكره مثلما اعتقد ارتفع صوت الهاتف فرفع السماعة وأجاب الو أجاب الطرف الآخر معاك يا وجيه بيه بالنسبة للموضوع اللي أمرتني بيه قبل السفر فشغلهم ماشي كويس أنا بعتلهم كام زبون كده من بعيد والا ماكنش حد هيروحلهم أصلا دول لسه صغيرين أوي في السوق بس معلش في السؤال طالما طردتهم ليه بتساعدهم تنهد وجيه بعمق فقط أطمأن عليهم وقال ما تنساش أنهم في الأخر والأول ولاد أخواتي يعني ولادي أنا عايزهم يشيلوا مسؤولية مش ادمرهم واخليهم يحبطوا عايزهم ينجحوا في شغلهم ويحبوا الشغل ولو وقعت مايضيعوش من بعدي الأب بيعاقب بإيد وبيسند بالأيد التانية قال الطرف الأخر عندك حق أنا أول مرة أشوفهم متجمعين كده وبيشتغلوا دول حتى سكنوا في حارة ابتسم وجيه رغما بعدما اندهش بعض الشيء وقال كده تمام كل شيء ماشي صح بعد ما تمر السنة هيعرفوا قيمة القصر والشركة والشغل هيرجعولي زي ما أنا عايزهم وساعتها ايديا هتكون مفتوحالهم خلي عينك عليهم ولو في أي حاجة اتصل بيا فورا الطرف الآخر تمام انتهى الأتصال ووضع وجيه سماعة الهاتف مع شوق آخر سرى بقلبه لصغاره نعم صغاره وسيظلون هكذا بعيناه وكأن قدره أن يفقد أحبائه بالمساء وعقب إنتهاء العشاء جلس الفتيات الأربعة أمام التلفاز كل واحدة منهن شاردة بخاطرها فقالت حميدة بابتسامة
هو اللي بيغير ده يا عيال بيبقى شكله ايه تمددت سما على الأرض ووضعت ساقا على ساق وقال بسرحان وابتسامة بلهاء بيزعق بيشخط فيكي كده ويرجع يصالحك الغيرة تحسي كده أنها بطعم الشطة قالت جميلة بحيرة طب واللي بيحب بيبقى شكله ايه أجابت سما وهي تهز قدميها بأندماج متشحتف متشحتف دايما على اللي بيحبه رايح بيسأل عليه جاي بيسأل عليه نظرت رضوى لهن بتعجب وقالت مالكم سرحانين كده ضړبتها سما بمرح بقدميها على ساقها وقالت انتي خنفسه يابت الا عمرك ما حبيتي كده ولا سرحتي جاتك القرف اللي جوه ده مش قلب دي طاسة زيت سمك رضوى بسخرية ليه هو أنا هبلة زيكوا انا ممكن اعجب بحد آه
لكن الحب ده مشواره طويل معايا أنا نفسي احقق احلامي الأول مش عايزة الاقي نفسي فجأة في بيت بين واحد وعيال وطبيخ وغسيل ومسح انتوا تفكيركم عادي انما أنا غيركم سما بمكر يعني بذمتك مافيش حاجة كده اجابت رضوى بصدق تقصدي رعد يعني بصراحة مش هنكر أن فيه كتير من مواصفات فتى احلامى بس مقدرش اقول أني حبيته أنا مش بحب بسرعة كده زيكوا حتى لو عاجبني بس برضو مش حب اعتدلت سما وهافت بالفتيات أنا مش هلبس البتاعة المعفنة اللي اسمها النضارة دي تاني مش هروح بيها الشغل حميدة بحيرة مديالكم شكل جد أخاف لو رجعتوا لطبيعتكم يطمعوا فيكوا بالنسبالي والله لو قلبت رقاصة يوسف مش بيشوف غير الأكل وهو اصلا زي الاطفال مافيش خوف منه قالت سما ساخرة بالعكس يا غبية تعرفي رغم أنك بتشتغلي معاه اكتر من سنة بس لسه مافيهمتهوش صح أنتي اللي عودتيه على شكلك ده أنتي اللي حسستيه من البداية أنه بيتعامل مع راجل لوت حميدة شفتيها بضيق وقالت كنت أعمل ايه يعني قالت رضوى أول حاجة تعمليها تقلعي قعر الكوباية دي في اختراع اسمه عدسات قالت جميلة بدهشة يعني تلبس ضيق وتبقى مابرجة عشان تعجبه اجابت سما بغيظ هو أنا بقولها انحرفي لكن مافيش عقل يقول أننا نخلي مظهرنا بالمنظر الزفت ده اظن جميلة هتشيل النضارة في خطوبتها ولو لبستها بعد كده هيبقى شكلها غريب وبصراحة بقى انا عيني بقت بتوجعني
منها وحاسة أن نظري هيضعف بجد قالت رضوى بقوة بقولكم ايه أنا شايفة أن كل واحدة ترجع لطبيعتها مش حلو اننا نوحش نفسنا احنا بس هنرجع لطبيعتنا العادية بنات عادية قالت سما بموافقة ايوة ده اللي بقوله صمتت جميلة بشرود بينما قالت حميدة خلاص ماشي بس الاحسن ننفذ الكلام ده بعد خطوبة جميلة سما بتصريح أنا مش ههحضر الخطوية وانا لابسة النضارة وافقتها رضوى وانا كمان زهقت منها كفاية كده قالت جميلة بتفهم كلنا هنرجع لطبيعتنا يوم خطوبتي هزت حميدة رأسها بموافقة ولم تجد مر من الأنصياع بمنزل الشباب ظل يوسف ناظرا للتلفاز الذي يقدم برنامج إعداد طعام قال بابتسامة الأكل شكله يفتح النفس بينما باقي الشباب جالسين بإرياحية على المقاعد القديمة بالمنزل نهض رعد بعدما انتشل نفسه من موجة شرود عالية وهتف بالشباب أنا عايز أعرف دلوقتي حالا يعني ايه حب أشار له يوسف وأجاب بتنهيدة وهو يأكل قطعة من الخبز اممممم الحب الحب يعني تجوعوا في نفس الوقت وتحبوا نفس الأكل وتصحيك بليل وتسألك اتعشيت ياروحي الحب فيه حاجة من الطبيخ اغتاظ رعد من اجابة يوسف وهتف أنت ما تتكلمش خالص كل كلامك بحسه بالكاتشب الحامض تذمر يوسف وعاد انتباهه للتلفاز بابتسامته قال آسر بسخرية هو في حاجة اسمها حب أصلا انت بتسأل اسئلة غريبة زم رعد شفتيه بغيظ ثم قال هتفضل تفكر كده لحد ما تعجز وتلاقي نفسك لوحدك يا عقد أجاب آسر بحدة الجواز شيء والحب شيء حتى لو في حب أنا مش هتجوز واحدة بحبها ترك بعض الأوراق من يده بعصبية ودلف لغرفته ابتسم جاسر لنظرة رعد المتوجهة اليه وقال بمكر انا لو جاوبت وشك هيحمر بلاش أنا ابتسم رعد وقال كنت عارف أن دي هتكون اجابتك يا ساڤل عموما خلاص وقفت للي بشرفة منزلها تتنهد بشعور ممزوج بين الشوق والحزن والعتاب انتبهت لهاتفها ويبدو انه رقم دولي فأجابت الو قالت سها بصوت هادئ حمد الله على سلامتك يا للي مرضيتش اتصل بيكي امبارح عشان السفر وكده قالت للي وقد اعادها صوت سها ذكريات ما حدث وأجابت الله يسلمك يا سها انا كويسة الحمد لله قالت سها ربنا خادلك حقك شلة الفساد اللي كنتي تعرفيهم عرفت أنهم وصلوا فرنسا أصلا واتمسكوا وبيتحقق معاهم انا مش راضية اتواصل معاهم عشان ما يجبوليش مشاكل بس عرفت من صديق هنا بالصدفة ولسه الزفت حسام بيتحقق معاهم والدنيا مقلوبة عليه هنا للي بدهشة طب أزاي وجيه يعمل كده مش معقول يسيبهم بعد ما جابهم لفرنسا اجابت سها بهدوء اللي يخليه يجيبهم مخصوص
عشان يعملك فخ يخليه يسيبهم برضو ولا كأنه يعرفهم وماتنسيش أنهم اشتركوا معاكي في المقلب الأولاني يعني الاڼتقام مش منك أنتي لوحدك شعرت للي بالسخف من كل شيء فقالت سها ما تفتحيش الموضوع ده تاني لو سمحتي وياريت لو قدامك حل للبنات عشان يرجعوا اعمليه فورا ربنا يهديهم قالت سها بصدق أنا كلمت فعلا حد واثقة فيه عشان يساعدهم لكن هفضل بعيد عنهم انا مش عايزة مشاكل قالت للي بتفهم كده تمام مر الأسبوع بشكل بطيء مثلما مرت الأيام السابقة لم يكن ثمة تجديد ورغم شعورها بالخۏف الا أنها اشتاقت لرؤيته وتعجبت لما لم يحاول رؤيتها بعد آخر مقابلة هل هو غاضب يأس أم ندم بيوم الخطوبة تجمع الفتيات حولها بغرفة حميدة بمنزل والدها سمعه لتقل سما وهي تنظر لوجه جميلة بمساحيق تجميل غير متجانسة الألوان ايه النيلة ده اغتاظت جميلة منها وأجابت ماهو حلو اهو حميدة وهي تتفحص وجه جميلة هو مش وحش ومش حلو هتفت رضوى وقالت وشك مجير الكحل مالوش عشرين لازمة وقديم وسايح وبعدين ده لون روچ بذمتك قالت جميلة وهي تنظر للمرآة بضيق ياريتني جبت حد زوقني هتفت حميدة بغيظ ما انا اتحايلت على عليكي وانتي لا لا لا جلست سما بحدة طب هنعمل ايه ده الناس برا وكلها شوية والمفروض جاسر وولاد عمه يجوا مش هنحلق نجيب حد دلوقتي والمفروض احنا كمان نتنيل نتزوق اقووول عليكي اايه يا جميلة اطرق سقراط باب الغرفة فذهبت رضوى لتفتح الباب حتى دلف لخطوة واحدة بالداخل وقال كويس أني لحقتكوا قبل ما تطلعوا استنوا هعرفكم على بونبوناية الحارة ادخلي يا للي دلفت للي برداء سهرة فضي اللون وبكامل اناقتها شهق الفتيات من الفتاة التي يبدو وكأنها خرجت من أحد اساطير قصور الأميرات الفاتنات تعجبت للي من نظراتهن وقالت بابتسامة ونظرة يشوبها الحيرة الف مبروك قالتها للي بابتسامة ونظرة حائرة بنظرات الفتيات المحدقة بها وكأنهم يتأكدون أن كانت حقيقة أم لا ظل الفتيات ينظرون لها بدهشة حتى توجهوا إليها ملتفين حولها بنظرة تتفحصها بدقة من رأسها لأخمص قدميها ابتلعت للي ريقها بتوتر حتى قالت حميدة وهي تنظر لشعر للي المسترسل بنعومة فائقة وتهب منه رائحة ذكية منعشة بقى أخويا سقراط الجربان يعرف السنيورة دي تمعنت سما في وجه للي المزين بحرافية عالية بمساحيق التجميل التي بدت وكأنها طبيعية قالت باتساع بؤبؤ العين قمر قمر يعني اكيد مش بتاكل غير مربى وقشطة تطلعت جميلة في رداء للي الفضي وقالت بإعجاب حلوة وفستانها حلو احلى من فستاني الحقېر أشارت رضوى على الحلق الفضي الذي يلتمع بأذن للي الصغيرة وقالت الماظ ده ليكون فالصوا ابعدهم سقراط بغيظ مع ضحكة للي الخافته وهتف بالفتيات بعصبية هو انتوا كمان هتعاكسوها يا غجر ده على ما جبتها لهنا دخلت في معارك وخناقات متأجلة هتفت حميدة بتساؤل مين دي يا سقراط قالت سما بضحكة واثقة الرقاصة مش حوار يعني قطبت للي حاجبيها بضيق وكادت أن تتحدث وتعلن عن هويتها ليقل سقراط معنفا الفتيات ما انتوا ما تعرفوش ريحة الجمال يا برعي منك ليها بقى في حد في الحارة مابقاش يعرف مين ليان يوسف ده انا هنكتب الشارع باسمها شهق الفتيات عندما تذكروا ذلك المحل الفخم الذي يتم تجهيزوه منذ مدة كبيرة قالت حميدة بدهشة يالهوي ليان يوسف اللي بتطلع في التليفزيون وفي البرامج عندنا في البيت خرجت سما من صډمتها وقالت بقى القمر دي ليان يوسف اه كده صح بس كنت فكراها اكبر من كده طلعت كتكوته ضحكت للي على مظهر الفتيات وقالت بلطف مش اوي كده يا بنات عادي يعني قالت رضوى بقوة عادي ايه ده نهارنا ابيض النهاردة قالت جميلة بابتسامة وهي تشير لها لتجلس نورتينا يا مدام ليان اتفضلي اقعدي ارتاحي ابتسمت للي وقالت بود تقدري تقوليلي للي مابحبش ليان جلست للي للمقعد المشار عليه حتى هتفت حميدة بشقيقها وقالت حاجة ساقعة يا سقراط بسرعة رفضت للي وقالت لا لا أنا لسه شاربة والله أنا اصلا مش بشرب مياه غازية عشان النظام الغذائي بتاعي همست سما بعدم فهم وقالت لحميدة هو ايه النظام الغذائي ده يا حميدة هي بتبعتر وهي بتاكل قالت حميدة وأجابت هبقى أسأل يوسف مفتاح أي سؤال يخص الطبيخ ضليع في شؤون المحشي والصلصة تساءلت جميلة بتعجب بس
 

23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات